زيارة ترمب.. تراجيديا ساخرة إلى حد البؤس!
!
حاولت أن اقدم تحليلاً موضوعياً حول جولة الرئيس ترمب في المنطقة فلم استطع، إذ كيف أقدم تحليلا ً موضوعياً لتراجيديا ساخرة الى حد البؤس !
الرئيس ترمب شخص صادق جداً لدرجة الوقاحة المفرطة ، فهو أثناء حملته الانتخابية قال أكثر من مرة : أن الخليجين عندهم أموال لا يعلم بها الا الله ولكنهم لا يدفعون كفاية لنا نظير حمايتنا لهم، وها هو بعد توليه زمام السلطة يفتتح أول جولاته خارج الولايات المتحدة بزيارة السعودية بغية الحصول على شيك بقيمة 460 مليار دولار!
ترمب الذي لم يخف إعجابه بالمملكة كان صادقاً ايضا ً، فهو رجل أعمال حتى النخاع ويريد مستهلكين بجيوب منتفخة عندهم القدرة على الدفع، فهو لم ينافق أحداً فهذا حقاً ما يعجبه ويلفت نظره، وكان أيضاً صادقاً حين قال: لم آت لإلقاء المحاضرات وفرض اُسلوب الحياة الامريكية على الآخرين!
فما دام الطرف الآخر يدفع فليس هناك مشكلة في ان يحتفظ بنمط حياته الخاص به، حتى ان محاولة تصدير نمط الحياة الامريكي سيكون ضاراً من ناحية مالية على الولايات المتحدة حسب وجهة نظر ترمب، لأنه لو كان هناك برلمان وقضاء حقيقي يحاسب على الطريقة الامريكية في السعودية فكيف سيتمكن الملك من التوقيع على صفقات خيالية ستفلس البلاد التي تعاني ميزانيتها الحالية من عجز مالي!
وحتى في خطابه في القمة التي وفد اليها ممثلون عن ٥٥ دولة إسلامية ، تحدث الرئيس ترمب مع المجتمعين بأسلوب الموجه الآمر والمدير المسؤول الذي يتحدث مع موظفي شركته في إجتماع اداري :
" عليكم ان تجففوا منابع تمويل الارهاب"
"اطردوا المتطرفين من بلادكم"
"لا تنتظروا حتى تأتي الولايات المتحدة وتتدخل ، عليكم تحمل العبء"
بينما سيكون أسلوب الرئيس ترمب مختلفاً في اسرائيل وبصورة جوهرية ، فهو ذاهب هناك للقاء شركاء وليس مستهلكين وموظفين ، لن يجرؤ ترمب على طلب أموال من شركاءه في اسرائيل لانه يعرف أنه هذا لا يليق في أعراف السوق ولأنه لو طلب فأنه يعرف الإجابة التي سوف يسمعها
" نعم انتم تقدمون لنا الحماية والدعم سيادة الرئيس لكن نحن أيضاً نقوم بحماية مصالحكم"
هذه الجملة لم ولن يسمعها في السعودية لان العلاقة هناك ليست علاقة شراكة!
هل عرفتم الان لماذا تناولت الموضوع بأسلوب ساخر ؟
لأن ما يحد هو فعلاً فصل تراجيدي ساخر الى حد البؤس!
.........د. محمد رياض
!
حاولت أن اقدم تحليلاً موضوعياً حول جولة الرئيس ترمب في المنطقة فلم استطع، إذ كيف أقدم تحليلا ً موضوعياً لتراجيديا ساخرة الى حد البؤس !
الرئيس ترمب شخص صادق جداً لدرجة الوقاحة المفرطة ، فهو أثناء حملته الانتخابية قال أكثر من مرة : أن الخليجين عندهم أموال لا يعلم بها الا الله ولكنهم لا يدفعون كفاية لنا نظير حمايتنا لهم، وها هو بعد توليه زمام السلطة يفتتح أول جولاته خارج الولايات المتحدة بزيارة السعودية بغية الحصول على شيك بقيمة 460 مليار دولار!
ترمب الذي لم يخف إعجابه بالمملكة كان صادقاً ايضا ً، فهو رجل أعمال حتى النخاع ويريد مستهلكين بجيوب منتفخة عندهم القدرة على الدفع، فهو لم ينافق أحداً فهذا حقاً ما يعجبه ويلفت نظره، وكان أيضاً صادقاً حين قال: لم آت لإلقاء المحاضرات وفرض اُسلوب الحياة الامريكية على الآخرين!
فما دام الطرف الآخر يدفع فليس هناك مشكلة في ان يحتفظ بنمط حياته الخاص به، حتى ان محاولة تصدير نمط الحياة الامريكي سيكون ضاراً من ناحية مالية على الولايات المتحدة حسب وجهة نظر ترمب، لأنه لو كان هناك برلمان وقضاء حقيقي يحاسب على الطريقة الامريكية في السعودية فكيف سيتمكن الملك من التوقيع على صفقات خيالية ستفلس البلاد التي تعاني ميزانيتها الحالية من عجز مالي!
وحتى في خطابه في القمة التي وفد اليها ممثلون عن ٥٥ دولة إسلامية ، تحدث الرئيس ترمب مع المجتمعين بأسلوب الموجه الآمر والمدير المسؤول الذي يتحدث مع موظفي شركته في إجتماع اداري :
" عليكم ان تجففوا منابع تمويل الارهاب"
"اطردوا المتطرفين من بلادكم"
"لا تنتظروا حتى تأتي الولايات المتحدة وتتدخل ، عليكم تحمل العبء"
بينما سيكون أسلوب الرئيس ترمب مختلفاً في اسرائيل وبصورة جوهرية ، فهو ذاهب هناك للقاء شركاء وليس مستهلكين وموظفين ، لن يجرؤ ترمب على طلب أموال من شركاءه في اسرائيل لانه يعرف أنه هذا لا يليق في أعراف السوق ولأنه لو طلب فأنه يعرف الإجابة التي سوف يسمعها
" نعم انتم تقدمون لنا الحماية والدعم سيادة الرئيس لكن نحن أيضاً نقوم بحماية مصالحكم"
هذه الجملة لم ولن يسمعها في السعودية لان العلاقة هناك ليست علاقة شراكة!
هل عرفتم الان لماذا تناولت الموضوع بأسلوب ساخر ؟
لأن ما يحد هو فعلاً فصل تراجيدي ساخر الى حد البؤس!
.........د. محمد رياض