القصيدة الجامعة
بقلم عبد السلام فايز
تَقصّدتُ في هذه القصيدة أن تكونَ بداياتُ الأبيات الشعرية فيها جامعةً لحروف اللغة العربية من الألف إلى الياء و بالتسلسل..
العُمرُ يمضي و تمضي إثرَهُ الحِقَبُ
في كلّ يومٍ ملاكُ الموتِ يقتربُ
بل إنّ قبري أراهُ اليومَ منتظِراً
دمعاً حروراً على الأكفانِ ينسكِبُ
تبّاً إليكِ أيا دنيايَ ، كاذبةٌ
أنتِ كثيراً ، و فيكِ الزيفُ و الرِّيَبُ
ثابرتِ فِيَّ ، فَخِلْتُ النفسَ خالدةً
و ما علمتُ بأنَّ حديثَكِ الكَذِبُ
جلستُ قُربَكِ إذ أعددتِ لي طبقاً
فيهِ الشّهيُّ من التفاحِ و العِنَبُ
حَسِبتُها ثمراتِ الخلدِ جامعةً
سِيقَت إليَّ ، و بانَ اللحنُ و الطّرَبُ
خذي طَلَاقَك ِ مِنّي الآنَ و انصرفي
فأنتِ طالقُ ثالثةً ، ولا عَتَبُ
دَعِي الدموعَ تَعجَّ اليومَ مِنْ ندمٍ
بها سَيُغسَلُ عن أجسادِنا الجَرَبُ
ذابَ الجليدُ بِفعلِ الشمسِ لو طَلَعَت
و بالدموعِ يذوبُ الإثمُ و التّعَبُ
رَبّاهُ إني أبوءُ بليلِ معصيتي
فيه الذنوبُ و فيه اللّهوُ و العجَبُ
زادَ التّعلّقُ في الدنيا و زينتِها
و صارَ حُبّي لهذي الدّارِ يَلْتهِبُ
سَأهجُرُ الدارَ يا قلبي و دَيْدَنَها
وَ ألْحَقُ الرّكْبَ مع قومي إذا ركبوا
شُدَّ العزيمةَ نحوَ الحقِّ و اقصِدْهُ
فإن دعَوتَ يُلَبَّ الصّوتُ و الطّلبُ
صَوتُ المَتابِ ثَمِينٌ عند خَالقِنا
به يزولُ غليلُ الرَّبِّ و الغضَبُ
ضَعْ عنك دنيا سَتَقْسُو في مُحِبّيْها
ضَع عنك دنيا على الخِلّانِ تَنْقلِبُ
طوبى لِقوم تفانوا في عبادتهم
لم يُلْههِم عنها لا مالٌ ولا نَسَبُ
ظلّوا حُمَاةً لِهذا الدّينِ، لو سمعوا
صوتَ المؤذّنِ تلقاهم قد انتصبوا
عادَ الفقيرُ غنيّاً عن مجالسِهم
و في يديهِ وفيرُ المالِ و الذَهبُ
غابَت بعيداً و ناءَت كلُّ مَنْقَصَةٍ
عنهم ، و قلَّ كلامُ الهَزْلِ و الصّخَبُ
فلو يكونُ ضعيفٌ في مغاربِهِم
فسوفَ تلقى رجالَ الشّرقِ قد غَربُوا
قاموا جميعاً إلى المحتاجِ في ليلٍ
كي لا يراهم صغارُ القومِ إذ لعبوا
كَما السّحَابةُ ، جادوا في مَدائِنِهمْ
فالجوعُ عَيْبُ كرامِ القومِ و السَّغَبُ
لو استغاثت فتاةُ القُدسِ من ظُلْمٍ
فسوفَ تَكْشِفُ عن أنيابِها حَلَبُ
متى سَتَنْهَجُ نَهْجَ الحقِّ يا شعباً
فيهُ التّشَتّتُ ما أدماهُ! و النّصَبُ
نارُ الإلهِ تفورُ هناكَ من غَيْظٍ
والناسُ فيها وقودُ النارِ و الحَطَبُ
هل ما مَلَكْتَ و ما قد حِزْتَ يُخمِدُها
أو البحارُ أو الخلجانُ و السُّحُبُ؟!
ويلاهُ لمّا سَيُلقَى الفوجُ مدحوراً
و الكافرونَ إلى النّيرانِ قد سُحِبُوا
يا ربّ نَجّ ِ من النيرانِ ناصِيَتي
لَأنتَ حسبي ، فَنِعْمَ الجاهُ و الحَسَبُ
عبدالسلام فايز / شاعر فلسطيني
بقلم عبد السلام فايز
تَقصّدتُ في هذه القصيدة أن تكونَ بداياتُ الأبيات الشعرية فيها جامعةً لحروف اللغة العربية من الألف إلى الياء و بالتسلسل..
العُمرُ يمضي و تمضي إثرَهُ الحِقَبُ
في كلّ يومٍ ملاكُ الموتِ يقتربُ
بل إنّ قبري أراهُ اليومَ منتظِراً
دمعاً حروراً على الأكفانِ ينسكِبُ
تبّاً إليكِ أيا دنيايَ ، كاذبةٌ
أنتِ كثيراً ، و فيكِ الزيفُ و الرِّيَبُ
ثابرتِ فِيَّ ، فَخِلْتُ النفسَ خالدةً
و ما علمتُ بأنَّ حديثَكِ الكَذِبُ
جلستُ قُربَكِ إذ أعددتِ لي طبقاً
فيهِ الشّهيُّ من التفاحِ و العِنَبُ
حَسِبتُها ثمراتِ الخلدِ جامعةً
سِيقَت إليَّ ، و بانَ اللحنُ و الطّرَبُ
خذي طَلَاقَك ِ مِنّي الآنَ و انصرفي
فأنتِ طالقُ ثالثةً ، ولا عَتَبُ
دَعِي الدموعَ تَعجَّ اليومَ مِنْ ندمٍ
بها سَيُغسَلُ عن أجسادِنا الجَرَبُ
ذابَ الجليدُ بِفعلِ الشمسِ لو طَلَعَت
و بالدموعِ يذوبُ الإثمُ و التّعَبُ
رَبّاهُ إني أبوءُ بليلِ معصيتي
فيه الذنوبُ و فيه اللّهوُ و العجَبُ
زادَ التّعلّقُ في الدنيا و زينتِها
و صارَ حُبّي لهذي الدّارِ يَلْتهِبُ
سَأهجُرُ الدارَ يا قلبي و دَيْدَنَها
وَ ألْحَقُ الرّكْبَ مع قومي إذا ركبوا
شُدَّ العزيمةَ نحوَ الحقِّ و اقصِدْهُ
فإن دعَوتَ يُلَبَّ الصّوتُ و الطّلبُ
صَوتُ المَتابِ ثَمِينٌ عند خَالقِنا
به يزولُ غليلُ الرَّبِّ و الغضَبُ
ضَعْ عنك دنيا سَتَقْسُو في مُحِبّيْها
ضَع عنك دنيا على الخِلّانِ تَنْقلِبُ
طوبى لِقوم تفانوا في عبادتهم
لم يُلْههِم عنها لا مالٌ ولا نَسَبُ
ظلّوا حُمَاةً لِهذا الدّينِ، لو سمعوا
صوتَ المؤذّنِ تلقاهم قد انتصبوا
عادَ الفقيرُ غنيّاً عن مجالسِهم
و في يديهِ وفيرُ المالِ و الذَهبُ
غابَت بعيداً و ناءَت كلُّ مَنْقَصَةٍ
عنهم ، و قلَّ كلامُ الهَزْلِ و الصّخَبُ
فلو يكونُ ضعيفٌ في مغاربِهِم
فسوفَ تلقى رجالَ الشّرقِ قد غَربُوا
قاموا جميعاً إلى المحتاجِ في ليلٍ
كي لا يراهم صغارُ القومِ إذ لعبوا
كَما السّحَابةُ ، جادوا في مَدائِنِهمْ
فالجوعُ عَيْبُ كرامِ القومِ و السَّغَبُ
لو استغاثت فتاةُ القُدسِ من ظُلْمٍ
فسوفَ تَكْشِفُ عن أنيابِها حَلَبُ
متى سَتَنْهَجُ نَهْجَ الحقِّ يا شعباً
فيهُ التّشَتّتُ ما أدماهُ! و النّصَبُ
نارُ الإلهِ تفورُ هناكَ من غَيْظٍ
والناسُ فيها وقودُ النارِ و الحَطَبُ
هل ما مَلَكْتَ و ما قد حِزْتَ يُخمِدُها
أو البحارُ أو الخلجانُ و السُّحُبُ؟!
ويلاهُ لمّا سَيُلقَى الفوجُ مدحوراً
و الكافرونَ إلى النّيرانِ قد سُحِبُوا
يا ربّ نَجّ ِ من النيرانِ ناصِيَتي
لَأنتَ حسبي ، فَنِعْمَ الجاهُ و الحَسَبُ
عبدالسلام فايز / شاعر فلسطيني