الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إبن الكلب هو بقلم:هادي جلو مرعي

تاريخ النشر : 2017-03-28
إبن الكلب هو بقلم:هادي جلو مرعي
إبن الكلب هو

هادي جلو مرعي

    الإنسان ليس إبن البيئة التي يتخيلها  
الإنسان إبن البيئة التي يعيشها
     بما إنني صاحب خيال جامح فقد فشلت في التماهي مع بيئتي التي أعيشها ومازلت أتخيل السياسيين شرفاء، والدينيين أتقياء، والناس العاديين طيبين للغاية. إذن أنا رجل خيالي فاشل لاقيمة لوجودي في بلد لايمكن الوثوق بمستقبله لأن مواطنيه يفكرون بمايملأ الجيوب، ويغطي العيوب، لابمايصلح الأوضاع، ويواجه محنة الفساد، ويمنع الفاسدين المفسدين أن يستغلوا مناصبهم، فيمسكوا بزمام الأمور، ويسرقوا مايشاؤن من خيرات هذا البلد المغلوب على أمره. حيث سياسيوه عملاء للخارج وللجوار العربي والإقليمي. شعورك الصادم وأنت ترى العراقي يهان من دول تحصل على نفطه وخيراته وملياراته، ويقوم سياسيوه السفلة بتحويل الأموال الى تلك البلدان ليستثمروها، أو يضعوها في بنوك هناك، أو يشترون الشقق الفارهة والبيوت، ويؤسسون الشركات، وينثرون الدولارات على رؤوس الغانيات في الحانات والملاه وبيوت الدعارة.

    البيئة المعاشة هي التي تقرر مسيرتك النهائية وطريقة التفكير لديك وليس خيالاتك، فأنت لاتستطيع ان تسحب تلك الخيالات على الواقع، وهل من المعقول أن تتخيل برج إيفل الشهير الذي يتيح لفرنسا الحصول على عشرات ملايين الدولارات من السياح سنويا مكان برج بغداد، او برج صدام الذي يتنازع العراقيون على تسميته. فمحبو صدام مايزالون يسمونه بهذا الإسم، بينما كارهوه يقولون، إنه برج بغداد، ولو إستطاعوا لدمروه، والحقيقة إنه برج (مالوهش لزمه) كما يقول المصريون، بينما يظل برج المهندس (إيفل) شاخصا ،وننسى كل الزعامات والقيادات الفرنسية، ونسميه بإسم المهندس الذي أبدعه.

    وهل تستطيع سحب خيالاتك الى قريتك، فتتخيلها مثل قرى جزر الكناري، أو المدن الجميلة على سواحل الكاريبي، أو أن تراها مثل جزر هاواي، وهي التي لم تر من الخير مايشفي الصدور. فدروبها تملؤها الأطيان، وبيوتها بالية، ولاتصلها المياه ولا الكهرباء بشكل منتظم؟ أمر ليس بإستطاعتك حتى لو ملكت خيالات كل الشعراء الرومانسيين والحالمين، وحتى المجانين منهم.

    الواقع هو أن تعيش في بيئتك، وتحاول أن تصنع شيئا مختلفا، لكنك لن تستطيع الإستمرار في تخيل ماسيصيبك لاحقا بنوع من الجنون، أو مايشعرك بالفشل الكامل.فالعمل هنا وحده الكفيل بالتغيير، وماعداه هراء لاطائل منه، وإن فشلت في بلدك فليس الخيال من يساعدك في النجاح، ولكن لك أن تتخيل السبل الكفيلة بالتغيير هنا لامن هناك، أي أن تكون المواد الأولية محلية ليكون المنتج محليا أيضا.

    من يسرق بلده، ويخون شعبه، ويتسلط على مستضعفيه، ويحول الأموال الى الخارج لينتفع بها أناس دول أخرى هو إبن كلب.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف