الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خواطر.. مواطن مصري بقلم د.علي اسماعيل

تاريخ النشر : 2017-05-23
خواطر.. مواطن مصري بقلم د.علي اسماعيل
خواطر ... مواطن مصري

بقلم د/علي اسماعيل

لاشك ان الدولة المصرية هي دولة عريقه منذ القدم  تحتضن علي ارضها صور مشرفه من حياة ابناءها وكفاحهم عبر السنين الذي تظهر تجاعيده علي وجوههم وملامحهم وتأثرت بشرتهم بصبغة شمسها وعجينه ترابها وان الزمن اثر بشكل غير عادي عليها خلال عقود الزمن ورحلة حياة مرت بها لتقول انهم مصريين. واصبح المصري الاصيل صاحب حضارة السنين والتاريخ الطويل علي ضفاف النيل يعاني من زمن تأمر فيه الصديق قبل العدو علي الغدر لتغيير هويته وطمس حقيقته ودفنها بين الرمال . وهنا الاب المصري المكافح الصبور الذي يرعي اسرته والذي يمتلك سيارة اثرية  قديمه وهي من الجيل الاول من السيارات التي ظهرت علي اليابسة ولايمتلك القدره علي تغيرها او شراء سيارة جديدة حديثة بدلا منها  فأولاده كثيرون  من هم في التعليم يتعلمون و من هم لا يعملون او ينتجون رغم انهم مثقفون ليتحملوا مع والدهم اعباء الحياه وهم له منتقدون ومتمردون علي معيشتهم فلا تسمع منهم سوي النقد والكلام   وتوجيه اللوم لوالدهم علي فقرة وعدم غناه رغم انه  رباهم وعلمهم وحماهم ودافع عن وجودهم وبقاءهم ولم يبخل ابدا عليهم فكل عمله ودخلة كان يصرف للانفاق عليهم ويعمل ليلا نهارا حتي تشتد سواعدهم وتوفير كل احتياجاتهم رغم صعوبة الحياة وكثرة عددهم ونقص دخلة لاغلاق البازار السياحي الذي كان يكمل به دخلة ويساعده علي مصروفات الحياه الضرورية والاساسيه الا ان الظروف التي حدثت له من وفاة اشقاءه  وتحمله مسئوليته تجاه ابناءهم والوقوف الي جانبهم بعد ان فقدوا قوة السند والدعم والانفاق بعد ان اغتلاتهم يد الغدر والخسة والطمع من جيرانهم ومن يعتقدون انهم اصدقاءهم  وتأجير ارهابيين عليهم لقنصهم واغتيالهم .

  فالاب لم يعد يمتلك سوي سيارته القديمة التي تساعدة في انهاء مصالحة وتلبية احتياجات الاسرة من توصيل ابناءه  واحضار حاجته الضرورية . فالزمن والمتغيرات اثرت عليها فعوامل الزمن كثيرة ومتغيرة فاخلاق الناس جزء منها فالبعض يتهكم عليها لانها لم تعد تناسب العصر ولا تسير بسرعة السيارة الحديثة التي يمتلكها الجيران التي احضروها من الخليج بعد ان عملوا في شركات النفط . فهذة السيارة القديمه رغم اناقتها وبساطتها فالموتور لم يعد له قطع غيار لان الشركات المنتجة توقفت علي انتاج هذا النوع من الموديلات و من قطع الغيار الضرورية لها . ولا بد ان تجري الصيانه بواسطة الميكانيكي المحترف الذي تعامل معها  لفترة وعرف كل جزء فيها ويستطيع ان يتعامل مع القطع القديمة ويعاود تشغيلها لانها غير الكترونية او معقدة ولكنها تحتاج دائما الي الاصلاح والصيانه  .

فالميكانيكي القديم يختلف عن الجديد الذي لايصلح ولكنه يغير قطعة مكان قطعة اخري او كما يحدث بمراكز الخدمة والصيانه الجديدة التي تعتمد علي الكومبيوتر في اظهار العيوب والاعطال وهذة السيارة لايصلح لها تغير قطعه بقطعة اخري لانها غير موجوده ولم تعد تنتج بالاسواق  . فهي تحتاج للمعالجة والمسايسه وصاحب السيارة  انهكته الديون والانفاق علي الابناء واحتياجاتهم الضرورية من الغذاء والملبس وتكاليف الصحة والتعليم ولا يتوفر معه اي نقود اقترضها حتي لتجديد دهان السيارة او شراء كاوتش لها فقد مر عمر طويل علي اخر مرة غير الكاوتش لها . فهل يستبدل القديم بها بأخر مستعمل ؟ ام يبقي علي مابها  ؟ فربما الموجود بها افضل حالا من الاخر والغير مجرب او شراء جديد  ذو مقاس مختلف لا يلائم طبيعتها او ربما تتغير معه الجنوط لانه لايصلح لها مباشرة  وتعديل الجنوط وتغيرها ربما لاتستطيع معه السيارة القيام بوظيفتها واداء حركتها المطلوبة منها فقد تتاثر العفشة بالسيارة وتنفصل العجلة كاملة وربما تصتدم وهي علي الطريق لانها لاتتوفر فيها وسائل الامان المطلوبة كما كانت حالتها الاساسيه  لاستكمال المسيرة في الطريق الطويل  والوعر الذي لم يتم رصفه او تمهيده منذ فترة طويلة تركه المسئولين عن اصلاحه .

فصاحب السيارة  لا تتوفر لدية النقود او المقدرة علي الشراء و التجربة او حتي المخاطرة  ولكنه يحتاج ان يصل بالسيارة  ومعه ابناءه الي غاية المشوار ونهاية الطريق . هل يستغني عنها ويتركها ويمشي علي قدميه للوصول الي غايته فالمسافه طويلة والرحلة صعبه والسن كبير والطاقه قليلة . لقد اجاد التعامل مع سيارته رغم حالتها فلو تركها ربما تتحول الي قطعة صاج  وينهبها اللصوص والمتربصين بها في الطريق وهم كثيرون ولن يبقوا منها شيء فالكل فيها طمعان  وما اكثر الحاقدون عليها فمنهم من يقول انها سيارة اثرية  ذات قيمة وماركة نادرة ربما تباع باسعار خياليه علي انها  قطعة اثرية والراغبين في شراءها كثيرون ومن المال الكثير يمتلكون وشروطهم ان تكون خربة متعطلة فهم لايحتاجون منها سوي الهيكل المعدني وباي ثمن يدفع للصوص انتقاما من صاحبها لانه قاوم اغراءتهم وهدم مخططاتهم وحافظ علي سيارته لانه امتلك القيم والمباديء ولم يخضع لابتزاز الاخرين او ضغوطهم او مساومتهم  بأن يسلمهم السيارة بما فيها لانها عجباهم ولازمه لهم وعليه ان يعطيها لاهم دون مقاومة او سؤال عن الاسباب فربما تكون الاسباب معلومه للجميع ولكن حتي الابناء نسوا الاصول والتاريخ والبعض استماله المال واخذ يضغط علي الاب والاسرة ولانه ورث هذة السيارة من الاجداد ويعلم قيمتها ومدي الصعوبات والتحديات ان يبقي عليها وان تظل تسير وتعمل رغم كل المعوقات والمطبات الكثيرة. ولانهم لصوص مأجورين وللاوامر منفذين وللمؤامرات صانعين وعلي خراب السيارة مجتمعين وتراهم امام الجميع والعالم ثوار وثوريين طبقا لتعليمات سادتهم مطيعين ومحمين بقوانين العام سام وعصبة الامم وهم ادوات النصابين والحاقدين والسماسرة المشهورين الذين  يقتنون الجواهر الثمينه امام الكل ودائما يتفاخرون بأنهم لها مالكون وفي امورها يتحكمون ويسيطرون . فعلينا ان نقف جميعا مع ضد كل الاطماع والمؤامرات لنحافظ علي السيارة ونساعد الاب المجتهد صاحب السيارة ان يصل بها الي غايته هو واسرته  والوصول الي بر الامان .

فالاب من اسرة عريقه تمتد اصولها منذ قدم التاريخ وتضرب جذورها في الارض الي عمق قلبها والكل يعرف تاريخة وقدرته علي الصمود وقبول التحديات ووقف ضد كل الاغراءات ولديه مباديء العطاء والتحدي والقدرة علي العطاء وهل هذا لا يشفع له ان يقف بجانبه كل المخلصين الاوفياء والوطنيين الشرفاء ليدعموا البقاء للاسرة مترابطة قويه حتي تصلح احوالها وتبني مستقبل ابناءها .

فالاسرة عظيمة ولها تاريخ يشهد له الجميع وتحسد علي موقعها بين الناس وتماسك اهلها وترابطهم وصبرهم علي المحن والشدائد . وهي تسعي بما لديها من امكانيات ان تستكمل مسيرة البناء والتنمية والخروج من عنق الزجاجة والوصول بالابناء الي بر الامان وان قيادة الاب الذكي المخلص لاهله واسرته الذي  تحمل الامانة ومسئولية التحدي واخذ علي عاتقه ان يستمر في اعادة بناء اسرته الكبيرة  التي تجاوز تعداد افرادها التسعون بعد ثورة انهكت اقتصادها وتعطلت عجلة الانتاج عندها  وانهار اقتصادها بعد غلق بازارها مصدر دخلها الرئيسي بعد ان كان لديها  من المدخرات  مايكفي حاجاتها لمدة عام وتوقف دعم الاشقاء وعطاء الابناء عن الانتاج تحت ضرخات وتمرض العمال علي العمل والانتاج ومطالبهم الفئوية التي لم تنتهي والتي ادت الي خسائر فادحة اثرت بشكل مباشرعلي الحالة الاقتصادية للاسرة . وانشئت ائتلافات ونقابات موازية لادارة حركات التمرد والعصيان داخل الاسرة الكبيرة ومحاولة الانقسام  وضرب التلاحم الوطني والانتماء الذي تربي عليه الابناء والاحفاد خلال عقود طويلة من الزمن .

والان بدءت بعض الجبهات والتيارات السياسية والطابور الخامس في العائلة وبزعم انهم من الاسرة الكبيرة رغم اختلاف الايدولوجيات ان تتوحد وتعاود الرجوع مرة اخري لتتدخل في شئون الاسرة وتشجيع تمرد الابناء علي الاب وادارته واثارة البلبلة والتشكيك في الانجازات التي حققها الاب والاجداد والموجوده علي ارض الواقع وحالة الاستقرار التي بدءت تعود للاسرة في الايام الاخيرة  رغم صعوبة الحالة الاقتصادية للاسرة  ونسوا ما سببوه لها من جراح وآلام يدفع الجميع من افرادها ثمنها حتي الان وقد تستمر لفترة قادمة رغم مايتم من بناء وتنمية وترتيب واصلاح لاحوال الاسرة كان ضروري حتي يمكن ان تنصلح الاحوال وتعود عناصر الاسرة الاساسيه والمجتهدة  الي اداء دورها الفعال في بناءها وعودتها الي مكانتها الطبيعيه وريادتها كما كان لها الحال كسابق الزمان  وسط العائلات العربية.  
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف