الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إحداث تحول في سوريا: بناء خطط الأعمال، واحدة فواحدة بقلم:بيير كراينبول

تاريخ النشر : 2017-05-23
إحداث تحول في سوريا: بناء خطط الأعمال، واحدة فواحدة بقلم:بيير كراينبول
إحداث تحول في سوريا: بناء خطط الأعمال، واحدة فواحدة
بقلم: المفوض العام للأونروا بيير كراينبول

تختفي تحت أنقاض الحرب الأهلية في سوريا، بشكل حرفي تقريباً، قصة نجاح اقتصادي قلما يتناولها الحديث. حنان عودة لاجئة فلسطينية عمرها 30 سنة تقيم في مخيم جرمانة للاجئين في دمشق. وهي تدير مشروع أعمال صغير الحجم ومتنامياً لتعيل أسرتها المكونة من ثلاثة أفراد، والتي عانت من التهجير أكثر من مرة. لقي زوجها مصرعه في النزاع، ولكنها رفضت الاستسلام لليأس والاعتماد على والديها. فبادرت إلى تأسيس مشروع للتجارة بالقرطاسية والروائح، حيث تديره من منزل الأسرة الذي تضرر بشدة ولكنها قامت بإعادة بنائه من جديد. إن هذه المرأة الشابة والمبدعة والشجاعة تقدم إثباتاً حياً على أنه عندما تنهار مشاريع الأعمال الكبيرة، فبإمكان المشروعات الصغيرة الحجم أن تستمر بل وتزدهر في الأسواق المشرّعة أبوابها على المستوى الشعبي.
فيما يجتمع كبار القادة وشخصيات الأعمال البارزة في المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن هذا الأسبوع، لن يكون هناك مناص من التفكير في حنان وهي تطبق المثل العليا ذاتها التي يناصرونها. لا بد من أن يتردد صدى عملها في اجتماعهم الذي يسعى إلى "تحفيز ريادة الأعمال" وتمهيد الدرب نحو "تحول اقتصادي شامل للجميع".
في تموز/يوليو 2014، اجتاح العنف مسكن حنان ومشروعها التجاري، فنزحت عن المكان خوفاً على حياتها. وبعد سنتين من عيش الكفاف مع أسرتها، رجعت إلى منزلها الذي كان قد تضرر وتعرض للنهب بأكمله. وانطلقت حنان على الفور في العمل على إعادة بناء البيت وحصلت على أول قرض لها من الأونروا في سنة 2016. شكّل القرض إضافة إلى رأس المال العامل لدى حنان، فوسعت قاعدة منتجاتها وتنامى دخلها، وهي الآن تتطلع إلى الانتقال بنشاطها التجاري إلى مستوى أعلى من التوسع واكتساب السمعة التجارية المميزة.
وفقاً للمركز السوري لبحوث السياسات، تسبب تراجع التصنيع في سوريا بأضرار اقتصادية تعادل 254.7 مليار دولار أمريكي. وفي سنة 2015 لوحدها، بلغت خسائر الناتج المحلي الإجمالي 163.3 مليار دولار. ونتيجة للانهيار الاقتصادي، كان أكثر من 85% من السوريين يعيشون في فقر حسب نهاية سنة 2015، وكان أكثر من 69% من السكان قادرين بالكاد على البقاء على قيد الحياة في ظل الفقر المدقع. وقد أدى الوضع إلى ضياع حوالي ثلاثة ملايين وظيفة، فيما تصل معدلات البطالة الآن إلى أعلى من 50%.
أتاح التمويل الذي حصلنا عليه مؤخراً من المانحين، ولا سيما مليون دولار أمريكي من الاتحاد الأوروبي، إمكانية أن نتوسع في نطاق التغطية بأنشطة التمويل الصغير. ومن خلال السعي الدؤوب للوصول إلى منافذ جديدة، نعكف بنشاط على تحديد المواقع الجديدة للسكان النازحين من أجل الوصول إلى اللاجئين الفلسطينيين الذين نخدمهم وتقديم منتجات القروض حيثما تكون الفرص متاحة في الأسواق. تعطي بلدة الحسينية بجوار دمشق مثالاً جيداً على ذلك.
نزح سكان البلدة عنها عندما وقعت في قبضة الجماعات المسلحة، ثم بدأ الأهالي بالعودة إليها في النصف الثاني من سنة 2015 بعد أن تم إخراج المتمردين منها. ومع تحسن الوضع الأمني وعودة اللاجئين الفلسطينيين، أوفدت الأونروا إلى الحسينية اثنين من الموظفين المختصين بالتمويل الصغير.
وخلال سنة، جرى تدقيق عشرات مخططات الأعمال، وتقييم المخاطر المتعلقة بالسوق، وإصدار 100 قرض، مما ساعد في تأمين مستوى معيشي أفضل للاجئين العائدين من خلال تمكينهم من إدرار الدخل وإصلاح مساكنهم وتأثيثها، وبالتالي تخليص أنفسهم وأفراد عائلاتهم من قبضة الفقر ومن الاعتماد على المعونات. وقد أحرزت دائرة التمويل الصغير في الأونروا نجاحاً مذهلاً من خلال توزيع 9520 قرضاً في مختلف أنحاء سوريا في سنة 2016، بقيمة تقارب مليوني دولار. إننا نستطيع أن نبني على هذا السجل ونوسعه بدعم من المانحين والشركاء.
أود أن أشيد بموظفي الأونروا الذين حققوا ذلك على الرغم من الصعوبات. فقد تضررت معظم مكاتب التمويل الصغير في الأونروا أثناء النزاع في سوريا. كما أن الحرب أثرت بقدر كبير على موظفي التمويل الصغير وعائلاتهم. فقبل النزاع كان لدينا 130 موظفاً في ستة مكاتب عبر البلاد. وكانت غالبيتهم من مخيم اليرموك المدمر حالياً في دمشق، حيث كان يوجد أكبر مكاتب التمويل الصغير التي نديرها.
نزح من البلاد أكثر من نصف موظفي التمويل الصغير العاملين لدينا، وتعرض الثلث للتهجير داخل البلد. ونحن نسعى، رغماً عن كل تلك المصاعب، إلى الاحتفاظ بموظفينا كلما سمحت الطروف بذلك، ونعمل على إعادة توزيع الكوادر على فروع جديدة حيثما تلوح الفرص في الأفق.
كما أن قروضنا تطورت هي أيضاً بمرونة استجابةً للنزاع الجاري. فنحن حالياً نقدم خمسة منتجات من القروض تستجيب للأوضاع الطارئة المتصاعدة في سوريا وتساعد اللاجئين الفلسطينيين في إعادة بناء مساكنهم والاحتفاظ بدخل ثابت لأنفسهم ولعائلاتهم الممتدة. وليس هذا بالإنجاز الصغير فيما تدور رحى الحرب بلا هوادة في البلد.
يعطي عمل الأونروا في التمويل الصغير مثالاً نادراً ومهماً على الأمل في البلد. وفيما يسعى القادة في المنتدى الاقتصادي العالمي لصياغة استجابات مبتكرة ومرنة وشمولية للنزاع الأكثر مأساوية في عصرنا، فأملي أن يجدوا في قصة حنان أفكاراً مفيدة وبناءة، بل وملهمة أيضاً. فهي امرأة شابة استثنائية تقف بشجاعة في وجه مصاعب لا تصدق لإحداث تحول في مجتمعها المحلي من الداخل، ببناء خطط للأعمال واحدة فواحدة، وهو ما يسعى المنتدى الاقتصادي العالمي، في أفضل الحالات، إلى تحقيقه.

انتهى
معلومات عامة:
تواجه الأونروا طلبا متزايدا على خدماتها بسبب زيادة عدد لاجئي فلسطين المسجلين ودرجة هشاشة الأوضاع التي يعيشونها وفقرهم المتفاقم. ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية فيما لم يقم الدعم المالي بمواكبة مستوى النمو في الاحتياجات. ونتيجة لذلك فإن الموازنة البرامجية للأونروا، والتي تعمل على دعم تقديم الخدمات الرئيسة، تعاني من عجز كبير. وتدعو الأونروا كافة الدول الأعضاء إلى العمل بشكل جماعي وبذل كافة الجهود الممكنة لتمويل موازنة الوكالة بالكامل. ويتم تمويل برامج الأونروا الطارئة والمشروعات الرئيسة، والتي تعاني أيضا من عجز كبير، عبر بوابات تمويل منفصلة.

تأسست الأونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي خمسة ملايين لاجئ من فلسطين مسجلين لديها. وتقتضي مهمتها بتقديم المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن وسورية ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل ودائم لمحنتهم. وتشتمل خدمات الأونروا على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف