الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشهيد معتز التايه.. بلسم جراحات أسرى الحرية والكرامة بقلم:د. سرمد فوزي التايه

تاريخ النشر : 2017-05-23
الشهيد معتز التايه.. بلسم جراحات أسرى الحرية والكرامة بقلم:د. سرمد فوزي التايه
الشهيد معتز التايه...... بلسم جراحات أسرى الحرية والكرامة

د. سرمد فوزي التايه

تكاد رائحة الشهداء تطغى على خلوف فم المضربين عن الطعام، وتكاد تضحيات ووفاء هؤلاء الشهداء تبطل مفعول الجاسترين المعدي وتنهي أثره وتداعياته، ليضحي الأسير متسلحاً بسلاح المعنوية الفتاك غير آبهٍ بلقيماتٍ تسد جوعه أو تَحيل بينه وبين موته المحتم، حتى تراه يشتهيه ويُقبل عليه ويضمه بين ثناياه؛ فكرامات الشهداء وأرواحهم تقتحم الزنازين المعتمة من غير اكتراثٍ بأصفاد وقيود السجانين، لتعانق طموحات الأسرى، وآهاتهم، وأناتهم على وقع الانتصار والتحرير.

في اليوم الثاني والثلاثين من إضراب معركة الكرامة والحرية والذي يخوضه أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني والموافق ليوم الخميس 18/5/2017 انطلق الشهيد معتز حسين التايه ورفاقه بمسيرة شعبية تضامنية من مسقط رأسه ببلدة بيتا إلى الشارع الرئيسي ببلدة حواره المجاورة للتعبير عن روح التضامن، والدعم، والمساندة لإخوانه الأسرى، ورفع شأنهم عاليا،ً وإسماع العالم الصامت أن هناك شعبٌ مازال يرزح تحت نَير آخر احتلالٍ في القرن الحالي، وان هناك أُسودٌ ما زالوا مكبّلين مقيّدين يعانون السجّان وهمجيته منذ عشرات السنوات، وما هي إلا سويعاتٌ قليلة حتى عاد البطل إلى عرينه محملاً على اكف وأكتاف إخوانه ورفاق دربه ومُحبيه.

معتز ابن الثالثة والعشرون ربيعاً، ومنذ نعومة أظافره، انبرى للعمل الوطني المساند لقضايا إخوانه الأسرى والوقوف بجانبهم، ومناصرتهم، والاحتفال بهم إذا ما قُدر لهم الخروج من غياهب السجون واستنشاق عبير الحرية، كيف لا وهو الأسير المحرر السابق، وحامل آلام وآمال هؤلاء العمالقة، وقد كان له نصيب الاكتواء بنيران هذا السجان يوماً ما، علاوة على ما يمتلكه من الإرث الوطني، والاجتماعي ما يخوّله ليكون كما أراد؛ شهيداً يشار له بالبنان بعد أن كان شهيداً في قائمة الانتظار.

لقد أضحت القضية التي عاش وأُستشهد معتز من اجلها القضية المركزية في أروقة الشارع الفلسطيني، وبين جنبات أبنائه. وعلى الرغم من ضعف الإعلام المحلي، والإقليمي، والعالمي تجاه هذه المسألة، وعلى الرغم من الوقفات الخجولة، والصمت القاسي الذي يحظى به هؤلاء الأسرى بأمعائهم الخاوية؛ إلا أن فتيل شعلة معتز ورفاقه لم تكن لتخبو، أو تنطفئ، أو يصيبها  الملل والفتور؛ فساحات هذا الوطن، وشوارعه، وحواريه ما زالت تذكر تلك الوقفات المُشرفة لمعتز وأمثاله المخلصين.

ليس غريباً على هذا الشعب الذي تذوّق وبال الاحتلال، وتجرّع ويلاته أن ينبري مقاتلاً، مناضلاً شرساً، ومقاوماً بأشكال المقاومة المختلفة عبر مفاصل التاريخ. وليس غريباً على أن تجد في كل مدينة، أو مخيم، أو قرية، أو حتى حيّ وشارع بيت شهيدٍ هنا، وبيت أسيرٍ هناك، وبيت جريحٍ غير بعيد، إضافة إلى بيت قد هُدِّمت أركانه، وتبعثرت لَبِناتُه على يد محتل غاشم لا يروق له رحمة بشرٍ ولا شجرٍ ولا حجر. كما انه ليس بالأمر المستغرب، بل ليكاد يكون سِمَةَ شبه مُعمّمة في أن تجد في البيت الواحد شهيداً أو اثنان، أسيراً أو اثنان، جريحاً أو اثنان. وعندما تكتمل الصورة وتأخذ زخرفها وزينتها لتبهر العالم اجمع بصلابة المواقف، وفولاذية الإرادة، ترى أن نفس البيت يحتضن الشهيد والأسير والجريح معاً. وفي هذا المقام فإن الشهيد معتز لم يكن بعيداً عن تلك الصورة المشرقة والمشرفة ولم يكن بمنأى عن تفاصيلها؛ حيث كان جزءاً من تلك المعادلة الصعبة؛ فقد جمع خصلتين من أفضل هذه الخصال؛ فكُتب له أن يكون أسيراً محرراً، ومن ثم شهيداً يعانق عنان السماء، وهذا أمرٌ في غاية المنطقية كونه تربى بالأصل على إرث الشهداء من أبناء عائلته، وأبناء بلدته، وأبناء وطنه. ونهل من رحيق عطائهم، ودرس وتعلم منهم أبجديات الفداء والتضحية وبذل الروح رخيصةً لأجل عيون الأقصى، وبيت المقدس، وأكناف بيت المقدس سائراً على نهج الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال: من احتل ساحلاً من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في جهادٍ إلى يوم القيامة. 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف