الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في الانتخابات المحلية الفلسطينية بقلم: عادل شديد

تاريخ النشر : 2017-05-25
قراءة في الانتخابات المحلية الفلسطينية

اجريت  مؤخرا  انتخابات الهيئات المحلية والبلدية الفلسطينية في الضفة الغربية  فقط ، فيما  لم تجري  هذه  الانتخابات في كل من القدس الشرقية  وقطاع غزة ، إلا ان نسبة المشاركة  في الانتخابات  كانت متدنية ،  حيث بلغت نسبة المشاركة  العامة  في جميع  مدن وبلدات وقرى الضفة الغربية حوالي 53% ممن يحق لهم الانتخاب ، ولكن نسبة التصويت كانت متدنية جدا  في المدن الكبرى كمدينة نابلس  والتي لم تتجاوز فيها نسبة التصويت 20% ، ومدينة الخليل 30% فقط ، فيما ارتفعت نسبة التصويت  في القرى ذات التركيبة العشائرية ، وذلك بسبب خوض الانتخابات  من قبل قوائم عشائرية  ، مما رفع نسبة التصويت  في تلك القرى ،وقد جرت الانتخابات لاختيار 145 هيئة محلية ، تضم 1552 مقعدا ، حيث فازت القوائم المستقلة على 65% من الهيئات المحلية ، فيما فازت حركة فتح على 27.6% هيئة محلية وبلدية ، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على 2.77% من الهيئات ، فيما توزعت بقية الهيئات على تحالفات  ضمت بعض الاحزاب السياسية الصغيرة ، فيما قاطعت الفصائل الكبرى خوض الانتخابات في قوائم لها ، وخاصة حركتي حماس والجهاد الاسلامي  والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .

شكلت نسبة التصويت المتدنية صدمة كبيرة لحركة فتح ، والتي عملت وبقوة من اجل زيادة نسبة المشاركة الشعبية  في الانتخابات ، واستنفرت معظم كوادرها وعناصرها وأنفقت مبالغ مالية كبيرة   في سبيل تحقيق ذلك الهدف ، حيث ادت حالة الانقسام  الفلسطيني ،  وانعدام المنافسة القوية في ظل مقاطعة الفصائل الفلسطينية  ، وتراجع  ثقة المواطن الفلسطيني بالمؤسسات القائمة ، الى عدم توجه الكثيرين من الناخبين الفلسطينيين في الضفة الغربية لصناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم ، كما ان تزامن اجراء الانتخابات المحلية مع اضراب المعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية عن الطعام ،  قد ادى الى تراجع الاهتمام في المشاركة بالانتخابات ، ولكن وفي  المقابل ادى اجراء الانتخابات  وحملاتها الدعائية  ، الى تراجع في حجم ووتيرة  التفاعل والتضامن الشعبي الفلسطيني   مع الاسرى المضربين .

لم تكن نسبة المشاركة  المتدنية بالانتخابات ،  هي الصدمة الوحيدة لحركة فتح  ، بل ان حركة فتح  واجهت تحديات اخرى  وكبيرة ، حيث لم تتمكن  من  تشكيل قوائم  مستقلة لها في الكثير من المواقع  ، مما دفعها الى  تعويم المشاركة ، او خوض الانتخابات  في قوائم ضمت مرشحين من كبرى العشائر ، او مرشحين  من رجال الاعمال والمال ، كما ان العديدين من نشطاء وكوادر حركة فتح  قد خاضوا الانتخابات  في قوائم مستقلة  ، مما جعل حركة فتح  تنافس  ذاتها   ، مما ادى الى  عزوف الكثيرين عن التصويت  ، وتشتيت الاصوات من جهة اخرى ، مما كشف ازمة جدية  في الانضباط والالتزام لدى  كادر وأعضاء الحركة  بالتصويت لقوائم الحركة الرسمية .

ادى  لجوء حركة فتح الى  اختيار مرشحين  من كبرى العشائر لقوائم الحركة ، الى اعطاء دور وأهمية  كبرى للعشائر  وذلك  على حساب كوادر وأعضاء الحركة  ، مما شكل تقدما واضحا للعشائر ،  وتراجعا  للمعايير الوطنية والنضالية والفنية  ، وذلك  بالرغم   من  ان العشائر الفلسطينية كانت قد شكلت الحاضنة الوطنية للحركة الوطنية الفلسطينية طيلة سنوات الاحتلال ، وقد ادت مشاركة بعض العشائر في قوائم حركة فتح لفوزها بسبب حصولها  على اصوات تلك العشائر ،  والذي لا يمكن اعتباره رصيدا لحركة فتح  ، حيث من الممكن  في اية انتخابات سياسية او بلدية قادمة ألا تحصل على اصوات هذه العشائر ، وفي مقابل ذلك  ،  فقد ادت مشاركة بعض العشائر في قوائم مستقلة منافسة لحركة فتح  ، الى فوز تلك القوائم المستقلة على حساب قوائم حركة فتح ، مما شكل لها ضربة اخرى ، وجعل حركة فتح غير قادرة على تشكيل المجالس البلدية في عدد من البلديات بدون التحالف  مع قوائم مستقلة اخرى ذات التشكيلة العشائرية او الفنية .

 ادى عدم مشاركة القوى السياسية والحزبية الفلسطينية في الانتخابات  ، وجعلها  تدور  في اوساط حركة فتح ، وبعض العشائر  ، الى خلق شروخ  وتصدعات كبيرة داخل حركة فتح ، كما في  الكثير من العشائر ،  والذي اصبح المحدد الرئيس  للتصويت  ،اضافة الى ان بعض المواقع  شهدت منافسة انتخابية  بناء على التركيبة الجغرافية للمدينة او البلدة ، حيث خاضت بعض القوائم الانتخابات على اساس تقسيم الحارات والأحياء ،  مما ادى ايضا  الى اتساع  في المسافة والشروخ بين تلك الحارات والأحياء ، والذي كاد في مرحلة الدعاية والانتخابات ،  وفي اكثر من موقع  الى تعريض السلم الاهلي والمجتمعي للخطر ،  والذي  قد يحتاج  لفترة زمنية ليست بالقليلة  من اجل انهاء اثاره وتبعاته  السلبية  .

اما حركة حماس  والتي رفضت اجراء الانتخابات في قطاع غزة والتي تخضع  لسلطتها  بحجة عدم التوافق الوطني على اجراء الانتخابات ، ولم  تشارك  في قوائم لها في الضفة الغربية ، إلا انها ايضا تعرضت لصدمة كبيرة ، عندما دعت كوادرها وأنصارها في الضفة الغربية الى التوجه للصناديق واختيار من يرونه الافضل ، حيث اتت دعوتها قبل موعد الانتخابات بأسبوع  واحد ، إلا  ان نسبة الاستجابة لدعوتها  كانت متدنية جدا ، والذي يتم فهمه  على تراجع  في الالتزام  بقرارات قيادة الحركة  من قبل كوادرها وأنصارها ، بعكس ما هو معروف عن مدى الالتزام القوي  لأعضاء حركة حماس  في قرارات قيادة الحركة ، اضافة الى ان اعضاء حماس والذين شاركوا في التصويت ، قد ذهبت اصواتهم  في عدة اتجاهات  ، مما  افقد  حركة حماس القدرة  على انجاح قوائم محددة وخاصة التي نافست حركة فتح ، لا بل  انه في ظل المشاركة العشائرية الواضحة فان بعض اصوات اعضاء حركة حماس ذهبت  في بعض المواقع الى قوائم حركة فتح الرسمية ، مما شكل تناقض واضح  ما بين سياسات  ومواقف الحركة  وسلوك بعض عناصرها  .

اسرائيليا كانت الصدمة الكبرى من الانتخابات المحلية والبلدية  ، وخاصة ان الحكومة الاسرائيلية  ومعها بعض الاطراف  الحليفة لها  ، كانت قد راهنت  على ان الانتخابات البلدية في الضفة  الغربية من الممكن  ان تؤدي الى انتاج قيادات محلية بديلة ، من الممكن ان تتعامل معها  كعناوين وان  تتفاوض معها  حول ادارة الحياة اليومية للمواطنين الفلسطينيين ،ونقل جزء من صلاحيات السلطة الفلسطينية لتلك البلديات ، والتعايش مع الاحتلال ، في ظل الازمة الكبيرة التي تشهدها العملية السياسية مع السلطة الوطنية الفلسطينية ، واحتمالية تراجع قوة السلطة ،  حيث ان العديد من الباحثين الاسرائيليين المتخصصين  في الشؤون الفلسطينية ، قد اعتبروا  ان تدني نسبة المشاركة الفلسطينية   في الانتخابات ، وخاصة  في المدن الكبرى كالخليل ونابلس ،  على انه مؤشر واضح لرفض المشروع الاسرائيلي المستقبلي  في خلق قيادات بديلة  ، وتفكيك القيادة والتمثيل السياسي الفلسطيني ، كجزء من مشروع تهويد الضفة الغربية  وضمها وإدامة امد الاحتلال والاستيطان .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف