الأخبار
"التربية" توضح طبيعة أسئلة امتحان الثانوية العامة لطلبة غزةسلطة النقد تصدر تعليمات للمصارف برفع نسبة الإيداعات الإلكترونية لمحطات الوقود إلى 50%يوم دامٍ في غزة: أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى والمفقودينإعلام إسرائيلي: نتنياهو يبحث "صيغاً مخففة" لإنهاء الحرب على غزةجيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمنأول اتصال هاتفي بين بوتين وماكرون منذ ثلاث سنواتبالأسماء.. الاحتلال يفرج عن 14 أسيرًا من قطاع غزةتوجيه تهم القتل والشروع به لـ 25 متهماً في قضية الكحول بالأردنالسعودية تسجل أعلى درجة حرارة في العالم خلال الـ24 ساعة الماضيةمصر: أمطار غزيرة تفاجئ القاهرة والجيزة رغم ارتفاع درجات الحرارةمسؤولون إسرائيليون: تقدم في محادثات صفقة المحتجزين.. والفجوات لا تزال قائمة(كان): قطر تسلّم إسرائيل مقترحًا جديدًا لوقف لإطلاق النار في غزةترامب: سأكون حازمًا مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة وأتوقع هدنة خلال أسبوعوزير الخارجية المصري: خلافات تعرقل الهدنة في غزة والفرصة لا تزال قائمة للتوصل لاتفاقجامعة النجاح الوطنية: الجامعة الفلسطينية الوحيدة في تصنيف U.S. News لأفضل الجامعات العالمية 2025/2026
2025/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المنتمي في قصيدة "إله الحرب" منصور الريكان بقلم: رائد الحواري

تاريخ النشر : 2017-04-10
المنتمي في قصيدة
"إله الحرب"
منصور الريكان
"منصور الريكان" شاعر يتحدث بما اعجز عن التعبير عنه، أجده هو يعبر عنه بطريقة رائعة، وكأن ما يكتبه من شعر هو ما أريد قوله، لهذا أجده أقرب الشعراء إلى قلبي، في قصيدة "إله الحرب" يتحدث عن قذارة الحرب الأهلية، وما تحدثه من تدمير للإنسان وللمكان، فيبدأ قصيدته بالحديث عن المشاعر/الاحساس الذي يضغط عليه كشخص يعيش في أرض وفي مجتمع تحرق أرضه ويقتل بعضه البعض، فهو كمنتمي لا يمكنه أن يعمر مرور الكلام على ما يجري، لهذا نجده بشكل دائم يكون الوطن والإنسان غاية الشاعر.
لكي لا يكون الشاعر منحاز إلا للوطن، نجده لا يسيس شعريه، ويكتب لكل المواطنين، بصرف النظر عن ملتهم، فهو يتماثل مع الرسل الذي يرسلون لكل الناس، وتكون دعوته/م دعوة سلام ومحبة، "وعفا الله عما مضى" فهو يريد السلامة ليس لشخصه، بل لنا وللوطن، فرغم الألم الذي يعصر قلبه نجده ـ كالأم الحنونة ـ يحرص على التحدث معنا بروية وبحب، فيحدثنا بلغة المحبة والتسامح ويدعونا للتفكير بمصالحنا وبما يجب أن نكون عليه، لهذا نجده يبدأ قصيدته بالحديث عن مشاعر الألم والندم، وكأنه هو من يقوم بهذه الحرب القذرة، ولسنا نحن، فهي لا يريد أذيتنا، لا يريد أن يجرح مشاعرنا، وهنا يكمن الحب، الانتماء، الحنان عند الشاعر:
" نادماً كنت على ما فاتنيْ
والبوح يأسرني وسر الليل يأتي حاسراً ظل القمرْ
والمرايا قد تشع ثم تزدان ألقْ
صور المنبوذ في كل الشوارع تحترقْ
راسماً وجه أساي للبنايات التي دمرتها الحرب قومي في حذرْ
وأنا الموسوم بالذكرى رماني الغائمون من البشرْ
سيّستني الحرب مولانا أنا الموسوم عاداني زماني من دهرْ
الليالي أرقتني ثم داسوني الحفاة الهاربونْ
من متى أغوي أناشيد الهوى ؟؟"

أن يبدأ فاتحة القصيدة بلفظ "نادما" يشير إلى المضمون/الفكرة التي يريد تقديمها، فهناك شيء غير سوي وخطير يحدث، وعليه/علينا التوقف عنده.
من جمالية هذه الفاتحة أن الشاعر لم يتحدث بشكل مباشر ويدخل في موضوع الحرب القذرة، بل نجده يمهد بكلمات تتحدث عن الليل والقمر، وهذا التقديم/التمهيد يهيأ المتلقي لكي يدخل إلى القصيدة بشكل سلس، فكلنا يعلم بأننا مجتمعات ترفض النقد وتحاشاه، كما أن موضوع الحرب يعزف عنه المتلقي لما فيه من ألم وقسوة.
ونجد في هذه الفاتحة تجنب الشاعر ابداء أي تهمة أو عتب مباشر لنا نحن المتلقين/القراء، فهو يحدثنا عن مشاعره وكأنه هو من اقدم على فعل الخطيئة وليس نحن، لهذا نجد كافة الأفعال المتعلقة بالحرب جاءت مقرونه بحرف الياء، والذي يشير إلى الشاعر، "نادما ما فاتني، يأسرني، وجه أساي، قومي، رماني، سيستني، عاداني، أرقتني، داسوني" كلها تشير إلى الشاعر، وتجنبنا نحن المتلقين/القراء أي عتب أو تهمة مباشرة، فالشاعر هو الذي يتحمل ويلقي على نفسه بالآئمة.
يستمر الشاعر في الحفاظ على مشاعر المتلقي/القارئ من خلال التوجه إلى الله بدعوة للخلاص من أقترفه هو ولسنا نحن من فعل قذر فيقول:
" يا إلهي ساعد الناس الذين في الحفرْ
أرهقتهم صورة الضد وهاهم قَانِتِينْ
ما الذي يحبو العذارى من صليل الضد يا ويح المطرْ
فالدموع أرّقتني والحمامات هجرن العش منبوذات من أوج البقاءْ"

يبدو لنا أن الشاعر هو الجاني، لهذا نجده يطلب التخلص مما اقترفت يداه من جرم، فيصور ما أحدثه من خراب وخطيئة، فيتحدث عن الناس بصورة عامة، دون أن يخصص فئة بعينها، فكل من تأذى من الحرب يجعله ضمن صيغة الخطاب، فيستخدم تعبير "الناس، العذارى، الحمامات" كلها تشير إلى الحياة السوية المفترض أن تكون.
بعد هذا المقدمة السلسة يأخذ الشاعر في تقديمنا أكثر من فعل الحرب وأهوالها، فيقول:
" وأنا دوزنت حبي إنتشاءْ
كم بقى مني ويا بوح الرمادْ
قد طوانا في البلادْ
هذه الحرب وكم ملعونة تنشر الغيل على كل العبادْ
غائص في الوحل لا أنوي اللقاءْ
بصميم العشق مأسوراً معادْ
هذه الحرب وكم ملعونة أحرقت كل يباسي والخضارْ
ورموني في أتون الجدب مأسوفاً وظلي لم يقمْ
قلت لَمْ ،،،،،،،،،،،،،،،"
نجده يتحدث عن الحرب وليس عمن احدثها/يقوم بها، لكن صورتها البشعة ترسخ في ذهن المتلقي/القارئ، وهذا ما سيدفعه لتجنبها والتراجع عن المشاركة فيها، ونجد كافة التعابير التي يستخدمها تخدم فكرة عدم الخوض في الحرب الأهلية، "كم بقى مني، الرماد، تنشر الغيل، عائص في الوحل، أحرقت كل يباسي والخضار، رموني في أتون الجدب" كل هذا المشاهد تشير إلى قذارة الحرب وإلى ما أحدثته من خراب فينا وفي الوطن.
يعظم الشاعر الحرب فيجعل لها إله خاص يفتعلها/يشعلها/يحدثها، لكي يجنبنا أي عتب مباشر فيصب جام غضبه عليها:
" وتكلمت عن الحاضر صوتي لم يصلْ
يا إله الحرب قل لي ما العملْ
يا إله الحرب ما مليت من قتل البراءة في المُللْ
قل أعوذ وتملّاني الشللْ
يا إله الحرب إذوي لست آسف منفعلْ
لبقايا من حياة زكمتنا الحرب عشنا في العللْ
وطني هيكل نادى في رفاتي يمتثلْ
صاغنا الساسة نحبو لندامى آلهات تقتتلْ
وأنا عشت بحالي رافضاً غش الوصلْ
يا إله الحرب غادِرنا ودعنا نحضن التأريخ والعشق إلى كل الأهلْ"
من أخلاقية الشاعر أنه يرفض أن يكيل أي شتيمة أو حتى معاتبة لنا، فهذه ليست من شيمه، لهذا نجده يختلق إله ليس للعبادة، بل لنسب التهم والخطيئة له، فهو السبب وراء ما يحصل، وليس نحن، لهذا نجده يخاطبه معاتبا "ما مليت من قتل، إذوى لست آسف" كلها أسئلة تشير إلى رفض الحرب، لهذا نجده يختم هذه الأسئلة بقول: غادرنا".
من يتابع ما يقدمه "منصور الريكان" من شعر يجد فيه الأمل، رغم قسوة الواقع، فهو شاعر صاحب رسالة، لا يكتفي بوصف الواقع أو الحديث عنه، بل يعمل على تغيره والبحث عن مخارج للأزمة، فدائما تكون خاتمة قصيدته تحمل الفرح والأمل في الحياة:
" وطني أنت الأصلْ
مهما عاثوك وغالوا تتعافى أيها الوطني تبقى ألبطلْ
لم تساومهم وبالعز افتخاراً تأتي بالعزة تحيى في الأملْ
يا إله الحرب نحن قد كفرنا بِالَّذِين رسموا الدين لقتل الأبرياءْ
يا إله الحرب داءْ ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،"
خاتمة تحملنا إلى المستقبل، وتبث في روح جديدة، لنستمر في البقاء والحياة الفاعلية.
القصيدة منشورة على الحوار المتمدن 


نادماً كنت على ما فاتنيْ
والبوح يأسرني وسر الليل يأتي حاسراً ظل القمرْ
والمرايا قد تشع ثم تزدان ألقْ
صور المنبوذ في كل الشوارع تحترقْ
راسماً وجه أساي للبنايات التي دمرتها الحرب قومي في حذرْ
وأنا الموسوم بالذكرى رماني الغائمون من البشرْ
سيّستني الحرب مولانا أنا الموسوم عاداني زماني من دهرْ
الليالي أرقتني ثم داسوني الحفاة الهاربونْ
من متى أغوي أناشيد الهوى ؟؟
يا إلهي ساعد الناس الذين في الحفرْ
أرهقتهم صورة الضد وهاهم قَانِتِينْ
ما الذي يحبو العذارى من صليل الضد يا ويح المطرْ
فالدموع أرّقتني والحمامات هجرن العش منبوذات من أوج البقاءْ
وأنا دوزنت حبي إنتشاءْ
كم بقى مني ويا بوح الرمادْ
قد طوانا في البلادْ
هذه الحرب وكم ملعونة تنشر الغيل على كل العبادْ
غائص في الوحل لا أنوي اللقاءْ
بصميم العشق مأسوراً معادْ
هذه الحرب وكم ملعونة أحرقت كل يباسي والخضارْ
ورموني في أتون الجدب مأسوفاً وظلي لم يقمْ
قلت لَمْ ،،،،،،،،،،،،،،،
وتكلمت عن الحاضر صوتي لم يصلْ
يا إله الحرب قل لي ما العملْ
يا إله الحرب ما مليت من قتل البراءة في المُللْ
قل أعوذ وتملّاني الشللْ
يا إله الحرب إذوي لست آسف منفعلْ
لبقايا من حياة زكمتنا الحرب عشنا في العللْ
وطني هيكل نادى في رفاتي يمتثلْ
صاغنا الساسة نحبو لندامى آلهات تقتتلْ
وأنا عشت بحالي رافضاً غش الوصلْ
يا إله الحرب غادِرنا ودعنا نحضن التأريخ والعشق إلى كل الأهلْ
وإليهم أمتثلْ ،،،،،،،،،
وطني أنت الأصلْ
مهما عاثوك وغالوا تتعافى أيها الوطني تبقى ألبطلْ
لم تساومهم وبالعز افتخاراً تأتي بالعزة تحيى في الأملْ
يا إله الحرب نحن قد كفرنا بِالَّذِين رسموا الدين لقتل الأبرياءْ
يا إله الحرب داءْ ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف