
خُولْيِيتَا وَ السَّاحِرُ
تأليف: مَانْوِيلْ بَّيْرُو*
ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**
لم يكن يسمى الساحر فانغ بهذا الاسم و إنما كان اسمه برودينثيو غومث. كان ابن الجنيرال إغناثيو غومث و حفيدا و ابن حفيد، على التوالي، للعقيد و للرقيب الأول اللذين كانا يحملان نفس الاسم. كان عمه الجنيرال كاربايِّيدو واحدا من السبعة الذين أصيبوا برضوض في معركة الأرسنال بينما كان ابن عمه مِن ذاك الأخير يسافر منذ سنوات عبر أوروبا بحثا عن الشفاء من "الإرهاق" الذي أصيب به إثر الحملة الجبلية. سيكون من السهل أن نستنتج من هذا بأن العسكريين القدامى و المعاصرين كانوا يشكلون الفخر الوحيد بالنسبة لعائلة غومث، سيكون سهلا لكن هذا غير صحيح لأنها كانت تعتمد على عدد كاف من القساوسة كي تقوي من خيلائها.
توزعت حياة الطفل برودينثيو غومث بين الاندهاش من الاستعراضات العسكرية و ممارسة الشعائر الدينية. كان يساعد في إعداد القداس في أبرشية أحد أعمامه الآخرين، الأب غومث المعروف بوده و تحرره. كان لهذه الطقوس الدينية المبكرة أثر مهم في حياته من دون شك. كان طفلا، لم يكن يؤمن بالرموز و إنما بالوقائع. مع مرور الزمن شك في أن كل ذلك كان يشبه السحر فأراد أن يقوم بتجارب تكون مقنعة و تؤدي إلى نتيجة محسوسة. سنطيل القصة (و لا داعي لذلك) إن حكينا عدد المرات التي فشل خلالها في إخراج بيضة دجاجة من فم الأب غومث، أمام مزاح هذا الأخير الذي لم يكن ينم عن سوء نية، أو ذكَّرنا باللحظة المأساوية التي كاد يختنق فيها عندما نسي فجأةً نظام (تم التوصل إلى هذا عبر المراسلات) الخروج من أحد الصناديق مغلقا بإحكام. من الأحسن أن نصل إلى اليوم الذي أصبح يسمى فيه بفانغ بحيث بدأ في المدينة التي تشكل مسقط رأسه أمام جمهور مندهش و متحمس.
كان برودينثيو شاحب البشرة، ذا عينين لوزيتين قليلا و أنف صغير. جعلت منه بعض الرتوشات التجميلية الأولية صينيا مقبولا. لا نعرف لماذا اختار تلك الجنسية؛ لعلَّه فكر من دون شك في أن تمثيلية صغيرة فوق أخرى كبيرة ستساعد على إرباك الجمهور و أنه من الأحسن دائما إخفاء ما لا يصدق.
بموت الأب غومث ورث بِالبِّيسُو ما يعادل خمسة آلاف دولار، المودعة في فرع من فروع بنك سانطا فِّي. جعله الإلهام المهني يستثمر قدرا يسيرا منها في شراء لِبْسَاتِ الكيمونو، الشاشات ، الستائر و الأوعية الخيزرانية. عندما نزل بلندن كان الجميع قد اعتقد أنه قادم من شانغاي. اشتغل لسنوات في قاعات الموسيقى الإنجليزية و الأسكتلندية. و في سنة 1930 غداة إتقان خدعه، ظهر في أحد الفنادق الفاخرة بمدينة باريس. و هناك في باريس حيث تبدأ الدراما التي تهمنا. في مسرح مونمارتر كان يشتغل الكبير دُوبْرِي، الساحر، و ذلك رفقة زوجته جولييت الجميلة. في عشيتها المخصصة لاسترجاع قواها ذهبت جولييت الجميلة لرؤية فانغ، و هكذا انسد أفق مصير الكبير دُوبري: لم تكن كافية كل قواه السحرية من أجل فك السحر الطبيعي المحيك بغدد صغيرة تضافرت فجعلت قلب تلك المرأة المتقلب ينبض بسرعة أكبر. في أحد أيام دجنبر ودعت جولييت صديقها و أبحرت مع فانغ في اتجاه أمريكا الجنوبية. حسَّن انضيافُ امرأة جميلة المنظرِ الوقعَ العام للعرض. لكن ولع جولييت ما فتئ أن فتر. عندما تبينت أن فانغ لم يكن صينيا عانت من نوبة غضب و انزعاج جنوني. في الواقع، لم تكن تشدد على أنه ليس بصيني و لا هي كانت تقبل عذره بكونه أمريكو جنوبيا. لكن فانغ انتبه إلى أن التمييز العرقي كان ذريعة بالنسبة لجولييت. غير أن الحقيقة هي أن هذه الأخيرة كانت قد غالت في تقدير الأرباح المحتملة للساحر. كان المال هو المحرك العاطفي لجولييت. كانت مستسلمة لآخر و أوضع الوضاعات، حسب تعبير تشيسترتون: إنه ذاك المتعلق بالثروة. كانت تجد صفات غامضة في الأقوياء لأنهم مجرد كذلك فقط؛ كان المال يفترض بطريقة خفية الذكاء و التعاطف و حتى أنه، أحيانا، كان يخفي المظهر الخارجي للرجال.
في سنة 1937 ظهرت الشخصية الثالثة في هذه القصة. فعلى إثر مؤامرات دبرتها جولييت هجر فانغ مساعدُوه. نشر إعلانات في الصحف، التجأ إلى وكالات متخصصة، جرب العديد من المترشحين لكنه لم يجد الرجل الرشيق و المِطواع الذي كان يحتاج إليه. في أحد الأماسي بمقهى في شارع كُوريينتي، اقترب منه فرد صغير. "أحتاج إلى عمل - قال -؛ أنا متواضع و وفي". هذا التصريح البعيد الاحتمال، كان يعكس الحقيقة، رغم ذلك. زيادة على هذا فإن ذاك الرجل الصغير قد أكد ذلك بموته. كان يشتغل كغاسل للكؤوس في مطعم بِلَافَالْ في مدينة مونتفيديو. كان مدوَّخا بل مجنونا بالسحر بحيث أنفق العشرين بِّيسو التي ربحها في رهان بآلة تصوير و ذلك للحصول على تذكرة كي يشاهد خُدع فانغ. كذلك كان شاحب البشرة و قصيرا جدا. ببعض الرتوشات الخفيفة بقلم الرصاص و طلاء خفيف من الزنجار الأحمر القاتم، كان يبدو صينيا. كان يدعى بِنانثيو بِّرالطا. مازحه فانغ: "ستبقى حاملا لاسم بنانثيو، إذ سيبدو ذلك لقبا في بوينس آيرس لرجل شاب وضيع".
كانت جولييت باردة الدم، سطحية و ماكرة. كانت تعتبر زواجها من فانغ فشل حياتها فبدأت تثأر منه بطريقة دقيقة. في حين أن فانغ قد وجد في بنانثيو الإخلاص و مساعدا عمليا و ناجعا. في دجنبر من سنة 1940 كان فانغ يقضي فترة في العاصمة و كان قد مر خمسة عشر يوما على تغييره للبرنامج. من بين الخدع التي كانت مضمنة فيه نجد تلك الأكثر شيوعا و المتعلقة بالهروب خلال ثوانٍ وسط كيس مغلق و مختوم بتدخل الجمهور. كان فانغ قد أُدخل في كيس حريري أزرق، و كان فم الكيس مغلقا و على حلقته و عقدته توضع أختام من الشمع الأحمر. بعد ذلك كانت تُسدل فوق فانغ سِتارة شفافة شكلها دائري كالخيمة و عندما كانت تسحب كان يظهر الساحر متحررا و هو يعرض العقدة و الأختام و هي غير منحلة. في حين أن أفراد الجمهور الذين شاركوا في المشهد كانوا يتفحصون الكيس و يتأكدون من إغلاقه المحكم.
في تلك الليلة، صعد إلى المنصة ثلاثة رجال بدعوة من خُولْيِيتَا، اثنان منهم كانا رفقة زوجتيهما في الصالة بينما كان الآخر يشغل مقصورةً. كانت خولييتا ترتدي بذلة رقصة سوداء مفتوحة الصدر. نزع فانغ الكيمونو و بقي مرتديا السروال و بلوزة حريرية زرقاء. تم عرض الكيس على الجمهور و تفحصه الرجال الثلاثة بتمعن؛ لم يكن مَخيطا بطريقة مزيفة و لا هو احتوى ثقوبا. أدخل فانغ ساقيه فيه بينما ساعده الآخرون على أن يُدخل كل جسده. عرض بنانثيو شريطا و ربط به فم الكيس. في حين سكب أحد الرجال الشمع الأحمر على العقدة و ختموها. كان وضع الرجال الذين يحيطون بفانغ كما يلي: المتفرجان اللذان صعدا إلى الخشبة كانا يديران ظهريهما للجمهور، بعد ذلك كان بنانثيو ثم الرجل الذي نزل من المقصورة و أخيرا خولييتا. عندما انتهوا من وضع الشمع الأحمر، قال بنانثيو: "فر العصفور". لحظة بعد ذلك رفع يده إلى قلبه، خطا بضع خطوات على الخشبة ثم قال: "أكملوا: أنزلوا الستارة"، و بعدها اختفى بين الدعامات. نظرت إليه خولييتا بنوع من الاستغراب لكنها أسدلت الستارة على فانغ. خلال عشر ثوانٍ رفعتها فإذا بفانغ ظهر و الكيس الأزرق في يده و حيا الجمهور. في تلك اللحظة خرج أحد الرجال من بين الدعامات يجري و يصيح بشيء لم يستطع أحد فهمه. نزلت الستارة و عمَّت الحيرة الخشبة. مشا فانغ و خولييتا و رجال الجمهور الثلاثة مصدومين نحو خلفية المسرح فوجدوا بنانثيو مُلقى على الأرض. قال أحد هؤلاء الرجال بأنه طبيب ففحصه. كان خنجر صغير مغروزا في قلبه. كانت آخر كلماته: "لا تتهموا أحدا؛ فأنا من قتلت نفسي بيدي".
وصل الخبر إلى صاحب المشروع فظهر مختنقا أمام الجمهور معلنا إيقاف النشاط و طالبا التزام الهدوء. طلب كذلك بألا ينصرف أحد. جرى الإطفائي إلى الشارع و عاد رفقة رجل شرطة و الذي أضاع عشرة دقائق مدونا التفاهات في دفتر. أخيرا، ظهر ضابط شرطة و اتخذ التدابير الأولى. و قد كانت هذه الأخيرة مقتصرة على مكالمات هاتفية التماسا للأوامر. ساعة بعد ذلك وصل الدكتور فابْيان خِمينث، قاضي التحقيق. كان الدكتور خمينث في الخمسين من عمره كما كانت تبدو عليه آثار الحياة السعيدة و المشروب الجيد، غير مبال بأعباء شغله و متحمل لها. أخرجوه من على مائدة طعام في الدائرة الأمنية و هو يلعن في شيء من الاعتدال المجرم الذي اختار ساعة كهذه كي ينفذ فعله الوحشي. وصل رفقة كاتبه، الدكتور الشاب غارثيَّا غارِّيدو. الرجال الثلاثة الذين اعتلوا الخشبة بإيعاز من خولييتا كانوا هم الدكتور آنخيل كُوبُّولَا الطبيب في مستشفى بلدي؛ مانويل غُومث تِرِّي الكاتب العدلي غير المصرح به و ماكسيمو لِيلْيِينْفِيلْدْ الصحافي. كان الدكتور كوبُّولا رجلا بدينا، بتلك الأناقة الشديدة التي تشبه أناقة من خرجوا لتوهم من محل الخياطة؛ بينما كان شعره أبيض لكن محياه كان شبابيا و حليقا جدا. قدم استعراضا سريعا لمعارف علمية تركت غومث ترِّي مرتبكا، إذ كان يفهم فقط في الأوراق، الجدران المشتركة و التوزيعات فضلا عن كرة القدم. أثناء حوارهما تم النظر إليهما بنوع من السخرية من طرف ليليينفيلد الذي كان قصير القامة، رشيقا، أشقر، ذا حاجبين أبيضين و لِبسة مستعملة. في لحظة معينة تساءل الدكتور كوبُّولا باستغراب بصدد هذا الرجل الصغير التافه الذي يشغل بثقة كبيرة مقصورةً أمام الخشبة، كان يجهل أنه صحافي. أخذ الدكتور غومث تصريحات من الجميع و التي تم تلخيصها و تسجيلها من طرف الدكتور غارثيا غاريدو. كان الحفل قد جرى بطريقة روتينية إلا في لحظتين: وضعية بنانثيو و خولييتا أثناء تشميع الكيس و جملة الأول ثوان قليلة قبل أن يحس بأنه مجروح. حسب أحد رجال الشركة فإن بنانثيو، و تسهيلا للعمل، كان يحتل دائما نفس الموقع في يمين الخشبة بينما كانت خولييتا تتموقع في الجهة المعاكسة في وسط الخشبة تقريبا. إن كانوا قد أخذوا مواقعهم هذه المرة، فإن الترتيب كان ليكون وفق الشكل التالي: كوبُّولا و غومث ترِّي، أولا، و هما يديران ظهريهما للجمهور ثم يحيط بفانغ كل من خولييتا و ليليينفيلد ثم أخيرا بنانثيو. غير أن الترتيب كان كما قد أشرنا إلى ذلك بادئ ذي بدء: في المقام الأول يوجد الطبيب و الكاتب العدلي و على يسارهما معا بنانثيو ثم ليليينفيلد و أخيرا خولييتا.
طلب فانغ الإذن بأن ينسحب من أجل التوجه إلى غرفة تغيير الملابس متذرعا بتأثره بموت مساعده و صديقه و إلى هنالك ذهب الدكتور خمينث للبحث عنه مشكلا مكتبا عشوائيا بين بذلات الكيمونو المصنوعة من الحرير المزهر، السيوف غير القاطعة، الحمام الزاجل و عدة دجاجات. تسبب مقتل بنانثيو في الفوضى وسط الشركة؛ فاقدة للصبر كانت خولييتا قد انشغلت، و هي متأثرة، بتسوية بذلتها بنفسها. و هو مهان بضرورة الكتابة فوق الحاجبات الشفافة، كان الدكتور غارثيَّا غارِّيدو ينظر إليها باهتمام خامد.
تناول الدكتور كوبُّولا الكلمة كاشفا عن زهو علمي فقال:
- أقترح عليك، سيدي المحقق، أن تنظر إلى هذه الجزئية...
لقد كان من بين هؤلاء الذين يقولون في كل لحظة "أقترح عليك" دون أن يستعملوا نبرة الاقتراح. استمع إليه القاضي بصبر و أمر بتسجيل أقواله. كان كوبُّولا يقول، حسب معرفته العلمية، بأن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يدخل بها الخنجر الصغير في الزاوية المُعاينة فإنها كانت تتمثل في أن يأتي مستقيما من الكيس الأزرق، أي في ما معناه، من فانغ.
أعطى الدكتور خمينث بعض المصداقية لاقتراح كوبُّولا، لهذا نادى على فانغ و بدأ معه التحقيق. بدا هذا الأخير متحفظا حول الأسئلة التي تدور حول مهنته، حول الأمور الواضحة، فبدأ يخرج عن طوره عندما تبين أن فرضية ما حول الجريمة تحوم حول غرفة تغيير الملابس.
- لقد كنتُ داخل كيس مغلق و مشمع بتدخل من الجمهور - قال فانغ بإسبانية مشددة خالية من النبرات الصينية. أمر الدكتور خِمينث بإحضار الكيس فذهب أحد المساعدين للبحث عنه.
كان الشريط لا زال معقودا على فم الكيس و الأختام صائنة. قطع القاضي ذلك بغية إجراء فحص عليه من الداخل. كان النسيج متماسكا و لم تكن هناك آثار تكشف بأنه تم ثقبه. عندها تدخل الدكتور كوبُّولا مجددا.
- منذ طفولتي المبكرة - أعجبني السحر. إلى حد الآن، رغم كثافة العمل و المسؤوليات، عادة ما أمارس ذلك مع أبناء إخوتي و أطفال الحي. إن سمح لي السيد القاضي، فإني سأقول له إنه لا فائدة تماما من فحص ذلك الكيس.
التفت القاضي و نظر إليه باستغراب:
- نريد أن نعرف إذا كانت هناك إشارة ما بداخله. لماذا يجب علينا ألا نفحص الكيس؟
- أنا قلت ذلك الكيس - تحجج الدكتور بسخرية ثقيلة.
- لماذا تشدد على ما تعلق بذلك الكيس؟
- لأنه يوجد كيس آخر.
نظر فانغ إلى الطبيب كما لو أنه أراد أن يقتله.
- هل يتعلق الأمر بشيء له علاقة بالخُدعة المستعملة؟ سأل القاضي.
- سيدي القاضي، أنا نفسي فعلت هذه الخدعة أكثر من مرة. لقد أتيت اليوم كي أدرس على الميدان و أصحح بعض العيوب. بالفعل، يوجد كيسان. عندما يدخل فانغ إلى الكيس المعروض على أنظار الجمهور، يكون حاملا لكيس آخر مطوي في جيبه يشبهه. بينما يكون قد دخل، و قبل أن يربط مساعده الشريط على فم الكيس، يُخرج فانغ الكيس الثاني و يُظهر حافته العليا بحيث يحيط الشريط بهذه الأخيرة و ليس بحافة الكيس الأول. و من أجل ذلك يحتاج الأمر إلى تواطؤ مساعد محنك و الذي يجب أن يتظاهر بمساعدة المشرفين من المتفرجين الذين صعدوا إلى الخشبة لكن يلزم أن يقوم هو نفسه بهذا الجزء الرئيس من الخدعة. عندما يُسدل الستار، فإنه ما على فانغ إلا أن يفصل الكيسين عن بعضها البعض و اللذين تم شد حافتيهما بطريقة خفيفة، فيخرج من الأول و يطويه بسرعة ثم يحتفظ به في جيبه، و أخيرا يعرض الثاني على الجمهور و أختامه لا زالت صائنة.
- إذن هذا هو الكيس الذي كان يحتفظ به فانغ في جيبه في البداية؟
- الأمر كذلك - أجاب الطبيب -. يجب أن نجد الكيس الآخر.
أمام كلمات الطبيب أماءَ فانغ كشخص تفاجأ بخديعة ما فإذا به يُخرج من جيبه الكيس المبحوث عنه مسلما إياه إلى القاضي. تفحصه هذا الأخير بعناية لكنه كان خاليا تماما من أية إشارة تُذكر كسابقه.
- يمكن ألا يكون هذا الأخير- قال الطبيب؛ فعلى العموم يكون عند هؤلاء الناس ثلاثة أو أربعة احتياطية.
أمر القاضي بإجراء تفتيش في كل أركان المسرح. في خلال ساعة تم تفتيش صندوقي فانغ الاثنين، غرف تغيير الملابس بجميع أركانها و عناصر الديكور التي كانت متراكمة فوق الخشبة لكن النتيجة كانت سلبية.
فضلا عن ذلك، الاطمئنان إلى أن فانغ كان يستعمل فقط هذين الكيسين الاثنين من أجل إنجاز خدعته كان قد شهد به صاحب المشروع و عاملو المسرح و خولييتا. في تلك الأثناء تكلم الصحافي ليليينفيلد لأول مرة.
- لماذا سيكون قد قال بنانثيو: "لقد فر العصفور"؟
بعد ذلك حرك أهدابه شبه البيضاء و بقي ينظر إلى فانغ. تقدم هذا الأخير كي يشرح السبب.
- أنا لم أسمع جيدا الجملة - قال -، لكن على العموم كان بنانثيو يقول شيئا ما عندما كان يستعد لمسك الكيس من أجل أن يعقده.
- نعم؛ و لكنه قال "لقد فر العصفور" عندما كان قد ربط الشريط و ختمه...
استمر القاضي صامتا و بصره تائه في أعلى غرفة تغيير الملابس.
كان الدكتور غارثيَّا غارِّيدو يعرف أنه كان يفكر في أكلة الدائرة الأمنية بينما اعتقد الآخرون أنه كان بصدد التركيز على سر الجريمة.
هنيهة بعد ذلك بدا أنه قام بردة فعل.
- هناك حدث مهم - قال القاضي -: بنانثيو بِّرالطا صرخ قبل أن يموت: "لا تتهموا أحدا؛ فأنا من قتلت نفسي يدي". لقد شهد على هذا السادة كوبُّولا، غومث ترِّي، ماكسيمو ليليينفيلد، بالإضافة إلى زوجة فانغ. لا يمكن أن نفند هذا بأي شيء. لا يفوتني أن أقول بأن رجلا ما يجب أن يكون مضطربا جدا كي يغرز في جسده خنجرا صغيرا أمام الملإ. إنه لأمر مذهل، ينم عن شيء رهيب و وصفه يقتضي خبرة علمية. لهذا أرى أنه لا يجب أن نتوقف. أطلب من كل واحد منكم كلمة شرف بألا يبتعد عن العاصمة حتى أنهي التحقيق في القضية. لا أرى من ضرورة لاعتقال أيٍّ منكم الآن.
شكر فانغ الدكتور خِمينث على كلماته بعاطفة مبالغ فيها فانقشع في عيني خولييتا الكئيبتين و اللامعتين ضوء كشعاع هارب. أقسموا جميعا على أن يبقوا رهن إشارة القاضي فودعهم هذا الأخير و خرج يقفُوه كاتبُه. أمر ضابط الشرطة بنقل جثة بنانثيو، حسب تعليمات المحقق، و شرع في الإجراءات التكميلية لملخص الجريمة.
على الساعة الثالثة صباحا كان الدكتور كوبُّولا، مانويل ترِّي و ماكسيمو ليليينفيلد قد وجدوا أنفسهم في الشارع. انتظرت زوجتا الأولين في باب المسرح و انضمتا إليهما. أحس ليليينفيلد بمعدته فارغة فاقترح تناول شيء ما. نظر الدكتور كوبُّولا إلى الصحافي كمن يجري فحصا علميا، و تردد بضعة دقائق. كان يعتقد بأن ليليينفيلد يحاول أن يجعله يسدد له ثمن أكلة، بالإضافة إلى أن الظهور في مكان عام رفقة فرد من قبيل هذا الصحافي كان يبدو له أمرا مزعجا. وجود حانة ألمانية على بعد خطوات، خفف من الوزر الذي أنقض ظهره، لن يصادفه أي أحد هنالك.
طلب ليليينفيلد جعةً، غومث ترِّي قهوةً بينما الدكتور كوبُّولا صُودَا، في حين أخذت السيدتان قهوة. كان الأمر يبدو كمسابقة في الاقتصاد. بعد هنيهة طلب ليليينفيلد جعةً أخرى و شطيرةً. كان الدكتور كوبُّولا نهمًا جدا لكنه تمالك نفسه إذ كان يفكر في أنه لو أكل سيغتنم الصحافي الفرصة فيكلفه بتسديد فاتورة الجميع.
- لحسن الحظ كان انتحارًا - بدأ غومث ترِّي يقول شيئا.
طلب ليليينفيلد جعة و شطيرة أخريين، و بينما هو يلوك بشراهة في غمرة تحريك أهدابه من دون كلل و لا ملل، هتف:
- يا له من جنون! من المؤكد أنه ليس انتحارا!
- لكنه نفسه قال: "لا تتهموا أحدا؛ فأنا من قتلت نفسي بيدي".
- لذات السبب - واصل ليليينفيلد -، قال هو: "فأنا من قتلت نفسي بيدي"؛ يعني أنني ارتكبت خطأً فادحا، لقد بحثت لنفسي عن ذلك، أنا المذنب، أو أي شيء آخر من هذا القبيل. لم يبحث أي أحد عن العلاقة المنطقية القائمة بين الأفعال و الأقوال في هذه الليلة.
- إذن، هل عندك تأويل آخر؟ لماذا لم تتكلم؟ سأل الطبيب لائما.
- حضرتك كنتَ تتكلم طول الوقت و لم تترك لي و لو فرصة صغيرة؛ فضلا عن أن الطبيب كان ينظر إليَّ بشفقة - قال ليليينفيلد. طلب جعةً أخرى، أمام ذعر الطبيب، و تابع - هناك ثلاثة أشياء غريبة تكسر نمطية هذه الليلة: يقول بنانثيو: "لقد فر العصفور"، و فانغ يكذب بخصوص اللحظة التي سمع فيها هذه الكلمات. في الحقيقة هو لم يتبين جيدا تلك الجملة فلو فعل ما كانت هذه المأساة لتحدث. ثانيا، تغيُّر ترتيب الأشخاص الذين كانوا يحيطون بفانغ في اللحظة الأخيرة، و احتلال خولييتا مكان بنانثيو. ثالثا، يقول بنانثيو: "لا تتهموا أحدا؛ فأنا من قتلت نفسي بيدي". الحل هو كالتالي: لقد جُنَّ فانغ بإهانات خولييتا فصمم على قتلها. غير أنه لم يكن قادرا على ارتكاب جريمة مكشوفة من أولها: إذِ الناسُ جميعا كانوا يعرفون شجاراتهما و بالتالي سيُشك في أمره على الفور. و عليه، كان الحل الوحيد هو جريمة أمام الملإ مع حجة فعالة. كان في حاجة إلى شريك للقيام بذلك كما كان في حاجة إليه من أجل خُدعه. و هكذا كان بنانثيو حليفه، عبدا له فعليا. تقبل الفكرة بحماس لأن إخلاصه لفانغ كان يدفعه إلى تقليده في كراهياته و تعاطفاته. اتفقا على أن يضع بنانثيو في يد فانغ خنجرا صغيرا بعد أن يكون قد دخل إلى الكيس، و هذا الخنجر سيكون مخفيا بسهولة في طية خارجية من هذا الكيس. منذ سنوات و هما يؤديان هذه الخدعة بينما كانت خولييتا تحتل نفس الموقع دائما. أثناء تشميع عقدة الكيس كانوا جميعا على مقربة من فانغ إلى أن انتهت العملية. و يبدو أن هذا جعل شيئا ما يدور في خُلْدِ خولييتا، إذ حدست وجود أمر يُحاك ضدها و ربما أن بنانثيو أظهر نرفزةً زائدة. في لحظة توجُّهه إلى ربط الشريط انسلت خولييتا و احتلت موقعَه. لم يستطع هذا الأخير فعل أيِّ شيء سوى احتلال موقع المرأة. و كي يُشعر فانغ، قال: "لقد فر العصفور". غير أن الساحر، و هو منرفزٌ لأول مرة في خُدعةٍ، سمع الصوت لكن لم يفهم المقصود. أدى بنانثيو المسكينُ ثمن الوفاء بالموت.
لأول مرة نظر الدكتور كوبُّولا و غومث ترِّي إليه باحترام.
- يجب إخبار القاضي - قال كوبُّولا.
- لو كنت مكانك لما فعلت ذلك؛ لا يعجبني أن أدخل في مآزق مع العدالة - رد ليليينفيلد. هذا بالإضافة إلى أن فانغ مدان. تعرف خولييتا أنه أراد قتلها و هي تسيطر عليه. لم يبق للمسكين سوى أن ينتحر، لعله سيبتكر خُدعة جيدة لفعل ذلك.
أمام اندهاش كوبُّولا و غومث ترِّي أخرج ليليينفيلد ورقة نقدية من فئة مئة بِّيسو و نادى على النادل.
لقد استهلك عشرة أنصاف اللترات.
- سامحانِي، و لكن يجب علي أن أفعل - قال و هو يسدد الفاتورة.
- هل ستذهب للنوم؟ سأل الطبيب.
- لا، يجب علي أن أشرب بعض الجُعَّاتِ مع صديق لي - رد عليه.
*القصة في الأصل الإسباني:
Julieta y el Mago
EL mago Fang no se llamaba Fang, sino Prudencio Gómez. Era hijo del general Ignacio Gómez y nieto y bisnieto, respectivamente, del coronel y del sargento mayor del mismo nombre. Su tío, el general Carballido, era uno de los siete contusos de la batalla del Arsenal, y su primo, hijo de aquél, viajaba desde hacía años por Europa para curarse de un «surmenage» adquirido durante la campaña de la Sierra. Sería fácil deducir de esto que los militares, antiguos y contemporáneos, constituían el único orgullo de la familia Gómez; sería fácil, pero incorrecto, porque también contaba con curas en número suficiente para reforzar su vanidad.
La vida del niño Prudencio Gómez se dividió entre el asombro de los desfiles militares y la práctica de la religión. Ayudaba a la misa en la parroquia de otro de sus tíos, el padre Gómez, famoso por lo campechano y liberal. Esta liturgia precoz tuvo indudable importancia en su vida. Era un niño, no creía en símbolos, sino en realidades. Con el tiempo sospechó que todo eso se parecía a la magia, y quiso realizar experimentos más convincentes, con un resultado palpable. Sería alargar la historia (y no hay ningún motivo para ello) relatar las veces que fracasó en su intento de extraer un huevo de gallina de la boca del padre Gómez, ante la chanza benévola de éste; o recordar el dramático instante en que casi se asfixia por haber olvidado de pronto el sistema - aprendido por correspondencia - de salir de un baúl herméticamente cerrado. Es mejor llegar al día en que, convertido en Fang, debuta en su ciudad natal ante un público asombrado y entusiasta.
Prudencio era de piel cetrina, de ojos ligeramente almendrados y de nariz pequeña; unos toques elementales de maquillaje lo convirtieron en un chino aceptable. No sabemos por qué prefirió esa nacionalidad; imaginó, sin duda, que una pequeña farsa, sobre una mayor, ayuda a confundir al público, y que siempre es bueno disfrazar lo increíble.
A la muerte del padre Gómez heredó el equivalente en pesos de cinco mil dólares, depositados en la sucursal del Banco de Santa Fe; con inspiración profesional invirtió una suma grande en kimonos, pantallas, biombos y utensilios de bambú. Cuando desembarcó en Londres, todo el mundo admitió que llegaba de Shanghai. Trabajó durante años en los music-halls de Inglaterra y Escocia, y en 1930, perfeccionados sus trucos, apareció en el Palace, de París.
En París empieza el drama que nos interesa. En un teatro de Montmartre trabajaba el Grand Dupré, ilusionista, con su mujer, La Belle Juliette.
La Belle Juliette fue en su tarde de descanso a ver a Fang, y el destino del Grand Dupré quedó sellado: todo su poder de ilusionista no bastó a romper el biológico encanto tejido por pequeñas glándulas, que se unieron para hacer latir más aceleradamente el versátil corazón de esa mujer. Un día de diciembre, Julieta se despidió de su amigo y se embarcó con Fang hacia Sudamérica. El aditamento de una mujer hermosa mejoró la apariencia y el efecto general del espectáculo; pero la pasión de Julieta duró poco. Cuando descubrió que Fang no era chino sufrió un ataque de furor y de vesánica exaltación. En realidad, no hacía hincapié en que no fuera chino; no le perdonaba que fuera sudamericano. Pero Fang se dio cuenta de que la discriminación racial era un pretexto de Julieta. La verdad era que ella había sobreestimado las ganancias posibles del mago. El dinero era el patrón sentimental de Julieta. Estaba sometida al último y más servil de los servilismos, según la expresión de Chesterton: el de la riqueza. Encontraba misteriosas cualidades en los poderosos por el mero hecho de serlo; el dinero llevaba implícitas la inteligencia y la simpatía y, a veces, hasta disimulaba el aspecto físico de los hombres.
En 1937 aparece el tercer personaje de esta historia. Por intrigas de Julieta, los ayudantes de Fang lo abandonaron. Puso avisos en los diarios, recurrió a agencias especializadas, probó infinitos postulantes, pero no encontró al hombre dócil y de rápida concepción que necesitaba. Una noche, en un café de la calle Corrientes, fue abordado por un individuo pequeño. «Necesito trabajar - dijo -; soy humilde y fiel». Esta declaración inverosímil reflejaba la verdad, sin embargo. Además, el hombrecito lo probó con su muerte. Trabajaba de lavacopas en un restaurante de Lavalle y Montevideo. Estaba trastornado, enloquecido por la magia; había gastado los veinte pesos logrados con el empeño de una máquina fotográfica en entradas para ver los trucos de Fang. Además, era cetrino y bajito. Con unos toques ligeros de lápiz y una pátina suave de polvo ocre parecía chino. Se llamaba Venancio Peralta. Fang tuvo una humorada: «Seguirás llamándote Venancio; parecerá el sobrenombre porteño de un chinito».
Julieta era fría, superficial y astuta. Consideraba que su casamiento con Fang era el fracaso de su vida y se vengaba de él en forma minuciosa. Fang, en cambio, encontró en Venancio devoción y un ayudante práctico y eficiente.
En diciembre de 1940 Fang estaba terminando una temporada en la capital y hacía quince días que había cambiado el programa. Entre los trucos incluidos estaba el muy difundido de escapar en pocos segundos de una bolsa, cerrada y sellada con la intervención del público. Fang era introducido en una bolsa de seda azul; la boca de ésta era cerrada y se colocaban lacres en el lazo y en el nudo. Luego caía sobre Fang una vistosa cortina circular, como una carpa, y al retirarla aparecía el mago liberado, exhibiendo el nudo y los sellos intactos. Las personas del público que habían colaborado en el acto revisaban la bolsa y verificaban el buen estado del cierre.
Aquella noche, tres hombres, dos que estaban con sus mujeres en la platea y otro que ocupaba un palco, subieron a invitación de Julieta, que estaba muy escotada, con traje negro de baile. Fang se sacó el kimono y quedó con pantalón y blusa de seda azul. La bolsa fue exhibida al público y los tres hombres la revisaron detenidamente; no tenía falsas costuras ni agujeros. Fang entró en ella sus piernas y los demás le ayudaron a introducir el cuerpo. Venancio exhibió una cinta y la anudó alrededor de la boca de la bolsa; uno de los hombres vertió lacre sobre el nudo y pusieron un sello. La situación de las personas que rodeaban a Fang era la siguiente: dando la espalda al público estaban los dos espectadores que habían subido en primer término al escenario; luego estaba Venancio; luego, el hombre que había descendido de un palco, y luego, Julieta. Cuando terminaron de colocar el lacre, Venancio dijo: «El pájaro escapó». Un instante después se llevó la mano al corazón, caminó unos pasos por el escenario y diciendo: «Continúen: bajen el biombo», desapareció entre bastidores. Julieta lo miró como con extrañeza, pero bajó la cortina sobre Fang. A los diez segundos la subió y Fang apareció con la bolsa azul en la mano y saludó al público.
En ese instante salió un hombre corriendo de entre bastidores y gritó algo que no pudo ser comprendido. El telón bajó y hubo un desconcierto en el escenario. Fang, Julieta y los tres hombres del público caminaron consternados hacia el foro y encontraron a Venancio en el suelo. Uno de los hombres dijo que era médico y lo revisó. Tenía un estilete clavado en el corazón. Sus últimas palabras fueron: «No culpen a nadie; yo mismo me maté».
Se comunicó la novedad al empresario; éste apareció muy sofocado ante el público, anunció que la función quedaba suspendida y pidió calma. Pidió, además, que nadie se retirara. El bombero de guardia corrió a la calle y volvió con un agente, que perdió diez minutos anotando fruslerías en una libreta. Finalmente, apareció un oficial de policía y adoptó las primeras providencias. Las primeras providencias fueron casi exclusivamente llamadas por teléfono en requerimiento de órdenes. Una hora después llegó el doctor Fabián Giménez, juez de instrucción. El doctor Giménez era un hombre de cincuenta años, con las huellas de la buena vida y de la buena bebida, displicente y resignado a las molestias de su cargo. Lo habían sacado de una comida en el Círculo de Armas y maldecía moderadamente al criminal que elegía semejante hora para su atrocidad. Llegó acompañado de su secretario, el joven doctor García Garrido.
Los tres hombres que habían subido al escenario a requerimiento de Julieta eran el doctor Ángel Cóppola, médico de un hospital municipal; Manuel Gómez Terry, escribano sin registro, y Máximo Lilienfeld, periodista. El doctor Cóppola era un hombre grueso, con esa elegancia envarada de los que parecen recién salidos de la sastrería; tenía el pelo blanco, pero su rostro era joven y bien rasurado. Hizo una rápida exhibición de conocimientos científicos y dejó apabullado a Gómez Terry, que sólo sabía de folios, medianeras, particiones y escrituras, además de fútbol. Durante su conversación fueron observados con cierta ironía por Lilienfeld, que era bajo, delgado, rubio, de pestañas casi blancas y estaba vestido con ropa de confección. En un momento dado el doctor Cóppola se preguntó con extrañeza cómo ese hombrecillo insignificante ocupaba tan orondo un palco avant-scène; ignoraba que era periodista.
El doctor Giménez tomó declaraciones a todo el mundo, las cuales fueron resumidas y anotadas por el doctor García Garrido. El espectáculo se había desarrollado en forma rutinaria, salvo en dos aspectos: la posición de Venancio y Julieta en el momento de sellar la bolsa y la frase del primero pocos segundos antes de sentirse herido. Según uno de los hombres de la compañía, para facilitar el trabajo, Venancio ocupaba siempre el mismo sitio, hacia la derecha del escenario, y Julieta se colocaba en el lado opuesto, hacia el centro del mismo. Si en esta ocasión hubieran ocupado sus sitios habituales, el orden hubiera sido el siguiente: Cóppola y Gómez Terry, en primer lugar, dando la espalda al público; luego, rodeando a Fang, Julieta, Lilienfeld y, finalmente, Venancio. En cambio, el orden fue el que ya hemos indicado: primero el médico y el escribano; luego, por la izquierda de ambos, Venancio; luego, Lilienfeld, y en último término, Julieta.
Fang había pedido permiso para retirarse a su camarín, alegando estar afectado por la muerte de su ayudante y amigo; allí fue a buscarle el doctor Giménez, constituyendo un improvisado despacho entre kimonos de seda floreada, espadas sin filo, palomas ambulantes y varias gallinas. El asesinato de Venancio había introducido el desorden en la compañía; impasible, Julieta se ocupaba con afectación de su traje y de su arreglo personal. El doctor García Garrido, humillado por tener que escribir sobre un biombo, la miraba con sofocado interés.
El doctor Cóppola, con pomposidad científica, tomó la palabra y dijo:
- Le sugiero, señor juez, que observe este detalle...
Era de los que dicen a cada rato «le sugiero» sin emplear el tono de sugerencia. El juez lo escuchó pacientemente y ordenó tomar nota de sus palabras. Cóppola decía que, según sus conocimientos científicos, la única forma de que un estilete entrara en el ángulo observado era procediendo en línea recta de la bolsa azul, es decir, de Fang.
El doctor Giménez concedió algún crédito a la sugestión de Cóppola, pues llamó a Fang e inició su interrogatorio. Este se manifestó reticente ante las preguntas relativas a su profesión, lo que es explicable; y empezó a ponerse nervioso cuando notó que una teoría sobre el crimen flotaba en el ámbito del camarín.
- Yo estaba dentro de una bolsa, cerrada y lacrada con intervención del público -dijo Fang en enfático castellano, exento ya de matices chinos.
El doctor Giménez exigió la presentación de la bolsa, y un ayudante fue a buscarla.
Estaba aún con la cinta anudada en la boca y tenía los sellos intactos. Estos fueron rotos por el juez, con el objeto de practicar una revisión interior. La tela era compacta y no había huellas de haber sido perforada. Entonces intervino nuevamente el doctor Cóppola. - Desde mi más tierna infancia - dijo- me ha interesado la magia. Ahora mismo, cargado de trabajo y de responsabilidades, suelo practicar con mis sobrinos y los niños del barrio. Si el señor juez me lo permite, le diré que es completamente inútil revisar esa bolsa.
El juez volvió el rostro y lo miró con extrañeza.
- Queremos saber si hay dentro algún indicio. ¿Por qué no vamos a revisar la bolsa?
- Yo dije esa bolsa - arguyó el doctor con pesada ironía.
- ¿Por qué acentúa lo de esa bolsa?
- Porque hay otra.
Fang miró al médico como si quisiera fulminarlo.
- ¿Es algo referente al truco empleado? - interrogó el juez.
- Señor juez, yo mismo he hecho este truco varias veces. Hoy vine para estudiar sobre el terreno y corregir algunos defectos. Efectivamente, hay dos bolsas. Cuando Fang se introduce en la que es exhibida al público, lleva en un bolsillo interior otra bolsa idéntica, plegada. Una vez adentro, antes de que su ayudante haya anudado la cinta en la boca de la primera bolsa, Fang saca la segunda de su bolsillo y hace asomar su borde superior, de modo que la cinta rodee éste y no el de la primera. Para esto se requiere la complicidad de un ayudante avezado, que simule facilitar la fiscalización de las personas del público que han subido al escenario, pero que practique por sí mismo esa parte fundamental del truco. Cuando baja la cortina, Fang no tiene más que desprender una bolsa de otra, las que han quedado apenas ligeramente unidas por los bordes, salir de la primera, plegarla rápidamente y guardarla en el bolsillo, y exhibir la segunda al público con los sellos intactos.
- ¿Entonces, esta bolsa es la que guardaba inicialmente Fang en su bolsillo?
- Así es - respondió el médico -. Hay que encontrar la otra.
Ante las palabras del médico, Fang hizo un gesto como de una persona sorprendida en un engaño y sacó de su bolsillo la bolsa buscada, entregándola al juez. Este la revisó detenidamente, pero estaba tan libre de indicios como la anterior.
- Puede no ser ésta - dijo el médico -; generalmente estos hombres tienen tres o cuatro repuestos.
El juez ordenó una busca por todos los rincones del teatro. Durante una hora fueron revisados los baúles de Fang, los camarines en todos sus rincones y los decorados, que se amontonaban en el escenario, pero el resultado fue infructuoso.
Además, la seguridad de que Fang utilizaba sólo esas dos bolsas para su truco fue certificada por el empresario, por los obreros del teatro y por Julieta. En ese momento el periodista Lilienfeld habló por primera vez.
-¿Por qué Venancio habrá dicho: «El pájaro escapó»?
Luego agitó sus pestañas casi blancas y se quedó mirando a Fang. Este se adelantó a explicar el motivo.
- Yo no escuché bien la frase - dijo -, pero generalmente Venancio decía algo cuando estaba listo a recibir la punta de la bolsa para anudarla.
- Sí; pero él dijo «el pájaro escapó» cuando la cinta ya estaba atada y sellada...
El juez se había quedado silencioso, con la mirada perdida en lo alto del camarín.
El doctor García Garrido sabía que estaba pensando en la comida del Círculo de Armas, pero los demás creyeron que se concentraba en el misterio del crimen. Al rato pareció reaccionar.
- Hay un hecho importante - dijo el juez -: Venancio Peralta exclamó antes de morir: «No se culpe a nadie; yo mismo me maté.» Esto es atestiguado por los señores Cóppola, Gómez Terry y Máximo Lilienfeld, además de la esposa de Fang. Esto no se puede destruir con nada. No se me escapa que un hombre tiene que estar muy trastornado para clavarse un estilete en pleno escenario. Es espectacular, indica una clara morbosidad, cuya caracterización será motivo de un dictamen científico. Por todo esto creo que no debemos detenernos. Solicito a cada uno de ustedes su palabra de honor de no alejarse de la capital hasta que termine la instrucción del juicio. No veo la necesidad de detener a nadie por el momento.
Fang agradeció efusivamente las palabras del doctor Giménez, y en los ojos melancólicos, ligeramente metálicos de Julieta, brilló una luz, como un rayo furtivo. Todos juraron mantenerse a disposición del juez y éste se despidió y salió seguido de su secretario. El oficial de policía dispuso el traslado del cuerpo de Venancio, de acuerdo con la orden del juez, e inició los trámites complementarios del sumario.
A las tres de la mañana el doctor Cóppola, Manuel Terry y Máximo Lilienfeld se encontraron en la calle. Las esposas de los dos primeros habían esperado en la puerta del teatro y se unieron a ellos. Lilienfeld tenía el estómago vacío y propuso tomar algo. El doctor Cóppola observó al periodista, con aire del que practica un examen científico, y vaciló unos minutos. Creía que Lilienfeld ensayaba hacerle pagar una comida; además, exhibirse en un lugar público con un individuo de las trazas del periodista le resultaba vagamente incómodo. El encuentro, a pocos pasos, de una cervecería alemana, le sacó ese peso de encima; allí no podría encontrarle nadie.
Lilienfeld pidió una cerveza; Gómez Terry, un café, y el doctor Cóppola, una soda. Las mujeres tomaron café. Parecía un concurso de economía. Al rato Lilienfeld pidió otra cerveza y un sandwich. El doctor Cóppola tenía un apetito atroz, pero se contuvo; pensaba que si comía, el periodista aprovecharía para hacerle cargar con la cuenta total.
- Menos mal que fue un suicidio - empezó Gómez Terry, por decir algo.
Lilienfeld pidió otra cerveza y otro sandwich, y mientras masticaba con avidez, en medio de un incansable batir de pestañas, exclamó:
- ¡Qué locura! ¡Es seguro que no es suicidio!
- Pero él dijo: «No se culpe a nadie; yo mismo me maté.»
- Por eso mismo -continuó Lilienfeld -. Él dijo: «Yo mismo me maté»; es decir, yo cometí un error fatal, yo me busqué esto, yo tengo la culpa, o cualquier otra cosa por el estilo. Nadie ha buscado una relación lógica entre los hechos y las palabras de esta noche.
- Entonces, ¿usted tiene una versión? ¿Por qué no habló? - interrogó el médico con reproche.
- Usted hablaba todo el tiempo y no me dejó ni un resquicio; además el juez me miraba con lástima - dijo Lilienfeld. Pidió otra cerveza, ante la alarma del médico, y continuó -: Hay tres cosas insólitas, que rompen la rutina de esta noche: Venancio dice: «El pájaro escapó», y Fang miente sobre el momento en que escuchó estas palabras. La verdad es que no comprendió bien la frase, pues de ser así, el drama no hubiera ocurrido. En segundo lugar, el orden de las personas que rodeaban a Fang fue alterado a último momento y Julieta ocupó el puesto de Venancio. En tercer término, Venancio dice: «No se culpe a nadie; yo mismo me maté.» La solución es ésta: Fang estaba enloquecido por las injurias de Julieta y proyectó asesinarla. Sin embargo, no podía cometer un crimen común: todo el mundo sabía sus peleas y sería sospechado de inmediato. La única solución consistía en un crimen a la vista de todo el mundo, con una coartada eficaz. Necesitaba un cómplice, del mismo modo que lo necesitaba para sus trucos. Venancio era su aliado, prácticamente su esclavo. Acogió con entusiasmo la idea porque su devoción hacia Fang lo llevaba a imitarlo en sus odios y simpatías. Quedaron en que Venancio, después que Fang se introdujera en la bolsa, le pondría un estilete en la mano, por la parte de afuera del género, el que sería fácilmente disimulado en un pliegue del mismo. Hacía años que practicaban el truco y siempre Julieta ocupaba el mismo sitio. En el momento de lacrar la bolsa todos estaban muy cerca de Fang, hasta que terminaba la operación. Este podía calcular exactamente la altura del corazón de Julieta. La mujer intuyó que algo se preparaba contra ella; quizá Venancio demostró excesiva nerviosidad. En el momento en que iba a colocar el lazo, Julieta se deslizó y ocupó su sitio; aquél no pudo hacer otra cosa que ocupar el sitio de la mujer. Para avisar a Fang, dijo: «El pájaro escapó», pero el mago, nervioso por primera vez en un truco, escuchó la voz, pero no entendió el sentido. El pobre Venancio pagó su fidelidad con la muerte.
El doctor Cóppola y Gómez Terry lo miraban por primera vez con respeto.
- Hay que avisar al juez - dijo Cóppola.
- Yo que usted no lo haría; no me gusta meterme en líos con la justicia - repuso Lilienfeld-. Además, Fang está condenado. Julieta sabe que él la quiso matar y lo tiene en su poder. Al pobre no le queda más que el recurso de suicidarse; quizá invente un buen truco para eso.
Ante el asombro de Cóppola y de Gómez Terry, Lilienfeld sacó un flamante billete de cien pesos y llamó al mozo.
Había tomado diez medios litros.
- Discúlpenme, pero tengo que hacer - dijo, pagando la cuenta. - ¿Se va a dormir? -interrogó el médico.
- No; tengo que tomar unas cervezas con un amigo - repuso.
*كاتب أرجنتيني معروف. و لد بمدينة سان نيكولاس دي لوس أرويوس. درس القانون في كلية الحقوق بجامعة بوينس آيرس و كان أبوه محاميا. لكن رغم ذلك لم يمارس المحاماة. تعرف على مواطنه الداهية خورخي لويس بورخيس في عشرينيات القرن الماضي و نشأت بينهما صداقة كبيرة جدا. عاشق كبير كذلك للعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس بحيث نجده مولعا بوصف أدق تفاصيل الحياة فيها داخل كتاباته السردية. من بين أعماله نذكر مجموعته القصصية التي تحمل عنوان: "السيف النائم" و الصادرة سنة 1944 و روايته الموسومة بعنوان: "هدير الورود" و الصادرة سنة 1948. توفي في العاصمة بوينس آيرس و ذلك سنة 1974.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية - الدار البيضاء - المغرب.
تأليف: مَانْوِيلْ بَّيْرُو*
ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**
لم يكن يسمى الساحر فانغ بهذا الاسم و إنما كان اسمه برودينثيو غومث. كان ابن الجنيرال إغناثيو غومث و حفيدا و ابن حفيد، على التوالي، للعقيد و للرقيب الأول اللذين كانا يحملان نفس الاسم. كان عمه الجنيرال كاربايِّيدو واحدا من السبعة الذين أصيبوا برضوض في معركة الأرسنال بينما كان ابن عمه مِن ذاك الأخير يسافر منذ سنوات عبر أوروبا بحثا عن الشفاء من "الإرهاق" الذي أصيب به إثر الحملة الجبلية. سيكون من السهل أن نستنتج من هذا بأن العسكريين القدامى و المعاصرين كانوا يشكلون الفخر الوحيد بالنسبة لعائلة غومث، سيكون سهلا لكن هذا غير صحيح لأنها كانت تعتمد على عدد كاف من القساوسة كي تقوي من خيلائها.
توزعت حياة الطفل برودينثيو غومث بين الاندهاش من الاستعراضات العسكرية و ممارسة الشعائر الدينية. كان يساعد في إعداد القداس في أبرشية أحد أعمامه الآخرين، الأب غومث المعروف بوده و تحرره. كان لهذه الطقوس الدينية المبكرة أثر مهم في حياته من دون شك. كان طفلا، لم يكن يؤمن بالرموز و إنما بالوقائع. مع مرور الزمن شك في أن كل ذلك كان يشبه السحر فأراد أن يقوم بتجارب تكون مقنعة و تؤدي إلى نتيجة محسوسة. سنطيل القصة (و لا داعي لذلك) إن حكينا عدد المرات التي فشل خلالها في إخراج بيضة دجاجة من فم الأب غومث، أمام مزاح هذا الأخير الذي لم يكن ينم عن سوء نية، أو ذكَّرنا باللحظة المأساوية التي كاد يختنق فيها عندما نسي فجأةً نظام (تم التوصل إلى هذا عبر المراسلات) الخروج من أحد الصناديق مغلقا بإحكام. من الأحسن أن نصل إلى اليوم الذي أصبح يسمى فيه بفانغ بحيث بدأ في المدينة التي تشكل مسقط رأسه أمام جمهور مندهش و متحمس.
كان برودينثيو شاحب البشرة، ذا عينين لوزيتين قليلا و أنف صغير. جعلت منه بعض الرتوشات التجميلية الأولية صينيا مقبولا. لا نعرف لماذا اختار تلك الجنسية؛ لعلَّه فكر من دون شك في أن تمثيلية صغيرة فوق أخرى كبيرة ستساعد على إرباك الجمهور و أنه من الأحسن دائما إخفاء ما لا يصدق.
بموت الأب غومث ورث بِالبِّيسُو ما يعادل خمسة آلاف دولار، المودعة في فرع من فروع بنك سانطا فِّي. جعله الإلهام المهني يستثمر قدرا يسيرا منها في شراء لِبْسَاتِ الكيمونو، الشاشات ، الستائر و الأوعية الخيزرانية. عندما نزل بلندن كان الجميع قد اعتقد أنه قادم من شانغاي. اشتغل لسنوات في قاعات الموسيقى الإنجليزية و الأسكتلندية. و في سنة 1930 غداة إتقان خدعه، ظهر في أحد الفنادق الفاخرة بمدينة باريس. و هناك في باريس حيث تبدأ الدراما التي تهمنا. في مسرح مونمارتر كان يشتغل الكبير دُوبْرِي، الساحر، و ذلك رفقة زوجته جولييت الجميلة. في عشيتها المخصصة لاسترجاع قواها ذهبت جولييت الجميلة لرؤية فانغ، و هكذا انسد أفق مصير الكبير دُوبري: لم تكن كافية كل قواه السحرية من أجل فك السحر الطبيعي المحيك بغدد صغيرة تضافرت فجعلت قلب تلك المرأة المتقلب ينبض بسرعة أكبر. في أحد أيام دجنبر ودعت جولييت صديقها و أبحرت مع فانغ في اتجاه أمريكا الجنوبية. حسَّن انضيافُ امرأة جميلة المنظرِ الوقعَ العام للعرض. لكن ولع جولييت ما فتئ أن فتر. عندما تبينت أن فانغ لم يكن صينيا عانت من نوبة غضب و انزعاج جنوني. في الواقع، لم تكن تشدد على أنه ليس بصيني و لا هي كانت تقبل عذره بكونه أمريكو جنوبيا. لكن فانغ انتبه إلى أن التمييز العرقي كان ذريعة بالنسبة لجولييت. غير أن الحقيقة هي أن هذه الأخيرة كانت قد غالت في تقدير الأرباح المحتملة للساحر. كان المال هو المحرك العاطفي لجولييت. كانت مستسلمة لآخر و أوضع الوضاعات، حسب تعبير تشيسترتون: إنه ذاك المتعلق بالثروة. كانت تجد صفات غامضة في الأقوياء لأنهم مجرد كذلك فقط؛ كان المال يفترض بطريقة خفية الذكاء و التعاطف و حتى أنه، أحيانا، كان يخفي المظهر الخارجي للرجال.
في سنة 1937 ظهرت الشخصية الثالثة في هذه القصة. فعلى إثر مؤامرات دبرتها جولييت هجر فانغ مساعدُوه. نشر إعلانات في الصحف، التجأ إلى وكالات متخصصة، جرب العديد من المترشحين لكنه لم يجد الرجل الرشيق و المِطواع الذي كان يحتاج إليه. في أحد الأماسي بمقهى في شارع كُوريينتي، اقترب منه فرد صغير. "أحتاج إلى عمل - قال -؛ أنا متواضع و وفي". هذا التصريح البعيد الاحتمال، كان يعكس الحقيقة، رغم ذلك. زيادة على هذا فإن ذاك الرجل الصغير قد أكد ذلك بموته. كان يشتغل كغاسل للكؤوس في مطعم بِلَافَالْ في مدينة مونتفيديو. كان مدوَّخا بل مجنونا بالسحر بحيث أنفق العشرين بِّيسو التي ربحها في رهان بآلة تصوير و ذلك للحصول على تذكرة كي يشاهد خُدع فانغ. كذلك كان شاحب البشرة و قصيرا جدا. ببعض الرتوشات الخفيفة بقلم الرصاص و طلاء خفيف من الزنجار الأحمر القاتم، كان يبدو صينيا. كان يدعى بِنانثيو بِّرالطا. مازحه فانغ: "ستبقى حاملا لاسم بنانثيو، إذ سيبدو ذلك لقبا في بوينس آيرس لرجل شاب وضيع".
كانت جولييت باردة الدم، سطحية و ماكرة. كانت تعتبر زواجها من فانغ فشل حياتها فبدأت تثأر منه بطريقة دقيقة. في حين أن فانغ قد وجد في بنانثيو الإخلاص و مساعدا عمليا و ناجعا. في دجنبر من سنة 1940 كان فانغ يقضي فترة في العاصمة و كان قد مر خمسة عشر يوما على تغييره للبرنامج. من بين الخدع التي كانت مضمنة فيه نجد تلك الأكثر شيوعا و المتعلقة بالهروب خلال ثوانٍ وسط كيس مغلق و مختوم بتدخل الجمهور. كان فانغ قد أُدخل في كيس حريري أزرق، و كان فم الكيس مغلقا و على حلقته و عقدته توضع أختام من الشمع الأحمر. بعد ذلك كانت تُسدل فوق فانغ سِتارة شفافة شكلها دائري كالخيمة و عندما كانت تسحب كان يظهر الساحر متحررا و هو يعرض العقدة و الأختام و هي غير منحلة. في حين أن أفراد الجمهور الذين شاركوا في المشهد كانوا يتفحصون الكيس و يتأكدون من إغلاقه المحكم.
في تلك الليلة، صعد إلى المنصة ثلاثة رجال بدعوة من خُولْيِيتَا، اثنان منهم كانا رفقة زوجتيهما في الصالة بينما كان الآخر يشغل مقصورةً. كانت خولييتا ترتدي بذلة رقصة سوداء مفتوحة الصدر. نزع فانغ الكيمونو و بقي مرتديا السروال و بلوزة حريرية زرقاء. تم عرض الكيس على الجمهور و تفحصه الرجال الثلاثة بتمعن؛ لم يكن مَخيطا بطريقة مزيفة و لا هو احتوى ثقوبا. أدخل فانغ ساقيه فيه بينما ساعده الآخرون على أن يُدخل كل جسده. عرض بنانثيو شريطا و ربط به فم الكيس. في حين سكب أحد الرجال الشمع الأحمر على العقدة و ختموها. كان وضع الرجال الذين يحيطون بفانغ كما يلي: المتفرجان اللذان صعدا إلى الخشبة كانا يديران ظهريهما للجمهور، بعد ذلك كان بنانثيو ثم الرجل الذي نزل من المقصورة و أخيرا خولييتا. عندما انتهوا من وضع الشمع الأحمر، قال بنانثيو: "فر العصفور". لحظة بعد ذلك رفع يده إلى قلبه، خطا بضع خطوات على الخشبة ثم قال: "أكملوا: أنزلوا الستارة"، و بعدها اختفى بين الدعامات. نظرت إليه خولييتا بنوع من الاستغراب لكنها أسدلت الستارة على فانغ. خلال عشر ثوانٍ رفعتها فإذا بفانغ ظهر و الكيس الأزرق في يده و حيا الجمهور. في تلك اللحظة خرج أحد الرجال من بين الدعامات يجري و يصيح بشيء لم يستطع أحد فهمه. نزلت الستارة و عمَّت الحيرة الخشبة. مشا فانغ و خولييتا و رجال الجمهور الثلاثة مصدومين نحو خلفية المسرح فوجدوا بنانثيو مُلقى على الأرض. قال أحد هؤلاء الرجال بأنه طبيب ففحصه. كان خنجر صغير مغروزا في قلبه. كانت آخر كلماته: "لا تتهموا أحدا؛ فأنا من قتلت نفسي بيدي".
وصل الخبر إلى صاحب المشروع فظهر مختنقا أمام الجمهور معلنا إيقاف النشاط و طالبا التزام الهدوء. طلب كذلك بألا ينصرف أحد. جرى الإطفائي إلى الشارع و عاد رفقة رجل شرطة و الذي أضاع عشرة دقائق مدونا التفاهات في دفتر. أخيرا، ظهر ضابط شرطة و اتخذ التدابير الأولى. و قد كانت هذه الأخيرة مقتصرة على مكالمات هاتفية التماسا للأوامر. ساعة بعد ذلك وصل الدكتور فابْيان خِمينث، قاضي التحقيق. كان الدكتور خمينث في الخمسين من عمره كما كانت تبدو عليه آثار الحياة السعيدة و المشروب الجيد، غير مبال بأعباء شغله و متحمل لها. أخرجوه من على مائدة طعام في الدائرة الأمنية و هو يلعن في شيء من الاعتدال المجرم الذي اختار ساعة كهذه كي ينفذ فعله الوحشي. وصل رفقة كاتبه، الدكتور الشاب غارثيَّا غارِّيدو. الرجال الثلاثة الذين اعتلوا الخشبة بإيعاز من خولييتا كانوا هم الدكتور آنخيل كُوبُّولَا الطبيب في مستشفى بلدي؛ مانويل غُومث تِرِّي الكاتب العدلي غير المصرح به و ماكسيمو لِيلْيِينْفِيلْدْ الصحافي. كان الدكتور كوبُّولا رجلا بدينا، بتلك الأناقة الشديدة التي تشبه أناقة من خرجوا لتوهم من محل الخياطة؛ بينما كان شعره أبيض لكن محياه كان شبابيا و حليقا جدا. قدم استعراضا سريعا لمعارف علمية تركت غومث ترِّي مرتبكا، إذ كان يفهم فقط في الأوراق، الجدران المشتركة و التوزيعات فضلا عن كرة القدم. أثناء حوارهما تم النظر إليهما بنوع من السخرية من طرف ليليينفيلد الذي كان قصير القامة، رشيقا، أشقر، ذا حاجبين أبيضين و لِبسة مستعملة. في لحظة معينة تساءل الدكتور كوبُّولا باستغراب بصدد هذا الرجل الصغير التافه الذي يشغل بثقة كبيرة مقصورةً أمام الخشبة، كان يجهل أنه صحافي. أخذ الدكتور غومث تصريحات من الجميع و التي تم تلخيصها و تسجيلها من طرف الدكتور غارثيا غاريدو. كان الحفل قد جرى بطريقة روتينية إلا في لحظتين: وضعية بنانثيو و خولييتا أثناء تشميع الكيس و جملة الأول ثوان قليلة قبل أن يحس بأنه مجروح. حسب أحد رجال الشركة فإن بنانثيو، و تسهيلا للعمل، كان يحتل دائما نفس الموقع في يمين الخشبة بينما كانت خولييتا تتموقع في الجهة المعاكسة في وسط الخشبة تقريبا. إن كانوا قد أخذوا مواقعهم هذه المرة، فإن الترتيب كان ليكون وفق الشكل التالي: كوبُّولا و غومث ترِّي، أولا، و هما يديران ظهريهما للجمهور ثم يحيط بفانغ كل من خولييتا و ليليينفيلد ثم أخيرا بنانثيو. غير أن الترتيب كان كما قد أشرنا إلى ذلك بادئ ذي بدء: في المقام الأول يوجد الطبيب و الكاتب العدلي و على يسارهما معا بنانثيو ثم ليليينفيلد و أخيرا خولييتا.
طلب فانغ الإذن بأن ينسحب من أجل التوجه إلى غرفة تغيير الملابس متذرعا بتأثره بموت مساعده و صديقه و إلى هنالك ذهب الدكتور خمينث للبحث عنه مشكلا مكتبا عشوائيا بين بذلات الكيمونو المصنوعة من الحرير المزهر، السيوف غير القاطعة، الحمام الزاجل و عدة دجاجات. تسبب مقتل بنانثيو في الفوضى وسط الشركة؛ فاقدة للصبر كانت خولييتا قد انشغلت، و هي متأثرة، بتسوية بذلتها بنفسها. و هو مهان بضرورة الكتابة فوق الحاجبات الشفافة، كان الدكتور غارثيَّا غارِّيدو ينظر إليها باهتمام خامد.
تناول الدكتور كوبُّولا الكلمة كاشفا عن زهو علمي فقال:
- أقترح عليك، سيدي المحقق، أن تنظر إلى هذه الجزئية...
لقد كان من بين هؤلاء الذين يقولون في كل لحظة "أقترح عليك" دون أن يستعملوا نبرة الاقتراح. استمع إليه القاضي بصبر و أمر بتسجيل أقواله. كان كوبُّولا يقول، حسب معرفته العلمية، بأن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يدخل بها الخنجر الصغير في الزاوية المُعاينة فإنها كانت تتمثل في أن يأتي مستقيما من الكيس الأزرق، أي في ما معناه، من فانغ.
أعطى الدكتور خمينث بعض المصداقية لاقتراح كوبُّولا، لهذا نادى على فانغ و بدأ معه التحقيق. بدا هذا الأخير متحفظا حول الأسئلة التي تدور حول مهنته، حول الأمور الواضحة، فبدأ يخرج عن طوره عندما تبين أن فرضية ما حول الجريمة تحوم حول غرفة تغيير الملابس.
- لقد كنتُ داخل كيس مغلق و مشمع بتدخل من الجمهور - قال فانغ بإسبانية مشددة خالية من النبرات الصينية. أمر الدكتور خِمينث بإحضار الكيس فذهب أحد المساعدين للبحث عنه.
كان الشريط لا زال معقودا على فم الكيس و الأختام صائنة. قطع القاضي ذلك بغية إجراء فحص عليه من الداخل. كان النسيج متماسكا و لم تكن هناك آثار تكشف بأنه تم ثقبه. عندها تدخل الدكتور كوبُّولا مجددا.
- منذ طفولتي المبكرة - أعجبني السحر. إلى حد الآن، رغم كثافة العمل و المسؤوليات، عادة ما أمارس ذلك مع أبناء إخوتي و أطفال الحي. إن سمح لي السيد القاضي، فإني سأقول له إنه لا فائدة تماما من فحص ذلك الكيس.
التفت القاضي و نظر إليه باستغراب:
- نريد أن نعرف إذا كانت هناك إشارة ما بداخله. لماذا يجب علينا ألا نفحص الكيس؟
- أنا قلت ذلك الكيس - تحجج الدكتور بسخرية ثقيلة.
- لماذا تشدد على ما تعلق بذلك الكيس؟
- لأنه يوجد كيس آخر.
نظر فانغ إلى الطبيب كما لو أنه أراد أن يقتله.
- هل يتعلق الأمر بشيء له علاقة بالخُدعة المستعملة؟ سأل القاضي.
- سيدي القاضي، أنا نفسي فعلت هذه الخدعة أكثر من مرة. لقد أتيت اليوم كي أدرس على الميدان و أصحح بعض العيوب. بالفعل، يوجد كيسان. عندما يدخل فانغ إلى الكيس المعروض على أنظار الجمهور، يكون حاملا لكيس آخر مطوي في جيبه يشبهه. بينما يكون قد دخل، و قبل أن يربط مساعده الشريط على فم الكيس، يُخرج فانغ الكيس الثاني و يُظهر حافته العليا بحيث يحيط الشريط بهذه الأخيرة و ليس بحافة الكيس الأول. و من أجل ذلك يحتاج الأمر إلى تواطؤ مساعد محنك و الذي يجب أن يتظاهر بمساعدة المشرفين من المتفرجين الذين صعدوا إلى الخشبة لكن يلزم أن يقوم هو نفسه بهذا الجزء الرئيس من الخدعة. عندما يُسدل الستار، فإنه ما على فانغ إلا أن يفصل الكيسين عن بعضها البعض و اللذين تم شد حافتيهما بطريقة خفيفة، فيخرج من الأول و يطويه بسرعة ثم يحتفظ به في جيبه، و أخيرا يعرض الثاني على الجمهور و أختامه لا زالت صائنة.
- إذن هذا هو الكيس الذي كان يحتفظ به فانغ في جيبه في البداية؟
- الأمر كذلك - أجاب الطبيب -. يجب أن نجد الكيس الآخر.
أمام كلمات الطبيب أماءَ فانغ كشخص تفاجأ بخديعة ما فإذا به يُخرج من جيبه الكيس المبحوث عنه مسلما إياه إلى القاضي. تفحصه هذا الأخير بعناية لكنه كان خاليا تماما من أية إشارة تُذكر كسابقه.
- يمكن ألا يكون هذا الأخير- قال الطبيب؛ فعلى العموم يكون عند هؤلاء الناس ثلاثة أو أربعة احتياطية.
أمر القاضي بإجراء تفتيش في كل أركان المسرح. في خلال ساعة تم تفتيش صندوقي فانغ الاثنين، غرف تغيير الملابس بجميع أركانها و عناصر الديكور التي كانت متراكمة فوق الخشبة لكن النتيجة كانت سلبية.
فضلا عن ذلك، الاطمئنان إلى أن فانغ كان يستعمل فقط هذين الكيسين الاثنين من أجل إنجاز خدعته كان قد شهد به صاحب المشروع و عاملو المسرح و خولييتا. في تلك الأثناء تكلم الصحافي ليليينفيلد لأول مرة.
- لماذا سيكون قد قال بنانثيو: "لقد فر العصفور"؟
بعد ذلك حرك أهدابه شبه البيضاء و بقي ينظر إلى فانغ. تقدم هذا الأخير كي يشرح السبب.
- أنا لم أسمع جيدا الجملة - قال -، لكن على العموم كان بنانثيو يقول شيئا ما عندما كان يستعد لمسك الكيس من أجل أن يعقده.
- نعم؛ و لكنه قال "لقد فر العصفور" عندما كان قد ربط الشريط و ختمه...
استمر القاضي صامتا و بصره تائه في أعلى غرفة تغيير الملابس.
كان الدكتور غارثيَّا غارِّيدو يعرف أنه كان يفكر في أكلة الدائرة الأمنية بينما اعتقد الآخرون أنه كان بصدد التركيز على سر الجريمة.
هنيهة بعد ذلك بدا أنه قام بردة فعل.
- هناك حدث مهم - قال القاضي -: بنانثيو بِّرالطا صرخ قبل أن يموت: "لا تتهموا أحدا؛ فأنا من قتلت نفسي يدي". لقد شهد على هذا السادة كوبُّولا، غومث ترِّي، ماكسيمو ليليينفيلد، بالإضافة إلى زوجة فانغ. لا يمكن أن نفند هذا بأي شيء. لا يفوتني أن أقول بأن رجلا ما يجب أن يكون مضطربا جدا كي يغرز في جسده خنجرا صغيرا أمام الملإ. إنه لأمر مذهل، ينم عن شيء رهيب و وصفه يقتضي خبرة علمية. لهذا أرى أنه لا يجب أن نتوقف. أطلب من كل واحد منكم كلمة شرف بألا يبتعد عن العاصمة حتى أنهي التحقيق في القضية. لا أرى من ضرورة لاعتقال أيٍّ منكم الآن.
شكر فانغ الدكتور خِمينث على كلماته بعاطفة مبالغ فيها فانقشع في عيني خولييتا الكئيبتين و اللامعتين ضوء كشعاع هارب. أقسموا جميعا على أن يبقوا رهن إشارة القاضي فودعهم هذا الأخير و خرج يقفُوه كاتبُه. أمر ضابط الشرطة بنقل جثة بنانثيو، حسب تعليمات المحقق، و شرع في الإجراءات التكميلية لملخص الجريمة.
على الساعة الثالثة صباحا كان الدكتور كوبُّولا، مانويل ترِّي و ماكسيمو ليليينفيلد قد وجدوا أنفسهم في الشارع. انتظرت زوجتا الأولين في باب المسرح و انضمتا إليهما. أحس ليليينفيلد بمعدته فارغة فاقترح تناول شيء ما. نظر الدكتور كوبُّولا إلى الصحافي كمن يجري فحصا علميا، و تردد بضعة دقائق. كان يعتقد بأن ليليينفيلد يحاول أن يجعله يسدد له ثمن أكلة، بالإضافة إلى أن الظهور في مكان عام رفقة فرد من قبيل هذا الصحافي كان يبدو له أمرا مزعجا. وجود حانة ألمانية على بعد خطوات، خفف من الوزر الذي أنقض ظهره، لن يصادفه أي أحد هنالك.
طلب ليليينفيلد جعةً، غومث ترِّي قهوةً بينما الدكتور كوبُّولا صُودَا، في حين أخذت السيدتان قهوة. كان الأمر يبدو كمسابقة في الاقتصاد. بعد هنيهة طلب ليليينفيلد جعةً أخرى و شطيرةً. كان الدكتور كوبُّولا نهمًا جدا لكنه تمالك نفسه إذ كان يفكر في أنه لو أكل سيغتنم الصحافي الفرصة فيكلفه بتسديد فاتورة الجميع.
- لحسن الحظ كان انتحارًا - بدأ غومث ترِّي يقول شيئا.
طلب ليليينفيلد جعة و شطيرة أخريين، و بينما هو يلوك بشراهة في غمرة تحريك أهدابه من دون كلل و لا ملل، هتف:
- يا له من جنون! من المؤكد أنه ليس انتحارا!
- لكنه نفسه قال: "لا تتهموا أحدا؛ فأنا من قتلت نفسي بيدي".
- لذات السبب - واصل ليليينفيلد -، قال هو: "فأنا من قتلت نفسي بيدي"؛ يعني أنني ارتكبت خطأً فادحا، لقد بحثت لنفسي عن ذلك، أنا المذنب، أو أي شيء آخر من هذا القبيل. لم يبحث أي أحد عن العلاقة المنطقية القائمة بين الأفعال و الأقوال في هذه الليلة.
- إذن، هل عندك تأويل آخر؟ لماذا لم تتكلم؟ سأل الطبيب لائما.
- حضرتك كنتَ تتكلم طول الوقت و لم تترك لي و لو فرصة صغيرة؛ فضلا عن أن الطبيب كان ينظر إليَّ بشفقة - قال ليليينفيلد. طلب جعةً أخرى، أمام ذعر الطبيب، و تابع - هناك ثلاثة أشياء غريبة تكسر نمطية هذه الليلة: يقول بنانثيو: "لقد فر العصفور"، و فانغ يكذب بخصوص اللحظة التي سمع فيها هذه الكلمات. في الحقيقة هو لم يتبين جيدا تلك الجملة فلو فعل ما كانت هذه المأساة لتحدث. ثانيا، تغيُّر ترتيب الأشخاص الذين كانوا يحيطون بفانغ في اللحظة الأخيرة، و احتلال خولييتا مكان بنانثيو. ثالثا، يقول بنانثيو: "لا تتهموا أحدا؛ فأنا من قتلت نفسي بيدي". الحل هو كالتالي: لقد جُنَّ فانغ بإهانات خولييتا فصمم على قتلها. غير أنه لم يكن قادرا على ارتكاب جريمة مكشوفة من أولها: إذِ الناسُ جميعا كانوا يعرفون شجاراتهما و بالتالي سيُشك في أمره على الفور. و عليه، كان الحل الوحيد هو جريمة أمام الملإ مع حجة فعالة. كان في حاجة إلى شريك للقيام بذلك كما كان في حاجة إليه من أجل خُدعه. و هكذا كان بنانثيو حليفه، عبدا له فعليا. تقبل الفكرة بحماس لأن إخلاصه لفانغ كان يدفعه إلى تقليده في كراهياته و تعاطفاته. اتفقا على أن يضع بنانثيو في يد فانغ خنجرا صغيرا بعد أن يكون قد دخل إلى الكيس، و هذا الخنجر سيكون مخفيا بسهولة في طية خارجية من هذا الكيس. منذ سنوات و هما يؤديان هذه الخدعة بينما كانت خولييتا تحتل نفس الموقع دائما. أثناء تشميع عقدة الكيس كانوا جميعا على مقربة من فانغ إلى أن انتهت العملية. و يبدو أن هذا جعل شيئا ما يدور في خُلْدِ خولييتا، إذ حدست وجود أمر يُحاك ضدها و ربما أن بنانثيو أظهر نرفزةً زائدة. في لحظة توجُّهه إلى ربط الشريط انسلت خولييتا و احتلت موقعَه. لم يستطع هذا الأخير فعل أيِّ شيء سوى احتلال موقع المرأة. و كي يُشعر فانغ، قال: "لقد فر العصفور". غير أن الساحر، و هو منرفزٌ لأول مرة في خُدعةٍ، سمع الصوت لكن لم يفهم المقصود. أدى بنانثيو المسكينُ ثمن الوفاء بالموت.
لأول مرة نظر الدكتور كوبُّولا و غومث ترِّي إليه باحترام.
- يجب إخبار القاضي - قال كوبُّولا.
- لو كنت مكانك لما فعلت ذلك؛ لا يعجبني أن أدخل في مآزق مع العدالة - رد ليليينفيلد. هذا بالإضافة إلى أن فانغ مدان. تعرف خولييتا أنه أراد قتلها و هي تسيطر عليه. لم يبق للمسكين سوى أن ينتحر، لعله سيبتكر خُدعة جيدة لفعل ذلك.
أمام اندهاش كوبُّولا و غومث ترِّي أخرج ليليينفيلد ورقة نقدية من فئة مئة بِّيسو و نادى على النادل.
لقد استهلك عشرة أنصاف اللترات.
- سامحانِي، و لكن يجب علي أن أفعل - قال و هو يسدد الفاتورة.
- هل ستذهب للنوم؟ سأل الطبيب.
- لا، يجب علي أن أشرب بعض الجُعَّاتِ مع صديق لي - رد عليه.
*القصة في الأصل الإسباني:
Julieta y el Mago
EL mago Fang no se llamaba Fang, sino Prudencio Gómez. Era hijo del general Ignacio Gómez y nieto y bisnieto, respectivamente, del coronel y del sargento mayor del mismo nombre. Su tío, el general Carballido, era uno de los siete contusos de la batalla del Arsenal, y su primo, hijo de aquél, viajaba desde hacía años por Europa para curarse de un «surmenage» adquirido durante la campaña de la Sierra. Sería fácil deducir de esto que los militares, antiguos y contemporáneos, constituían el único orgullo de la familia Gómez; sería fácil, pero incorrecto, porque también contaba con curas en número suficiente para reforzar su vanidad.
La vida del niño Prudencio Gómez se dividió entre el asombro de los desfiles militares y la práctica de la religión. Ayudaba a la misa en la parroquia de otro de sus tíos, el padre Gómez, famoso por lo campechano y liberal. Esta liturgia precoz tuvo indudable importancia en su vida. Era un niño, no creía en símbolos, sino en realidades. Con el tiempo sospechó que todo eso se parecía a la magia, y quiso realizar experimentos más convincentes, con un resultado palpable. Sería alargar la historia (y no hay ningún motivo para ello) relatar las veces que fracasó en su intento de extraer un huevo de gallina de la boca del padre Gómez, ante la chanza benévola de éste; o recordar el dramático instante en que casi se asfixia por haber olvidado de pronto el sistema - aprendido por correspondencia - de salir de un baúl herméticamente cerrado. Es mejor llegar al día en que, convertido en Fang, debuta en su ciudad natal ante un público asombrado y entusiasta.
Prudencio era de piel cetrina, de ojos ligeramente almendrados y de nariz pequeña; unos toques elementales de maquillaje lo convirtieron en un chino aceptable. No sabemos por qué prefirió esa nacionalidad; imaginó, sin duda, que una pequeña farsa, sobre una mayor, ayuda a confundir al público, y que siempre es bueno disfrazar lo increíble.
A la muerte del padre Gómez heredó el equivalente en pesos de cinco mil dólares, depositados en la sucursal del Banco de Santa Fe; con inspiración profesional invirtió una suma grande en kimonos, pantallas, biombos y utensilios de bambú. Cuando desembarcó en Londres, todo el mundo admitió que llegaba de Shanghai. Trabajó durante años en los music-halls de Inglaterra y Escocia, y en 1930, perfeccionados sus trucos, apareció en el Palace, de París.
En París empieza el drama que nos interesa. En un teatro de Montmartre trabajaba el Grand Dupré, ilusionista, con su mujer, La Belle Juliette.
La Belle Juliette fue en su tarde de descanso a ver a Fang, y el destino del Grand Dupré quedó sellado: todo su poder de ilusionista no bastó a romper el biológico encanto tejido por pequeñas glándulas, que se unieron para hacer latir más aceleradamente el versátil corazón de esa mujer. Un día de diciembre, Julieta se despidió de su amigo y se embarcó con Fang hacia Sudamérica. El aditamento de una mujer hermosa mejoró la apariencia y el efecto general del espectáculo; pero la pasión de Julieta duró poco. Cuando descubrió que Fang no era chino sufrió un ataque de furor y de vesánica exaltación. En realidad, no hacía hincapié en que no fuera chino; no le perdonaba que fuera sudamericano. Pero Fang se dio cuenta de que la discriminación racial era un pretexto de Julieta. La verdad era que ella había sobreestimado las ganancias posibles del mago. El dinero era el patrón sentimental de Julieta. Estaba sometida al último y más servil de los servilismos, según la expresión de Chesterton: el de la riqueza. Encontraba misteriosas cualidades en los poderosos por el mero hecho de serlo; el dinero llevaba implícitas la inteligencia y la simpatía y, a veces, hasta disimulaba el aspecto físico de los hombres.
En 1937 aparece el tercer personaje de esta historia. Por intrigas de Julieta, los ayudantes de Fang lo abandonaron. Puso avisos en los diarios, recurrió a agencias especializadas, probó infinitos postulantes, pero no encontró al hombre dócil y de rápida concepción que necesitaba. Una noche, en un café de la calle Corrientes, fue abordado por un individuo pequeño. «Necesito trabajar - dijo -; soy humilde y fiel». Esta declaración inverosímil reflejaba la verdad, sin embargo. Además, el hombrecito lo probó con su muerte. Trabajaba de lavacopas en un restaurante de Lavalle y Montevideo. Estaba trastornado, enloquecido por la magia; había gastado los veinte pesos logrados con el empeño de una máquina fotográfica en entradas para ver los trucos de Fang. Además, era cetrino y bajito. Con unos toques ligeros de lápiz y una pátina suave de polvo ocre parecía chino. Se llamaba Venancio Peralta. Fang tuvo una humorada: «Seguirás llamándote Venancio; parecerá el sobrenombre porteño de un chinito».
Julieta era fría, superficial y astuta. Consideraba que su casamiento con Fang era el fracaso de su vida y se vengaba de él en forma minuciosa. Fang, en cambio, encontró en Venancio devoción y un ayudante práctico y eficiente.
En diciembre de 1940 Fang estaba terminando una temporada en la capital y hacía quince días que había cambiado el programa. Entre los trucos incluidos estaba el muy difundido de escapar en pocos segundos de una bolsa, cerrada y sellada con la intervención del público. Fang era introducido en una bolsa de seda azul; la boca de ésta era cerrada y se colocaban lacres en el lazo y en el nudo. Luego caía sobre Fang una vistosa cortina circular, como una carpa, y al retirarla aparecía el mago liberado, exhibiendo el nudo y los sellos intactos. Las personas del público que habían colaborado en el acto revisaban la bolsa y verificaban el buen estado del cierre.
Aquella noche, tres hombres, dos que estaban con sus mujeres en la platea y otro que ocupaba un palco, subieron a invitación de Julieta, que estaba muy escotada, con traje negro de baile. Fang se sacó el kimono y quedó con pantalón y blusa de seda azul. La bolsa fue exhibida al público y los tres hombres la revisaron detenidamente; no tenía falsas costuras ni agujeros. Fang entró en ella sus piernas y los demás le ayudaron a introducir el cuerpo. Venancio exhibió una cinta y la anudó alrededor de la boca de la bolsa; uno de los hombres vertió lacre sobre el nudo y pusieron un sello. La situación de las personas que rodeaban a Fang era la siguiente: dando la espalda al público estaban los dos espectadores que habían subido en primer término al escenario; luego estaba Venancio; luego, el hombre que había descendido de un palco, y luego, Julieta. Cuando terminaron de colocar el lacre, Venancio dijo: «El pájaro escapó». Un instante después se llevó la mano al corazón, caminó unos pasos por el escenario y diciendo: «Continúen: bajen el biombo», desapareció entre bastidores. Julieta lo miró como con extrañeza, pero bajó la cortina sobre Fang. A los diez segundos la subió y Fang apareció con la bolsa azul en la mano y saludó al público.
En ese instante salió un hombre corriendo de entre bastidores y gritó algo que no pudo ser comprendido. El telón bajó y hubo un desconcierto en el escenario. Fang, Julieta y los tres hombres del público caminaron consternados hacia el foro y encontraron a Venancio en el suelo. Uno de los hombres dijo que era médico y lo revisó. Tenía un estilete clavado en el corazón. Sus últimas palabras fueron: «No culpen a nadie; yo mismo me maté».
Se comunicó la novedad al empresario; éste apareció muy sofocado ante el público, anunció que la función quedaba suspendida y pidió calma. Pidió, además, que nadie se retirara. El bombero de guardia corrió a la calle y volvió con un agente, que perdió diez minutos anotando fruslerías en una libreta. Finalmente, apareció un oficial de policía y adoptó las primeras providencias. Las primeras providencias fueron casi exclusivamente llamadas por teléfono en requerimiento de órdenes. Una hora después llegó el doctor Fabián Giménez, juez de instrucción. El doctor Giménez era un hombre de cincuenta años, con las huellas de la buena vida y de la buena bebida, displicente y resignado a las molestias de su cargo. Lo habían sacado de una comida en el Círculo de Armas y maldecía moderadamente al criminal que elegía semejante hora para su atrocidad. Llegó acompañado de su secretario, el joven doctor García Garrido.
Los tres hombres que habían subido al escenario a requerimiento de Julieta eran el doctor Ángel Cóppola, médico de un hospital municipal; Manuel Gómez Terry, escribano sin registro, y Máximo Lilienfeld, periodista. El doctor Cóppola era un hombre grueso, con esa elegancia envarada de los que parecen recién salidos de la sastrería; tenía el pelo blanco, pero su rostro era joven y bien rasurado. Hizo una rápida exhibición de conocimientos científicos y dejó apabullado a Gómez Terry, que sólo sabía de folios, medianeras, particiones y escrituras, además de fútbol. Durante su conversación fueron observados con cierta ironía por Lilienfeld, que era bajo, delgado, rubio, de pestañas casi blancas y estaba vestido con ropa de confección. En un momento dado el doctor Cóppola se preguntó con extrañeza cómo ese hombrecillo insignificante ocupaba tan orondo un palco avant-scène; ignoraba que era periodista.
El doctor Giménez tomó declaraciones a todo el mundo, las cuales fueron resumidas y anotadas por el doctor García Garrido. El espectáculo se había desarrollado en forma rutinaria, salvo en dos aspectos: la posición de Venancio y Julieta en el momento de sellar la bolsa y la frase del primero pocos segundos antes de sentirse herido. Según uno de los hombres de la compañía, para facilitar el trabajo, Venancio ocupaba siempre el mismo sitio, hacia la derecha del escenario, y Julieta se colocaba en el lado opuesto, hacia el centro del mismo. Si en esta ocasión hubieran ocupado sus sitios habituales, el orden hubiera sido el siguiente: Cóppola y Gómez Terry, en primer lugar, dando la espalda al público; luego, rodeando a Fang, Julieta, Lilienfeld y, finalmente, Venancio. En cambio, el orden fue el que ya hemos indicado: primero el médico y el escribano; luego, por la izquierda de ambos, Venancio; luego, Lilienfeld, y en último término, Julieta.
Fang había pedido permiso para retirarse a su camarín, alegando estar afectado por la muerte de su ayudante y amigo; allí fue a buscarle el doctor Giménez, constituyendo un improvisado despacho entre kimonos de seda floreada, espadas sin filo, palomas ambulantes y varias gallinas. El asesinato de Venancio había introducido el desorden en la compañía; impasible, Julieta se ocupaba con afectación de su traje y de su arreglo personal. El doctor García Garrido, humillado por tener que escribir sobre un biombo, la miraba con sofocado interés.
El doctor Cóppola, con pomposidad científica, tomó la palabra y dijo:
- Le sugiero, señor juez, que observe este detalle...
Era de los que dicen a cada rato «le sugiero» sin emplear el tono de sugerencia. El juez lo escuchó pacientemente y ordenó tomar nota de sus palabras. Cóppola decía que, según sus conocimientos científicos, la única forma de que un estilete entrara en el ángulo observado era procediendo en línea recta de la bolsa azul, es decir, de Fang.
El doctor Giménez concedió algún crédito a la sugestión de Cóppola, pues llamó a Fang e inició su interrogatorio. Este se manifestó reticente ante las preguntas relativas a su profesión, lo que es explicable; y empezó a ponerse nervioso cuando notó que una teoría sobre el crimen flotaba en el ámbito del camarín.
- Yo estaba dentro de una bolsa, cerrada y lacrada con intervención del público -dijo Fang en enfático castellano, exento ya de matices chinos.
El doctor Giménez exigió la presentación de la bolsa, y un ayudante fue a buscarla.
Estaba aún con la cinta anudada en la boca y tenía los sellos intactos. Estos fueron rotos por el juez, con el objeto de practicar una revisión interior. La tela era compacta y no había huellas de haber sido perforada. Entonces intervino nuevamente el doctor Cóppola. - Desde mi más tierna infancia - dijo- me ha interesado la magia. Ahora mismo, cargado de trabajo y de responsabilidades, suelo practicar con mis sobrinos y los niños del barrio. Si el señor juez me lo permite, le diré que es completamente inútil revisar esa bolsa.
El juez volvió el rostro y lo miró con extrañeza.
- Queremos saber si hay dentro algún indicio. ¿Por qué no vamos a revisar la bolsa?
- Yo dije esa bolsa - arguyó el doctor con pesada ironía.
- ¿Por qué acentúa lo de esa bolsa?
- Porque hay otra.
Fang miró al médico como si quisiera fulminarlo.
- ¿Es algo referente al truco empleado? - interrogó el juez.
- Señor juez, yo mismo he hecho este truco varias veces. Hoy vine para estudiar sobre el terreno y corregir algunos defectos. Efectivamente, hay dos bolsas. Cuando Fang se introduce en la que es exhibida al público, lleva en un bolsillo interior otra bolsa idéntica, plegada. Una vez adentro, antes de que su ayudante haya anudado la cinta en la boca de la primera bolsa, Fang saca la segunda de su bolsillo y hace asomar su borde superior, de modo que la cinta rodee éste y no el de la primera. Para esto se requiere la complicidad de un ayudante avezado, que simule facilitar la fiscalización de las personas del público que han subido al escenario, pero que practique por sí mismo esa parte fundamental del truco. Cuando baja la cortina, Fang no tiene más que desprender una bolsa de otra, las que han quedado apenas ligeramente unidas por los bordes, salir de la primera, plegarla rápidamente y guardarla en el bolsillo, y exhibir la segunda al público con los sellos intactos.
- ¿Entonces, esta bolsa es la que guardaba inicialmente Fang en su bolsillo?
- Así es - respondió el médico -. Hay que encontrar la otra.
Ante las palabras del médico, Fang hizo un gesto como de una persona sorprendida en un engaño y sacó de su bolsillo la bolsa buscada, entregándola al juez. Este la revisó detenidamente, pero estaba tan libre de indicios como la anterior.
- Puede no ser ésta - dijo el médico -; generalmente estos hombres tienen tres o cuatro repuestos.
El juez ordenó una busca por todos los rincones del teatro. Durante una hora fueron revisados los baúles de Fang, los camarines en todos sus rincones y los decorados, que se amontonaban en el escenario, pero el resultado fue infructuoso.
Además, la seguridad de que Fang utilizaba sólo esas dos bolsas para su truco fue certificada por el empresario, por los obreros del teatro y por Julieta. En ese momento el periodista Lilienfeld habló por primera vez.
-¿Por qué Venancio habrá dicho: «El pájaro escapó»?
Luego agitó sus pestañas casi blancas y se quedó mirando a Fang. Este se adelantó a explicar el motivo.
- Yo no escuché bien la frase - dijo -, pero generalmente Venancio decía algo cuando estaba listo a recibir la punta de la bolsa para anudarla.
- Sí; pero él dijo «el pájaro escapó» cuando la cinta ya estaba atada y sellada...
El juez se había quedado silencioso, con la mirada perdida en lo alto del camarín.
El doctor García Garrido sabía que estaba pensando en la comida del Círculo de Armas, pero los demás creyeron que se concentraba en el misterio del crimen. Al rato pareció reaccionar.
- Hay un hecho importante - dijo el juez -: Venancio Peralta exclamó antes de morir: «No se culpe a nadie; yo mismo me maté.» Esto es atestiguado por los señores Cóppola, Gómez Terry y Máximo Lilienfeld, además de la esposa de Fang. Esto no se puede destruir con nada. No se me escapa que un hombre tiene que estar muy trastornado para clavarse un estilete en pleno escenario. Es espectacular, indica una clara morbosidad, cuya caracterización será motivo de un dictamen científico. Por todo esto creo que no debemos detenernos. Solicito a cada uno de ustedes su palabra de honor de no alejarse de la capital hasta que termine la instrucción del juicio. No veo la necesidad de detener a nadie por el momento.
Fang agradeció efusivamente las palabras del doctor Giménez, y en los ojos melancólicos, ligeramente metálicos de Julieta, brilló una luz, como un rayo furtivo. Todos juraron mantenerse a disposición del juez y éste se despidió y salió seguido de su secretario. El oficial de policía dispuso el traslado del cuerpo de Venancio, de acuerdo con la orden del juez, e inició los trámites complementarios del sumario.
A las tres de la mañana el doctor Cóppola, Manuel Terry y Máximo Lilienfeld se encontraron en la calle. Las esposas de los dos primeros habían esperado en la puerta del teatro y se unieron a ellos. Lilienfeld tenía el estómago vacío y propuso tomar algo. El doctor Cóppola observó al periodista, con aire del que practica un examen científico, y vaciló unos minutos. Creía que Lilienfeld ensayaba hacerle pagar una comida; además, exhibirse en un lugar público con un individuo de las trazas del periodista le resultaba vagamente incómodo. El encuentro, a pocos pasos, de una cervecería alemana, le sacó ese peso de encima; allí no podría encontrarle nadie.
Lilienfeld pidió una cerveza; Gómez Terry, un café, y el doctor Cóppola, una soda. Las mujeres tomaron café. Parecía un concurso de economía. Al rato Lilienfeld pidió otra cerveza y un sandwich. El doctor Cóppola tenía un apetito atroz, pero se contuvo; pensaba que si comía, el periodista aprovecharía para hacerle cargar con la cuenta total.
- Menos mal que fue un suicidio - empezó Gómez Terry, por decir algo.
Lilienfeld pidió otra cerveza y otro sandwich, y mientras masticaba con avidez, en medio de un incansable batir de pestañas, exclamó:
- ¡Qué locura! ¡Es seguro que no es suicidio!
- Pero él dijo: «No se culpe a nadie; yo mismo me maté.»
- Por eso mismo -continuó Lilienfeld -. Él dijo: «Yo mismo me maté»; es decir, yo cometí un error fatal, yo me busqué esto, yo tengo la culpa, o cualquier otra cosa por el estilo. Nadie ha buscado una relación lógica entre los hechos y las palabras de esta noche.
- Entonces, ¿usted tiene una versión? ¿Por qué no habló? - interrogó el médico con reproche.
- Usted hablaba todo el tiempo y no me dejó ni un resquicio; además el juez me miraba con lástima - dijo Lilienfeld. Pidió otra cerveza, ante la alarma del médico, y continuó -: Hay tres cosas insólitas, que rompen la rutina de esta noche: Venancio dice: «El pájaro escapó», y Fang miente sobre el momento en que escuchó estas palabras. La verdad es que no comprendió bien la frase, pues de ser así, el drama no hubiera ocurrido. En segundo lugar, el orden de las personas que rodeaban a Fang fue alterado a último momento y Julieta ocupó el puesto de Venancio. En tercer término, Venancio dice: «No se culpe a nadie; yo mismo me maté.» La solución es ésta: Fang estaba enloquecido por las injurias de Julieta y proyectó asesinarla. Sin embargo, no podía cometer un crimen común: todo el mundo sabía sus peleas y sería sospechado de inmediato. La única solución consistía en un crimen a la vista de todo el mundo, con una coartada eficaz. Necesitaba un cómplice, del mismo modo que lo necesitaba para sus trucos. Venancio era su aliado, prácticamente su esclavo. Acogió con entusiasmo la idea porque su devoción hacia Fang lo llevaba a imitarlo en sus odios y simpatías. Quedaron en que Venancio, después que Fang se introdujera en la bolsa, le pondría un estilete en la mano, por la parte de afuera del género, el que sería fácilmente disimulado en un pliegue del mismo. Hacía años que practicaban el truco y siempre Julieta ocupaba el mismo sitio. En el momento de lacrar la bolsa todos estaban muy cerca de Fang, hasta que terminaba la operación. Este podía calcular exactamente la altura del corazón de Julieta. La mujer intuyó que algo se preparaba contra ella; quizá Venancio demostró excesiva nerviosidad. En el momento en que iba a colocar el lazo, Julieta se deslizó y ocupó su sitio; aquél no pudo hacer otra cosa que ocupar el sitio de la mujer. Para avisar a Fang, dijo: «El pájaro escapó», pero el mago, nervioso por primera vez en un truco, escuchó la voz, pero no entendió el sentido. El pobre Venancio pagó su fidelidad con la muerte.
El doctor Cóppola y Gómez Terry lo miraban por primera vez con respeto.
- Hay que avisar al juez - dijo Cóppola.
- Yo que usted no lo haría; no me gusta meterme en líos con la justicia - repuso Lilienfeld-. Además, Fang está condenado. Julieta sabe que él la quiso matar y lo tiene en su poder. Al pobre no le queda más que el recurso de suicidarse; quizá invente un buen truco para eso.
Ante el asombro de Cóppola y de Gómez Terry, Lilienfeld sacó un flamante billete de cien pesos y llamó al mozo.
Había tomado diez medios litros.
- Discúlpenme, pero tengo que hacer - dijo, pagando la cuenta. - ¿Se va a dormir? -interrogó el médico.
- No; tengo que tomar unas cervezas con un amigo - repuso.
*كاتب أرجنتيني معروف. و لد بمدينة سان نيكولاس دي لوس أرويوس. درس القانون في كلية الحقوق بجامعة بوينس آيرس و كان أبوه محاميا. لكن رغم ذلك لم يمارس المحاماة. تعرف على مواطنه الداهية خورخي لويس بورخيس في عشرينيات القرن الماضي و نشأت بينهما صداقة كبيرة جدا. عاشق كبير كذلك للعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس بحيث نجده مولعا بوصف أدق تفاصيل الحياة فيها داخل كتاباته السردية. من بين أعماله نذكر مجموعته القصصية التي تحمل عنوان: "السيف النائم" و الصادرة سنة 1944 و روايته الموسومة بعنوان: "هدير الورود" و الصادرة سنة 1948. توفي في العاصمة بوينس آيرس و ذلك سنة 1974.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية - الدار البيضاء - المغرب.