الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شاعر شعبي و فنان سُغنّي تشكيلاته بقلم : حسين أحمد سليم

تاريخ النشر : 2017-03-28
شاعر شعبي و فنان سُغنّي تشكيلاته
محمّد علي حسن كركلاّ
بقلم : حسين أحمد سليم

اللوحة الفنّيّة، المُشكّلة يدويّا أو آليّا أو رقميّا، بالأسود و الأبيض، المرسومة بالحبر وفق الأصول و القواعد و الأساليب، و على أنساق مختلف المذاهب و المدارس و الإجتهادات، و المُوقّعة الخطوط و الأشكال و التّنقيطات المختلفة، أفقيّا و عاموديّا أو رأسيّا أو بؤريّا، و المائلة ذات اليمين و ذات اليسار... تلك اللوحات المُنفّذة بالحبر الصّيني المعروف بالأسود، و بقيّة الألوان الزّرقاء و الخضراء و الحمراء و الصّفراء، و على مساحة ما من الورق الأبيض المُقوّى... بإستخدام الرّيشة المعدنيّة القديمة الدّقيقة الرّأس أو المُفلطحة، أو قلم الكرافوس المُتعدّد الرّؤوس، أو قلم التّيرلين بساقيه المعدنيّين أو الأربع و دولاب ضبط السّماكات المُثبّت به، أو قلم الرّسم الحديث الرّابيدو غراف برؤوسه المُتعدّدة السّماكات، أو بالقلم ذات الرّأس الفلّيني المُدبّب و المتعدّد سماكات الرّؤوس و الألوان... إضافة إلى العديد من الأدوات الهندسيّة و الفنّيّة، كالمساطر العاديّة المُرقّمة، و مساطر الدّوائر و البيضاويات و المربّعات و المثّلّثات، و مختلف المضلّعات و مساطر المنحنيات المنتظمة و غير المنتظمة، و المصنوع غالبيّتها من اللدائن الشّفّافة أو المُلوّنة، أو من المعدن، إضافة لآلات التّكبير و التّصغير كالبّانتوغراف، أو آلة الأشعّة الضّوئيّة، أو من خلال إستخدام البرمجيات الرّقميّة الفنّيّة أو الهندسيّة و ملحقاتها التّقنيّة العديدة و ذات اللمسات السّاحرة، كحزم الأوتوكاد و الفوتوشوب و الكورال درو و غيره...
اللوحة الفنّيّة التّشكيليّة بالأسود و الأبيض، هي بالمفهوم الفلسفي الفنّي التّحليلي، كائن صامت و ساكن في كلّ التّفاصيل، و مُبتكر جديد، يتفتّق من عبقريّة إنسان يُسمّى فنّان... هذه اللوحة تتراءى للمتلقّي و حتّى صاحبها و مُبدعها، و هي تتحرّك بمكوّناتها و تتنفّس بعناصرها، و تبوح بأسرارها و مكتنزاتها... و هي في البعد الفنّي الآخر، طاقة في سكينتها و صمتها تتخافى و تتماهى في عناصرها، لِتتحوّل في هالات من ومضات في سيّالات تتشعرن و تتموسق في روح رسّامها، خالقة له في خافيات وجدانه و نفسه علاقة حبّ و عِشق، تُزاوج بين رؤيته في البعد المُمتد خلف اللامحدوديات الخياليّة، و ريشته أو قلمه بعد أن تُمسّده الأنامل الحانية الدّفء، ليبدأ الجرأة في البوح الفنّي، بعناصر التّنقيط المجزوءة أو المتتابعة و المتلاصقة، لخلق الخطوط ذات التّوصيفات الفنّيّة، و بالتّالي الوصول إلى التّشكيلات المرجوّة فالسّطوح اللازمة فالأشكال الموحية بما تكتنز في خافياتها...
تتحابب النّقاط فتتقارب و تتعانق و تتماذج فتتكامل في تكوين الخط المطلوب، ثمّ تتعاشق الخطوط في توصيفاتها الفنّيّة و الهندسيّة لتتآلف فيما بينها مُشكّلة نماذج من الأشكال ذات البعدين أو الأبعاد الثّلاث... تتعانق و تتناغم في موسقات ما، على وقع ترانيم النّفس و رقصات القلم الإنسيابيّة أو الرّيشة، لِتحقيق تشكيل ما و رسم تكوين ما، تتضادّ ألوانه أو تتكامل ما بين الأبيض و الحبر الأسود، على إمتداد صفحة من الورق المُقوّى، أو على لوحة من الخشب المُرقّق، أو فوق لوحة من اللدائن أو المعدن أو الزّجاج أو الجلد أو على جدار... و تعني هذه اللوحة تعبيرا تبوح به عناصرها، إنطباعيّا أو كلاسّكيّا أو تجريديّا أو سورياليّا أو حداثيّا أو إبتكاريّا، ربطا ما بين المعاناة في الواقع و التّطلّعات في عالم الإفتراض، تحقيقا للتّوازن ما بين ضجيج الخفايا في طوايا الإنسان و جرأة البوح لما يتطلّع إليه في البعد المأمول كأحلام ورديّة تتحوّل يوما إلى رؤى مرتجاة تتحقّق مع تعاقب الأزمان في المكان المُعاش...
اللوحة الفنّيّ التّشكيليّة المرسومة بالأسود و الأبيض، تُسهم على يد رسّامها في إثراء مسحات الجمال، و هذا النّوع من الرّسم الفنّي يُحقّق تفهّما بين المرسل و المتلقّي، و يشرح تعبيرا سريعا و عميقا بين المُتلقّي و المُرسل... وهذا النّوع من الرّسم، يرفع أيضا من مستوى الحسّ الفنّي و التّذوّق عند الجماهير و المتذوّقين... بحيث يتجسّد في تحقيق الرّؤى الجماليّة، التي تمحو معالم القبح التي تملأ نفوسنا، و تسعى قهرا آخر، لِتدمير حياتنا النّفسيّة، و القضاء على كلّ حسّ راق، يحول دون التّمتّع بما يتجلّى حولنا من عظمة ما خلق الله و أبدع... و هو ما يتراءى لنا من إنعكاسات جمال الطّبيعة حولنا، و خاصّة في قلب الليل الحالك في حندسته، بحيث تتلامع النّجوم المُعلّقة في قبّة السّماء، و كأنّها القناديل الوضّاءة الأنوار، تتدلّى كما الثّريّات... و هنا يتماهى عِشق الرّسم و التّشكيل بالأسود و الأبيض، أكثر من بقيّة الألوان المعروفة، لما لهما من مذاق خاصّ و من رؤية مميّزة و من إطمئنان نفسي... لفنّان تشكيليّ رسم بالقلم فأبدع، فإنطبع إبداعه فوق العديد من قطع الورق المُقوّى، عاكسا الوجه الفنّي التّشكيلي البارز له في عالم الرّسم بالأبيض و الأسود، عنيت به محمّد علي حسن كركلاّ الشّاعر البقاعي البعلبكي، المُتعملق من رحاب مدينة الشمس بعلبك، ينضح بالعنفوان الفنّي و الكبرياء التّشكيلي كما يتفتّق من خافيات وِجدانه بالشّعر المحكي، مُتألّقا من على ذرى و قمم تلال و جبال مدينته، الواقعة شرقي مدينة الشّمس بعلبك، و كأنّه النّقطة الإشراقيّة التي تُوزّع سيّالاتها في كلّ إتّجاه مع خوافق الأنسام...
لوحات الفنان محمّد علي حسن كركلاّ المنفّذة بالحبر الصيني الأسود على الورق الأبيض، يستشف المتلقي من خلال تفاصيلها، أنّ الشّاعر الفنّان التّشكيلي كركلاّ، شاء من خلال مُنمناتها و رقشاتها، إلقاء الضّوء بصورة فنّيّة إنعكاسيّة على معالم و خفايا مشهديّات تفاصيل جوانب من حياته... هذا و من جهة ثانية، يُحاول خلق عالم من التّماس و المحاكاة، بين شاعريّته المحكيّة على أوتار أبجديّة اللهجة الشّعبيّة الرّيفيّة، و بعض لوحاته الرّافلة جمالا، بالحبر الصّيني الأسود على الورق الأبيض المُقوّى، و كأنه يرمي إلى شعرنة لوحاته بموسقات شعره، وإلى تفعيل ترانيم عناصر خطوط لوحاته لتتكامل بتفعيلات بحور قصائده... سيّما منها تلك اللوحات التي تكتظّ بالأشكال و تزدحم بالخطوط، و التي تجمع التّعدّديّة في التّكرار، من أشكال الطّيور، و أشكال الأجساد، و أشكال الوجوه، و في بعضها تزدحم أشكال الخيول، و أنواع من الغربان والشّمس القاتمة السّواد، و أغصان الأشجار المُتكسّرة، و الأشجار العارية من رونق أوراقها، تلك التي تعكس المعاناة في زمن القهر و الحرب... فيما يتلمّس المُتلقّي إشارات أخرى من الأشجار العارية في أغصانها، و يشعر بالقسوة في حركات أفعال الهندسة في تصاميم بعض لوحاته... و لوحاته بذل في تقنيّاتها نماذج من تخطيطات لها أبعادها الخافية و الظّاهرة، بحيث كان الحبر الصّيني، بإمكاناته الفنّيّة و تقنيّات الفنّان كركلاّ، يلعب الدّور الإستثماري الأكثر، ليبرز بجماليّاته في حركة التّنقيط و أسلبة الخطوط و مهارة التّشبيك، توصيفات فنّيّة عديدة بدت جليّة في صياغة وتجويد العمل الفنّي التّشكيلي، بإستخدامات الأحبار الصّينيّة السّوداء دون إضافات له أو تخفيفات أو تشفيفات، ليتحفّذ بكلّ قدراته و خبراته إلى ريادة عالم اللوحة الفنّيّة التّشكيليّة...
لوحات الشّاعر و الفنّان التّشكيلي كركلاّ، بالأسود و الأبيض، فيها من الصّياغات ما يُؤكّد على محاسن المستويات البصريّة، التي يزيد إستخدام الحبر الصّيني الكثير من المسحات الجماليّة، المُتنوّعة الأساليب، و تلك العناصر الأساسيّة التي إعتمدها الشّاعر الفنّان، و التي رأى فيها ومضات جماليّة، تتجسّد بإستخدام العنصر الجمالي في أنسنة خطوط و أشكال اللوحات، بالإنسان و الحيوان و الطّيّر و المنازل و أشياء أخرى، أجاد الفنّان الشّاعر كركلاّ في نمنمة عناصرها بأساليب هندسيّة رقشيّة متنوّعة، تجلّت بخطوطه المستقيمة و منحنياته و أشكاله الهندسيّة المختلفة، و كأنّه يُريد أن يقف على أبواب إبتكار مدرسة للرّسم و التّشكيل بالأشكال الهندسيّة، تتماهى بغنائيّة فنّيّة و بنائيّة تشكيليّة، تتماذج و تتكامل بتبادل تأثيراتها في كينونة الرّسومات، و ليس إنتهاء بحركة أفعال موسقات المساحات البيضاء مع الخطوط و الأشكال السّوداء، في ترانيم و مناجاة في رؤى التّجلّيات البصريّة و البصيريّة، في عمليّات التّظليل و الأضواء، و ذلك بتقنيّات عالية تُوثّق للغد تدوين إبداعات شاعر فنّان، إمتطى صهوات التّشكيل و الرّسم الفنّي بالأسود من الحبر الصّيني على كرتونة بيضاء، لِتُحفّذ بصيرة المُتلقّي قبل بصره، لولوج عالم الخافيات في مكتنزات اللوحات، المُنفّذة بالأسود و الأبيض للشّاعر الفنّان التّشكيلي محمّد كركلاّ...
الذي رسمه الفنّان الشّاعر بالرّيشة و الأحبار و القلم و الأوراق، تحملنا إلى عالم آخر من فعل التّذوّق لزخرفة أعمال تشكيليّة، تحملنا على صهوات خافياتها و معالمها، إلى ما تتماتع به العين الباصرة، ناقلة له كلّما رفلت أمام لوحة، إلى طوايا البصيرة التي تفرح و تطمئنّ لفانتازيا التّشكيل في رسم التّفاصيل، و حركة فعل التّخيّلات و التّصوّرات التي تتناهى إلى وجدان الفنّان من رذاذات الخيال، كي يصلّ الفنّان في تجلّيات إبداعاته إلى ما يشعر بترانيم موسقاته في شغافه و حناياه... إنّه شاعر بلاد بعلبك الفنّان التّشكيلي محمّد كركلاّ إبن لبنان من أرض قداسة البقاع...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف