الأخبار
الاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في يوم الأرض.. مراسم فلسطينية يعكّر صَفْوَها الاستيطان.. بقلم عبدالسلام فايز

تاريخ النشر : 2017-03-28
في يوم الأرض.. مراسم فلسطينية يعكّر صَفْوَها الاستيطان.. بقلم عبدالسلام فايز
في يوم الأرض الفلسطيني،  مراسمُ فلسطينيّة يُعكّرُ صَفْوَها الاستيطان.. 

بقلم عبدالسلام فايز 

أكثر من مئةٍ و ثمانين دولة تحيي يوم الأرض سنوياً ، وفي مقدّمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي اتخذت من يوم الاعتدال الربيعي من كل عام زمناً ليوم الأرض،  و هذا ما طالبَ به السيناتور الأمريكي جون ماك كونيل عام 1969 إلى أنْ أقرّته الأمم المتحدة عام 1971 ..

لكنّ حكاية الشعب الفلسطيني مع يوم الأرض لها سبيلُها الخاصّ،  إذ تنفردُ بكلّ مكوّناتها عن الكلام المذكور أعلاه.. 

ففي الثلاثين من شهر آذار عام 1976 صادرت السلطات الاسرائيلة 21 ألف دونم من أراضي الممتلكات الخاصة تحت مسمّى (تطوير الجليل)  والذي سمّاه الفلسطينيون تهويد الجليل،  لتنطلق بعدها احتجاجات شعبية واسعة النطاق، سقطَ خلالها عشراتُ الشهداء و الجرحى، ليصبح بعدها هذا اليوم هو يوم الأرض الفلسطيني،  الذي ما يزال الفلسطينيون يحييونه حتى اليوم..

السؤال المطروح : هل هذا الحدث كافٍ لأنْ نجعل منه مناسبةً وطنيّةً نقف عندها في كل عام،  و نُحيي في ذاكرتنا خارطةَ  تلك الأرض السليبة ، خاصة أن مثل هذه الأحداث تكررت كثيراً و لم نقف عندها أو نخلّدها في قواميس الأيام الوطنية ؟؟ 

نعم هو كافٍ الكفايةَ كُلَّها.. 

و ذلك لأنّ ثورة الشعب الفلسطيني آنذاك هي بمثابة شعار يملأ صداه الأفق : نكون أولا نكون.. 

فـ 75 بالمئة من الشعب الفلسطيني مزارعٌ و لا يخفى على أحدٍ قطّ الصلة الوثيقة بين المزارع و أرضه.. 

فما بالك بـ 156000 فلسطيني ظلّت الأرضُ تلعب دوراً أساسيّاً في حياتهم ..

ومن هنا انطلقت الحكاية لتعود الذاكرة الفلسطينية بنا قليلاً إلى الوراء،  و بالتحديد إلى عام 1950 حيث تبنّت إسرائيل ما يُعرَف بقانون العودة أو قانون أملاك الغائبين الذي يقضي بمصادرة أراضي الفلسطينيين الذين هُجّروا و نسبتهم 20 بالمئة من السكان الأصليين.. 

ثم دأبت إسرائيل بعدها على سياسة أخرى هي سياسة الاستيطان لمحاربة الفلسطينيين في صميم أرضهم،  حيث وصل عدد المستوطنين في الضفة و قطاع غزة عام 2000 إلى 193 ألف مستوطن،  بالإضافة إلى 180 ألف مستوطن في القدس التي تضم نسبة كبيرة من المستوطنات بحكم طبيعة العمل،  وهذا ما سمّاهُ مناهضون للاستيطان بالاستيطان الإحلالي الذي يقوم على تأمين فرص العمل و حصول المستوطنات على ميزات كبيرة ، كإقامة المناطق الصناعية خاصّةً في وسط الضفة و القدس.. 

إذاً هكذا يُحيِي الفلسطينيون يومَ الأرض،  في ظل واقعٍ استيطانيٍّ لا تُعرَف نهايته،  فما يحدث اليوم هو انعكاس لصراعات سياسية بين شعبين لهما تاريخ حافل في العِداء،  ومصدرُ هذا العِداء هو الأرض. 

و تستمرّ إسرائيل في سياسة الاستيطان المخالفة للقانون الدولي و ميثاق الأمم المتحدة. 

ووصلَ الأمر عند السلطات الإسرائيلية في قرية ديربلوط إلى تجاهل قرار المحكمة الإسرائيلية الصادر عام 2013 و الذي يقضي بوقف كافة أشكال الاستيطان بعد إثبات سكّانها للملكية. 

و قد أوضح رئيس بلدية ديربلوط كمال موسى أنّ أهالي القرية نجحوا في حماية أراضيهم والتي كانت السلطات تسعى إلى مصادرتها لمصلحة مستوطنة (ليشم)  ، 

وقال كمال موسى أنّ كل المنازل التي تنوي إسرائيل هدمها حاصلة على تراخيص بناء منذ عام 1967 وهي الآن مهدّدة بالهدم.. 

و قِس على ذلك ما شِئت.. 

ومن هنا نقول : إنّ حكاية يوم الأرض الفلسطيني قديمةُ الزمن ،  وهذا ما يعطي يوم الأرض الفلسطيني رونقاً خاصاً .. 

ومع التعقيدات التي ألمّت بفلسطينيّي الشتات و على رأسهم فلسطينيّو سورية،  فإنّ يوم الأرض أصبحَ مُنتظَراً أكثر لأنّهم يجدّدون فيه حُلمَ العودة،  الذي و إنْ تضاءل كثيراً ، إلّا أنّه يعود و يكتمل بَدرُهُ في هذا اليوم.. 

عبدالسلام فايز / كاتب فلسطيني 

.........................................................................

وهذه قصيدة كتبتها في المناسبة ذاتها.. 

في يوم ِ الأرض 

بقلم عبدالسلام فايز 

آذارُ هَلَّ، و نَبضي صارَ في القُدسِ 

فالقدسُ أمسَت نظيرَ الرّوحِ والنّفْسِ ِ 

خَرجْتُ أبحثُ يومَ الأرضِ عن وطنٍ

والرّاحُ ملأى بِنَصلِ السّهْم ِ والتّرس ِ 

وكم تَحَسّسْتُ عن أرضي لَكَالأعمى 

يجوبُ شوطاًونصفَ الحيِّ بالجَسّ ِ 

وكم صرخْتُ لعلّ الدّارَ تعرفُني 

فالصوتُ بُحَّ و لا أقوى على الهَمس ِ 

فهل غَدَوتُ كما خَطُّوا (بلا وطنٍ )

أَمْ قد سقَطْتُ كَجُلمودٍ مِنَ الشّمس ِ ؟

إذا أردتَ جوابَ السُّؤْلِ عن وطني 

فَلتُصْغِ حقّاً كما يُصغَى إلى الدّرس ِ 

وَ عِ الحقيقةَ : إنّ الدّارَ أعشقُها 

الدّارُ ليلى و عندي ما لدى قيس ِ 

القدسُ داري و فيَّ المسجدُ الأقصى 

فكم غَلبتُ جيوشَ الرّوم ِ والفُرس ِ

ملكْتُ فيها تراباً جُلُّهُ عَبَقٌ 

مِنَ الشّهادةِ أو مِن ضَربةِ الفأس ِ 

أنا الغيورُ على اللّيمونِ في يافا  

فقد حظيتُ بِزُلفى الطّعم ِ بالأمس ِ 

أهواكِ حيفا، ويوم الأرضِ موعدُنا 

مِثلَ العروسِ تُحَلَّى ليلةَ العُرس ِ  

نحنُ الغيارى وَ غِمدُ السّيفِ يعشقُنا  

وفي السّماءِ ظلالُ الهامِ والرأس ِ 

حتى الخصومُ فَتُغشَى مِنْ مَهَابتِنا 

عندَ التّلاقي فلا مَنجَى من الدّعس ِ 

أهوى الجليلَ وبئرَ السّبعِ مع عكّا 

أَكرِمْ بِغَزّةَ إذ زُفَّتْ إلى القُدس ِ !

تلكَ الدّيارُ (ديارَ الطُّهْرِ) أنعَتُها .. 

دونَ النّعالِ سَتَخطُوها خُطَا الإنس ِ 

حتى الإيابُ فقد ظهرَتْ أَمَارتُهُ 

فالنّصرُ حقٌّ وقد يُجلَى مِنَ اللَّبْس ِ 

أَجتَثُّ خَصمي ورغمَ مرارةِ اللّقيا 

كما يَحِلُّ أنينُ القَلْعِ بالضّرس ِ 

ألَا استعِدُّوا لِنصرٍ ثمّ مأدُبةٍ

فالنّصرُ آتٍ ،فَشِيْدُوا قامةَ القَوس ِ

عبدالسلام فايز / شاعر فلسطيني / هولندا 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف