استنطاق الخيال الإبداعي في رواية راكب الريح للكاتب المبدع يحيى يخلف .فهو قد درس أسطورة الميدوسا والأندروميدا ، وقد تم التغلب على الشريرة التي كانت إذا نظرت إلى خصمها استحال حجرا وقد تغلب عليها البطل بحيلته الإبداعية عندما أخفى رأسه في قبعة، ولبس لها درعا فضيا ونازلها في تحد رهيب ، وما إن رأت صورتها و قد عسكها الدرع ، تحولت فورا إلى حجر فانقض عليها وقتلها ، من هذه الحكاية استنطق يحيى فكرته التي جعل بطل روايته يتصف بصفات خارقة ، ولم ينصع إلى ميدوسا بشرية تعرض عليه مفاتنها بغية الإيقاع به وقتله بمصطلح جديد قد أضافه إلى معجم الحياة ، فقد أشار غسان كنفاني إلى نوعين من الموت في سرير رقم 12 ، وها هو يحيى يخلف يضيف نوعا ثالثا ألا وهو الموت اللذيذ الذي ترفع عنه البطل يوسف وقد تأثر بقصة يوسف عليه السلام ، ولم يقع فريسة هذا الموت ، وحتى يتكامل هذا النسق الإبداعي جعل الجمال في صفات يتصف بها البطل من خلال قدرته الفنية الرائعة على رسم اللوحات بعد استكشاف موهبته من خلال اهتمامه بالخط الثلثي وقد كان في نهاية الرواية مجلبة للرزق من خلال نسخ كتب الحكمة الموطنة في الهند تحت مسمى حكمة الشرق متأثرا بألف ليلة وليلة وكتاب كليلة ودمنة ، فالرواية بحق قد جمعت بين دفتي مصنفها ثقافة غاية في الروعة ، كما أشارت إلى أبعاد تاريخية تتعلق بقضيتنا الفلسطينية متخذا يافا بداية الرحلة ولا بد للعودة يوما ، وقد تفاءل الكاتب بهذه العودة عندما جعل يوسف يعود ليكمل لوحته ، وقد ترك لنا الباب مفتوحا على مصراعيه إذ لم ينه الرواية بحيث ندرك ماذا حدث ليوسف وصاحبة اللوحة وكأني به لا يريد أن ينهي القصة لئلا يصطدم في نهاية قصة يوسف الواردة في القرآن مكتفيا بما ورد في القرآن وحسب ، وفي حوار مع الكاتب أشار إلى جزء ثان لهذه الروايه وأظنه سيجيب عن التساؤل فيه .