الأخبار
محمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداً
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الفصل الرابع - من رواية (شاعر وملهمة)- بقلم د. أميمة منير جادو

تاريخ النشر : 2017-04-27
الفصل الرابع - من رواية (شاعر وملهمة)- بقلم د. أميمة منير جادو
الفصل الرابع - من رواية (شاعر وملهمة)- بقلم د/ أميمة منير جادو


(4)
مشاركة وجدانية

وطوت ميّ رسالة فيروز الطويلة التي تخفف عنها بعض معاناتها وأحزانها، وعادت لمأساتها من جديد ،مع عشقها الحقيقي الأبدي الذي يعذبها وتتعذب به ، كم هي غريبة مدهشة هذه الحياة ، من يحبك لا تريده ، ومن تحبه يغدر بك ، أليست غريبة فعلا ؟
تذكرت قول الشاعر :
" جننا بليلى ، وهي جنت بغيرنا ، وأخرى بنا مجنونة لا نريدها "
هاهي تمسك بالقلم وتكتب ، بعض مشاعرها وتسكبها للأوراق ، لقد فجرت رسالة فيروز عذاباتها لماذا لم يكن حبيبها مثل فيروز ، تكتب فيسيل المداد دماً ويصير دمها مداداً، كتبتها من واقع مأساتها مع من تحبه ، إنها لا تحب فيروز ، بل فيروز هو العاشق لها ، أنها تهوى من يهوى بها في مستنقع الخيانة والغدر ، هاهو فيروز يفجر مأساتها فتكتب عن الآخر الخائن الذي غدر بقلبها تكتب هذه السطور، واستسلم القلم لنبض جرحها ، فعنونتها بــ( سطور ضائعة ) :
" ترى هل هذه هي نهاية الخداع ؟ أم أن هذه النهاية هي نهاية الرغبة في تحطيم كبريائي، كما كتبها في ورقة صغيرة ونسيها أو دسها عمدا بين أروقة كتبه التي أهداني إياها ،وشعرت أنه يقصدني بها ؟؟ ترى هل هو كما يقول الناس عنه مثل أبيه الفاجر ذي السمعة السيئة ؟ فراح يعاملني بتلك القسوة والجفوة والغرور كما عامل أبوه أمه ؟ أم أنني أنا التي لم أفهمه ؟ ترى هل أنا المخطئة أم هو أم الزمان هو الذي أخطأ في حقنا.؟
أتراه مازال يختبرني بهذه التصرفات الهوجاء وتلك الحماقات التي لا تزيدني إلا إذلالا وامتهانا لكرامتي وكبريائي..؟؟ أم انه ما زال طفلاً لا يعرف كيف يلعب ؟
أم أنه ندل خسيس ..؟؟
أم أنه مازال يخافني ويهابني في أعماقه ... ؟؟
مازال ثائرا على كبريائي الذي يحاول أبدا أن يحطمه ؟؟
لست أدرى ...
من يدرى..أأعود من حيث بدأت أم أقف عند هذا الحد...؟؟ أم أبدأ من جديد...؟؟؟
ولكن أي جديد هذا الذي استطيع أن أبدأ فيه وأنا أنقاض إنسان...وخيوط ذكرى ..؟
وكيف أنسى؟ ومن يقول أنه يستطيع أن ينسى نبضه وخفقاته ....؟؟
عبثاً عبثاً ما يحاولون ..
يحاولون إقناعي بأني إنسان يجب أن يعيش بعقله فقط ..
كيف كيف يعيش الإنسان بعقله ..؟؟ ولم خلق الله لنا قلوبا ..لم تخفق قلوبنا ؟
لم نسمع دقاتها..؟
إن أجمل ما في الشباب هو هذه الدفقة الحيوية، والروعة المتدفقة التي تقول أني أحب ..وأحب الحياة لأني أعرف كيف أحب .. ثم تقتلنا التجارب ..؟؟
تقتلنا الخيانة ..تقتلنا الخديعة ..أجل إنها تقتل أجمل وأروع شيء أودعه الله في أجسادنا..وهل الإنسان إلا روحا وقلبا نابضا يضيفا للعقل سحره وجلاله ، واكتماله ؟؟
إن الحياة ما هي إلا روح ونبض .. فإن قتلت الروح ومات القلب فما معنى هذه الحياة ؟
أنعيش مجرد أجساد... وتزن كل أمورنا وكل مقاييسنا مقياس الجسد والعقل والحكمة..هل الحياة فقط جسد وعقل وحكمة .؟
إن الحياة حياة بكل ما فيها بكل تناقضاتها..لكن لم دائماً يلومون علينا نحن معشر النساء ..ولا يلومون على الرجل... ؟؟
إن الشريعة والأديان تجعل الرجل والمرأة متساويان في الفعل والجزاء ، في الصواب والخطأ ، في الثواب والعقاب ، الزانية والزاني ، السارق والسارقة، القاتل والقاتلة ، المؤمنون والمؤمنات ، الذاكرون والذاكرات ، العابدون والعابدات ، الحامدون والحامدات ، الخاشعون والخاشعات ،كلنا في النهاية إنسان ، بشر ، بني آدم ، "جندر" ، نوع ، كلنا في ميزان واحد أمام رب العدل يوم الحساب .
إن تجاهلنا لأخطاء الرجل في المجتمعات الشرقية ، هو تجاهل اجتماعي وفق الأعراف المتفق عليها وليس وفق العقيدة والشرع ، هو حق اكتسبه الرجل بتعاليم المجتمع ليس بتعاليم الدين ، إن تغاضينا عن أخطاء الرجال لا يعني أن الدين نفاها عنهم وأنها حق مكتسب لهم ، وأن الشريعة تسامحت فيها من أجل خاطر عيونهم ، فهي ليست منها في شيء ولكنها من أنفسنا ، خلقتها المجتمعات المقهورة المريضة ،خلقتها نفوسنا المعقدة على مر التاريخ والأزمان والحقب المختلفة فأعطت للرجل حقوقاً وأنكرتها على المرأة وتوارثتها الأجيال..لكن ليس معنى ذلك التغاضي عنها وإباحيتها له وعدم إباحيتها للمرأة ، أنها مشروعة ومباحة ، فلا يوجد في الأديان جميعا ما يبيح الخطأ ...
لِمَ ألُمْ نفسي كثيراً وأعذبها وأكثر من ندمي ؟ هل لأني أخطأت في حق نفسي وحق أهلي معه عندما خنت ثقتهم بي ورحت أقابله من وراء ظهورهم ، بل وأسافر له وأقضي سويعات معه ، ثم أعود كأني كنت في الكلية ؟ ولكن أهو الآخر يلوم نفسه ويعذبها مثلي لأنه كان يشجعني على ذلك ولم يعترض أو يمنعني أو يوجهني ؟
لست أدري ؟ أليس هو الآخر بمخطئ ؟...
أم أن الخطأ بالنسبة لي يظل عاراً وبالنسبة له لا شيء على الإطلاق ؟ لا لأي فضل يعود إليه ولكن لأنه رجل ...
أجل تشاءمت من كلمة رجل .. رجل ورجل ورجل ورجل ....
أنانية وتسلط وغاية واحدة تتمثل في كلمة واحدة (الاستعباد)..أجل الذل والاستعباد ..وكأننا لم يخلقنا الله من ضلوعهم..وكأننا أسرى لديهم ...؟
أجل ما أجمل عطاء المرأة اذا قدره الرجل ... وما أحقر عطاء المرأة إذا أنتهك حرمته الرجل ..
وإن المرأة التي تعطى وإن الرجل الذي يأخذ ...لماذا ؟
ولكن فلننصف من أجل الحقيقة :
" هناك رجال يعطون ونساء يأخذن، وهناك العكس بالمثل،لكن هل كل الرجال تتشابه ؟؟ " بالطبع لا.. لا تتشابه كل الرجال ...وكذلك لا تتشابه كل النساء..ويكفيني أني أختلف عن الكثيرات ..
ولكن عذبتني حياتي كثيراً...أما لهذا العذاب أن ينتهي ..؟؟
أما آن لبحر الدموع أن يجف.؟؟
آما آن للحب أن يبدأ ويعيش ..؟؟
آما آن للنفس أن تحاول النسيان .. ؟؟
أبدا كلها محاولات هروبية ..
العمل هروب...النزهة هروب ..الصديقات هروب ..الأسفار هروب ...الدراسة هروب...كل ما في حياتي هروب هروب هروب .
هروب من أي شيء ؟ من الرجل ؟ أم من النفس ؟ أم من الحياة ؟ أم من الحقيقة ؟
لست أدرى ....
أحقاً يمكن أن تدوم الحياة على هذه الوتيرة التي عشت بها ؟
ألا نهاية لأقدار استعبدتني؟
أ ستصير نهايتي كنهاية الصديقات ؟؟ الحب شيء ؟ والزواج شيء آخر تماما ؟؟
لا...لا...لا ...وألف ألف لا لا لا
أرفض وأرفض وأرفض هذا المبدأ ...
أرفض تماماً حتى لو تعذبت أكثر من هذا ...
أرفض تماماً حتى لو عشت باقي حياتي معذبة ...
فكيف أحب إنسانا وأتزوج من آخر ..وكيف أتزوج إنسانا وأنا لا أحبه..
ويقولون الحب يأتي بعد الزواج ؟
أي حب هذا ....؟ العشرة...؟؟
يقصدون التعود والعشرة بالطبع ولكن شتان بينهما ...
أنا لا أقبل أن أتزوج شقة أو فيلا أو سيارة ..لا أقبل أي شيء من هذا
شيء واحد أقبله ، ولن أتنازل عنه : هو الحب..الحنان ...العطاء ..فكفاني حرمانا ولا أريد بديلاً....
ميّ في 24 يناير 1980
......................
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف