الأخبار
نتنياهو يستفز الإمارات باقتراحها للاشتراك في إدارة غزة(هيومن رايتس ووتش): إسرائيل ترتكب جرائم حرب بذخائر أمريكيةأبو عبيدة يكشف مصير الأسير الإسرائيلي نداف بوبلابيلشاهد: سرايا القدس تسيطر على المسيرة الإسرائيلية (سكاي لارك)شاهد: حركة حماس تنشر مقطع فيديو لأسير إسرائيلي في غزةجيش الاحتلال يوسع العملية العسكرية برفح.. ويدعو سكان مناطق بشمال غزة للإخلاءمع بدء ترحيل السكان.. تصاعد التحذيرات الدولية من اجتياح رفحمجلس الحرب الإسرائيلي يُقرر المضي في عملية رفحطالع: تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماسحماس تُبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النارممثل عشائر المحافظات الجنوبية يحذر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفححماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل أربعة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"
2024/5/13
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نضالات الحركة الاسيرة الفلسطينية وتطور اساليبها 1967-2005 (ج5 والاخير)

تاريخ النشر : 2017-05-04
نضالات الحركة الاسيرة الفلسطينية وتطور اساليبها 1967-2005 (ج5 والاخير)
نضالات الحركة الاسيرة الفلسطينية وتطور اساليبها 1967-2005 (ج5 والاخير)

د. محمد عبد الجواد البطة

خلال انتفاضة الأقصى دخلت مقاومة المعتقلين داخل السجون منعطفًا خطيرًا، حيث لم يسجل سوى إضراب واحد استراتيجي عام 2004 بالرغم من أن كثيرًا ما شرع المعتقلون خلال سنوات الانتفاضة وخصوصًا عام 2003 بالقيام بإضرابات جزئية احتجاجية (تكتيكية) ومتقطعة عن الطعام احتجاجًا على الأوضاع الاعتقالية الصعبة التي عاشوها وحملات القمع التي مارستها إدارة السجون ضدهم؛ وذلك بسبب الأوضاع المعيشية القاسية وازدياد حملات التفتيش  والممارسات المذلة التي فرضتها إدارة السجون على المعتقلين وسحب المنجزات التي حققها المعتقلون عبر سنوات طويلة من المعاناة والألم وقد بدأوا بتنفيذ إضراب عن الطعام ليوم واحد أسبوعيًا تحت خطوات أخرى شملت الإضراب المتقطع عن الطعام، واستهدف المعتقلون من هذه الخطوات إرباك إدارة السجون التي توقعوا آنذاك أن تزيد من إجراءاتها التعسفية بحقهم؛ مما يفتح المجال أمام الإضراب الاستراتيجي عن الطعام ليعلنوا عنه المعتقلون قبل فترة( ).

وحتى عام 2004، لم تفلح كل المحاولات على اتفاق معظم السجون في حركة واحدة، خاصةً في ظل الظروف الذاتية والموضوعية على موعد إضراب استراتيجي يشمل جميع السجون لهذا ازدادت هجمة مديرية السجون في ظل إدراكها لعدم قدرة المعتقلين على خوض الإضراب، وقناعتهم أن الظروف غير مناسبة، وبعد أن وجدت المبرر لمزيد من القيود والمضايقات وسحب الإنجازات في ظل حالة الضغط اللامحدودة – وخاصة في سجن "هداريم"– دخل المعتقلون في الإضراب المفتوح عن الطعام والذي استمر 12 يومًا، حقق بعض الإنجازات البسيطة وأوقف الموجات الأخيرة من الإجراءات التي من أجلها تفجر الإضراب وكان مقدمةً لإضراب آب / أغسطس2004؛ وذلك بعد مدة شهرين ونصف من إضراب الأسرى في سجن "هداريم"؛ في 15 آب/ أغسطس بدأت معظم السجون إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، ولحقت بها السجون التي تأخرت في الثامن عشر من الشهر نفسه ( ).

لقد شمل الإضراب جميع السجون، وكان من أهم أهدافه إزالة الجدران الزجاجية في غرف الزيارة وكذلك المطالبة بإدخال أجهزة تليفون نقال والتوقف عن أعمال التفتيش العاري، استمر الإضراب 19 يومًا حيث قام المعتقلون بتوقف عنه تدريجي وفشل الإضراب بشكلٍ كاملٍ دون أن يحقق أيً من أهدافه، وذلك من خلال استخدام أساليب ورسائل مختلفة من قبل مصلحة السجون( )، وقد أوقفت بعض السجون إضرابها بعد 10 أيام من البدء به وهي التي دخلت متأخرة "عسقلان وجلبوع", أما سجون "هداريم"،  و"أوهلي كيدار"، و"نفحة" فقد أوقفت إضرابها في اليوم الثامن عشر، وقد أنهى سجن "إيشل" إضرابه في اليوم التاسع عشر ( ).

          وعندما توقف الإضراب يوم 3 أيلول/ سبتمبر2004، أعلن وزير شئون الأسرى "هشام عبد الرازق"  توقف الإضراب وقال أن الأسرى حققوا 22 مطلبًا من قائمة 32 مطلبًا قدمت إلى إدارة السجون، وبعد أيام معدودة أعلن المعتقلون في السجون أنهم لم يوقفوا الإضراب بل علقوه لعدة أسباب لم يفصحوا عنها، واتضح فيما بعد أن إدارة السجون تلاعبت بوعودها، إذ استطاعت أن توهم ممثلي المعتقلين بأنها قبلت معظم مطالبهم، ولكنها لم تلتزم بهذا التعهد الذي حدث شفويًا مع ممثلي المعتقلين, أي بمعني أدق وعدت بتنفيذ المطالب شفويًا ولكنها لم تلتزم بهذا الوعد الشفوي مما أغضب المعتقلون الذين أعلنوا أنهم علقوا الإضراب المفتوح عن الطعام، ومن معالم عدم الوفاء بالوعود، لم يلمس أهالي المعتقلين أي تطور إيجابي يذكر أثناء زيارتهم لأبنائهم في سجن "جلبوع"، حيث تعرضوا للإهانات المذلة خلال الزيارة، وبقاء نفس القيود المتبعة وبقاء الزجاج الفاصل أثناء الزيارة فضلًا عن تعرض المعتقلين لهجمة شرسة خلال الإضراب، وتم منع العضو العربي في الكنيست "عصام مخول"، من لقاء "سمير القنطار" أحد قادة الإضراب( ).

          وفشل الإضراب وحمَّل غالبية المعتقلين قيادة الإضراب مسؤولية ذلك، والحقيقة أن قيادة المعتقلين الفلسطينيين لم تكن موحدة حينذاك، وقد حاولت مديرية السجون تكريس شعور المعتقلين بالفشل في حواراتها معهم لاحقًا، وشاعت في السجون مشاعر من الإحباط، الأمر الذي جعل إمكانية العودة لمثل هذا الأسلوب من النضال أمرًا صعبًا( ).

ومن الجدير ذكره أن مصلحة السجون استخدمت أساليب جديدةً لكسر هذا الإضراب  وفي هذا الشأن يقول أحد المعتقلين الذين خاضوا تجربة إضراب 2004، عندما أعلن المعتقلون الإضراب امتنعوا عن تناول الطعام ماعدا الماء والملح، وكان المعتقلون عادةً عند كل إضراب يخرجون جميع أنواع الأطعمة باستثناء الملح، وكانت إدارة مصلحة السجون أيضًا تقوم بإخراج كل الأدوات الكهربائية، وسحب الأغطية، والمواد الغذائية من غرف المعتقلين، وتترك الماء والملح ومسحوق الحليب. وفي إضراب 2004 أصرت إدارة مصلحة السجون على منع المعتقلين المضربين التزود بالملح والماء بشكل متواصل، وهذا الإجراء استخدم للمرة الأولى في تاريخ "الحركة الأسيرة"، فضلًا عن استخدام أساليب جديدة أخرى مثل: سحب الملابس من داخل غرف المعتقلين باستثناء غيار واحد، وسحب السجاير، وكنوعٍ من الإغراء كان يتم جلب أنواع من الطعام والفاكهة لم تقدم من سنين في محاوله منها لكسر الإضراب، كما أنها رفعت وتيرة عملية نقل القيادة من سجن إلى آخر ولم يقتصر النقل على القيادات فقط بل شمل العديد، وقامت بجلب سجناء جنائيين إسرائيليين وجعلهم يقومون بحفلات شواء للحم، واستخدام أسلوب الجلكوز كنوع من تعذيب المعتقل المضرب بشكلٍ كبيرٍ وكان يتم وخز المعتقل المضرب المريض والمنقول إلى المستشفى بشكلٍ متكررٍ حتى ينزف دمه( ). 

وبعد فشل الإضراب أصبح المعتقلون في وضع لا يحسدون عليه، حيث انعكس الفشل على خطواتهم النضالية فيما بعد، وفي هذا الخصوص يقول الكاتب المعتقل "وليد دقة" إن المعتقلين تعرضوا لمخطط "صهر الوعي" أو "الصدمة" بعد الإضراب الفاشل عن الطعام عام 2004 ، باتخاذ حكومة إسرائيل سلسلة إجراءات أهمها: تطبيق سياسة التفتيش العاري للمعتقلين على نطاق واسع، واستكمال تركيب الزجاج العازل في غرف الزيارات، وإبقاء النور مشتعلًا في الغرف على مدار ساعات الليل والنهار لاستنزاف أعصاب المعتقلين، ومصادرة كل وسيلة بحوزة المعتقلين مهما كانت بسيطة، ومصادرة ملح الطعام منهم خلال الإضراب، وتكثيف التفتيش والمداهمات لغرفهم خلال الإضراب، وغيرها من الإجراءات المقننة والمدروسة. وهكذا فشل الإضراب عن الطعام في تحقيق مطالبه، ولكن الفشل الأهم والذي ترك تداعياته على حياة المعتقلين لسنوات هو نجاح إدارة السجون في تفكيك السجون والأقسام المضربة الواحد تلو الآخر، ليتوقف الإضراب بشكل فردي وفوضوي، وهكذا أصبح المعتقلون مهيئين أكثر للتشكيل وتطبيق خطة صهر الوعي( ).

بدأ يتعافى المعتقلون من أثِر فشل هذا الاضراب عام 2012 حيث خاضوا اضراب شاملا بعد اكثر من سبع سنوات توقف،  دب الضعف على حياة المعتقلون والحركة الاسيرة خلال تلك الفترة من جراء فشل الاضراب وسياسة سلطات السجون التي اتبعتها على اثر فشل الاضراب تلك السياسة التي وصفها الاسير وليد دقة بسياسة صهر الوعي، من جهه  ومن جهة اخر جراء الانقسام الفلسطيني في عام 2007 وما ترتب عليه من فصل اقسام معتقلين فتح وحماس د اخل السجون عن بعضهم البعض مما جعل امر التنسيق بينهم امرا مستحلا... 

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف