الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اضواء على أبرز المحطات في زيارة ترامب للمنطقة بقلم:د. سمير مسلم الددا

تاريخ النشر : 2017-05-24
اضواء على أبرز المحطات في زيارة ترامب للمنطقة
د. سمير مسلم الددا
[email protected]
كانت زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الشرق اوسطية هي الحدث الابرز عالميا والاكثر جذبا لوسائل الاعلام ووكالات الاخبار العالمية هذا الاسبوع.
ليس سرا ان اجواء الانتخابات الرئاسية الاميركية الاخيرة خلفت شعورا من الترقب والحذر ويمكن القول انه وصل الى درجة من القلق في العواصم الاسلامية بما فيها الرياض جراء التصريحات التي صاحبت الحملة الانتخابية وخصوصا تلك المتشنجة الصادرة عن دونالد ترامب واركان حملته والتي خلطت بين ما اطلقوا عليهم" متطرفين اسلاميين ارهابيين" وبين المسلمين والاسلام, بل ذهب بعض المراقين الى وصفها بأنها "عدائية للاسلام والمسلمين", لدرجة ان ترامب نفسه وقع أكثر من مرة على قرارات تنفيذية لمنع مواطني عدة دول اسلامية من الدخول الى اراضي الولايات المتحدة الامريكية.
صحيح ان المملكة العربية السعودية لم تكن بين الدول التي استهدفتها قرارات ترامب التنفيذية, ولكن كان هناك اشارات ترد من واشنطن كانت في بعض منها تغمز في قناة توجهات وسياسات الرياض وخصوصا السياسة الخارجية.
في ظل هذه الاجواء المشحونة جاء تحرك قصر اليمامة (الوقائي ان صح التعبير) تجاه البيت الابيض في شهر مارس الماضي متمثلا في رحلة الامير محمد بن سلمان الشخصية الاهم في دوائر صنع القرار السعودي الى واشنطن (والتي جاءت تتويجا لجهود حثيثة بذلت تحت الاضواء) تلبية لدعوة تلقاها الامير من الرئيس ترامب كما أشار سلمان الانصاري الذي يصفه المراقبون بأنه رأس اللوبي السعودي في واشنطن (سابراك), كانت هذه الرحلة الهامة جدا تهدف ليس فقط الى تبديد تلك الاجواء "الغير ودية" التي سبقت الاشارة اليها, ولكن بالدرجة الاولى كانت تهدف الى أبعد من ذلك بكثير, تهدف الى "ترسية علاقات امريكية سعودية تفوق الطابع الاستراتيجي وترقى الى درجة التحالف", الزيارة كانت تدشينا لعمل سياسي ودبلوماسي مكثف طيلة الاشهر القليلة الماضية لتأكيد هذا النوع المميز من العلاقات الخاصة بين البلدين والممتد منذ الاتفاق الشهير في فبراير عام 1945 بين الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية والرئيس الأمريكي الاسبق فرانكلين روزفلت والمعروف باتفاق كوينسي نسبة الى الطراد (يو أس أس كوينسي) الذي تم على متنه التوصل الى هذا الاتفاق.
وصل الرئيس ترامب الى الرياض يوم الاحد الماضي في زيارة هي الاولى له منذ تنصيبه في يناير الماضي وهو اول رئيس امريكي يدشن رحلاته الخارجية برحلة الى خارج القارة الامريكية, بذلك تكون هذه الرحلة تاريخية وتحمل دلالات كثيرة وكبيرة, اذ لم يكن صدفة ان يختار الرئيس الامريكي الرياض لتكون اول محطة خارجية له, فقد سبقتها اشارات تؤكد ان العلاقات بين البلدين تشهد نموًا وتقاربًا لم تشهده في أي فترة مضت.
التحول الجذري في موقف الادارة الأمريكية الجديدة تجاه الرياض لم يكن وليد الصدفة, بل كان نتاج حراك سياسي مبكر وفاعل, ويعكس بوضوح التوجه السعودي شديد البراغماتية، والذي ينظر إلى المصلحة العليا للبلاد على انها خط احمر لا يسمح بالاقتراب منه وهي الترمومتر الوحيد الذي يحدد مستوى وطبيعة العلاقات مع الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق يحسب للرياض توظيف كافة امكانياتها (السياسية, الدبلوماسية, المالية, الثقافية, البروتوكولية وغيرها) لترسيخ علاقات مميزة مع القوى الاعظم في العالم ترقى الى مستوى "الحليف" وتوجيه هذه العلاقات نحو خدمة وصيانة مصالحها العليا والحفاظ عليها, شأنها شأن دول العالم التي تسخر مواردها في خدمة مصالحها.
وكما يقول دهاقنة السياسة ليس هناك عداءًات دائمة أو صداقات دائمة في العلاقات الدولية، انما فقط المصالح هي البوصلة التي تشير الى الصديق أو غيره.
لغة المصالح فقط هي التي يفهمها ساكن البيت الابيض الجديد, التقطت الرياض هذا الخيط بسرعة وعزفت على هذا الوتر ببراعة, وقدمت أنغاما تمايل لها ترامب طربا, و تحول من ترامب مناهض للاسلام بالامس القريب الى ترامب اخر يشرب (القهوة العربية) بيمينه تبعا لتعاليم هذا الاسلام.
نعم فقط المصالح ولغة الدولار هي من تحدد قبلة التوجهات السياسية للدول، اضافة لما سبق, كان هناك تقاطع للمصالح الامريكية السعودية في المنطقة حيث تلاقت حاجة أمريكا للحضور بقوة من جديد للمشهد الشرق أوسطي عبر بوابة سوريا واليمن، مع الرغبة السعودية في استعادة واشنطن لدورها الإقليمي في المنطقة من خلال تواجدها القوي في سوريا وهي اكثر نقاط المنطقة سخونة بما يعنيه ذلك بالضرورة من تقليص للدور الروسي في سوريا ومن ثم بالتبعية اضعاف للدور الايراني ودور من هم يدورون في الفلك الروسي الايراني, وهذا من منظور استراتيجي يعتبر تعزيزا لنفوذ الرياض, ويعد كذلك نجاحا باهرا للسياسة السعودية التي اتسمت بالحكمة والحنكة وبعد النظر.
وفي نفس السياق, تأتي القمة الخليجية الاسلامية الامريكية الاخيرة ترسيخا لموقع الرياض في مقدمة هذه الدول المشاركة وورقة استراتيجية اضافية لتعزيز مكانتها في العلاقة الامريكية السعودية بحلتها الجديدة.
اما الجزء الثاني من زيارات ترامب الى تل ابيب والقدس الشرقية وبيت لحم, كانت بروتوكولية شكلية اكثر منها استراتيجية, في تقديري لم يكن لها أهمية مادية تذكر في ضوء ما رشح من تصريحات ومواقف عن اصحاب العلاقة, غلب عليها الطابع الروحي الديني, لم تحمل تصريحات الرئيس الامريكي خلالها أي مواقف ملفتة, مجرد تكرار لمواقف معروفة تقليدية وان وصفها البعض بالاستكشافية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف