الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إلى روح محمود بقلم:عمر حلمي الغول

تاريخ النشر : 2017-05-23
إلى روح محمود بقلم:عمر حلمي الغول
نبض الحياة

إلى روح محمود

عمر حلمي الغول

منذ خطواته الأولى، خطى عام 2017 ثقيلا على النفس مع إشهاره سيف الموت اللعين مختطفا فرسانا من المناضلين والمبدعين، فلم يمض شهراً إلآ وإختطف صديقا عزيزا، عشية راس السنة وإنبلاج فجر ايامه الأولى إنقض على روح الصديق محمد غضية، ثم بعد شهر هاجم الصديق القائد جميل حسن شحادة، وبعده الصديق فتحي شاهين (سفيان)، وتلاه الشاعر الكبير الصديق احمد دحبور، وأمس الإثنين صباحا إختطف الصديق والأخ محمود ابو هنطش في الدنمرك حيث يقيم مع عائلته. كما إختطف أمس صباحا سفيرنا العزيز عزمي الدقة، الذي تشرفت بمعرفته لبعض الوقت. وغيرهم من الرجال، الذين ترجلوا رغما عنهم عن مشهد الحياة والعطاء.

ولصديقي محمود رفيق ابو هنطش، مكانة خاصة عندي، حيث ربطتنا صداقة عميقة منذ ان تعرفنا  في ميادين النضال وداخل صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في اوائل السبعينيات من القرن الماضي. وابو سامر الرجل الجميل والمعطاء والمحب لإصدقائه ولرفاقه حتى، وهو خارج صفوف الشعبية، صاحب باع طويل في النضال الوطني والقومي. فانتمى لحركة القوميين العرب وهو شاب يافع في مدرسة الحسين الثانوية في عمان، عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية عام 1964، وتابع طريق الثورة منذ إنطلاقة شرارتها الأولى في صفوف الجبهة الشعبية 1967 بالعمل مباشرة مع الرفيق جورج حبش، الأمين العام للجبهة، وكان مرافقا وسكرتيرا له حتى اواسط السبعينيات، ثم إنتقل للعمل في الساحة اللبنانية، وتسلم مهمة مسؤولها العسكري، كما تسلم مهام قيادية مؤقتة في حزب العمل الإشتراكي العربي، وكان نائب رئيس الدائرة العسكرية حتى مغادرته صفوف الجبهة الشعبية في مطلع التسعينيات من القرن الماضي.

كان الصديق محمود مناضلا وفارسا من فرسان الجيهة والثورة. لم يتخلف يوما عن الميدان، واكب رحلة الثورة معركة معركة، ويوما تلو الآخر. كنت تجده في وسط المعارك في عمان والأحراش وفي سوريا ولبنان، الذي مشطه شبرا شبرا من أقصاه إلى أقصاه، من بيروت إلى البقاع والجبل والشمال والهرمل وعكار والجنوب بكل قطاعاته الغربي والأوسط والشرقي. ورغم كل العقبات والعراقيل، التي وضعت في طريقه، إلآ انه كان يتغلب عليها بشجاعة وفتوة وإصرار.

صقل ابو سامر تجربته الثورية  العسكرية والفكرية من خلال الحصول على العديد من الدورات والكورسات في الصين وموسكو وبلغاريا. وإحتل موقعه في اللجنة المركزية العامة للجبهة بإمتياز وإقتدار ومنذ المؤتمر الثالث في 1972. وكان القائد محمود منحازا للتيار اليساري العقلاني، لم يهادن، ولم يسقط في تيار الصبيانية اليسارية. وكانت تربطه برفاقه وإصدقائه داخل الجبهة وفي فصائل العمل الوطني علاقات وطيدة، حيث تميز بالتواضع ومحبة الآخر، وكان وحدويا، وحريصا على وحدة القضية والشعب ومنظمة التحرير الفلسطينية حتى في لحظات الإفتراق والإختلاف مع القيادة الشرعية. وكان عضوا في المجلسين المركزي والوطني للمنظمة، وكان في القيادة العسكرية الموحدة لفصائل العمل الوطني، وفي القيادة العسكرية المشتركة للقوات الفلسطينية اللبنانية. ومع انه غادر صفوف الجبهة والثورة، إلآ انه بقي مسكونا بفلسطين والدفاع عن السياسات الوطنية دون تردد، حتى آخر رمق من حياته، وهو يصارع المرض العضال اللعين، الذي إستنزف قوته وارادته الصلبة.

ورغم إننا إفترقنا جغرافيا بعد ان لجأ إلى الدنمرك لإسباب خاصة به، ونتيجة الصراعات الداخلية، غير ان ابو سامر بقي وفيا ومخلصا لصداقاته، لم يبخل يوما بمحبته وتواصله مع جميع أصدقائه وأنا منهم. وكان دائما يعيش الهم الفلسطيني حدثا تلو الآخر، يتابع أدق التفاصيل، ويسأل ويعاتب، وينتقد ويلعن ويرضى عندما يتفهم الموقف.

محمود كان أخا عزيزا لم تنجبه أمي. كان دافئا حنونا وكريم المعشر. وكان رب أسرة مميزا، ووفيا لإخوته ولوالدته، التي رحمها الله منذ زمن غير بعيد، التي ارتبط معها بعلاقة خاصة ميزته عن إخوته، لإنه كان جديرا بتلك الخاصية.

غادرنا ابن قرية قاقون من محافظة طولكرم جسدا، لكنه باق ما بقي في العمر من زمن، وباق بكفاحه ونضالاته وإسهاماته المختلفة في ميادين العمل داخل الجبهة وفي نطاق العمل الوطني العام. غادر محمود الحياة بعد رحلة قصيرة لم تتجاوز الثمانية وستين عاما. فكل العزاء لزوجته الأخت ام سامر ولإبنائه الأحبة سامر وخالد وباسل وناهي، ولإخوته وعائلته في عمان/ مخيم الوحدات والإشرافية وللإصدقاء جميعا، الذين احبوه وبقي جسر المودة يجمعهم وإياه.

[email protected]

[email protected]
            
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف