الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

طائرات مهربة، لمنْ؟ بقلم:د. جاسم الشمري

تاريخ النشر : 2017-05-23
طائرات مهربة، لمنْ؟

د. جاسم الشمري – العراق

تداعيات احتلال العراق ما زالت مستمرة على الرغم من مرور أكثر من 14 عاماً على تلك الكارثة التي طالت شرورها الأحياء والجماد، ونخرت دولة كبيرة وذات سيادة وأهمية واضحة في الشرق الأوسط.

وقبل أسبوع تقريباً اعترفت كونداليزا رايس- مستشارة الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش في لقاء بمعهد بروكينغز- أن " الولايات المتحدة اتخذت قرار غزو العراق مع حلفائها عام 2003، وهي تعلم أنها لن تجلب الديمقراطية لتلك الدولة، ولكنها سعت في حقيقة الأمر للإطاحة بالرئيس صدام حسين، ولم يكن أبداً في خطط الرئيس بوش استخدام القوة العسكرية من أجل جلب الديمقراطية للعراق".

العراقيون بعد العام 2003 صاروا بلا دولة، وبلا سيادة، وكل من يملك بعض القوة – من العراقيين والأجانب- قادر على أن يفعل أي شيء، وكأنهم في سباق ماراثوني للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب على حساب الشعب العراقي.

واليوم وبعد 14 عاماً من "التغيير" نتساءل: هل قُضِيَ على صدام حسين فقط؟

أعتقد أن الرد يمكن أن يأتي من أي مواطن عراقي، أو عربي بسيط ويقول: إن ما جرى قضى على صدام حسين، وعلى دولة المؤسسات، وعلى الكثير من القيم والمفاهيم القائمة في المجتمع.

ونحن هنا لن نتطرق للتهجير القسري خارج البلاد وداخلها، ولن نتناول الحديث عن الجريمة المنظمة التي حذر منها رئيس الحكومة، حيدر العبادي، قبل أيام، ولن نركز على كوارث المخدرات والاختطاف والاعتقال العشوائي وانتشار السلاح خارج إطار القانون، وغيرها من الصور المؤلمة التي تؤكد أن الهدف هو تدمير العراق وليس الخلاص من صدام حسين، ولكننا سنتناول اليوم قضية فيها دلالات غامضة وخطيرة.

القضية باختصار أن هيئة النزاهة العراقية كشفت، في منتصف أيار/ مايس الحالي عن" ضبط 49 طائرة مسيـرة مهربة داخل إحدى الحاويات في ميناء أبو فلوس بمحافظة البصرة، وأن الطائرات صينية المنشأ ذات امتياز أمريكي مزودة بكاميرات فائقة الدقة للتصوير الفديوي والفوتوغرافي، وتم ضبطها مخبأة في الربع الأخير من الحاوية المهربة بعد وضع مواد مختلفة في مقدمتها للتمويه، وقد تم التحرز على المواد المضبوطة، وتم تنظيم محضر الضبط الأصولي لعرضه على الجهات القضائية، لاتـخاذ القرار المناسب".

بيان هيئة النزاهة لم يذكر فيما إذا كانت شحنة الطائرات داخلة للعراق أم خارجة منه، فقط ذكرت أنه تم " ضبط 49 طائرة مسيـرة مهربة".

وهنا سنتناول الموضوع في شقين. الأول هو أنها مدخلة إلى العراق، والثاني أنها مهربة من العراق.

في الاحتمال الأول: هذا يعني أن هنالك قوى عسكرية غير رسمية هي من تقف وراء العملية، وإلا لو كانت صفقة رسمية لا يمكن توقع مصادرتها. ومن جانب آخر هنالك دلالة واضحة على أن المستقبل يحمل في طياته احتمالية اقتتال بين القوى المالكة للسلاح، وربما سيتم استخدام هذه الطائرات للتجسس السياسي أو العسكري، أو ربما لتنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات مهمة أو أي مهام عسكرية بعد تفخيخها، وفي كل الأحوال الأمر يُنذر بحالة غير سليمة مرتقبة في البلاد.

أما فيما يتعلق بالاحتمال الثاني فربما تكون هذه الطائرات مهربة من إيران – عبر العراق- لدولة "قريبة" – ربما- هي اليمن، لدعم أنصارهم في حربهم المستمرة هناك، أو – ربما- تُنفذ فيها عمليات تجسس، أو اغتيالات في بعض الدول المجاورة لليمن!

الحقيقة أن هيئة النزاهة لم تكشف الجهة المالكة للطائرات المهربة، والتي يفترض أنها مقيدة في كشف الشحنة؟

وأيضاً السؤال الذي لا نعرف إجابته: كم هي الحاويات المشابهة التي دخلت البلاد أو خرجت منه؟

وبغض النظر عن كون البضائع مدخلة أم مخرجة من العراق فاعتقد أن الولايات المتحدة نجحت في تمييع مفهوم الدولة في العراق، وكانت مسألة القضاء على صدام حسين حجتهم الكبرى في تنفيذ تلك المؤامرة التي ما زلنا نعاني من نتائجها الكارثية.

متى نتعلم من دهاء الأعداء؟!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف