الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الروائي احمد فضل شبلول:الرواية الان هي ديوان الحياة

الروائي احمد فضل شبلول:الرواية الان هي ديوان الحياة
تاريخ النشر : 2017-04-03
حوار صحفي مع الشاعر والمفكر المصري "احمد فضل شبلول "

- الرواية الان هي ديوان الحياة

-خرجت مؤسسات الدولة من السيطرة علي الحركة الثقافية بعد دخول منظمات المجتمع المدني بقوة

-رصدت كل التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عشتها، في قصائدي وفي روايتي الأولى "رئيس التحرير

- ليس لي ايديولوجية معينة .. سوى الجمال والإبداع .. سقطت كل  الإيديولوجيات القديمة  المتعارف عليها  

حوار /السيد الزرقاني

- عرفه الجميع شاعرا يبدع في مجال الشعر الا أنه خاض هذه المرة كتابة الرواية في تحول كبير في تاريخه الابداعي فكانت رواية "رئيس التحرير "التي صدرت في 178 صفحة بالمملكة الاردنية الهاشمية  رغم انه كاتب مصري بداية علينا التنوية بانه

"منذ أن فاز أديبنا الكبير نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب عام 1988 والإنتاج الروائي بدأ في التصاعد،

أعتقد أن الرواية صناعة ثقيلة، تحتاج إلى خبرة ودربة وقراءة في كل الاتجاهات، وتفاعل مع الواقع والمجتمع والناس وتشابك مع اللغة والفن، أعتقد أن الرواية تحتاج إلى مساحات من الحرية والتحليق والخيال والإنسانية لتبدع نفسها دون خوف وإرهاب فكري وأيضا جسدي، سيظل الإبداع متجددا وجاريا لا ينضب أبدا" انه الشاعر والاديب "احمد فضل شبلول "حيث كان لنا معه هذا الحوار:

س/يقول البعض بأن الحركة الثقافية الان اصبحت خارج سيطرة مؤسسات الدولة من حيث الاتحاهات والنشر ما مدى صحة تلك الرؤية؟

-         مع دخول منظمات المجتمع المدني بقوة في بعض الفعاليات الثقافية، ووجود دور نشر كبيرة وقوية، كان من الطبيعي أن تخرج السيطرة عن مؤسسات الدولة الثقافية لتترك بعض الأمور لتلك المنظمات ودور النشر، وبالفعل استطاعت بعض تلك الدور أن تسهم بقوة وتحقق بعض إصداراتها النجاح والفوز بجوائز عربية كبرى مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة كتارا للرواية، وجائزة البوكر للرواية العربية وغيرها، ولم نجد مطبوعات دور النشر الحكومية أن حققت مثل هذا الفوز في كثير من المجالات. حتى أننا نجد مثلا منظومة ثقافية مثل "ساقية الصاوي" بالقاهرة حققت نجاجات متعددة واستقطبت العديد من الشباب في جميع المجالات الأدبية والفنية.

كما أن تنظيم بعض الفعاليات بنجاح سواء في نادي القصة، أو بيت الشعر بالأقصر على سبيل المثال، أو بعض الصالونات الثقافية وغيرها خارج العاصمة أسهم في ترسيخ تلك المقولة. ولعلنا نتذكر أن الحركة الثقافية قبل إنشاء وزارة الثقافة بعد ثورة 1952 كانت تعتمد على التجمعات الثقافية والصالونات الأدبية والتي كان من أشهرها صالون مي زيادة وصالون العقاد وغيرهما.

س/بالامس كانت القاهرة "مصر" تقود حركة الثقافة في المنطقة العربية وتراجعت الان لصالح مناطق اخري فما اسباب ذالك من وجهة نظرك؟

- من أسباب تراجع مصر عن قيادة الحركة الثقافية في المنطقة العربية، بروز أنشطة ثقافية أخرى في بعض الدول وخاصة في الخليج العربي والمغرب العربي، ومثل تلك الأنشطة – وخاصة في الخليج – تعطي بسخاء وتدفع بأريحية الأمر الذي جعل بعض أقلامنا الثقافية تهاجر إلى تلك الدول إما بأقلامها فقط أو بأقلامها وأجسادها معا.

وهناك نجد المثقفين من كبار السن يعترفون بفضل مصر عليهم تعليما وثقافة وإبداعا، حيث نجد من يتحدث أنه كان يذهب في الصباح الباكر ليحجز نسخته من جريدة أو مجلة أو كتاب يجيء من مصر، وهناك من كان يرسل طلبات بالبريد لجهات ثقافية مصرية لترسل له مجلة أو كتابا صدر حديثا ولم يصل إلى بلده.

هذا المناخ لم يعد موجودا الآن، وبدأت الدول توفر لأبنائها ما يحتاجونه من جرائد وكتب، وأشخاص حتى ولو عن طريق استضافتهم كي يحاضروا أو يكتبوا عن الحركة الأدبية في تلك البلاد. كما أن تلك البلاد أفرزت مبدعيها وكتابها ومثقفيها الذين يشاركون بقوة سواء في بلادهم أو حتى في المؤتمرات والملتقيات التي تعقد داخل مصر. وأصبح هم الذين يجيئون للمشاركة والتفاعل والتثاقف بدلا من ذهاب المفكرين أو المثقفين المصريين إلى هناك.

س /شهدت المنطقة العربية تغيرات سياسية عديدة كيف رصدها الشاعر احمد فضل شبلول  في أعماله الادبية مع ذكر بعض النصوص؟

- رصدتُ تلك التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي عشتها، في قصائدي وفي روايتي الأولى "رئيس التحرير .. أهواء السيرة الذاتية"، فمعظم قصائد ديوان "امرأة من خشخاش" الصادر عام 2009 على سبيل المثال، يرصد تلك المتغيرات، كما أتاحت لي الرواية فرصة أقوى للرصد والملاحظة والتحليل عن طريق شخوصها المتعددة.

وعلى سبيل المثال أقول في قصيدة "ذكريات الفناء" بديوان "امرأة من خشخاش":

من اسكندريةَ حتى الرباط

من السندِ حتى جِنين

يعربدُ طيرُ المنون

فتسقطُ منَّا الذقون

ونحن نشاهدُ عصرَ الهوانِ

ونشربُ نخبَ الإبادة

نبشِّرُ .. إنَّا قتلنا الإرادة

وسِرْنَا وراءَ الجنازة

وفُزْنَا بموتِ العروبةِ

شُكْرًا ..

لِمَنِ شيعوها

وشُكْرًا ..

لمنْ أرسلوا برقياتِ التَّعَازي

وشُكْرًا ..

لهذا السكوتِ المَجَازي

وعلى سبيل التلميح أقول في مقطع من فصل يحمل عنوان "في مياه المتوسط" برواية "رئيس التحرير":

"نظرتُ إلى مبنى الفندق كأنني أراه لأول مرة. هذا الفندق الذي أسَّسه الرئيس جمال عبدالناصر وافتتحه عام 1964 ليحتضن مؤتمر القمة العربية لمناقشة وحل القضية الفلسطينية، اجتمع فيه القادة والزعماء العرب، لم تحل القضية حتى اليوم، وها أنا والجوهرة نجتمع فيه أيضا نحل قضايانا ومشاكلنا ورغباتنا الروحية والجسدية، ونتابع مجريات الثورة المصرية".

س/عاصرت انتفاضة المصريين في 18 و19 يناير 1977 وكذالك احداث 25 يناير 2011 كيف قارنت بينهما، وما هو موقفك من كل منهما؟

-         اندلعت انتفاضة 18 و19 يناير 1977 (التي أطلق عليها الرئيس السادات انتفاضة الحرامية) عندما كنت طالبا في كلية التجارة وشاركت فيها، ووجدت أحداثها تتسلل عن طريق الفلاش باك أو العودة الى الوراء في رواية "رئيس التحرير"، أما أحداث 25 يناير فقد اندلعت وقت أن كنت أعمل خارج مصر، وقد عبرت عنها من تلك الزاوية، وأعتقد أن قليلا من الكتاب المصريين الذين كتبوا عن الثورة من خارج مصر، لذا ربما تأتي المعالجة مختلفة بعض الشيء عمن كتب وهو داخل ميادين التحرير أو حتى داخل مصر.

س /؟ حاولت تقليد المفكر الراحل طه حسين عندما كتب قصة الرائعة الأيام فقمت انت بكتابة الرواية في تطور ادبي جديد واصدرت رواية "رئيس التحرير "هل كنت تفكر في هذا الأمر ام كانت مصادفة؟

- لم أكن أفكر مطلقا في كتابة الرواية، ولكنها فرضت نفسها علي، وما كتبته في "رئيس التحرير" لم يكن يصلح معه اي شكل أدبي آخر غير الرواية الجديدة أو الرواية المعاصرة بتقنياتها سواء المتوارثة أو الجديدة.

ثم ان "رئيس التحرير" ليس كلها سيرة ذاتية، وإنما هناك أيضا السيرة المتخيلة للسارد الرئيسي في الرواية وهو الكاتب الصحفي يوسف عبدالعزيز.

س/ روايتك الاخيرة "رئيس التحرير "جاءت محملة بكثير من الرسائل للقاريء والسياسي وكل اطياف المجتمع ما هي أهم تلك الرسائل؟

- دعني أقول لك بصراحة إننى لا أكتب رسائل لأحد في الرواية، ولكن الرواية عمل إبداعي في المقام الأول، لا يهمه بعث الرسائل، وإنما يهمه التعبير الأدبي عن أحداث ووقائع حدثت وأحداث ووقائع متخيلة، فإذا وجد فيها الناقد أو القاري رسائل ما لجهات معينة، فهذا وشأنه.

س/انتقلت في حياتك بين اماكن متعددة داخل مصر وخارجها أي الاماكن كان اكثر تاثيرا في حياتك ولماذا؟

- بطبيعة الحال الإسكندرية هي الأكثر تأثيرا في حياتي وفي كتاباتي وإبداعي، فهي المدينة البحرية المتوسطية التي ولدت فيها وعشت فيها وتنفست هواءها واستحممت كثيرا في بحرها الملهم الذي يحمل الحكايات والروايات والأحداث المتعاقبة منذ أن قام الإسكندر الأكبر بتأسيس المدينة عام 332 قبل الميلاد وحتى الآن.

ومعظم قصائدي سكندرية مائة بالمائة سواء في عناوين الدواوين أو عناوين القصائد, فمثلا هناك دواوين تحمل عناوين: ويضيع البحر، شمس أخرى بحر آخر، عصفوران في البحر يحترقان، إسكندرية المهاجرة، وداخل هذه الدواوين قصائد سكندرية لحما ودما وماءً.

س/مارست العمل الصحفي والاعلامي في مصر وخارجها ما الفرق في العمل بين الموقعين؟

- بالنسبة لي لم يكن عملي الصحفي في مصر منتظما، ولم أكن متفرغا تفرغا كليا له، وعلى الرغم من ذلك كنت اكتب في عدد كبير من المجلات المصرية بصفة شبه منتظمة، مثل مجلة "الجديد" التي كان يرأس تحريرها د. رشاد رشدي، ومثل مجلة "إبداع" التي كان يرأس تحريرها د. عبدالقادر القط، ومجلة "الإذاعة والتلفزيون" وقت أن كان يرأس تحريرها الكاتب الروائي محمد جلال. وغيرها، ونشرت كثيرا في جرائد الأهرام والأخبار والجمهورية. وكنت في الوقت نفسه أعمل مراسلا لصفحة أدب وثقافة بجريدة "الجزيرة" السعودية لسنوات طويلة من 1984 الى 1996.

أما العمل الصحفي خارج مصر فقد كنت متفرغا له، حيث عملت في أكثر من مكان وأكثر من دار نشر وأكثر من مجلة سواء في السعودية أو الكويت.

والفارق أنني في مصر لم أدخل المطبخ الصحفي، حيث كنت أرسل المواد الأدبية أو الصحفية، فتنشر واكتفي بذلك، ولكن في الخليج دخلت المطبخ الصحفي وحررت المواد الصحفية، وكان لي سلطة الحذف والاختصار والتبنيط والتحكم في بعض العناوين والمشاركة في الإخراج الصحفي، واختيار التوقيت المناسب لنشر مادة ما، وما الى ذلك.

س/  لكل مفكر او مبد ع ايدلوجية معينة تسيطر عليه  الي اي ايدلوجية ينتمي فكرك؟

- ليس لي ايديولوجية معينة .. سوى الجمال والإبداع .. سقطت الإيديولوجيات القديمة، ونعيش في عصر يفرز كل يوم رؤى واتجاهات مختلفة، وقد يصبح أصدقاء الأمس أعداء اليوم، وأعداء الأمس أصدقاء اليوم.

ولكن أنا في النهاية مصري عروبي حتى النخاع.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف