الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الفرصة مؤاتية ان كانت نوايا اردوغان صادقة بقلم:عماد علي

تاريخ النشر : 2017-04-27
الفرصة مؤاتية ان كانت نوايا اردوغان صادقة بقلم:عماد علي
الفرصة مؤاتية ان كانت نوايا اردوغان صادقة

عماد علي

لقد جرّب اردوغان كما غيره ممن سبقوه كل الوسائل لضرب الحركة الكوردية ليس في بلاده فقط و انما في اي جزء, حين يراها تسير لغير صالحه و تؤثر بشكل او اخر على كوردستان الشمالية حتى و ان كان بشكل غير مباشر، و نتيجة ما يعتبرها حسابات بعيدة المدى و وفق نظرته الى الواقع الموجود في بلاده و من فكره النابع من مجموعة من الطموحات و العقائد و الافكار الجديدة على الساحة التركية و تتبعها سياسات مغايرة و ان كانت تبان لكل من يدققه بشكل صعب جدا . لقد تغيرت الموازين و رافقه تغيير توجهات اردوغان كبوصلة ملازمة لما دارت او مالت من عوامل تلك الموازين سياسيا داخليا كانت ام اقليميا او عالميا نحو جهة يعتقد بانه ليس لصالحه، و ما تغير من ثقل و موقع الكورد معه في  مدار و مسار المعادلات السياسة و الستراتيجيات العالمية في هذه المنطقة .

المنحنيات السياسية الداخلية التركية ترتفع و تنخفض لحد كبير و متفاوت في مسيرها, نتيجة المتغيرات و الافعال التي تصر عليها السلطة التركية المتمثلة بحزب العدالة و التنمية باعتبار ما يهمها هو التغيير و ايجاد الحلول للقضايا الملحة و المؤثرة بشكل كبير على كافة جوانب الحياة العامة للشعب التركي، و قي مقدمتها القضية الكوردية، و ياتي هذا بعد مراحل من الاهمال و المحاربة من قبل السلطات السابقة منذ انبثاق الدولة التركية بعد انهيار العثمانية و اعتلاء اتاتورك السلطة و حيله المعلومة للجميع في هذا الاطار .

اردوغان امام مفترق طرق في هذه القضية، لقد سار بشكل بطيء سابقا و الى حدما بحذر من القوى المعرقلة في المصالحة التي استهلها بشيء من العلنية لاول مرة مع من يعتبره لحد اليوم معاديا لدولته و ينعته بالارهاب و المتمثل بالحزب العمال الكوردستاني . سارت العملية بانحناءات و ميلانات مختلفة الشكل و التوجه، متاثرا بالمواقف الداخلية و العراقيل التي صنعتها الجهات المختلفة من الاحزاب العرقية المتطرفة و الصقور في الجيش امامه قبل الانقلاب المزعوم و المحاربين القدامى .

اما اليوم و بعد ان راوغ و تحايل و تكتك اردوغان في هذا الامر، الا انه بعد نجاحه اخيرا في الاستفتاء قد اتسعت الطريق امامه دون اي عراقيل كبيرة محتملة كما كانت تبرز اماه في السابق، نتيجة اوضاعه الداخلية المغايرة وتغيير ثقل و موقع المنافسين المصارعين له طوال سنوات حكمه السابقة تدرييا لحين الوصول الى ملحمة الاستفتاء السياسية . اليوم لقد ازاح هو بكل ما لديه او ازيحت المعارضة القوية من لدن الجيش و بقايا الاتاتوركيين الذين كانوا مسيطرين على زمام العسكر، اضافة الى ما ادعاه بالغولنيين الذين نسجوا له المؤآمرات و صنعوا له المعوقات على طريق مسيرته السياسية و خططه لتطبيق ستراتيجياته البعيدة المدى و منها توجهاته لايجاد الحلول العادلة للقضية الكوردية في بلاده . هذا من جهة، اما من جهة اخرى فانه صرخ دوما و تباكى كثيرا على عدم امكانه السير في خطواته المرسومة نتيجة ما يصفد ايديه من الصلاحيات التي لم يتحه الدستور و بنوده له في اتخاذ القرارات الصعبة، و الا فانه يحول البلاد الى ممكلة التعايش السلمي و الاخاء و السلام . و بالتغييرات التي وافق عليه الشعب التركي في استفتاءه، لم يدع حجة لادعاءات مستندة على ضيق صلاحياته بعد، لقد انفكت يديه من الاغلال و فتحت على مصراعيها بعد، و بالتغييرات تكون له القدرة وما تتيح له الامكانية على السير وفق ما ينويه دون اي حاجز يُذكر .

و عليه، لم يبق امام اردوغان الا ما ينويه و يحمله في داخله هو ان كان صادقا في ادعاءاته، و له القدرة في اجتياز كل العراقيل الصغيرة السهلة التي يعتقد بانها لازالت امامه . القضية الكبرى التي يعتقد بانه يقف حجر عثرة امام تقدمه و يجب عليه حلها هي القضية الكوردية و الحقوق التي يجب ان تمنج لهم و الذي يدع الخطوات تسير بسهولة و سلاسة نحو السلام الدائم .

اننا سمعنا اشارات واضحة نحو هذا التوجه خلال الاستفتاء و انما بشكل خجول، و اعتقد بان هذا ما ادى الى ازدياد نسبة التصويت بنعم للتغيرات في الاستفتاء في  في كوردستان الشمالية و المحافظات ذات الاغلبية الكوردية . و ربما لا ينسى الكورد بعض من الانجازات التي حصلوا عليها في عهد اردوغان دون اي احد اخر من قبله، و به يمكن ان ياملوا او يعتقدوا بانه ربما يخرج من تحت تاثير القوى المحافظة المتحالفة معه بعد النجاح من عملية الاستفتاء و يتخذ خطى واسعة نابعة من ايمانه العميق بها في قرارة نفسه، و يتخذ اجراءات صحيحة لازمة  لرفع المظلومية التي عانى منها الكورد لعهود طويلة، ان كان يؤمن بمستقبل امن و متقدم لتركيا .

ان كان اردوغان يعتقد و يؤمن بان حل القضية الكوردية مسارا استراتيجيا له و لتركيا و لا غنى لها عنه و هي تفرض نفسها عليه و على اهدافه و معتقداته، و كما يعلن دائما، و بحجج كثيرة و منها لابعاد الايدي الخارجية التي تريد التلاعب بمصير امته عن طريق استغلال محنتهم من جهة و ما يشهده الاقليم و المنطقة بشكل عام من تفاعلات حارة و ما تشهده المرحلة الانتقالية و تبرز منها علامات بارزة لصالح الكورد في المنطقة، و ليس من المعقول ان لا تكون لها اي لهذه المعادلات و التغييرات من الالتي افرزات تؤثر على دولته بشكل مباشرو بالضرورة، فعليه ان يتمعن و يدقق كثيرا في خطواته الاتية في هذا المسار الحيوي المستقبلي لضمان نجاحه استراتيجيا في خطته التي يوميء بانه رسمها بشكل يوافق القوى المختلفة في بلاده و لا يمكن ان تكون مجزئة .

انها فرصة سانحة و بكل المسهلات و الوسائل و باقل نسبة مقدرة من العوائق امام اردوغان الذي لا يمكن ان يصدقه الكورد نتيجة تقلباته الكثيرة الا من خلال الخطوات العملية التي عليه اتخاذها في هذا الوقت المناسب دون تملص او اي كلك و ملل . و ان كان يفكر صحيحا فعليه ان يتسهل ما يرنو اليه من تحقيق نواياه الخاصة ايضا, و من خلال مسار حل القضية الكوردية بعيدا عن كل العنصرية و تراكمات التاريخ التي عليه ان يزيحها بما يقول بانه يؤمن به من الانسانية من اسلاميته المعتدلة كوسيلة لنجاحه . و ان فعل فانه يدخل التاريخ من اوسع ابوابه و ان فشل فانه سيبقى كما كان من سبقه من القيادات العادية المسلكية منذ تاسيس دولته و التي لم تشهد تركيا على ايديهم اية انتقالة تُذكر و لم يبق ذكرهم خالدا و حتى لم يقدموا للدولة التركية شيء يُذكر ايضا، الا انه، ان نجح في هذا، سيدخل مصافي العظام في تاريخ العالم، و لننتظر و نرى ما يكن في داخله و سيبين نواياه في الخطواتت التالية له، و ان كانت الفترة الحالية اي قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة مرحلة حرجة و انه يحسب لما يمكن ان يفوز بها و ربما تكون الطريق التي امامه لها حدودمعينة  وغير سالكة بشكل سلس جدا او لا يمكنه ان يسير بخطى كبيرة كما يعتقد البعض .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف