من إرهاب الدولة إلى إرهاب الجماعة
المستشار عماد أبوهاشم
أن يئول أو يُحرِّف البعض كلامى ـ لعلةٍ في نفس يعقوب ـ عن مواضعه ؛ للإتيان بما لم أقلهُ ، أو للذهاب بالألفاظ و العبارتِ التي سقتها إلى أبعد من معانيها و مدلولاتها ، فهذا إن كان مُتعمدًا يكون افتراءًا و كذبًا و إن وقع نتيجة لبسٍ أو جهلٍ فإننى ألتمس العذر إلى مَنْ فعله .
أوَّلَ البعض ـ بغير الحقِّ ـ كلامى أنه يمس شخص الرئيس مرسى الذى أكن له كامل الاحترام و التقدير و الحب في الله ، و نسبوا لى ما لم أقله أو أقصده تحميلًا للألفاظ و العبارات التي سقتها للتدليل على غلوِ البعض في إطراء الرئيس و تنزيهه مثلما فعل النصارى إذ أطروا المسيح ابن مريم و قالوا إنه ابن الله ـ بما لا يحتمل مبناها و معناها ، فإن كان ما قاله النصارى لم ينقص من قدر المسيح شيئًا ، فإن إطراء البعض شخص الرئيس مرسى لدرجة الإلماح بتقديسه لن ينقص من قدره شيئًا ، و حساب من قال أو ألمح على الله .
المنزلة الرفيعة التي ينزلها الرئيس مرسى في نفسى لن تحول بينى و بين قول الحق و لو كان على الرئيس نفسه ، فالحق أولى أن يُتَّبَع ، و أقول لكم : إن مدة ولاية الرئيس قد انتهت قانونًا ـ بالفعل ـ و لم يعد هو الرئيس الشرعىُّ لمصر بانتهاء مدة ولايته ، و لا يعنى هذا ـ بأىِّ حالٍ من الأحوال ـ أن يكتسب الانقلاب أيَّة شرعيةٍ لنظامه ، فهو باقٍ على بطلانه و انعدامه ، فقد ولد ميِّتًا منعدمًا ، و الميت لن يكتسب حياةً من بعد موته مهما طال الأمد .
و ينسحب بطلان الانقلاب و انعدامه على كافة أفعاله و تصرفاته بما في ذلك المعاهدات الدولية التي أبرمها بالمخالفة للدستور و القانون لتقع ـ جميعها ـ باطلةً منعدمةً ، و الحقيقة أن مسألة بطلان وانعدام الانقلاب هي مسألةٌ قائمةٌ بذاتها و لا تحتاج لشىءٍ خارجٍ عنها ـ كاستمرار شرعية الرئيس مثلُا بعد انتهاء مدة ولايته ـ للقول بقيامها ، كل ما هنالك أن الشعب استرد سلطاته التي أولاها إلى الرئيس و يمكنه إعادة منحه أو منح غيره إياها بانتخاباتٍ تعبر عن إرادته الحرة في ذلك .
لستُ أنا من أضاع الفرص الواحدة تلو الأخرى ، و مكث غير بعيدٍ يفوِّت الوقت يومًا بعد يومٍ و شهرًا بعد شهرٍ و عامًا بعد عامٍ لا يلوى على شىءٍ و لا يفعل شيئًا حتى انتهت مدة ولاية الرئيس مرسى و وصلنا إلى ما نحن فيه الآن ، وقد نبهت ـ من قبل ـ إلى ضرورة اتخاذ اللازم للحيلولة دون ذلك فلم يستجب أحد .
لستُ أنا من ترك مرسى و صحبه في غياهب السجون يتخطفهم الموت واحدًا تلو الآخر دون أن يفعل شىئًا ، وها هو مرسى يخرج ليقول لنا : إنه يموت ، فماذا فعلوا ؟ اكتفوا بتحية صموده حتى الموت و هم في القصور و الضياع وهو في الهوةِ و القاع ، قولوا لهم بدلًا من أن تلومونى : اذهبوا إلى مرسى و من معه فخلصوه و خلصوهم .
لستُ أنا من يرفض الاصطفاف و يُفضل مبادرات الاستسلام التي يسمونها صلحًا ، و لستُ أنا من يفتح ـ سرًّا ـ خط اتصالٍ ساخنًا بالمشير طنطاوى و الفريق سامى عنان و قيادات المجلس العسكرى و المخابرات ، و لستُ أنا من اعترف بالكيان الصهيونىِّ دولةً في فلسطين المحتلة ، و لستُ أنا من يتلقى التمويل من السعودية و إيران ، و لستُ أنا من يَعدُ الناس و لا يفى ما وعد ، و لستُ أنا من يبيع الوهم و الخرافات ، و لستُ أنا من يقول ما لا يفعل و يفعل ما لا يقول ، و لستُ أنا من ملأ السماء و الأرض خطبًا و مواعظ في فضل الجهاد و عظم منزلة الشهداء و عندما حان و قت اللقاء صد الناس عن الجهاد .
لستُ أنا من يريد تزوير القانون و تحريف الكلم عن مواضعه للتدليس على الناس بأن شرعية الرئيس مرسى التي أضاعوها ـ عمدًا أو خطأً ـ باقيةٌ إلى يوم القيامة ، فماذا لو لقى الرئيس ربه ـ غيلةً أو لأسبابٍ طبيعية ـ هم فاعلون ؟
إنهم يدَّعون أن الاتفاقات الدولية التي أبرمها الانقلاب ـ و هي باطلةٌ منعدمة فى ذاتها ـ لن يتم إبطالها إلا بعودة مرسى للحكم ، فماذا لو مات مرسى ؟ أتكون ـ بمفهوم المخالفة ـ تلك المعاهدات صحيحةً كما ذهبوا ؟
إنهم بجهلهم و تضليلهم يُضِرُّون بمقدرات مصر و برئيسها ، فالاتفاقات الدولية التي أبرمها الانقلاب ـ كما قلتُ سلفًا ـ باطلةٌ منعدمةٌ في ذاتها دون الحاجة إلى إثبات شرعيةٍ للرئيس تمتد إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ـ لإبطالها ، فهى باطلةٌ منعدمةٌ سواءٌ أعاد مرسى أم لم يعد و سواءٌ أكان حيًّا أم كان ميتًا ، و هم ـ بقولهم هذا ـ إنما يَحْمِلون كل ذي مصلحةٍ إلى المسارعة فى التخلص من مرسى لدرءِ أيَّة محاولةٍ لإبطال ما أبرموه من معاهدات بعد أن جعل القوم عودته للحكم شرطًا لإبطالها ، نسأل الله الصحة و العافية وطول العمر للرئيس مرسى .
لقد انتقد البعض ما كتبتُ و هاجموه و لا ألوم أحدًا فلقد صبرتُ على أولئك الذين هاجمونى من أنصار الانقلاب على قولة حقٍ قلتها أفلا أصبر على أنصار الحق ؟ بالطبع مهمها قالوا فهم منى في القلب و العين ، وما فعلته و أفعله إنما هو لله و لرسوله و لهم .
أما ما رفضوه من غلبة ألفاظ القرآن و أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام على ما جاء بمقالى فهذا لأنهما منى في سويداء الفؤاد تتأثر لغتى بهما و يجرى بألفاظهما لسانى بل يجرى بهما دمى ، و هذا معمولٌ به سبقنى إليه من سبق و فعله مثلى من فعل و لم ينكره في الدين أحد ، و ما قيل على سبيل المجاز و الاستعارة و التشبيه إنما هي أدواتٌ استنبطها علماء اللغة من القرآن و السنة المطهرة .
لن يرضَى الله و الرسول و الرئيس مرسى ـ و نظن فيه الخير ـ أن أبَدِّل الحقَ بالباطل و أن أخالف ضميرى لأقول زورًا أن ولايته مستمرة إلى يوم القيامة ، فإن كنتُ قد أصبتُ فأجرى على الله ، و إن كنتُ قد أخطأت فإننى أستغفر الله الغفور الرحيم .
المستشار عماد أبوهاشم
المستشار عماد أبوهاشم
أن يئول أو يُحرِّف البعض كلامى ـ لعلةٍ في نفس يعقوب ـ عن مواضعه ؛ للإتيان بما لم أقلهُ ، أو للذهاب بالألفاظ و العبارتِ التي سقتها إلى أبعد من معانيها و مدلولاتها ، فهذا إن كان مُتعمدًا يكون افتراءًا و كذبًا و إن وقع نتيجة لبسٍ أو جهلٍ فإننى ألتمس العذر إلى مَنْ فعله .
أوَّلَ البعض ـ بغير الحقِّ ـ كلامى أنه يمس شخص الرئيس مرسى الذى أكن له كامل الاحترام و التقدير و الحب في الله ، و نسبوا لى ما لم أقله أو أقصده تحميلًا للألفاظ و العبارات التي سقتها للتدليل على غلوِ البعض في إطراء الرئيس و تنزيهه مثلما فعل النصارى إذ أطروا المسيح ابن مريم و قالوا إنه ابن الله ـ بما لا يحتمل مبناها و معناها ، فإن كان ما قاله النصارى لم ينقص من قدر المسيح شيئًا ، فإن إطراء البعض شخص الرئيس مرسى لدرجة الإلماح بتقديسه لن ينقص من قدره شيئًا ، و حساب من قال أو ألمح على الله .
المنزلة الرفيعة التي ينزلها الرئيس مرسى في نفسى لن تحول بينى و بين قول الحق و لو كان على الرئيس نفسه ، فالحق أولى أن يُتَّبَع ، و أقول لكم : إن مدة ولاية الرئيس قد انتهت قانونًا ـ بالفعل ـ و لم يعد هو الرئيس الشرعىُّ لمصر بانتهاء مدة ولايته ، و لا يعنى هذا ـ بأىِّ حالٍ من الأحوال ـ أن يكتسب الانقلاب أيَّة شرعيةٍ لنظامه ، فهو باقٍ على بطلانه و انعدامه ، فقد ولد ميِّتًا منعدمًا ، و الميت لن يكتسب حياةً من بعد موته مهما طال الأمد .
و ينسحب بطلان الانقلاب و انعدامه على كافة أفعاله و تصرفاته بما في ذلك المعاهدات الدولية التي أبرمها بالمخالفة للدستور و القانون لتقع ـ جميعها ـ باطلةً منعدمةً ، و الحقيقة أن مسألة بطلان وانعدام الانقلاب هي مسألةٌ قائمةٌ بذاتها و لا تحتاج لشىءٍ خارجٍ عنها ـ كاستمرار شرعية الرئيس مثلُا بعد انتهاء مدة ولايته ـ للقول بقيامها ، كل ما هنالك أن الشعب استرد سلطاته التي أولاها إلى الرئيس و يمكنه إعادة منحه أو منح غيره إياها بانتخاباتٍ تعبر عن إرادته الحرة في ذلك .
لستُ أنا من أضاع الفرص الواحدة تلو الأخرى ، و مكث غير بعيدٍ يفوِّت الوقت يومًا بعد يومٍ و شهرًا بعد شهرٍ و عامًا بعد عامٍ لا يلوى على شىءٍ و لا يفعل شيئًا حتى انتهت مدة ولاية الرئيس مرسى و وصلنا إلى ما نحن فيه الآن ، وقد نبهت ـ من قبل ـ إلى ضرورة اتخاذ اللازم للحيلولة دون ذلك فلم يستجب أحد .
لستُ أنا من ترك مرسى و صحبه في غياهب السجون يتخطفهم الموت واحدًا تلو الآخر دون أن يفعل شىئًا ، وها هو مرسى يخرج ليقول لنا : إنه يموت ، فماذا فعلوا ؟ اكتفوا بتحية صموده حتى الموت و هم في القصور و الضياع وهو في الهوةِ و القاع ، قولوا لهم بدلًا من أن تلومونى : اذهبوا إلى مرسى و من معه فخلصوه و خلصوهم .
لستُ أنا من يرفض الاصطفاف و يُفضل مبادرات الاستسلام التي يسمونها صلحًا ، و لستُ أنا من يفتح ـ سرًّا ـ خط اتصالٍ ساخنًا بالمشير طنطاوى و الفريق سامى عنان و قيادات المجلس العسكرى و المخابرات ، و لستُ أنا من اعترف بالكيان الصهيونىِّ دولةً في فلسطين المحتلة ، و لستُ أنا من يتلقى التمويل من السعودية و إيران ، و لستُ أنا من يَعدُ الناس و لا يفى ما وعد ، و لستُ أنا من يبيع الوهم و الخرافات ، و لستُ أنا من يقول ما لا يفعل و يفعل ما لا يقول ، و لستُ أنا من ملأ السماء و الأرض خطبًا و مواعظ في فضل الجهاد و عظم منزلة الشهداء و عندما حان و قت اللقاء صد الناس عن الجهاد .
لستُ أنا من يريد تزوير القانون و تحريف الكلم عن مواضعه للتدليس على الناس بأن شرعية الرئيس مرسى التي أضاعوها ـ عمدًا أو خطأً ـ باقيةٌ إلى يوم القيامة ، فماذا لو لقى الرئيس ربه ـ غيلةً أو لأسبابٍ طبيعية ـ هم فاعلون ؟
إنهم يدَّعون أن الاتفاقات الدولية التي أبرمها الانقلاب ـ و هي باطلةٌ منعدمة فى ذاتها ـ لن يتم إبطالها إلا بعودة مرسى للحكم ، فماذا لو مات مرسى ؟ أتكون ـ بمفهوم المخالفة ـ تلك المعاهدات صحيحةً كما ذهبوا ؟
إنهم بجهلهم و تضليلهم يُضِرُّون بمقدرات مصر و برئيسها ، فالاتفاقات الدولية التي أبرمها الانقلاب ـ كما قلتُ سلفًا ـ باطلةٌ منعدمةٌ في ذاتها دون الحاجة إلى إثبات شرعيةٍ للرئيس تمتد إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ـ لإبطالها ، فهى باطلةٌ منعدمةٌ سواءٌ أعاد مرسى أم لم يعد و سواءٌ أكان حيًّا أم كان ميتًا ، و هم ـ بقولهم هذا ـ إنما يَحْمِلون كل ذي مصلحةٍ إلى المسارعة فى التخلص من مرسى لدرءِ أيَّة محاولةٍ لإبطال ما أبرموه من معاهدات بعد أن جعل القوم عودته للحكم شرطًا لإبطالها ، نسأل الله الصحة و العافية وطول العمر للرئيس مرسى .
لقد انتقد البعض ما كتبتُ و هاجموه و لا ألوم أحدًا فلقد صبرتُ على أولئك الذين هاجمونى من أنصار الانقلاب على قولة حقٍ قلتها أفلا أصبر على أنصار الحق ؟ بالطبع مهمها قالوا فهم منى في القلب و العين ، وما فعلته و أفعله إنما هو لله و لرسوله و لهم .
أما ما رفضوه من غلبة ألفاظ القرآن و أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام على ما جاء بمقالى فهذا لأنهما منى في سويداء الفؤاد تتأثر لغتى بهما و يجرى بألفاظهما لسانى بل يجرى بهما دمى ، و هذا معمولٌ به سبقنى إليه من سبق و فعله مثلى من فعل و لم ينكره في الدين أحد ، و ما قيل على سبيل المجاز و الاستعارة و التشبيه إنما هي أدواتٌ استنبطها علماء اللغة من القرآن و السنة المطهرة .
لن يرضَى الله و الرسول و الرئيس مرسى ـ و نظن فيه الخير ـ أن أبَدِّل الحقَ بالباطل و أن أخالف ضميرى لأقول زورًا أن ولايته مستمرة إلى يوم القيامة ، فإن كنتُ قد أصبتُ فأجرى على الله ، و إن كنتُ قد أخطأت فإننى أستغفر الله الغفور الرحيم .
المستشار عماد أبوهاشم