الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فـي الـبـيـت الـعــتـيـق ( 5 )بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2017-05-23
فـي الـبـيـت الـعــتـيـق ( 5 )بقلم:حسن زايد
حـســـن زايــــــد .. يكتب :
فـي الـبـيـت الـعــتـيـق
( 5 )

مكثنا في رحاب مكة عشرة أيام ، وكان علينا أن نرحل إلي المدينة . حزمنا الأمتعة ، وغادرنا غرفتنا ، إلي الأسانسير، بعد قليل أسلمنا أنفسنا للكراسي المتراصة في الردهة ، انتظاراً للحافلة التي ستقلنا إلي المدينة . وبينما نحن مسترخين علي الكراسي الوثيرة ، فإذا بآذان الظهر. صلينا الظهر والعصر جمع تقديم وقصر. وبعضنا صلي الظهر أربع ركعات . حملنا الأمتعة في باطن الحافلة ، وركبنا . وبدأت في التحرك ، تشق طرقات مكة ، وشوارعها ، وتودع جبالها ، وتلالها ، ومبانيها . وأعيننا تمسح المكان بنظرات الوداع. وإذا بذكريات هجرة النبي محمد ، تهب نسائمها الرطبة ، علي طيات الذاكرة ، فتنعشها ، وتنتشلنا من واقعنا الحاد ، والخشن ، وتعود بنا إلي زمن النبوة . حيث يأمر النبي محمد ابن عمه علي ، أن يخلفه في فراشه ، بعدما علم بتآمر القوم عليه لقتله ، وكان قد أُذِن له بالهجرة . وصاحبه في رحلته الصديق رضي الله . وكانت هجرته شاقة علي نفسه ، حيث وقف عند مشارف مكة ، وهو يردد مقولته الشهيرة : " والله ، إني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلي الله ، وأحب بلاد الله إليَّ . ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ". وفي تلك المقولة دلالة علي فساد ما ذهب إليه الإخوان ، من أن الوطن ما هو إلا حفنة من التراب العفن . عيناي تتنقلان ما بين الطريق المرصوف الممتد ، الذي يتلوي يميناً ويساراً ، وارتفاعاً وانخفاضاً . في حافلة مكيفة الهواء ، وسقف وارف الظلال ، وستائر تحجب ضوء الشمس الساطع ، حيث يتاح لك الإسترخاء والنوم . والجانب الأخر ، حيث التلال والجبال الممتدة ، والمنخفضات الوعرة والكهوف الغائرة . أرض قاحلة ، وراحلة تزحف تحت قيظ الشمس الحارقة . واستخفاء من عدو متربص نهاراً ، وسعي بالليل حيث الوحوش الضارية . وربما طرأ علي ذهن أحدنا ، وهو مسترخ ، بين النوم واليقظة ، علي أحد كراسي الحافلة ، تساؤل مؤداه : ولماذا كانت الهجرة ؟ . وهنا نقول أن الهجرة كانت من بلد فيها قوم النبي محمد ، حتي لا يقال أن العصبية لمحمد ، خلقت الإيمان به . وقد هاجر إلي بلد لا عصبية له فيها ، حتي يكون الإيمان بمحمد هو الذي خلق العصبية لمحمد . وقد يتبع هذا التساؤل تساؤلاً آخر، يثيره المتشككون ، مفاده : ولو أن محمداً كان نبياً حقاً ، فلماذا تركه الله هكذا يكابد ما يكابده الإنسان العادي ، دون أن يتدخل لنصرته ؟ . وأنا أعتقد أن الله قد أراد محمداً بشراً ، يسري عليه ما يسري علي البشر، لأنه أسوة لغيره من البشر. وقد نلمس هذا في هجرة عمر رضي الله عنه ، الذي أعلن هجرته علي الملآ ، متحدياً القوم ، بأن من أراد أن تثكله أمه ، أو تترمل زوجته ، أو يتيتم أولاده ، فليتبعه ـ أي عمر ـ خلف هذا الوادي . فهل عمر أشجع من النبي ؟ . بالقطع لا . ولكن عمر ليس أسوة ، والنبي محمد أسوة . من أجل ذلك ، كانت هجرته سراً ، وكان يستخفي بالنهار ، ويسري بالليل ، ويسلك سبلاً غير مسلوكة ، حتي يكون في الأخذ بالأسباب الإسوة المحمدية . طوال الطريق والصورة الذهنية لمحمد وصحبه ، عالقة في الوجدان . وكم وكيف المعاناة التي كابدها النبي وصحبه . وفوجئت بالمشرف علي الرحلة ، يمسك بالمذياع ، ويطلب من الركاب ترديد هذه الكلمات ، التي رددها أهل المدينة ، وهم يستقبلون النبي وصحبه :
طلع الـبدر عليـنا مـن ثنيـات الوداع
وجب الشكـر عليـنا مـا دعــــا لله داع
أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطـاع
جئت شرفت المديـنة مرحباً يـا خير داع
فجعلنا نردد النشيد ، بصورة جماعية . وقد أدركنا أننا وصلنا إلي المدينة المنورة ، مدينة رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ وها نحن في ضيافة المصطفي المختار . توجهنا إلي الفندق ، حتي نفرش متاعنا ، ونستعد للعيش بضعة أيام في رحاب الرسول المصطفي .
حــســـــن زايـــــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف