الأخبار
الأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويا
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من إرهاب الدولة إلى إرهاب الجماعة بقلم: المستشار عماد أبوهاشم

تاريخ النشر : 2017-05-23
من إرهاب الدولة إلى إرهاب الجماعة بقلم: المستشار عماد أبوهاشم
من إرهاب الدولة إلى إرهاب الجماعة

المستشار عماد أبوهاشم

أن يئول أو يُحرِّف البعض كلامى ـ لعلةٍ في نفس يعقوب ـ عن مواضعه ؛ للإتيان بما لم أقلهُ ، أو للذهاب بالألفاظ و العبارتِ التي سقتها إلى أبعد من معانيها و مدلولاتها ، فهذا إن كان مُتعمدًا يكون افتراءًا و كذبًا و إن وقع نتيجة لبسٍ أو جهلٍ فإننى ألتمس العذر إلى مَنْ فعله .

أوَّلَ البعض ـ بغير الحقِّ ـ  كلامى أنه يمس شخص الرئيس مرسى الذى أكن له كامل الاحترام و التقدير و الحب في الله ، و نسبوا لى ما لم أقله أو أقصده تحميلًا للألفاظ و العبارات التي سقتها للتدليل على غلوِ البعض في إطراء الرئيس و تنزيهه مثلما فعل النصارى إذ أطروا المسيح ابن مريم و قالوا إنه ابن الله ـ بما لا يحتمل مبناها و معناها ، فإن كان ما قاله النصارى لم ينقص من قدر المسيح شيئًا ، فإن إطراء البعض شخص الرئيس مرسى لدرجة الإلماح بتقديسه لن ينقص من قدره شيئًا ، و حساب من قال أو ألمح  على الله .

المنزلة الرفيعة التي ينزلها الرئيس مرسى في نفسى لن تحول بينى و بين قول الحق و لو كان على الرئيس نفسه ، فالحق أولى أن يُتَّبَع ، و أقول لكم : إن مدة ولاية الرئيس قد انتهت قانونًا ـ بالفعل ـ و لم يعد هو الرئيس الشرعىُّ لمصر بانتهاء مدة ولايته ، و لا يعنى هذا ـ بأىِّ حالٍ من الأحوال ـ أن يكتسب الانقلاب أيَّة شرعيةٍ لنظامه ، فهو باقٍ على بطلانه و انعدامه ، فقد ولد ميِّتًا منعدمًا ، و الميت لن يكتسب حياةً من بعد موته مهما طال الأمد . 

و ينسحب بطلان الانقلاب و انعدامه على كافة أفعاله و تصرفاته بما في ذلك المعاهدات الدولية التي أبرمها بالمخالفة للدستور و القانون لتقع ـ جميعها ـ باطلةً منعدمةً ، و الحقيقة أن مسألة بطلان وانعدام الانقلاب هي مسألةٌ قائمةٌ بذاتها و لا تحتاج لشىءٍ خارجٍ عنها ـ كاستمرار شرعية الرئيس مثلُا بعد انتهاء مدة ولايته ـ للقول بقيامها ، كل ما هنالك أن الشعب استرد سلطاته التي أولاها إلى الرئيس و يمكنه إعادة منحه أو منح غيره إياها  بانتخاباتٍ تعبر عن إرادته الحرة في ذلك .

لستُ أنا من أضاع الفرص الواحدة تلو الأخرى ، و مكث غير بعيدٍ يفوِّت الوقت يومًا بعد يومٍ و شهرًا بعد شهرٍ و عامًا بعد عامٍ لا يلوى على شىءٍ و لا يفعل شيئًا حتى انتهت مدة ولاية الرئيس مرسى و وصلنا إلى ما نحن فيه الآن ، وقد نبهت ـ من قبل ـ إلى ضرورة اتخاذ اللازم للحيلولة دون ذلك فلم يستجب أحد . 

لستُ أنا من ترك مرسى و صحبه في غياهب السجون يتخطفهم الموت واحدًا تلو الآخر دون أن يفعل شىئًا ، وها هو مرسى يخرج ليقول لنا : إنه يموت ، فماذا فعلوا ؟ اكتفوا بتحية صموده حتى الموت و هم في القصور و الضياع  وهو في الهوةِ و القاع ، قولوا لهم بدلًا من أن تلومونى : اذهبوا إلى مرسى و من معه فخلصوه و خلصوهم .

لستُ أنا من يرفض الاصطفاف و يُفضل مبادرات الاستسلام التي يسمونها صلحًا ، و لستُ أنا من يفتح ـ سرًّا ـ خط اتصالٍ ساخنًا بالمشير طنطاوى و الفريق سامى عنان و قيادات المجلس العسكرى و المخابرات ، و لستُ أنا من اعترف بالكيان الصهيونىِّ دولةً في فلسطين المحتلة ، و لستُ أنا من يتلقى التمويل من السعودية و إيران ، و لستُ أنا من يَعدُ الناس و لا يفى ما وعد ، و لستُ أنا من يبيع الوهم و الخرافات ، و لستُ أنا من يقول ما لا يفعل و يفعل ما لا يقول ، و لستُ أنا من ملأ السماء و الأرض خطبًا و مواعظ في فضل الجهاد و عظم منزلة الشهداء و عندما حان و قت اللقاء صد الناس عن الجهاد .

لستُ أنا من يريد تزوير القانون و تحريف الكلم عن مواضعه للتدليس على الناس بأن شرعية الرئيس مرسى التي أضاعوها ـ عمدًا أو خطأً ـ باقيةٌ إلى يوم القيامة ، فماذا لو لقى الرئيس ربه ـ غيلةً أو لأسبابٍ طبيعية ـ هم فاعلون ؟ 

إنهم يدَّعون أن الاتفاقات الدولية التي أبرمها الانقلاب ـ و هي باطلةٌ منعدمة فى ذاتها ـ لن يتم إبطالها إلا بعودة مرسى للحكم ، فماذا لو مات مرسى ؟ أتكون ـ بمفهوم المخالفة ـ تلك المعاهدات صحيحةً كما ذهبوا ؟  

 إنهم بجهلهم و تضليلهم يُضِرُّون بمقدرات مصر و برئيسها ، فالاتفاقات الدولية التي أبرمها الانقلاب ـ كما قلتُ سلفًا ـ باطلةٌ منعدمةٌ في ذاتها دون الحاجة إلى إثبات   شرعيةٍ للرئيس تمتد إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ـ لإبطالها ، فهى باطلةٌ منعدمةٌ سواءٌ أعاد مرسى أم لم يعد و سواءٌ أكان حيًّا  أم كان ميتًا ، و هم  ـ بقولهم هذا ـ  إنما يَحْمِلون كل ذي مصلحةٍ إلى المسارعة فى التخلص من مرسى لدرءِ أيَّة محاولةٍ لإبطال ما أبرموه من معاهدات بعد أن جعل القوم عودته للحكم شرطًا لإبطالها ، نسأل الله الصحة و العافية وطول العمر للرئيس مرسى . 

لقد انتقد البعض ما كتبتُ و هاجموه و لا ألوم أحدًا فلقد صبرتُ على أولئك الذين هاجمونى من أنصار الانقلاب على قولة حقٍ قلتها أفلا أصبر على أنصار الحق   ؟ بالطبع مهمها قالوا فهم منى في القلب و العين ، وما فعلته و أفعله إنما هو لله و لرسوله و لهم .

أما ما رفضوه من غلبة ألفاظ القرآن و أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام على ما جاء بمقالى فهذا لأنهما منى في سويداء الفؤاد تتأثر لغتى بهما و يجرى بألفاظهما لسانى بل يجرى بهما دمى ، و هذا معمولٌ به سبقنى إليه من سبق و فعله مثلى من فعل و لم ينكره في الدين أحد ، و ما قيل على سبيل المجاز و الاستعارة و التشبيه إنما هي أدواتٌ استنبطها علماء اللغة من القرآن و السنة المطهرة .

لن يرضَى الله و الرسول و الرئيس مرسى ـ و نظن فيه الخير ـ أن أبَدِّل الحقَ بالباطل و أن أخالف ضميرى لأقول زورًا أن ولايته مستمرة إلى يوم القيامة ، فإن كنتُ قد أصبتُ فأجرى على الله ، و إن كنتُ قد أخطأت فإننى أستغفر الله الغفور الرحيم .

المستشار عماد أبوهاشم        
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف