"الوجه الأسود للبياض" رواية الكاتبة "ريتا طه"
دعوة للتّحرّر والحرّيّة
" الوجه الأسود للبياض" بعنوانها المرتكز على التّضاد اللوني في تشبيه للحياة كما تراه الكاتبة هي رواية شبابيّة تقدّم أفكارها وأسلوبها ولغتها وأحداثها التي لا ينقصها التّشويق وإن تلاحقت في نسيج اجتماعي وبقعة جغرافية تمثّل الواقع.
انطلقت الكاتبة "ريتا طه" من فكرة السّواد الكامن في البياض وهي تنقل واقع مجتمعها وشخصيّاتها النّموذجية هنا، وهي انطلاقة سليمة لأنّ الأضداد بقدر ما تتكامل فإنّها تتنافر.
وأشارت الكاتبة تلميحا إشارات لضرورة تأهيل الأسير بعد تحرّره من أسره، وهي إشارة تستحق التوقّف عندها ومساءلة الجهات المسؤولة عنها.
انصبّ تركيز الكاتبة بأحداثها وشخصيّاتها حول "الحب": حب الآخر المكمّل بوعي وعاطفة وانسجام، وحب الوطن الذي ينادي لتحريره.
"حبّان" يدفعان المحب للتحرير: تحرير الشّخص وتحرير الوطن، فالحريّة الشّخصيّة تظلّ منقوصة بعيدا عن حرية الوطن بجغرافيّته وناسه وعاداته.
إنّها رواية تثير الأسئلة أكثر مما تقدّم إجابات، مع الإيماء والتّلميح لما تريده الرّاوية العليمة كليّة العلم مما قرّب الرواية من أسلوب الحكاية وأرهق القارئ الذي تمنّى لو سَمع شخصيّاته تتحدّث وتشكو وتبكي بنفسه وأذنه وعينيه.
كانت الكاتبة تسرع في حركة الرّوي ووصف الأماكن وتقسيم لوحاتها لتسرع في إنهائها تشويقا لقارئها وسعيا وراء الفكرة التي جاءت متعدّدة الزوايا: الحبّ والصّدق والانتماء والتّحرّر من سطوة الآخر القريب والعادات الاجتماعية.
"الوجه الأسود للبياض" رواية شبابيّة المضمون واللغة والحركة تتساوق مع إيقاع الحياة السّريع ورغبة الشّباب بسرعة القول والحكاية.
أمّا اللون فقد تعاملت الكاتبة معه بذكاء فلسفي متأمِّل، فليس كلّ أبيض يعني حياة وفرحا فقد يكون موتا ونهاية وهو يظلّ يحمل وجهه الأسود الذي يبدو أن الكاتبة تحذّرُ من مخاطره.
لغة الكاتبة كانت سريعة الإيقاع متلاحقة لكنّها أبطأت حين كان يجب أن تبطئ بالتحديد في المشهد الغريب المشوِّق بين عروسين غير منسجميّ الرّوحين وما تلا المشهد من أحداث غريبة تحذّر من قتل روح الفتاة حين ترضخ لرغبة المجتمع بعيدا عن اختيارها الواعي.
الرّواية في مجملها تنتصر للفتاة في المجتمع وللعلاقات الإنسانية الواعية، وهي تدعم حرّية القرار والاختيار.
لا استقرار لإنسان البلاد بلا حرّيّة بمعانيها جميعها: هذا ما يمكن استنتاجه من "الوجه الأسود للبياض".
_______ صدرت الرّواية عن منشورات موزاييك – الأردن: عمّان. 2017م.
دعوة للتّحرّر والحرّيّة
" الوجه الأسود للبياض" بعنوانها المرتكز على التّضاد اللوني في تشبيه للحياة كما تراه الكاتبة هي رواية شبابيّة تقدّم أفكارها وأسلوبها ولغتها وأحداثها التي لا ينقصها التّشويق وإن تلاحقت في نسيج اجتماعي وبقعة جغرافية تمثّل الواقع.
انطلقت الكاتبة "ريتا طه" من فكرة السّواد الكامن في البياض وهي تنقل واقع مجتمعها وشخصيّاتها النّموذجية هنا، وهي انطلاقة سليمة لأنّ الأضداد بقدر ما تتكامل فإنّها تتنافر.
وأشارت الكاتبة تلميحا إشارات لضرورة تأهيل الأسير بعد تحرّره من أسره، وهي إشارة تستحق التوقّف عندها ومساءلة الجهات المسؤولة عنها.
انصبّ تركيز الكاتبة بأحداثها وشخصيّاتها حول "الحب": حب الآخر المكمّل بوعي وعاطفة وانسجام، وحب الوطن الذي ينادي لتحريره.
"حبّان" يدفعان المحب للتحرير: تحرير الشّخص وتحرير الوطن، فالحريّة الشّخصيّة تظلّ منقوصة بعيدا عن حرية الوطن بجغرافيّته وناسه وعاداته.
إنّها رواية تثير الأسئلة أكثر مما تقدّم إجابات، مع الإيماء والتّلميح لما تريده الرّاوية العليمة كليّة العلم مما قرّب الرواية من أسلوب الحكاية وأرهق القارئ الذي تمنّى لو سَمع شخصيّاته تتحدّث وتشكو وتبكي بنفسه وأذنه وعينيه.
كانت الكاتبة تسرع في حركة الرّوي ووصف الأماكن وتقسيم لوحاتها لتسرع في إنهائها تشويقا لقارئها وسعيا وراء الفكرة التي جاءت متعدّدة الزوايا: الحبّ والصّدق والانتماء والتّحرّر من سطوة الآخر القريب والعادات الاجتماعية.
"الوجه الأسود للبياض" رواية شبابيّة المضمون واللغة والحركة تتساوق مع إيقاع الحياة السّريع ورغبة الشّباب بسرعة القول والحكاية.
أمّا اللون فقد تعاملت الكاتبة معه بذكاء فلسفي متأمِّل، فليس كلّ أبيض يعني حياة وفرحا فقد يكون موتا ونهاية وهو يظلّ يحمل وجهه الأسود الذي يبدو أن الكاتبة تحذّرُ من مخاطره.
لغة الكاتبة كانت سريعة الإيقاع متلاحقة لكنّها أبطأت حين كان يجب أن تبطئ بالتحديد في المشهد الغريب المشوِّق بين عروسين غير منسجميّ الرّوحين وما تلا المشهد من أحداث غريبة تحذّر من قتل روح الفتاة حين ترضخ لرغبة المجتمع بعيدا عن اختيارها الواعي.
الرّواية في مجملها تنتصر للفتاة في المجتمع وللعلاقات الإنسانية الواعية، وهي تدعم حرّية القرار والاختيار.
لا استقرار لإنسان البلاد بلا حرّيّة بمعانيها جميعها: هذا ما يمكن استنتاجه من "الوجه الأسود للبياض".
_______ صدرت الرّواية عن منشورات موزاييك – الأردن: عمّان. 2017م.