الأخبار
علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقطأبو ردينة: الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لإسرائيل لا يقودان لوقف الحرب على غزة
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مشغل الدولاب بقلم:علي علي

تاريخ النشر : 2017-05-24
مشغل الدولاب بقلم:علي علي
مشغل الدولاب

 علي علي


  (ديلاب الهوه).. لعبة لا أظن أحدا منا لم يركبها، سواء أفي صغره أم كبره! ومعلوم أن في مقاعدها تتبادل المواقع مكانا وزمانا، وفق توقيتات قد تطول وقد تقصر، فنرى من كان موقعه منخفضا قبل حين، يرقى ويسمو ويرتفع، في حين أن من رفعته الآلة واتخذت له مكانا عليا، تدور به وتعيده الى أسفل السافلين. وهذا ديدن اللعبة، إذ لكل عالٍ لابد من انخفاض، ولكل منخفض ارتقاء مادام يتبوأ موقعا في اللعبة.

   ويبدو أن آلية تبادل المواقع هذه سارية المفعول في أماكن أخرى أيضا، ولاسيما المواقع السياسية والسيادية في عراقنا الجديد -والذي ماعاد جديدا- ولعل أهم أوجه التشابه في الحالتين، هو أن راكب (ديلاب الهوه) والسياسي عليهما الرضوخ لهذه القاعدة، والقبول بها وتقبلها في حالتي الرفع والخفض، وعليهما الإيمان التام أن دوام الحال من المحال، مع الفارق أن الحالة الأولى لاتتعدى كونها لعبة، ولاتبعات تقع على ممارسها، فيما الحالة الثانية يتحمل فيها السياسي تبعات وتداعيات ومسؤوليات لاتقف عنده وحده، بل تتعداه الى رعية ومرؤوسين، عليه وضع مصيرهم بالحسبان حين يتولى أمرهم ويترأسهم، ليترك بصمة حميدة عند مغادرته موقعه السيادي، فيضمن بالتالي سلامة صورته في مخيلتهم، وقد قال السابقون حكمة في هذا مفادها: (كن رقيقا في معاملتك مع الناس وأنت في طريق الصعود، لأنك حتما ستقابلهم في طريق النزول)، فهل فعل هذا أولو أمرنا متبوئو مقاعد السلطة والتسلط في عراقنا منذ عام 2003 حتى اليوم؟ وهل ارعووا بمقولة او موعظة او آية او حديث نبوي، سمعوه أو قرأوه، لاسيما وأن كتب التأريخ زاخرة بما يحث على الالتزام تجاه الرعية، ويحض على تحمل المسؤولية والإيفاء بما يلقى على عاتق المسؤول منها؟

  والحديث عن المسؤول والمسؤولية في بلدنا يطول ويعرض، إذا علمنا أنها -المسؤولية- ماعادت مهامها تناط بمن هو أهل لها بمعنى الأهلية، إذ لم يكن وصول كثيرين ممن اعتلوا المناصب القيادية والسيادية الى ماهم عليه وليد كفاءة او مؤهلات او استحقاقات، إنما دوران (ديلاب الهوه) هو من أتى بهم، ورقى بوظيفتهم الى أعلى درجاتها، حيث مشغل الدولاب يمتلك التحكم المطلق بمواقع مركباته، ويسيرها وفق مثلنا القائل؛ (كلمن يحود النار لگرصته)، دون وضع المصلحة العامة بالحسبان، بل أنه يتمادى بالإضرار بها من أجل مصلحته الشخصية والفئوية والحزبية، رافعا شعار؛ (أنا ومن بعدي الطوفان). فأغلب مسؤولينا اليوم ينظرون الى العراق كمتجر كبير، او كـ (supermarket) وهمهم الوحيد هو ملء أرصدتهم وجيوبهم بما خف حمله وثقل من بضائعه، وبما زاد ثمنه وقل على حد سواء، دون مراعاة عيب، او خشية من حرام او مخافة عقبى وعقاب. فأما العيب، فقد تغلبت المغريات أمامهم على القيمة المطلقة له، وبات بالإمكان غض النظر عنه تحت شعار؛ (العيب بالجيب). وأما الحرام فقد رفعوا أمامه شعار؛ (الله غفور رحيم)..! وأما العقبى فشعارهم فيها قول ابي فراس الحمداني؛ (إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر). وعن العقاب فقد قالها السابقون: (من أمن العقاب ساء الأدب).

وأظن بعد كل هذه التحصينات التي حصن مسؤولونا أنفسهم بها، جاز لهم فعل مايشاءون أنّى تبوأوا مقاعدهم في دواليب المجلس التنفيذي والتشريعي، وكذلك القضائي، وكيفما يدور (الديلاب) هم دوما في أعلاه. أما ماانخفض من مقاعد فقد أضحى حصة المواطن على الدوام، وسواء أكان الحكم ديمقراطيا أم دكتاتوريا! وسواء أصدام هو الحاكم، أم من أتى بعده من بني مالك او العباديين، أم من سيأتي بعدهما بعد حين! فمصير المواطن مرهون بيد مشغل الدولاب شاء أم أبى!.

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف