الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أردنيون يستحقون التقدير بقلم:حمادة فراعنة

تاريخ النشر : 2017-03-28
أردنيون يستحقون التقدير بقلم:حمادة فراعنة
أردنيون يستحقون التقدير

حمادة فراعنة

من بين باقة متنوعة من المقالات الصادرة حول استقالة ريما خلف المشهودة، كان لافتاً تعليق زميلها في الجامعة والوزارة مروان المعشر حيال الوقفة المشرفة للأمين التنفيذي لمنظمة الاسكوا، ليس فقط ازاء ازدواجية المعايير السائدة في الامم المتحدة، وانما عاب على السياسة الرسمية الاردنية ، حتى لا أقول بصراحة ازاء " الدولة " التي تجاهلت ريما خلف، وغضت الطرف عن دورها ومكانتها، وهي حصيلة نجاحها في الداخل الأردني والخارج الدولي.

 المعشر لم يذكر انه عانى بذاته من نفس السياسة الرسمية التي لم تتجاهله فحسب، بل وتتقصده من خلال أدوات إعلامية إستهدفت المس به شخصياً ووطنياً ومهنياً، الا انه كان كمن يُعبر عن معاناته ، ويشكو بمرارة، تماماً على نحو ما هو عليه الحال مع غيره ممن عملوا بصمت خارج الأردن ولازالوا للأن كطالب الرفاعي مثلاً ، وكما كان عليه وضع عون الخصاونة الذي وصل إلى أعلى المواقع المهنية دولياً، قبل ان يصل إلى موقع رئاسة الحكومة التي رحل عنها بسبب خلافات وتباينات لم يستطع التكيف معها او القبول بها .

وإذ أذكر ريما خلف ومروان المعشر على وجه الخصوص، ومن قبلهما كوكبة من رجالات الاردن الرائعين، وان أنوُه بنجاحاتهم على المستوى الدولي من خلال المناصب الرفيعة التي شغلوها في الخارج، تلك النجاحات التي جعلتنا نتباهى بهم ونرفع رؤوسنا عالياً بمساهماتهم، فإنه لا يفوتني ان اذكر ايضاً ان هؤلاء، ومن في سويتهم المهنية والعلمية، يستحقون المكافآت بأعلى الأوسمة من بلدهم ودولتهم وابناء مجتمعهم.

كما أتحدث هنا عن زملاء أعزاء صرفوا جهوداً ثمينة، ووقتاً غالياً، وفرضوا حضوراً أسهم إيجاباً في خلق فرص عمل ومكانة لائقة للأردن وللأردنيين، ولكنهم كانوا مثل الأنبياء الذين لا كرامة لهم في بلدانهم، ولا ثواباً او تقديراً لهم، دون ان يعني ذلك انني أتفق معهم ، أو  انسج على غزلهم، وقد لا ينظرون لي ولتجربتي مثلما أنظر اليهم ، وقد يفاجأ بعضهم أنني أدعو لهم بالجميل الذي يستحقونه ، لقاء ما حققوه لأنفسهم من سمعة طيبة، وما نالوه من إحترام مهني ، ومكانة مرموقة على المستوى العربي والدولي.

من امثال هؤلاء مروان الفاعوري من خلال تمسكه بالوسطية ومؤتمراته الجمعية ، وعريب الرنتاوي ودوره الإعلامي وقدرته على التوصل إلى تفاهمات بين مختلف القوى المتنافرة، ونضال منصور من خلال مركز حرية وحماية الصحفيين، ورنا صباغ ودورها الإعلامي المهني والاستقصائي، وثائر عياش صاحب مبادرة مركز فريد من نوعه في العالم العربي (مركز الاستكشاف والمغامرة).

  بل دعوني أذكر كذلك بشجاعة ودور رجال امثال رحيل الغرايبة وسالم الفلاحات وعبد المجيد الذنيبات في لفظ الارهاب والتطرف والعدمية والانغلاق، وفي التصدي للعقليات العرفية الحزبية الضيقة لدى أكبر حركة سياسية في بلادنا ، تلك الحركة المصنفة كامتداد لأقوى وأكبر حركة سياسية عابرة للحدود في العالم العربي ، فدور هؤلاء الرجال الافذاذ يجب أن يثمن في حياتهم، وليس اثر رحيلهم بعد عمر طويل .

على الصعيد الشخصي، أديت دوراً مهما بدا متواضعاً لدى البعض، لكنني احسب انه بالغ الاهمية، حيث سعيت من خلال موقعي ومكاني كمواطن ايجابي، وككاتب صحافي، وسياسي يساري وأردني وفلسطيني ، الى خدمة الأردن وفلسطين سواء بسواء، ومع ذلك لا أشعر بالنقص او الاجحاف بحقي، نظراً لأن شعبنا كافأني بعضوية مجلس النواب كما يقول زميلي في البرلمان وصديقي في الحياة الوزير غالب الزعبي ، ولكنني أدعو للأصدقاء الذين ذكرتهم بالتكريم المستحق، وبحسن التقدير والرفعة، وارجو أن يكونوا في المواقع المتقدمة المفيدة، التي تنعكس على مكانة الأردن وعلى سمعته ودوره.

ان تقدير المبدعين والرواد، وكل ذي يد بيضاء من ابناء هذا البلد المعطاء، هو حق لا مناص منه، وهو دين واجب الوفاء، على الدولة والمجتمع سداده في الوقت الصحيح، فهؤلاء بمثابة رأس مال إجتماعي مضاف، يضاعف من وزن الاردن ومن قيمته، باعتبارهم طليعة متفانية تستحق العرفان من مؤسسات صنع القرار ، كل في مجاله وحسب سمو دوافعه ورفعته المهنية وانجازاته الملموسة .

نحن بطبيعة الحال مختلفون كبشر، وهذه هي سمة اصيلة من سمات الحياة، ولازمة من لوازم حيويتها وجدلها الموضوعي، بل وتقع في صلب طبيعة التكوين الاجتماعي، الامر الذي يملي علينا أن نتحلى بقيم التعددية دائماً، وأن ندرك أن الأخر ليس أنا، ولن أكون مثله على الاطلاق، مهما تقاربت الرؤى او تباعدت الاجتهادات، اي انه لا مجال للأخذ بالحسابات الصغيرة، او التوقف عند المسائل الجزئية والثانوية، طالما ان غايتنا المشتركة غاية سامية، احسب انها ملزمة للجميع على كل المستويات، كمواطنين علينا واجبات ولنا حقوق .

ولذلك اضم صوتي الى صوت كل الذين دعوا بإلحاح الى الوقوف الى جانب ريما خلف، بنت الاردن التي ترفع الرأس، وتكريمها على رؤوس الاشهاد، بمنحها الوسام التي استحقته بكل جدارة دون تأخير، لعل ذلك يقدم تعويضاً لائقاً لكل الذين سبقوا هذه السيدة المحترمة على دروب الجدارة والاستحقاق.

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف