الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تحرير القدس في ذكرى الإسراء والمعراج بقلم:د. تيسير رجب التميمي

تاريخ النشر : 2017-04-28
تحرير القدس في ذكرى الإسراء والمعراج بقلم:د. تيسير رجب التميمي
هذا هو الإسلام
تحرير القدس في ذكرى الإسراء والمعراج
الشيخ الدكتور تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين/رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي سابقاً أمين سر الهيئة الإسلامية العليا بالقدس
عاش العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها قبل أيام ذكرى الإسراء والمعراج ، مرت هذه الذكرى هذا العام ككل الأعوام السابقة والمسرى أسير كأهله وأبناء أرضه المباركة ، واستذكر العالم الإسلامي ذكرى أخرى هي ذكرى تحرير هذا المسرى وأرضه المقدسة المباركة ، هي ذكرى استعادة مدينة القدس من أيدي الغزاة وتحرير درة مقدساتها المسجد الأقصى المبارك من قبضة الأعداء ،
ففي عام 1099 سقطت مدينة القدس في يد الفرنجة الغزاة بعد حصار استمر خمسة أسابيع . وأعقبت سقوطها مذبحة رهيبة , واستبيحت المدينة وسكانها على مدى ثلاثة أيام بالنهب والسلب والقتل ، وارتكبت فيها المذابح المروعة والجرائم البشعة . وبقيت الجثث فى أرجائها وشوارعها عدة أيام ، فبلغ عدد من قتل منهم في ساحات المسجد الأقصى المبارك (70) سبعين ألفاً معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ .
كان سقوطها مؤلماً وشديداً على المسلمين في كل مكان ، وهالهم هذا المصاب الجلل ، لكن الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي استطاع أن يحررها وأن يخلص المسجد الأقصى المبارك من نير الاحتلال بعد 88 عاماً ، ولكن لم يكن إنجازه هذا نتيجة جهوده الفردية فقط ، بل كان نتيجة عمليات إصلاح جذرية متراكمة ومتضافرة بذلها أسلافه فأكمل السير على نهجهم ، جهود ضخمة امتدت على مدى عقود طويلة ، وأسهمت فيها فئة عظيمة وطائفة عاملة مجاهدة من الأمة وهم أهل مصر والشام ، أجيال متعاقبة قامت بهذه الأعباء والمسؤوليات ،
فبسبب تردي أوضاع الأمة وانحدارها وانكسارها في ذلك الزمان ، وبسبب ضعفها وهوانها نجح أعداؤها الفرنجة في اجتياحها واحتلال مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك :
* فمن الناحية الدينية هناك خلل في الفكر والسلوك ، كان الجهل سائداً في معظم أبناء الأمة ، وكذا بعدهم عن تمثّل أحكام الدين والالتزام بتعاليمه ، وانتشار البدع والخرافات والضلالات ،
* وأما في المجال السياسي ففساد الحكام واستبدادهم واقتتالهم وضعف ولائهم للأمة واضح ، وبسببهم عاشت المسلمون عهداً من الاختلاف والتمزق والفرقة ، فهناك دولة عباسية سنية في بغداد ، ودولة فاطمية شيعية في مصر ، وكانت بينهما نزاعات وحروب ، بل بلغ الأمر بالفاطمينن أن استعانوا بالفرنجة ضد العباسيين ، وقتلوا الأمراء والعلماء المنادين بالجهاد ضد الصليبيين كالوزير السلجوقي نظام الملك والقائد سنقر وابنه عماد الدين وغيرهم ،
* وفي ميدان الاقتصاد عمّ الغلاء الفاحش واحتكار الأقوات ، وغرق الأغنياء في الترف وانغمسوا في الشهوات ، وشاع الفقر المدقع بين معظم الناس لكثرة الضرائب المفروضة عليهم ،
فالمطلوب إذن للخلاص من احتلال الفرنجة وطردهم خطة كبيرة ، وبرنامج شامل يتضمن هذه العناصر الأساسية الثلاثة ، ولعل أبرز دور في ذلك كله كان لدولة السلاجقة ووزيرها نظام الملك :
أ- من ذلك مثلاً إنشاؤه المدارس على نطاق واسع ، فكان لها دور كبير في نهضة الجيل الجديد ، وإخراجه من الجهل والشبهات الفكرية والعقائدية ، وفي تقوية العلاقة بين العلماء والأمراء ،
ب- ومن ذلك أيضاً اهتمامه بتعيين النخب والأكفياء في المناصب القيادية والسيادية والإدارية في الدولة : فقد عين القائد المشهور تاريخياً سنقر أميراً على الموصل نظراً لجهاده وحسن سياسته وإدارته ، فعمل على توحيد العراق والشام .
وعين من بعده ابنه الشجاع عماد الدين ، فاهتم هذا القائد ببناء الدولة : فوحد أكثر أقاليم الجزيرة ثم بلاد الشام ، واستعان بالسلطان السلجوقي في الدفاع عن بغداد ، وبعد ذلك كله بدأ بحرب الصليبيين وتحقيق الانتصارات عليهم .
وحمل الراية من بعده ابنه نور الدين الذي استطاع الجمع بين تطبيق احكام الشريعة وبناء حياة الناس والاستفادة من معطيات الحياة والعصر ولكن وفق الرؤية الإسلامية ، وعمل هو الآخر على توحيد الأمة فأنهى الخلافة الفاطمية على يد أكبر قادته صلاح الدين الأيوبي ، وكان لتوحيد مصر والشام تحت قيادته أثر هائل في طرد الفرنجة الغزاة ، واستمر في حربهم والدفاع عن أرض المسلمين حتى استعاد أكثر من خمسين مدينة من أيديهم ، وكان قد أمر الصُّنّاع في حلب ببناء منبر للمسجد الأقصى المبارك ، وكان يطوف به البلاد والمدن الإسلامية لاستنهاض الهمم وتحرير مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه توفي قبل أن تقرّ عينه بذلك ،
فاستلم الراية من بعده قائده صلاح الدين الأيوبي الذي كان دائم الحزن والبكاء ألماً لأن بلاد الشام ومدينة القدس ما زالت بيد الفرنجة ، وقد بلغ به الأمر أنْ روى حديث الابتسام من غير أن يبتسم لأن المسجد الأقصى المبارك تحت الاحتلال . بدأ صلاح الدين بتحصين مصر بعد إعادتها لحضن الدولة العباسية ، وعمل على بناء قوتها العسكرية فأنشأ أسطولها البحري بحيث صار قوة مرهوبة فى البحر الأحمر وفى البحر الأبيض المتوسط على السواء ، واهتم بتأمين خطوط المواصلات البحرية والتجارية في اليمن لقطع الطريق على الصليبيين ، وبعد أربعة عشر عاماً من هذا التخطيط والتنفيذ المتواصل قام بحرب الفرنجة في معارك كثيرة ، توَّجها بمعركة حطين التي كان في إثرها فتح مدينة القدس وتحرير المسجد الأقصى المبارك وتطهيره من دنس الاحتلال ، فدخلها في يوم الجمعة السابع والعشرين من شهر رجب المحرّم عام 583هـ ، أي في ذكرى الإسراء والمعراج ، لم يسفك فيها دماً ، ولم ينتقم لمن قتل ظلماً وعدواناً من المسلمين يوم أن غزاها الهمج من الفرنجة الغاصبين ،
قام صلاح الدين بنصب منبر نور الدين زنكي في مكانه من المسجد الأقصى المبارك بجانب المحراب ، وظل منذ ذلك اليوم حتى وقوع جريمة إحراق المسجد على يد السائح الصهيوني مايكل دينس روهان في يوم 21/8/1969م ، ولكن بحمد الله تم بناء المنبر من جديد وإعادته إلى مكانه برعاية المملكة الأردنية الهاشمية .
نظف المسلمون المسجد ، وأُعِيد إلى ما كان عليه قبل الاحتلال الغاشم ، وغُسِلت الصخرة بالماء الطاهر، ثم أعيد غسلها بماء الورد والمسك الفاخر ، وأبرزت للناظرين والزائرين ، ووُضِع الصليب الضخم عن قبَّتها ، وعادت إليها حرمتها.
كانت الفرحة كبيرة والبهجة عظيمة غامرة بالفتح الكبير ، فقد تسامع المسلمون بفتح بيت المقدس , فأتوه رجالاً وركباناً من كل جهة لزيارته وليشهدوا هذا اليوم العظيم الذي علت فيه راية الحق ، حضرت هذه الجموع أول جمعة أُقِيمت في اليوم الرابع من شعبان بعد يوم الفتح بثمانية أيام ، ولما أذَّن المؤذن للصلاة عين صلاح الدين القاضي محيي الدين بن الزكي اليوم خطيباً للجمعة ، فلبس الخلعة السوداء شعار الدولة العباسية ، فاعتلى المنبر وخطب بالناس وصلى الجمعة بهم
وختاماً أقول :
ما أشبه الليلة بالبارحة من حيث الواقع والتطلعات والمسؤوليات ، فعلى الرغم من الواقع المزري المؤلم الذي تعيشه أمتنا اليوم ؛ إلا أن وعد الله على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بإعادة تحرير بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك حقيقة إيمانية راسخة في عقيدتنا ؛ فهو { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } النجم 3-4 ، وإننا على يقين لا يرقى إليه شك بأن الله عز وجل سيقيّض من أبناء هذه الأمة من سيعيد تحريرهما أمثال صلاح الدين وقادة الفتح الإسلامي ، وما ذلك على الله بعزيز ، قال تعالى { فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * وَنَرَاهُ قَرِيباً } المعارج 7 .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف