قصة قصيرة
إصـغــاء ..
محمد الجنافي
هرعوا إلى فوهة الجب . .
أدلوا بمصابيحهم الخافتة في جوفه الدامس .
تراقصت ظلالا موحشة على تجاعيد جدرانه .
صاح كبيرهم مخاطبا رجلين يتسلقانها :
" ابقيا في القاع ، سنأتي من القرية بحبال ونشدكم إلى أعلى ، لا تتسلقا جدران الجب فجحورها سكن الأفاعي ، ونتوءات طينه ستتهشم في قبضاتكما وتحت أرجلكما فتهويان إلى قاعه اليابس السحيق مرة أخرى .. "
صاحوا خلفه يرددون :
ابقيا في القاع ...... لا تتسلقا جدران الجب .. طينه هشيم .. جحوره أفاعي ..
***
أصغى لندائهم . .
أرعبه ذكر الأفاعي ..
تسمرت عيناه في جحر أمامه ..
خارت قواه فلم يقوى على المضي ..
دفع بجسده بعيدا عن الجدار ليسقط ثانية في عتمة القاع
شعر بناب ساخن يخترق ساقه
تلوى متألما ..
ابتلع صياحهم صراخه قبل أن يلتف حول جسده المنهك ثعبان ضخم . .
***
مضى رفيقه يرتفع بين تجاويف الجحور ونتوءاتها المتباعدة
اختلط لهاثه بفحيح الافاعي ..
سطعت أضواءهم الخافتة على جبهته المبللة بالعرق ؛ فبدا بوجهه المشدود إلى الأعلى مصغيا لنداء آخر .. أبعد من صياحهم ..
فيما نشدت عيناه السماء عبر الفوهة الملبدة بالوجوه المزيفة .
انحسرت الاضواء الباهتة . . سكت صراخ الفوهة . . لم يبقى على نجاته سوى افعى وبضع جحور . . طواها كنمر يعتلي شجرة . .
***
ارتمى على بعد خطوة من الجب ..
تحلقوا حوله يسألونه !
اشار إلى أذنيه وشفتاه
قال شيخ في الجوار : لولا صممه لمكث مع صاحبه في القاع .
استغرقوا في ذهولهم !
ساد الصمت
خرجت من فتحة الجب صرخات ... خافتة .. مكتومة ... متقطعة .
*****
إصـغــاء ..
محمد الجنافي
هرعوا إلى فوهة الجب . .
أدلوا بمصابيحهم الخافتة في جوفه الدامس .
تراقصت ظلالا موحشة على تجاعيد جدرانه .
صاح كبيرهم مخاطبا رجلين يتسلقانها :
" ابقيا في القاع ، سنأتي من القرية بحبال ونشدكم إلى أعلى ، لا تتسلقا جدران الجب فجحورها سكن الأفاعي ، ونتوءات طينه ستتهشم في قبضاتكما وتحت أرجلكما فتهويان إلى قاعه اليابس السحيق مرة أخرى .. "
صاحوا خلفه يرددون :
ابقيا في القاع ...... لا تتسلقا جدران الجب .. طينه هشيم .. جحوره أفاعي ..
***
أصغى لندائهم . .
أرعبه ذكر الأفاعي ..
تسمرت عيناه في جحر أمامه ..
خارت قواه فلم يقوى على المضي ..
دفع بجسده بعيدا عن الجدار ليسقط ثانية في عتمة القاع
شعر بناب ساخن يخترق ساقه
تلوى متألما ..
ابتلع صياحهم صراخه قبل أن يلتف حول جسده المنهك ثعبان ضخم . .
***
مضى رفيقه يرتفع بين تجاويف الجحور ونتوءاتها المتباعدة
اختلط لهاثه بفحيح الافاعي ..
سطعت أضواءهم الخافتة على جبهته المبللة بالعرق ؛ فبدا بوجهه المشدود إلى الأعلى مصغيا لنداء آخر .. أبعد من صياحهم ..
فيما نشدت عيناه السماء عبر الفوهة الملبدة بالوجوه المزيفة .
انحسرت الاضواء الباهتة . . سكت صراخ الفوهة . . لم يبقى على نجاته سوى افعى وبضع جحور . . طواها كنمر يعتلي شجرة . .
***
ارتمى على بعد خطوة من الجب ..
تحلقوا حوله يسألونه !
اشار إلى أذنيه وشفتاه
قال شيخ في الجوار : لولا صممه لمكث مع صاحبه في القاع .
استغرقوا في ذهولهم !
ساد الصمت
خرجت من فتحة الجب صرخات ... خافتة .. مكتومة ... متقطعة .
*****