الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جولة سريعة في كتاب: إسدود ؛ تاريخ الأرض وأملاك السكان بقلم: د. عادل علي جوده

تاريخ النشر : 2017-05-12
جولة سريعة في كتاب: إسدود ؛ تاريخ الأرض وأملاك السكان بقلم: د. عادل علي جوده
جولة سريعة في كتاب"إسدود ؛ تاريخ الأرض وأملاك السكان"
   د. عادل علي جوده

  كاتب فلسطيني مقيم في الرياض

                                 [email protected]

يسرني أن أرافقك قارئي الكريم في رحاب واحد من أحدث الكتب الصادرة عن بلدتي الغالية (إسدود)، لكن قبل أن نحلق معاً (أنت وأنا) في فضاء هذا الكتاب القيم، يطيب لي أن أقدم لك نبذة موجزة عن مؤلفه الكاتب والباحث الأستاذ "ناهض خميس عبدالله زقوت".

ولد الباحث ناهض زقوت عام 1964م في مخيم النصيرات  في وسط قطاع غزة الذي هاجر إليه والداه عام 1948م ولم يزل يقيم فيه، تدرج في تعليمه حتى حصل على دبلوم دراسات عليا في الأدب من معهد البحوث والدراسات العربية ـ القاهرة عام 1992م، وفي عام 1994م حصل على دبلوم صحافة وإعلام من المركز العربي في القدس، له نشاط ثقافي وأدبي فاعل من خلال رئاسته للعديد من الكيانات الفكرية وعضويته فيها، فهو رئيس الرابطة الدولية للإبداع الفكري والثقافي في فلسطين، وهو أمين سر المكتب الحركي للكتاب والأدباء في إقليم الوسطى، وله يعود تأسيس جمعية النقاد الفلسطينيين، بالإضافة إلى عضويته الفاعلة في العديد من الاتحادات واللجان، ومنها "اللجنة الاستشارية لمشروع حق العودة للاجئين (سنعود)"، و"الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين"، نشر العديد من الدراسات والمقالات في الصحف والمجلات المحلية والعربية، وله العديد من المؤلفات المتنوعة؛ ففي المجال الأدبي له "نوابغ الإبداع"؛ حيث أصدر الجزء الأول عام 1996م وصدر الجزء الثاني عام 1997م، و"انعكاس الإرهاب الصهيوني على الرواية الفلسطينية"، و"ذات: الرؤية والتشكيل"، و"تحولات المجتمع ـ وكشف المسكوت عنه"، وفي المجال السياسي له تسعة كتب؛ كتاب "وثائق القضية الفلسطينية" جزآن، وكتاب "اللاجئون الفلسطينيون ذاكرة وطن لا ينسى"، وكتاب "قضية اللاجئين الفلسطينيين وقرارات الأمم المتحدة"، وكتاب "حائط البراق بين الحق الإسلامي والادعاء اليهودية"، وكتاب "خمسون يوماً هزت العالم"، وكتاب "اللجوء والاضطهاد: اللاجئون الفلسطينيون في العراق 1948-2010"، بالإضافة إلى تحريره لعدد من الكتب والمؤتمرات، أما الدراسات والأبحاث المنشورة فقد بلغ عددها 15 مادة تناولت موضوعات متنوعة في الشأن الفلسطيني. وهو مدير عام مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق، وحينما نمعن النظر في إنجازات هذا المركز، وفي مسؤوليات مديره العام، نشهد عن قرب حجم ما يبذل من جهد فكري في التخطيط والتنفيذ والإشراف.

أما كتاب "إسدود ؛ تاريخ الأرض وأملاك السكان"، فقد صدر عن "مركز رؤية للدراسات والأبحاث" ـ ومقره قطاع غزة في فلسطين، وهو أحدث إصدار يتناول بلدتي الغالية (إسدود)؛ إحدى المدن والقرى الفلسطينية المحتلة عام 1948م؛ إذ صدر في الربع الأخير من العام الماضي 2016م.

يضم الكتاب بين غلافيه 452 صفحة من القطع المتوسط (17×24سم)، وقد قسّمه الباحث إلى أربعة فصول؛ جاء الأول بعد "الشكر والتقدير"، و"الإهداء"، و"المقدمة" ليتناول "تاريخ الأرض في بلدة إسدود"، ثم انتقل للفصل الثاني متناولاً "إسدود .. الموضع والمكانة"، ومن ثم الفصل الثالث متناولاً "عائلات بلدة إسدود وأراضيها"، فالجزء الرابع متناولاً  "وثيقة تاريخية؛ سجل ملكية أراضي بلدة إسدود".

أما "الشكر والتقدير" فقد خصَّ بهما الشيخ "شحادة عبدالهادي حميد؛ رحمه الله، مختار حمولة الدعالسة، مستشعراً ما بذله من جهد للحفاظ على سجل أملاك أهل إسدود طوال سنوات الهجرة والرحيل من مكان إلى آخر. وخص بهما كذلك "المناضل الوطني "عبدالفتاح عبدالحافظ حميد، الذي أهداه نسخة من سجل الأملاك ليأخذ طريقه من أدراج مكتبته الخاصة إلى أبناء إسدود ليتعرفوا على حقوقهم وأملاكهم. وخصَّ بهما أيضاً نخبة من ذوي الحس بالمسؤولية والهمة العالية الذين تكفلوا بطباعة هذا الكتاب ليصبح مرجعاً تتداوله الأجيال للتأكيد على حق العودة إلى إسدود. وكم كان جميلاً كاتبنا وهو يشرك معه عائلات إسدود في تقديم الشكر والتقدير لكل هؤلاء.

وبين "الشكر والتقدير" و"الإهداء" أفرد الباحث صفحة يحاكي فيها كتابته عن (إسدود) كتابة "شيشرو" عن (أثينا) بقوله: "حينما نضع أقدامنا .. فنحن إنما نمشي على التاريخ" وختمها بقول أمير الشعراء أحمد شوقي:

وَطَنِي لَوْ شُغِلْتُ بِالْخُلْدِ عَنْهُ   نَازَعَتْنِي إِلَيْهِ فِي الْخُلْدِ نَفْسِي

وأما الإهداء؛ فقد خصّه الباحث لأبناء إسدود لكي يتعرفوا على مجد بلادهم، وتاريخ بلدتهم، وأملاك آبائهم وأجدادهم، ليواصلوا النضال من أجل استرداد هذا الحق، والتمسك بحق العودة إلى إسدود وكل فلسطين.

وأما المقدمة؛ فقد تناول الباحث فيها مكانة (فلسطين) منذ فجر التاريخ، مشيراً إلى أنها كانت ولم تزل أرض صراع وادعاء، ومن ثم تدرج السرد إلى بلدتنا (إسدود) التي راح الباحث يؤكد أن الكتابة عنها هي الكتابة عن الروح والجسد معاً لكونها موطن الأجداد والآباء السابقين؛ فهي مدينة كنعانية قديمة يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر قبل الميلاد، حيث سكنها الفلسطينيون وأقاموا فيها مملكة ذات مكانة حضارية وثقافية وسياسية واقتصادية ودينية، وذكر الباحث أن الحفريات الأثرية الحديثة أثبتت أن إسدود الحديثة تقوم على تل يضم 22 طبقة من الإقامة في المدينة، وجميعها تحمل اسم (أشدود)، وبحسب هذا الاكتشاف فإن عمر (إسدود) في التاريخ يبلغ اليوم 3715 سنة، وأشار الباحث إلى المؤرخ "هيرودوت" أسماها "مدينة سورية الكبرى"، وذلك لمكانتها وازدهارها وأهميتها؛ الأمر الذي عرضها طوال تاريخها للعديد من الغزوات والحروب، وقد ذكر الباحث في مقدمته أسماء الذين كتبوا عن (إسدود)، وذكر عناوين كتبهم،  مبيناً أنه يتناول في هذا الكتاب موضوعاً مغايراً لهم، ومن الواضح أنه قرأ كل الكتب التي ذكر عناوينها بدليل أنه أشار إلى وقوفه على عدد من الأخطاء فيها وصححها على النحو المبين في قوله: "يذكر أحمد حسن جوده في كتابه (إسدود قلعة الجنوب) أن مجموع أملاك "مكرم أبو خضرا" في إسدود بلغت (2500) دونم، وهذا غير صحيح، فبالرجوع إلى سجل الأراضي وإحصاء مساحة أملاكها نجدها (1040) دونماً. وكذلك عن ملكية اليهود وأعدادهم في قرية إسدود إذ يذكر "الخالدي" بأن عددهم (290) يهودياً، ويمتلكون (2487) دونماً، وهذا أيضاً غير صحيح، فسجل الأراضي يذكر الملاك اليهود بالاسم ومساحة أراضيهم وموقعها، وبالإحصاء نجدهم ثمانية مستثمرين فقط يستثمرون (1230) دونماً في أرض إسدود. وبهذه الحقيقة نخالف ونصحح ما جاء في كتاب "وليد الخالدي" (كي لا ننسى) عن عدد اليهود في بلدة إسدود ومجموع استثماراتهم في البلدة، وكذلك حول مساحة الأملاك الحكومية سواء المتعلقة بالمندوب السامي أو بمخاتير البلدة".

ثم أفرد الباحث في مقدمته مساحة جيدة للحديث عن أهمية إسدود الخاصة بالنسبة للفلسطينيين والعرب؛ فالعرب الكنعانيون هم أول من سكنها في التاريخ، ومنحوها خصوصيتها التي تميزها عن غيرها من المدن والقرى الفلسطينية الأخرى، ثم تناول الباحث إسدود ومكانتها التاريخية والحضارية والسياسية.

وأما فصول الدراسة الأربعة، فلن أسهب كثيراً في التفاصيل؛ تاركاً الفرصة للقارئ أن يبحث عن الكتاب ويقتنيه ويقرأ تفاصيلة كاملة، لكني أوجز بأن الباحث عنون الفصل الأول بــ "تاريخ الأرض في بلدة إسدود"، وخصص له الصفحات من (13 ـ 72)، وأدرج تحته التعريف اللغوي لمفردة (إسدود)، ثم إسدود في المصطلح، ثم حلق الباحث في فضاء إسدود مبيناً أهمية موقعها الجغرافي، وتاريخها بكل مراحله مقرناً ذلك بالعديد من الوثائق المصورة، وقد أوجز الباحث في "محتويات الكتاب" ما تناوله في هذا الفصل بالآتي: "أرض كنعان"، "فلسطين"، "الفراعنة المصريون"، "عروبة فلسطين"، "بنو إسرائيل"، "الأشوريون"، "البابليون"، "اليونانيون"، "السلوقيون والبطالسة"، "اليهود المكابيون"، "الأنباط الرومانيون"، "المسيحية"، "الأيوبيون"، "المماليك"، "العثمانيون"، "البريطانيون". بينما عنون الباحث الفصل الثاني بــ "إسدود الموضع والمكانة" وأفرد له الصفحات من (73 ـ 114)، وتحدث فيه عن "إسدود في كتب الرحالة"، "الموقع والمكانة"، "مساجد ومقامات إسدود"، "التعليم والصحة"، "النضال الوطني"، "النكبة"، "التهجير واللجوء"، "الاحتلال الإسرائيلي". بينما جاء الفصل الثالث في الصفحات من (115 ـ 170) وأدرج تحته "عائلات إسدود"، و"أراضي إسدود"، و"قراءة تحليلية لسجل ملكية الأراضي"، "عدد ملاك الأراضي من أهل إسدود، "أسماء القطع، وأرقامها، ومواقعها"، "إحصاء مساحة قطع الأراضي"، "ملاك الأراضي من غير سكان إسدود"، "استثمارات اليهود في أرض إسدود"، "ملكية الأراضي الحكومية". وجاء الفصل الرابع تحت عنوان "وثيقة تاريخية: سجل ملكية أراضي بلدة إسدود"، وأفرد له الصفحات من (171 ـ 423)، وضمنها عدداً من الوثائق المصورة من سجل الأراضي، والجداول التفصيلية بعدد الحصص، واسم المالك، وقياس كل حصة بالأمتار والدونمات، ورقم القسيمة.

ولابد لي هنا من وقفة سريعة مع غلافَيّ الكتاب؛ إذا اشتمل الغلاف الأمامي على صورة للّفافات الوثائقية التي نهل الباحث من كنوزها، بالإضافة إلى صور فوتوغرافية لبعض المعالم في مدينة (إسدود)، بينما يحمل الغلاف الخلفي صورة الباحث، وعبارة مهمة يعبر فيها الباحث عن مشاعره حين الكتابة عن (إسدود)بدأها بقوله: "إن الكتابة عن إسدود هي الكتابة عن الروح والجسد معاً، فهي موطن أجدادي وآبائي الأولين واللاحقين منذ فجر التاريخ"، بالإضافة إلى صور فوتوغرافية لبعض الملامح عن (إسدود) تتضمن صورة لثوب المرأة الإسدودية.

وقبل أن أختم قراءتي يطيب لي أن أضع بين يديك قارئي الكريم هذا الكم الكبير من الهوامش والمراجع التي قرأها الباحث، واقتبس منها، واستدل من خلالها على الكثير من الحقائق؛

حيث ابتدأ الهوامش بـ "رسالة من حاكم القدس "عبدي هيبه" إلى فرعون مصر "تحتمس الأول" يطلب نجدته ضد غزو "الخبيرو" قائلاً: "إن الخبيرو ينهبون كل أراضي الملك، ولو كان عندنا رماة سهام في هذه السنة، لبقيت أراضي سيدي الملك سليمة ومصونة، ولكن إذا لم يكن لدينا رماة سهام فعلى أراضي سيدي الملك السلام"، "أسماء ملوك الفراعنة الذين عبروا من مصر إلى أرض كنعان مروراً بمدن الفلسطينيين القديمة"، "مدينة أوغاريت"، "مدينة أريحا"، "قصة السبي اليهودي إلى العراق"، "تزوير كتاب جيمس برستد"، "رواية التوراة عن عودة السبي البابلي"، "مملكة تدمر"، "طبيعة المسيح"، "صندوق اكتشاف فلسطين"، "أنواع الضرائب التي أقرتها الإدارة العثمانية على سكان فلسطين منذ عام 1886م"، "ترجمة إبراهيم المتبولي"، "أسماء شهداء إسدود والمفقودين عام 1948م"، "الخواجة إبراهيم حمدون حبيب"، "الطابو أو الأرشيف العثماني"، "القوانين البريطانية الخاصة بالأراضي في فلسطين"، "قائمة ملاك البيارات من أهل إسدود"؛ نقلاً عن كتاب (إسدود قلعة الجنوب).

وفي قسم المراجع ذكر الباحث أنه اعتمد في كتابة "تاريخ إسدود ومراجعته" بشكل رئيس على دراسات وأبحاث إنجليزية وعبرية من خلال محرك البحث جوجل، وكذلك في البحث عن كل معلومة أو اسم يرد في كتاب تاريخي، أو في أدب الرحلات، وتكون له صلة ببلدة (إسدود)، بالإضافة إلى (53) مادة بين كتاب، ورسالة، ومقال أو قصة في جريدة، وحلقة مسجلة إلكترونياً، وموسوعة، وترجمة، ولقاء مع أحد الشخصيات التاريخية.

هذه ـ قارئي الكريم ـ مجرد زيارة خاطفة في ربوع كتاب ذي قيمة تاريخية توثيقية كبيرة لواحدة من المدن والبلدات والقرى الفلسطينية المحتلة عام 1948م، والكتاب وإن كان يختص ببلدة (إسدود)، إنما هو في مجمله يدعو إلى التمسك بالأرض وبحق العودة إلى فلسطين كل فلسطين.

وإني إذ أسجل الشكر والتقدير لأخي الباحث الفذ الأستاذ ناهض زقوت على إهدائي نسخة ممهورة بتوقيعه من هذا الكتاب، لأقدر له ما بذله من جهد ووقت في إعداده وجمع وثائقه على هذا النحو اللافت من الدقة والشمول، مؤكداً أن هذا الكتاب يمثل إضافة نادرة الثراء للمكتبة العربية والإسلامية، وشرف عظيم لي أن أضمه إلى مكتبتي الصغيرة المتواضعة.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف