الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

" الفاكهاني "..الخيمة بقلم :كفاح كيال

تاريخ النشر : 2017-05-23
  " الفاكهاني " ..الخيمة
   بقلم :كفاح كيال

        "للميدان" وقع ثوري على الآذان العربية الصائبة أبصارها للحرية , ولا يحمل الميدان اسم "ياسر عرفات" جزافا ,فهو ميدان تعطر بدم الشهيد أبو فادي القائد الميداني في القوة 17 التي يقودها الياسر والتي استبسلت في التصدي للعدوان الصهيوني خلال عملية اجتياح رام الله وكافة مناطق الضفة,وتكتمل رمزية الخيمة ببعدها المتجانس عن مكاتب تنظيمات منظمة التحرير الفلسطينية المترامية في المنطقة من جهة وبين الفارس الممتشق لعلم فلسطين علم الثورة الفلسطينية في وسط "الميدان" ,ميدان الشهيد الرئيس ياسر عرفات رحمه الله.

      هذه الخيمة التي أرست أعمدتها على مساحة كانت منصة رباط للمقاتلين الفدائيين في مواجهة ترسانة الاحتلال الصهيوني والذين أضحوا الآن أسرى في قلاع تشمخ بكبريائهم وجبروتهم .تعلو صورهم وأحكامهم الموزعة على شوادر الخيمة تحكي قصص فدائهم وتُشهد الميدان على صيرورة كفاحهم وتتعملق الخيمة بوجوههم الحاضرة المبتسمة والواثقة بنصرها والمؤمنة بعد الله بشعبها وثورته ,وتصدح من على مكبرات الصوت في الخيمة نغمات بروحية ثوريتهم التي كانت ترددها حناجرهم بين جلسة ثورة ومعركة وجنازة شهيد .."طل سلاحي من جراحي ","يا ثوار الأرض" ,ووين الملايين وغيرها وغيرها , وتستحضر أصواتهم كل أشياء الميدان من القارورات المزروعة في الشرفات لحبال الغسيل لسلاسل الحواكير ولأسوار البيوت ولا زال نيسان يحمل بين نسماته عبق ذات الياسمين الذي كان يشتد عصفه الجميل مع زفات الشهداء واشتداد وابل الرصاص في الميدان.

     بين نيسان 2002 ونيسان 2017 حكاية أبطال كانوا أحرارا أكثر من الحرية ذاتها وكانوا أقمارا أضاؤوا ظلمة الشرق بنبراس كفاحكم فأضحوا أبطال ملحمة صمود خلد موقف عزهم صفحات مجد لم تكتب بعد ..تتحدث سنوات سجنهم عن حكايا البندقية بين اشتباك واعتراك ..بين وداع رفيق سلاح امتشقته الشهادة من بينهم ليتربع على عرش علي كان أمسه فقط عاديا بطعم مرار المرحلة وعنفوان الكفاح وأمل الحرية وحلم بديمومة حياة ودفء حب وكنف أسرة وشغف علم وطموح عمل جاد . ولكن الشهادة تحول كل تفصيل صغير لجبل لا يزرع على كتف صخوره إلا أيقونات الفداء ومشاعل التحرير .

    هذا الميدان الذي نجلس في صدارته الآن كان حينها محطة لكل ركب شهيد يأتي من مشفى رام الله الحكومي ليزف في دوار الساعة "حينها "ثم دوار المنارة وكانت أغنيات الشهداء تسمع في كل المدينة المحاصرة والمتخندقة " لا يفد الحبيب إلى الحبيب إلا شهيدة أو شهيد ..في ساحة لا تنتهي ,في ليلة لا تنتهي ,هذا هو العرس الفلسطيني ." وبعد خمسة عشر عاما لا زالت رام الله بين خندق وزنزانة وبين زفة عرس وزفة شهيد ,حتى باتت شوارعها مسارات شهادة تعبق رام الله بكل تفاصيلها بمسك الشهداء.واحتضنت كل غريب حمل صليب قضيته وبندقية ثورته فكانت ملاذه بحنانها وكنفها فهي الأم التي شكلت "الفاكهاني " على أرض فلسطين في أيام انتفاضة القدس والأقصى.

"الفاكهاني" ..خيمة وثورة :

     "المربع الآمن " اسم كان يطلق على هذه الجغرافية التي تمتد بين الميدان والمقاطعة ,وهو مربع الفاكهاني الذي تتمركز به الثورة الحالة كادرا وحضورا واشتباكا وانعتاقا.

       كنا على مرمى صاروخ وقذيفة وقناص ..كانت حياتنا دائرة استهداف لطائرة أو دبابة أو هامر ,,وكان التقويم شهيدا وجريحا وأسيرا .والشوارع وحدها العنوان ترك لنا الشهداء بها محطات حجرية كمتراس تحكي قصة اشتباك أو اغتيال أو غدرة عمالة أو تواطئ متخاذل .."فالفاكهاني" في فلسطين بطعم فدائيي لبنان الذين أطفوا على مشهد البسالة عملقة فدائية وخبرة استراتيجية وعنفوان شقيف والثورة الفكرة التي تزرع في أرض وتثمر في كل تربة وغيمة حتى خالها أعداءها تنبع من كل صخرة وتمطر مع كل غيمة فأجهزوا عليها برا وبحرا وجوا وجورا وغيلة وزرعوا المناديب والعملاء واستحضروا كل أساليب الاختراق والاشتباك المضاد ليحولوها لمجرد "فكرة" أو "ذكرى" أو كما يحلو لقاموسهم "توبة" !! ولكن الفلسطيني أبقاها شعلة لا تضاء إلا بدماء الشهداء ولا تحمل إلا على أكتاف الفدائيين والفدائيات حقيقة ساطعة وثورة مستمرة واثقة تسير نحو نصر بطيء لكنه مؤزر بنفحات ربانية ونواطح دعوات علت بايمانها ناطحات السحاب.

"الفاكهاني" يعود لفلسطين مستحضرا بحالة قتالية في رام الله ومخيم جينين ونابلس بلاطة والبلدة القديمة ,قد لا تكون بقوة وشراسة فاكهاني بيروت عسكريا ولكن بفارق حاسم وحازم وعاصف هو أن "الفاكهاني " يقف على الأرض الفلسطينية وليس غيمة تمطر على أرض شقيقة ,يمطر ثورة ويرسم حدوده مجددا بإحداثيات فلسطينية فلسطينية وبذوره لا زالت تزهر عبق الفدائية في الدامور ومارون الراس وبوابة فاطمة.

خيمة الثورة  أو "الفاكهاني" الخيمة تلتحف الفدائيين وأسمائهم ورتبهم تتدثر بهم من برد المرحلة وصقيع الجمود السياسي وتخاذل الأنظمة وبؤس العيش وتبعية المسار ونذالة وتغول رأس المال وعمالة الاستبداد العربي المقايض على حرية فلسطين بصفقة تطبيع تارة وصفقة غاز تارة أخرى وسويعات بذخ وانحراف تارات .وتنحاز لتاريخ المناضلين والمناضلات الجالسين على كراسي بلاستيكية يمتد كفاحهم من معسكر الخيام وأنصار -1- في جنوب لبنان حتى أنصار 2 و3 ونفحة وعسقلان وصرفند وشطة والجلمة وكافة قلاع الأسر ومعسكرات التوقيف لتؤكد أن "الفاكهاني " عمق الجذر وصيرورة انتماء وعملقة كفاح ورقي الأداء وديمومة الثورة التي حولها الفاكهاني لصرح عزة ,فالفاكهاني الاسم الحركي لفلسطين والمقاومة والثورة .

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف