حُبٌّ في الوادي
عطا الله شاهين
صادفها ذات صباحٍ نديٍّ في الوادي، وحين رأته جفلتْ، لكنه قال لها لا تخافي، أنا جئت إلى هنا، لكي أقطفَ النعنع البريّ، فردّتْ عليه وأنا جئتُ إلى هنا كي أبتعدَ عن جو البيت المملّ، كانتْ ترمقه بنظراتِ إعجاب عاديّة، وتعرّف عليها بسرعة، وقالت له: يبدو أنك غريب هنا، فأنا لم أركَ من قبل، فردّ عليها فعلا أتيتُ إلى هنا بعدما شرّدتنا الحربَ من بلدتنا، ورغم أنني بعيد عن بلدتي، إلا أنني أشتاق إليها كل حين، وجلسا سوية يتحدثان عن روعة الوادي بأشجاره المتنوعة، ولكنها تذكّرت بأنّ والدتها المريضة ترقد في البيت بمفردها، فاستأذنتْ منه، وخطتْ صوب بيتها، ووعدته بأن تراه غدا في ذات المكان، وفي اليوم التالي أتتْ إلى الوادي، وبدأت العلاقة بينهما تتعمّق لدرجة أنّهما وقعا في حُبِّ بعضيهما، واستمرت العلاقة بينهما، وظلا يذهبان إلى ذاك الوادي، وعلمَ فيما بعد بأنها هي أيضا هربتْ من بلدتها بسبب الحرب، وأتتْ إلى هذه القرية برفقة والدتها المريضة، لكي تعيش بهدوء، ولم تختلط بسكانها، رغم أنهم يحبّون الغرباء، ومع مرور الوقت اقترح عليها للانتقال إلى بلد آخر، فوافقت، وبعد فترة توفيّت والدتها وحزنتْ كثيرا، وبعد أقل من شهر على وفاة والدتها تركتْ تلك القرية، وقبل أن تتركَ القرية ذهبتْ إلى ذاك الوادي، فوجدتْ حبيبها جالساً هناك، وحينما رآها قال لها: جئتُ إلى هنا لكي أودّعَ الوادي، فابتسمتْ، وقالتْ له جئتُ إلى هنا أيضاً لكي أتذكّر بداية حبّي لكَ، ففي هذا الوادي أحببتُ فيك كلّ شيء حتى صمتكَ..
عطا الله شاهين
صادفها ذات صباحٍ نديٍّ في الوادي، وحين رأته جفلتْ، لكنه قال لها لا تخافي، أنا جئت إلى هنا، لكي أقطفَ النعنع البريّ، فردّتْ عليه وأنا جئتُ إلى هنا كي أبتعدَ عن جو البيت المملّ، كانتْ ترمقه بنظراتِ إعجاب عاديّة، وتعرّف عليها بسرعة، وقالت له: يبدو أنك غريب هنا، فأنا لم أركَ من قبل، فردّ عليها فعلا أتيتُ إلى هنا بعدما شرّدتنا الحربَ من بلدتنا، ورغم أنني بعيد عن بلدتي، إلا أنني أشتاق إليها كل حين، وجلسا سوية يتحدثان عن روعة الوادي بأشجاره المتنوعة، ولكنها تذكّرت بأنّ والدتها المريضة ترقد في البيت بمفردها، فاستأذنتْ منه، وخطتْ صوب بيتها، ووعدته بأن تراه غدا في ذات المكان، وفي اليوم التالي أتتْ إلى الوادي، وبدأت العلاقة بينهما تتعمّق لدرجة أنّهما وقعا في حُبِّ بعضيهما، واستمرت العلاقة بينهما، وظلا يذهبان إلى ذاك الوادي، وعلمَ فيما بعد بأنها هي أيضا هربتْ من بلدتها بسبب الحرب، وأتتْ إلى هذه القرية برفقة والدتها المريضة، لكي تعيش بهدوء، ولم تختلط بسكانها، رغم أنهم يحبّون الغرباء، ومع مرور الوقت اقترح عليها للانتقال إلى بلد آخر، فوافقت، وبعد فترة توفيّت والدتها وحزنتْ كثيرا، وبعد أقل من شهر على وفاة والدتها تركتْ تلك القرية، وقبل أن تتركَ القرية ذهبتْ إلى ذاك الوادي، فوجدتْ حبيبها جالساً هناك، وحينما رآها قال لها: جئتُ إلى هنا لكي أودّعَ الوادي، فابتسمتْ، وقالتْ له جئتُ إلى هنا أيضاً لكي أتذكّر بداية حبّي لكَ، ففي هذا الوادي أحببتُ فيك كلّ شيء حتى صمتكَ..