الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الصدمة ..التعليم التقني والمهني بقلم: رائد شهوان

تاريخ النشر : 2017-05-25
الصدمة .... التعليم التقني والمهني                                        الكاتب: رائد شهوان

يجب على الاقتصاد الفلسطيني الحديث نسبياً الإستفادة من التجارب والخبرات السابقة للشعوب والدول المتقدمة والتي تعتبر ميزة في طريق النهوض والتطور وإستخدام أفضل الممارسات الجاذبة للاستثمارات الخارجية سواء المباشرة أو غير المباشرة مع ضرورة التركيز على العنصر البشري وتعليمه وعدم التركيز على تخصصات قد أشبع السوق المحلي منها.

لكن ولكن .... صدمتني الأرقام المهولة للتعليم التقني حول العالم ولكن ما أثار إنتباهي نسبته الى التعليم الكلي في المانيا الذي يبلغ 75 % وهذا يدل على التطور والتباين الثقافي بين فلسطين وألمانيا إذ لم يكن مع جميع الدول الصناعية، فقد عملت ألمانيا خلال عقود على التركيز على الجانب المهني والتقني الذي يعمل على رفع وتطوير الإنتاج الصناعي الى جانب الاهتمام بالعلوم الأخرى بعكس الإهتمام الحاصل لدينا عندما ترى الجميع يتهافتون على التعليم الأكاديمي ليصبحوا أطباء ومهندسين وصيادلة .... على إعتبار أن ذلك من رفعة الإنسان والمجتمع.

إن لزيادة الاستثمار الدور الكبير لنفض المجتمع الفلسطيني لكثير من مشاكله نتيجة محدودية الموارد والاحتلال وضعف الطلب على كثير من التخصصات بالإضافة الى الكثير من المعيقات التي لا تعمل على تطوير الاقتصاد الفلسطيني، ولكن يعتبر المجتمع الفلسطيني فتياً وهو الكنز (العقل البشري) الذي يجب الاستثمار به لرفعة وتطور المجتمع والبناء عليه مستقبلاً.

بالرغم من الدور الكبير والجهود الذي تقوم به المؤسسات الخاصة والعامة في فلسطين للتشجيع على التعليم الصناعي إلا أن هذا النوع من التعليم لم يرتقي لغاية الأن للموقع المنشود فقد أُنهك المجتمع الفلسطيني من بعض التخصصات مما دفع ببعض الأكاديمين والاتحاد والنقابات الى تعليق تدريس بعض التخصصات لفترة، وعلى الرغم من إعتبار البعض أن التعليم المهني والتقني هو ملاذاً للفاشلين أكاديمياً والغير صحيح وعلى العكس تماماً حيث أن حاجة السوق الفلسطيني الى التخصصات المهنية والتقنية يعتبر ملحاً وذو فائدة كبيرة للمجتمع الفلسطيني وتعمل على خفض البطالة حال توافرت على نطاق واسع وضمن إحتياجات السوق وتوافر المراكز التدريبية والمختبرات المتخصصة والإشارات التي تصدر من هنا وهناك تدل على التطور المنشود في هذه القطاعات مستقبلاً من خلال إعتماد الخطط والبرامج التدريسية والتدريبية الجديدة.

يعتبر المعيق الأكبر للتوسع بهذا النوع من التعليم وحرفنته بما يتلائم واحتياجات السوق نظرة المجتمع وعزوف الشباب عن هذا النوع من التعليم والأخذ بالتراجع ولكن يرجح الى أن السبب الرئيس هو بدايته المتأخرة في المراحل التعليمية وإن بدءنا نشعر بتحسن كبير لا سيما وأن خطط وزارة التربية والتعليم توجه لزيادة إعداد الطلبة في هذا القطاع من خلال دمجة بالتعليم المدرسي الذي يعتبر اللبنه الاساسية للبناء عليه لإعطاء الطلبة حرية إختيار التخصص ومهنة المستقبل من أوسع الأبواب وعدم تضيع الجهد والوقت حتى الوصول الى مرحلة معينة بالإضافة الى الإحتمالية الكبيرة لتوافر فرصة وظيفية مستقبلية أو العمل الحر الذي هو أوسع نشاطاً وأكثرها جدوى.

ليس المقصود بالتعليم التقني والمهني هو المهن التي تحتاج الى جهد كبير فمنها يحتاج الى لمسات فنية إضافية وقدرة على تطوير الذات كالعمل في البنوك والتقنيات والصناعات ... الخ، فهذا النوع من التعيم يوفر التدريب والمكان المناسب للعمل بأقل جهد ممكن وأقصر الطرق، وهنا يجب الخروج من عمق الزجاجة بإعتبار أن هذا النوع من التعليم مخصص للذكور دون الإناث فمن يتبع خط الصناعة العالمية يتبين له أن المرأة تشارك الرجل في جميع مناحي الحياة وحتى لو كان محافظاً فهنا يجب على المرأة وإتحادتها أخذ زمام المبادرة بالبحث والترويج عن القطاعات التي تتناسب مع المرأة وفسيولوجيتها لتكون يداً بيد الى جانب الرجل في مرحلة البناء.

هل تعليم عزيزي القارئ أن المهارة والموهبة عاملاً مهماً في هذا النوع من المهن، وهل تعليم أن كثير من هذه المهن وخاصة المتعلقة بالألات كانت عبارة عن عمالة مهاجرة وغير متوفرة بالرغم من الحاجة الشديدة لها، وهل تعلم أن الدخل الحاصل من كثير من هذه المهن يوازي إن لم يكن أعلى من راتب مهندس أو طبيب، وهل تعلم نظرة المجتمع الى هذه المهن أخذه بالتغير في ظل تكدس الخريجين والبطالة، وهل تعلم أن كثير من هذه المهن تحتاج الى دورات تدريبية وشهادات للعمل بها ........ وإذا قال آني فرانك قد تبدو البطالة جذابة لكن العمل هو ما يقنعك فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا كان الشغل مجهدة فإن الفراغ مفسدة وكما قال أرثر دويل ذوو القدرات العادية لا يتطلعون أبداً إلى الأفضل، لكن الموهبة تدل فوراً على العبقرية. 

عظمة العمل عبر التاريخ مبهرة وإن أختلفت الأسماء والتعابير فزكريا عليه السلام كان نجاراً، ادم عليه السلام كان مزارعاً، ادريس عليه السلام كان خياطاً .... أفلا تعقلون.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف