الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انا و قريني بقلم:شيماء العجارمة

تاريخ النشر : 2017-03-28
بينما انا منشغلٌ في صفحات التعاسة التي ترجمتُها سابقاً ، كان قريني الذي وعدني ان يخفّف كُربتي ، وان يكنّ لي صدقاً ووفاءاً ، يئنُّ في هامش آخر الصفحة التي دوّنتها ، رايتُ الحبر الاسود نفسه ، لم اعرهُ ذلك الاهتمام ، انها مجرّد كتابة اشبهُ باللغة الاغريقيّة القديمة ، او العربية العاميّة ، لا ،، كانت اشبه بطلاسم تسيرُ في اتجاهات عشوائيّة بنفس اتجاه ادراكي ، ساحرصُ هذه المرّة ان اضعهُ جانباً في الهامشّ

القيتُ بقلمي الذي نسيتهُ بين اصابعي التي ارهقها الخمول .. وبينما انا احتسي قهوتي المّرة تماماً كالمنطق الذي تحدّثت عنهُ مسبقاً ، نظرتُ في المرآة ظانّاً ( كعادتي اسيئ الظنّ في كل شيئ ، حتى في نفسي ) ان عيوني المزرقّة من شدة سوادها ستكونُ مرشدي للمغامرة التي تخطّيتها للتوّ ، للمنطق الذي رميتهُ خلفي فعاد ليأسرني مرة اخرى .. ككل
مرّة
المهم ان ذلك اللوح الماديّ التافه ، كانت عيونهُ اجملُ من عيوني ، كانت عيونه تنظر بشكل تعسّفي في تلك الصفحة ، في الهامش القرينيّ تحديداً .. رغم انّي لست ممّن يغرقون في التفاصيل ، الا انّي غرقتُ في فنجان قهوتي ، وبطبيعة الحال انا لست بمتمرّس في ذلك ، لكننّي قراتُ نصاً كتبتهُ انا ، انّهُ نفسُ النصّ الطويل ذاك كان في فنجان قهوة فارغ .. اسرعتُ لاعيد ترجمة ذاك الهامش بشكل موضوعي لا بشكل شخصيّ كما اعتقد ، باحثاً عن عليّته ، عن لغزهُ
حسناً ، انها تبدو في ظاهرها شيفرة ، اشبهُ بهمس خفيف من قريني ، كان اوضح من المرآة نفسها ، نقيضُ ما ادركتهُ التوّ ! ساعترف ، لن اكمل بدونه ، فقط لدقيقة

حسناً ، بداتُ ادركُ الآن ، الصورة اكثر وضوحاً ، انها مجرّد كلمات غير مرتبّة ، وواجبي انا ك رجل منطقيّ ان اعيد ترتيبها ترتيباً لغويّاً ، امسكت بقلمي ، وبدات اكتبُ بسرعة ، كتبت كما يلي مخاطباً نفسي
: وعدتُك ان املأ صحيفتك البيضاء رغم رفضك لوعودي ، اجبرتك ان توافق على طلبي ، لن اطيل عليك عزيزي ، الان هي مملوئة بالحبر الاسود ، المفضلّ لديك ، لا داعي لشكري على ذلك .. انظر ، طلبي بسيط جداً ، وهو جزءٌ من وعدي .. اعلم انّك ستقبله بلا شك ، ولكن لا تنظر لتلك العيون الجميلة الآن ، سترشدك لطريق لست تملكُ بوصلته حتى اللحظة ، هيّا نقرا نصّي الذي كتبته لك

كانت الفكرة مناسبة جداً في الوقت الذي كنتُ فيه اتنفسُ الصعداء لاطوي الصفحة السابقة " الصفحة القرينيّة" ، وابدأ من جديد بلون قلم مختلف هذه المرة ، ليس بقصد الترقيع ، او لترميم الجروح التي رممتها انا في روحي ، مع انّها في ذات الوقت كانت مجرّد واقعة سوداء ، كالحبر الاسود في ورقتي هذه ، الحبر الذي لا يتغاظى عن الزلّات والرخص ، انه الحبر الذي يتتبّع كل خطئ ليصرّح به بلا شفقة عليّ لكل قارئ يبحث عن سعادته ، ليوقعه في فخّ التشاؤم ، وبصراحة لكي يبدو الموضوع منطقيّاً اكثر ، لم اتعمّد هذا التناقض بقدر ما تعمّدتُ ان احظى باهتمام نفسي لنفسي.

حسناً ، ها انا اتمتمُ كلمات مفهومة :

" اذكرُ انّي رتبتُ افكاري بطريقة تسلسليّة بسيطة ، بلا تعقيد او تحيّز لفكرة عن الاخرى ، يبدو نصّي منطقياً بعض الشيئ، اعجبتني المحاولة المستميتة لتقبّل الطرف الآخر ، العمق في اول فقرة كان جميلاً ، والحكم بالاسر يبدو حكماً مؤبّداً ، الفرق بين الصراحة المنطقية والصدق ليس واضحاً ابداً الى الآن ، لكن لا بأس "

- الآن ( مخاطباً قريني ) ما مرادُك ? اريد ان اكمل احتساء قهوتي ، فلتذهب للجحيم الآن وخذ نصوصك معك لا تلزمني !

- وماذا عن الآخرين ?

- انه ذنبك انت فلتذهب ولتعتذر منهم بالنيّابة عنّي

- حسناً ، ساذهب ، ولكن لنكمل اللعبة اولاً ، لن اطيل هذه المرّة ، امامي الان ثلاث ارقام مخفيّة ، سيحتّم عليّ كل رقم ان اكتبُ نصاً جديداً .. اعلم جيداً انّ الارقام ليست مرتّبة ، ولا انصحك ان تعيد ترتبيها قبل ان تختار ما تمليه عليك نفسك المهووسة بالمنطق ، او التحيّز للادراك ، قلت انك تريده للحظة ، وها انت الان لا تدرك ان ناقضتك نفسك ، المهم ان هذه اللعبة ليست كالتي سبقتها ، هذه المرة لن يكون هناك شيفرة للقراءة ، ولن يسعفك فنجانك ، على كل حال ارى انك فرغت منه

- حسناً ، ساختار الرقم الاخير ، بلا ترتيب وبلا منطق ، انا واثق تماماً انه سيكون الاوّل في نهاية الطريق ، لا بل سيكون الثاني ، انه النصّ الثاني الذي على وشك ان انتهي منه بعد قليل .. اتذكرُ ما كتبته لك في المرة السابقة

- " المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين .. ?"

- احسنت ! كانت فكرتك ، وانا كتبتها ، انا الان في حالة انتشاء ، بعيداً كل البعد عن الادراك ..
اتعلم .. اكثر ما يعجبني ويضحكني اني نسيت ان اكتب في نصّي السابق " من حفر حفرة لاخيه وقع فيها " ، هذه المرة انا وقعت في حفرة الكتابة .. واهملت دروسي

- هل لي بكلمة اختم فيها حواري الساذج معك ?

- لا شكراً ..

- هل نسيت انك تخاطب نفسك ? سافهمه بنقيض قصدك ، هاك كلمتي يا هذا ، بالرغم من انك ساذج جداً ، الا انّك فتى مطيع ، والناس سيعجبهم ذلك انت لست اسيرا منطقك ، انت اسير لطبيعتك ، انتم بنو الانس مثيرون للشفقة

- وماذا عن القرائ ?

- الكاتب والقارئ على حدّ سواء
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف