الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كتاب المدرسة بقلم:السيد الزرقاني

تاريخ النشر : 2017-05-21
كتاب المدرسة بقلم:السيد الزرقاني
كتاب المدرسة

قصة قصيرة بقلم  / السيد الزر قاني

-عندما ضرب جرس المدرسة في الصباح جري كل التلاميذ كل الي مكانه ليحتل تلك المساحة المخصصة له في هذا الفناء الضيق الذي يأخذهم بالكاد،كان التلاميذ يتزاحمون علي الامكنه رغم أنهم يعلمون بأن هذا لا يفرق في إي شيء ، وانما هو حبا في الظهور في الصفوف الأولي ،كان مصطفي لا ينشغل كثيرا بمثل تلك الأمور من الزملاء سواء في طابور الصباح أو حطي داخل الفصل  فهو كان دائما يبحث عن النتائج النهائية لحضوره للمدرسة ، كان بتسال مع نفسه في قلق وحيرة أسئلة كثيرة تراوده بعد ان مل من التحاور فيها مع الكثير من الزملاء أثناء سيرهم مشيا علي الأقدام من قريتهم  ،تذيل صف فصل ثانية رابع الذي يحتوي علي أكثر من سبعة وخمسون تلميذا ، لم يكن حضوره للمدرسة الا ليكتسب قيمة جديدة من معلمه في مادة "الدراسات " الذي كان يكن له حبا  بلا نهاية ممتدا امتداد العمر الذي سيعيشه ،أو الاستفادة من الكنز الثقافي بالمدرسة انها المكتبة التي ينهل من كنوزها كل يوم بأمر من مثله الاعلي بالمدرسة الأستاذ"محمد"الذي يمارس الصحافة بجانب التعليم ويرفض رفضا باتا إعطاء دروس خصوصية رغم  ضعف مستواه المادي ،فهو يحمل من القناعة ما تجعله اغني الناس بجانب ثقافته وحبه الشديد لوطنه ،انطلق مصطفي مع زملائه الي الفصل بعد الانتهاء من تحية العلم الذي أصبح مجرد احد الطقوس اليومية في الطابور فقط ولا يعي كثير من التلاميذ قيمة تلك التحية والانضباط في أدائها تماشيا مع الانهيار الثقافي والأخلاقي الذي سيطر علي المجتمع ، كان مصطفي يحفزهم علي الانضباط والقاء تلك التيحة بشكل رجولي مثلما يفعل رجال القوات المسلحة ويراهم الجميع في التلفزيون  رجال أشداء لحماية الوطن ،كانت سعادة مصطفي كبيرة جدا لان الحصة الأولي هي مادة "الدراسات " وان الأستاذ محمد سيكون هو اول الأساتذة عليهم في هذا اليوم ، وكان لذالك طعم اخر في نفس وعقل الطلاب لأنهم يمتلك من القدرات الإبداعية في التدريس ما يجعل التلاميذ  تقبل علي حضور حصته لأنهم يشعرون بقيمتهم الإنسانية لانه  احد أفراد أسرهم ولا فرق ، اصطف التلاميذ في الفصل كل الي مكانه المخصص  دخل الأستاذ محمد الفصل والقي التحية علي تلاميذه  فردوا التحية بحب وحماس  أمرهم بالجلوس فجلسوا  ،مارس معهم الطقوس الأساسية داخل الحصة من الاسئلة والمراجعة وطلب منهم إخراج الكتاب المدرسي ومنحهم بعض الوقت لقراءة الدرس المقرر والمستهدف في الحصة "بناء الدولة الحديثة في عهد محمد علي " انغمس كل الطلاب في القراءة الا "إبراهيم" الذي لم يحضر معه كتاب المدرسة وحين سأله الأستاذ تعلل انه اخذا هذا الدرس في الدرس ألخصوصي وانه لا يستخدم كتاب المدرسة لان ابيه  يشتري له الكتب الخارجية ،فعنفه الأستاذ محذرا له من نسيان الكتاب المدرسي مرة اخري  وطلب منه مشاركة تلميذ ضعيف بالفصل في قراءة الدرس معه في كتابه، انتهت الفترة المخصصة للقراءة والكل في انتظار أسئلة الأستاذ محمد الا انه فجاء الجميع وطلب منهم قراءة الدرس مرة اخري ووضع دائرة علي أسماء الشخصيات به ،انغمس التلاميذ مرة اخري في القراءة وفي يد كل منهم قلم يستخرج به الأسماء بالدرس والكل يتنافس في إخراج اكبر قدر من الأسماء حتي  المكرر منها ،أشار إليهم الأستاذ بسرعة الانتهاء  وعندما انتهوا طلب منهم إخراج الدفتر ورسم جدول به خانتان وطلب من الجميع كتابة كل اسم  وأمامه احد الاعمال التي قام بها من واقع الكتاب المدرسي  ففعل التلاميذ ما طلبة  منهم  ثم طلب منهم ترك الدفتر والنظر مرة اخري في الكتاب المدرسي وقراءة الدرس مرة اخري  واستخراج كافة التواريخ ووضع تحتها خط ففعل التلاميذ ثم دونوا  تلك التواريخ في الدفتر  وأمامها أهم الاحدث التي وقعت فيها ، هنا طلب منهم غلق الكتاب المدرسي والنظر الي السبورة جلس الكل في حالة إنصات كامل له وفي انتظار ما يطلبه وقام الأستاذ بكتابة سؤال هاهي الأسس التي استند عليها محمد علي في بناء الدولة الحديثة في مصر ؟

وطلب منهم تحديد تلك الأسس من واقع قراءة الدرس بالكتاب وهنا تنافس التلاميذ في التفكير والتعبير وتحديد تلك الأسس منهم من  ركز علي الاقتصاد ومنهم اختار البناء العسكري وأخر علي التعليم وهنا تدخل الأستاذ وخلق حالة من الحوار الايجابي القائم علي التفكير في المسائل التي تطرح علي العقل ،جلس إبراهيم في حاله ذهول من الفرق في طريقة معلم الفصل ومعلم الدرس ألخصوصي الذي يكتب له مجموعة من الاسئلة لها إجابات معينه عليه حفظها ولم يترك له مساحة من التفكير في اجابة اخري  في يوم من الأيام  ،لأول مرة إبراهيم يستمتع بالقراءة في الكتاب المدرسي التي تركه مهمل في المنزل واعتمد علي الكتب الخارجية التي تشجع علي الحفظ فقط ؟؟

 في نهاية الحصة طلب إبراهيم من كل الزملاء توجيه الشكر الي الأستاذ محمد الذي احترم عقولهم وترك لهم مجال للتفكير وإبداء الرأي  صفق الجميع لإبراهيم ووقف مصطفي وطالب الجميع بالقراءة المستمرة وتحصيل العلم من كل منهل لان ذالك هو الشيء الوحيد الذي يسعد الأستاذ محمد ؟ فتعاهد الجميع علي ذالك والتعاون فيما بينهم من اجل  تحقيق اعلي نسبة بين فصول المدرسة في النتيجة النهائية في اخر العام  بفضل الأستاذ محمد وكتاب المدرسة .

*******

كاتب مصري 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف