الأخبار
غالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدةإسرائيل: سنرد بقوة على الهجوم الإيرانيطهران: العمل العسكري كان ردا على استهداف بعثتنا في دمشقإيران تشن هجوماً جوياً على إسرائيل بمئات المسيرات والصواريخالاحتلال يعثر على المستوطن المفقود مقتولاً.. والمستوطنون يكثفون عدوانهم على قرى فلسطينيةبايدن يحذر طهران من مهاجمة إسرائيل
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بياض الثلج بقلم الهادي علي الجورني

تاريخ النشر : 2017-05-22
بيـــاض الثلــج !..
بقلم الهادي علي الجورني.


.. سماء الحلم الأزرق ينافسه شعاع أصفر أخترق الضباب .. وبياض الثلج عانق سحر الشوق حُسناً بديعاً .. ووجهً جميلاً عانقته عينان خضراوان سرقت منه كل أفكاره حتى هيكله سُلب من جسده بقوة غريبة عبر قوا فيء كثيرة أدخلته بحور عميقة غاص فيها يعاند القلق اضطراباً ، ويسابق أنفاسه الهاربة تسابقه لأنفاسها العبقة ثم تعود إليه ذليلة !..
يعانقه حساً مفعماً لهوى تمادى في خضوعه حتى البارحة !..
.. بياض الثلج وخضرة الأرض تزيد الدنيا جمالاً براقاً، فما بالك بحسن تألق يناور الجنون جنوناً ! ..
:.. يا فتاتي كم عيوناً شغلتني لكنها لم تتمكن مني أما عيناكِ الخضراوان وبياض حُسنك الجميل ذكرني بقصة ماتت منذ سنين !..
فهل أجرؤ على البوح بها حتى لا تزيدي أنيني أنيناً !..
: .. تمهل ..يا صديقي ...
: .. لقد تمهلتُ سنيناً ، وتقرحتّْ أشجاني تنزف كثيراً .. وسراب الأيام فاق سني عمري تجتث الفرح من عوامل وجودي ، وتطرح الأسى ثلجاً أبيضاً صبغ أهداب عيني ، وشعر رأسي ..
.. فلا تلمّني حين أجتر ذكريات بيضاءً عاشت تدغدغ أحاسيسي ليوم مضى كانت فيه هي سبب وجودي على أرض خصبة تمنيتها ولكن ضاعت مني بسبب جحودي !..
: .. يا صديقي الشيخ الجميل .. العمر يمضى والذكرى تبقى تناجي الأيام بزهو مضى لا يمكن أن يعود !.. فلماذا الأسى ، ولماذا العناء ؟!..
: .. تتناثر الأحلام عبر مسيرة اليوم والغد ، ولا تُفلح الأيام بتضميد الجراح ، وتتأجج الرغبة للانتصار خلال جسدك العليل فتحارب بكل عزيمة عدوك اللدود ، وربما تنتصر ، وربما ينتصر عليك ..
: .. يا صديقي الصغير .. ( الخيانة ) هي القشة التي قَسَمَتّْ ظهر الجمل الهادر إلى نصفين ، والناس تصرخ .. تتألم .. تعدو ، وتصيح الحناجر تنادي عليه كي يستيقظ ويضمد جراحه لكي يهب في وجه الغريم .. لكن الخيانة عصفت رياحها الساخنة بنار جهنم تصفع الوجوه من كل جانب ، فتحتمي العيون خلف الأيدي وتصبح الدنيا كلها ضباباً ودخاناً ورماداً أخفى الصديق عن الصديق ، وتحدثني عن ( الهزيمة ) ، وسبب الهزيمة !؟!..
.. لقد كنتُ جندياً أحتمي ببندقة ومسدس .. وأحمي ورائي جموع غفيرة تناضل بكل عزيمة تنادي زعيم الأمة للنهوض والوقوف على قدميه لكن يا صديقي .. بياض الثلج غطى كل غصن ومدينة ، وسنين القهر زاولت شذوذها عبر عصور شتى عاش فيها المواطن الحر غريباً !..
وسماؤه شظايا تتناثر كجمر ملتهب عصفت بها رياح الغرب تزيدها خيانة عديمي الضمير والقومية اشتعالاً .. وتبسط بساطاً أحمراً يمشي عليه العدو نحو الوطن ، ويدوس بقدميه .. ونعاله تسقط على رؤوسهم ثم دولاراتهم تزيدهم غنىً ، وتوحي لهم باستثمارها في تجارة المخدرات والأسلحة !؟!..
.. جبناء العصر سقطوا يتدحرجون في بحر سيناء حررها الزعيم بصوت زلزل كراسيهم الوثيرة ،وسقطت في بحر من النسيان ، ولم يبق سوى المواطن الشريف يساند زعيم الأمة ويحمله على الأكتاف فتهزه النخوة للتحرير لا الاستسلام ! ..

:.. تلك قصة ليس فيها ما يثير .. مالنا والاقتتال ..
لسنا في عصور الغاب نحن اليوم في عصر عالم التكنولوجيا والفضاء والانترنت فلماذا تحدثني عن هواجسك التي أصابتها الشيخوخة الهزيلة !..
لا رؤية فيها ولا أمل للعودة ، ولا بصيص لأماني عاشت بوجدانكم ولم تصبح واقعيةًً البتة ..
: .. هيا .. يا صديقي فالكأس كفيل لأن يزيح عنك غبار الأيام التي تآكلت فيك ! ..
.. أنظر هناك .. ألا ترى الحُسن والجمال ينير الدنيا ببياض فتان عاصر كل وجودي .. لستُ مسئولاً عن أفعالكم فنحن اليوم نريد السلام ..
: .. الحياة السعيدة والرفاهية وبساطة العقول تجعلك تنسى وتتناسى إنك عربيٌ أصيل .. ماذا جنينا سوى الانهزام ..
.. يتحدث الغرب عن فيتنام ، وعن العراق وعن غزة ويسألك بحق قوميتك ، وغرورك ، وتمردك هل أنت حي تعيش ؟!.. وكيف تعيش بلا أمل ولا ذرة نخوة تبقيك إنساناً مكرماً ؟!..
: .. مساءك سعيد .. من هذا الشيخ الوسيم ؟!..
:.. تعالي ..يا خضراء العينين ..يا جميلة الجميلات .. يا بيضاء الرميم .. هذا الشيخ الوسيم من الماضي أتى يسأل عن الحاضر !..
هزه الشوق لأيامه الخوالي عاصرها بعنفوان يتلظى ولا زال كما ترين متناسق الجسد ، ومفتول الذراعين ..
.. لكن لماذا تسألين ؟!..هل أعجبكٍ الماضي، والحاضر أمامك بكل زهوه وشبابه ؟!..
.. لا تنظري إليه بإثارة من تحت الجفنين السميكين .. ولا تُطلقي سهام عينيك فترديه قتيلاً .. لستُ مسئولاً عما بذر من جنون .. فالوقت وقتي وليس وقته ! ..
:.. مساءكَ سعيد .. أيها الشيخ الوسيم .. هل تطلب لي كأساً ..
.. تضع يدها حول ذراعه فلا ينظر لها بل يستمر في حديثه لصاحبه :.. : .. وماذا جنينا من كل هذا ؟! ..ألستَ في الحانة تتجرع الآلام كؤوساً مُرّةً عانقت أسرار وجودكَ .. وتبخر غدرها فيكَ سحابة تلف رأسكَ للهروب من واقعكم الوخيم !..
.. هل أفلحتَ ، وهل أفلح أمثالك في الحياة بعزة وكرامة ونبل شريف ؟!..
: .. هل تطلب لي كأساً من الشراب .. أيها الشيخ الوسيم ؟!..
.. تمسكتّْ بذراعه أكثر وألصقتّْ جسدها الغض بجسده ثم طوقته بذراعيها وارتمت على صدره تهمس بنغمة حزينة ..
: .. ضمني أيها الماضي بدفء سكونك فأنا أكاد أموت برداً .. احمني من غدي ، ومستقبلي .. فلقد ضاع مني كل شيء ! ..
وصاحبكَ هذا عاصر خطواتي يدفعني للنزوح من خوفي الواهي والتحرر والانطلاق فاردةً جناحي أطير حرة في سماء الوطن لكنني سقطت في كؤوس كثيرة جردتني حتى من هويتي ..
.. أجل سقطتُ .. أيها الشيخ ولم أعد أعرف طريقي ولا طريق العودة إلى البيت فهل أنا مخطئة ؟!.. ربما ..هيا أطلب لي كأساً أرجوك !..
: .. أترك لي الحاضر ، وعُدّ لماضيك المخضرم بهوس القومية العربية التي زحفتم لنجدتها لكنها خانتكم جميعاً ، ورمت بأجسادكم في حُفر عميقة ثم ردمكم ترابها .. فكيف خرجتَ لتُفسدّ علي ليلتي وتُفسدّ عليها خطواتها نحو النجوم ؟!..
.. نظرتّْ إليه بسخرية وضحكتّْ بصوت عال انتفضتّْ له أجساد من أسقطهم الكأس في أحلام طارت بهم عبر أفلاك مخيلتهم تجتث جذورهم نحو الفناء .. استمرت بضحكاتها المتواصلة وكلهم يصفق لها ..
.. بعضهم وقف متذبذباً لا تحتمله قدماه للوقوف ثابت فسقط على كرسيه ينادي النادل كي يجلب له المزيد حتى يتجرع الكأس ليوم المصير !..
.. نظر الشيخ هازئ يحرك رأسه متأسفاً على أوضاع الجميع حوله ..استمرت بالضحك وهي ترقص أمامهم جميعاً عل لحن صاغه هوس جنونها ثم عادت وارتمت بأحضانه تلهث وئيدة .. ودموع الخوف تناثرت تغتسل بها روحها ..
.. وتتلظى آهاتها وهي تنطلق حمماً من صدر رطب عاند الشباب الغِرّ وهجاً لا يُطاق وصله عبر تنهدات بثتها في وجهه تناوره للوصول ، ولم تصل .. فبتلك اللحظة أمسك بذراعيها وألقاها على صديقها ونهض يدفع الدراهم للنادل ..
.. ثم يلتفت لهما فيرى صاحبه قد التقط جسد بياض الثلج بين ذراعيه .. تتمرس أصابعه خصلات شعرها بنشوة باردة صاغت وجوده عبرها وعبره .. وتابع القول:
: .. أجلب لهما كأسين من شرابك المُرً حتى يرتدعان !..
.. حاول الذهاب لكن الفتى قفز على قدميه وذراعه بذراعها وتقدم من الشيخ يهتف غاضباً
: .. لسنا بحاجة لدراهمك التي أكل عليها الدهر وشرب فقط عُدّ لحفرتك التي رُدمت فيها سنيناً ، ولا تعد لنا فهذا الزمان ليس زمنك ..
.. تقدمت منه ووضعت كفها حول شعر رأسه الأبيض تهمس بشوق غريب ..
:.. كم أنت وسيم ..أيها الشيخ ثم التفتت لصاحبها تقول
: .. سأشرب نخب هذا الشيخ الوسيم ..
.. سقطت على صدره تناوره للبقاء ، وتمادت تجذبه من يده حيث كانوا .. تراجع الفتى يحاور الماضي بتعصب شديد وهو يهذي مهزوماً !..
: ... لقد ورثتمونا الهزيمة ، وها أنتم اليوم تلصقونها بنا ولسنا المذنبون بل أنتم من حطم جدار القيم بمفاهيم بالية عانقت أسلوب حياتنا لوقت قصير لكننا اليوم لن نسمح بعودتها من جديد عبر سراب أيامنا الآتية مهما كلف ذلك عنائنا !..
.. هيا أذهب وتجرد من علامات الوراثة التي سببت انكسارك وانكسارهم عبر عصور شتى ناقضتم فيها حياتكم بزهو كاذب ، وتجردتْ حقيقتكم العريقة بوهم زائف حاصرتم به أنفسكم عبر سراب الغدِ وكان هو سبب هزيمتكم الثقيلة !..
: .. شكراً لكَ ..أيها الشيخ الوسيم دعني أعرفك بنفسي _ تنطلق ضحكة صاخبة ممتزجة بنشوة عارمة من الفتى يصيح قائلاً :
: .. إنها حورية من حوريات ما أنتجه عصركم البال وكانت هي ( الشيء ) الوحيد الجميل الذي تبقى عبر جدتها وأمها منكم ..
.. والدها كان جندياً مثلك .. وحارب الأعداء بكل جلد وصبر، وانهزم مثلك ثم ردموه في تلك الحفرة العميقة التي خرجت منها أنت ..أعتقد أنكما التقيتما هناك ..
.. ووالدي أيضاً كان جندياً حارب وهو مُثقِل بالعِزّة والكرامة التي تتحدث عنها أنت لكنه هرب قبل دفنه في تلك الحفرة ثم صار غريباً بين البشر يكتظ بهموم كبيرة حاول أن يشارك بها غيره لكنهم انفضوا من حوله ولقبوه بالمجنون ! ..
.. فانسحب يلف معطفه الثقيل حول جسده النحيل .. وعجز حتى أن يحظر لنا رغيف خبز نتقاسمها ونحن جياعاً ..
.. كنا نأكل مبادئ ونشرب مبادئ وقيم وعِزّة وكرامة حتى ماتت فينا جوعاً .. وسقط أخي مريضاً ثم سرقته المنية .. وسقطت أختي الصغرى ..حبيبة والدي ثم سرقها الموت بعيداً عنا وعنه ، ولم يستطع رُغم كل ذلك التجرد من مبادئه التي سببت انكساره ..
وهذا ( الشيء ) من بقايا تعجرفكم وأنانيتكم ، وغروركم الكاذب ..
: .. لا تقل عني ( شيء ) ..أنا لست ( شيئاً ) ..أيها الأبله .. إنا إنسان من لحم ودم مثلك ..
.. هل تنكر إنني قُدتكم نحو الجنون بجمالي الصارخ ..
.. قل له ..أيها الشيخ الوسيم عن زهو عشقي للحياة للحب .. للعيش برفاهية وسعادة ..
.. أليس هذا كلامك ..أيها الفتى الأحمق ..ألم تجرني بروزنامتك إلى عالمك هذا ؟! ..
وماذا تبقى مني ؟!.. جسد بلا روح ، وأنت وأمثالك من أطفأ روح القيم والمبادئ السامية في روحي !..
: .. يا شيخي الجليل كنتُ امرأةً قويةً .. أُساند بكتفي الصغير كتفه .. وأخطو ورائه مثل جارية .. واسمع كلامه حتى جردني من كل ما أملك من قيم ورّثها لي جدي وأبي وصرتُ تائهةًًً عندما صور لي الهزيمة بأبشع الصور، وأنكر عن جدوده صورهم المجيدة وكفاحهم المرير حتى يبسطوا لنا كفوفهم أرضاً حرة نمشي عليها مرفوعين الرؤوس .. .. والهزيمة لم تكن من صنع أيديهم بل العدو استطاع اختراق أسرار صمودهم بوسيلة قذرةً اُستخدم فيها عُملاء لا ينتمون لهذه الأرض الجميلة وسقط العرب بفعل الخيانة .. كما أسلفت أنت أيها الشيخ الوسيم منذ قليل !..
: ..أيتها الجدباء .. هل استطاع بسحر وسامته وببياض شواربه ولحية ذقنه أن يؤثر فيك ..
.. يا امرأة إنه شيخٌ مسناً .. لا تسري به دماء الشباب وعنفوانه ..
: .. كفى هُراءً .. فهو ماضينا ولا نستطيع أن ننساه مهما تقدمنا ، ومهما تنازعنا ، ومهما أنكرنا هزيمتنا ..
فأنت وأمثالكَ تكاسلتم عن الولوج من داخل أنفسكم والخروج من خوفكم الواهي لتتصدوا بكل عنفوان للعدو !..
صمت الجميع ، ورفع كل من سقط رأسه عن الطاولة .. نظروا جميعهم يجمعهم أملاً برق فجأة في رؤوسهم ،وهم يتساءلون بداخل أنفسهم :.. هل سنعود قريباً ؟!.. أيمكن فعلاً العودة للأصل العربي الأصيل ؟!..
نظر إليهم ذلك الشيخ ثم قرب رأسه من بياض الثلج وطبع قُبلتين على وجنتيها وهو يبتسم لها بروعة ونهض من مكانه وبدأ يغادر ببطء ودون ضجة ..
.. تعقبته النظرات تشده للبقاء .. سقطت هي فاغرةً فاها مقفلةً عينيها بستار أسود تخلل السحر جمالاً تهيم في أحلام اليقظة ثم رفعت يديها لوجنتيها وبسطت كفيها حولهما تلتقط قبلته ساخنةً وقبل أن تبرد ..
.. نظر الفتى بغرابة ، ودهشة إليها ثم إليه عندما وقف الشيخ ينظر بابتسامة وديعة إليه وسمعها تهمس برقة ..
: .. إنه أبي .. وداعاً .. يا أرق شيخ وسيماً رأته عيناي .. وداعاً .. يا ماضيه ، وماضي ، وماضيكم أيها المسطولون .. وداعاً .. يا ماض عريق رفعنا فيه الرؤوس ذات يوم برغم المحن ، وعشنا فيه أُباةً ، تحلق حول رؤوسنا العزة والكرامة ونخوة الجدود .
.. التهم نفسه يجتر عواقب ما دبره مفهومه الخاطئ في غفلة منه ، وعتب عليها عندما قرأت الكتاب ، ولم تتح له نشوة قرأته مرة .. فأصبح جاهلاً وأصبحت متمردةً تنثر عن جسدها الأبيض بقايا مفاهيم خاطئة زاولتها دهراً ثم صاح ينثر عن جسده نشازاً .. أغرق ضميره في سُبات عميق يدحض الحقيقة ، بمفاهيم منهزمة !..
.. صاح الشيخ يشير بأصبعه لذلك الفتى ..
:.. اليوم وغداً .. يا فتى .. تذكر ذلك فجنون عصرك صاغه سراب لا يُطاق ..
.. تحرر .. يا فتى كما تحررت هي .. وابحث عن ذاتك في عراقتك ، ولا تتجرد من طباعك العرفية حتى لا تناقض نفسك عبر عيوب مُستثارة غزت عنفوانك ، وغرورك !..
ويختفي الشيخ فجأة والعيون ترقب اختفاءه باندهاش غريب وبياض الثلج تبتسم بروعة تناجي جنونها سعادةً وعبق أنفاسها تتبع الماضي في شتى الصور .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف