الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اغتيال القائد العسكري لكتائب القسام مازن فقها بقلم:وسام تيسير جودة

تاريخ النشر : 2017-03-28
اغتيال القائد العسكري لكتائب القسام مازن فقها بقلم:وسام تيسير جودة
اغتيال القائد العسكري لكتائب القسام مازن فقها شكل الحدث الأبرز والأهم منذ اغتيال الشهيد القائد أحمد الجعبري" أبو محمد" حيث أنها عملية استخبارية من الدرجة الأولى, فالشهيد مازن فقها من الشخصيات الأبرز على قائمة المطلوبين للعدو الصهيوني, فهو من المتهمين الرئيسيين للعمل المسلح في الضفة الغربية ومسئول عن تجنيد الخلايا ودعمها في الضفة الغربية المحتلة كما يدعي العدو.

عملية الاغتيال:

حسب ما ورد عن الجهات المختصة أن الشهيد تم اغتياله أثناء قيامه بركن سيارته تحت العمارة التي يسكن فيها وقد تم العملية بإطلاق أربع رصاصات من مسدس كاتم للصوت على  رأس وصدر الشهيد مما أدى إلى استشهاده على الفور, والواضح أن العملية مخطط لها بشكل حِرَفي وبإمكانيات عالية من حيث الأشخاص أو الشخص الذي قام بالتنفيذ ومستوى تدريبه أو الإمكانيات اللوجستية المقدمة على المستوى المعلوماتي والرصد والمتابعة للشهيد, وتأمين الانسحاب دون أن يترك أي أثر أو دليل لفعلته وهي لا تكون إلا من محترف.

أبعاد عملية الاغتيال:

الواضح أن العدو الصهيوني يقف وراء تنفيذ العملية فكما ذكرت أن الاحترافية في تنفيذ العملية ومستوى ودقة التنفيذ العالية نشير أن ورائها جهة استخبارية كبيرة وهي تشبه في سياقها عمليات الموساد التي نفذها من قبل سواء نفذت بأيد ضباط الموساد أو عملائهم في غزة, فلا مستفيد من الاغتيال سوى الكيان الصهيوني, الابعاد الاستراتيجية للعملية:

إرهاب قيادات المقاومة:
عملية الاغتيال تحمل في طياتها عديد من الرسائل التي أرد الكيان الصهيوني إيصالها لقيادات العمل العسكري في قطاع غزة من هذه الرسائل وهي الأهم أن لا أمان لكم وسنصل لكم وبكل الوسائل وهذه الرسالة في بعدها الاستراتيجي لها تأثيرها النفسي والمعنوي المتعلق بإرهاب تلك القيادات بأن إجراءاتكم الأمنية واحتياطاتكم لن تكون مفيدة وسنصل لكم، وهذا سيقلص من تحركاتهم في تطوير العمل.

هذا البعد لم يكن في يوم ذو قيمة كبيرة فعملية الاغتيال رغم دقتها إلا أنها لم تكن صعبة الحدوث, فالشهيد مازن معلوم مكان سكنه ويمكن رصده بشكل سهل, رغم أنه غير متوقع أن يستخدم هذا الأسلوب من العمليات في قطاع غزة لذلك كان العمل سهل التنفيذ.

إذاً هذا البعد الاستراتيجي الذي أراد العدو الصهيوني تحقيقه والمتعلق بإرهاب قيادات المقاومة وزعزعة الاستقرار الأمني في القطاع يجبر القيادة العسكرية والأمنية لاتخاذ تدابير أكثر دقة لتحركاتهم والرسالة التي أردت إيصالها قد وصلت ولكن نتيجتها ليست كما توقعت بل التصريحات تشير إلى أنها سيكون لها رد ورد قاسي جداً على الرسالة.

فرض معادلة جديد:
منذ حرب 2014 ونتائجها التي لم يتوقعها العدو الصهيوني فرضت المقاومة الفلسطينية معادلات جديدة تمثلت في توازن الرعب فقد استطاعت المقاومة وكتائب القسام في تغيير معادلة الرعب لصالحها, وأصبحت هناك تحدي كبير وعلني للعمل العسكري بكل جوانبه وبات واضح أن الحرب الباردة بين كتائب القسام والعدو الصهيوني على أشدها، وحرب المعلومات الممثل في العمل الاستخباري أصبح واضح أن كتائب القسام تفوقت في كثير من المواطن على العدو, وباتت تتحكم في كثير من القرارات التكتيكية لسير العمليات للجيش الصهيوني كذلك من الناحية الاستراتيجية هناك تحدي على الحدود الشرقية والشمالية, فالأنفاق تعمل وصناعة الصواريخ وتطوير المنظومات والتكنولوجية على أشدها فكل يوم نسمع عن تجارب لتلك الوسائل المتطورة.

من هنا كان لابد من أن يكون أسلوب جديد للعدو, فأجهزة الاستخبارات الصهيونية تعمل ليل نهار لتطوير أساليب عملها لتغيير موازين الرعب لصالحها فكانت تلك العملية في اغتيال الشهيد مازن لتغيير المعادلات التي فرضت منذ العام 2014 وهذه المعادلات يريد الكيان القول من خلالها أننا أقوياء ونمتلك من الوسائل الكثير رغم أنه لم يعلن مسئوليته المباشرة عن العملية.

تفويض العمل العسكري في الضفة:
اتهم العدو الصهيوني الشهيد مازن فقها بالمسئولية عن تشكيل خلايا عسكرية في الضفة الغربية ومسئوليته عن دعم والإشراف على تنفيذ عمليات مسلحة ضد قوات الاحتلال, فالشهيد من بلدة طوباس من الضفة الغربية ولديه خبرة ويستطيع الربط والتنسيق بشكل كبير بين العمل في غزة والضفة.

هذه القضية أرعبت الكيان وأرقت أجهزته الاستخبارية وجعلت من الشهيد هدف أول لعملياته فهي غيرت من استراتيجيتها للتعامل مع خلايا الضفة العسكرية فقطع إمداد تلك الخلايا اللوجستية والمالية أفضل من متابعة تلك الخلايا, لذلك عمدت إلى اغتيال الشهيد مازن فهي تسعى من خلال ذلك إلى تفويض العمل المسلح في الضفة من خلال تصفية المسئولين عن تشكيل تلك الخلايا وبذلك تكون حققت بعد استراتيجي بقطع مصادر تنظيم ودعم تلك الخلايا, هذا البعد الذي أراد العدو تحقيقه باغتيال الشهيد مازن لابد أن يقابل بإجراءات وأساليب أكثر مهنياً للتعامل مع تشكيل الخلايا في الضفة وهذا له مدلوله أن العدو الصهيوني يتخوف من تلك التشكيلات في الضفة وما أقدم إلى تنفيذ عملية الاغتيال والمخاطرة باتخاذ القرار لعملية الاغتيال إلا استشعاراً بأن الضفة الغربية أصبحت قريبة من أن تتفجر في وجهه وتكون جاهزة لمرحلة جديدة من العمل العسكري ضد قواته.

أخيراً:

المتتبع لعملية الاغتيال ومدى المخاطرة بتنفيذها والجرأة على اتخاذ القرار يرى أن خيارات الرد على تلك العملية وهو ما قررته كتائب القسام من خلال بيانها وأن الخيارات لا بد وان تكون مفتوحة ومتنوعة وعدم الانجرار وراء تصرفات الاحتلال فلربما يتجه الاحتلال الى التصعيد المفاجئ لتجنب عمليات الانتقام لذلك لا بد من لحكمة وتوخي الحذر في اتخاذ قرار الرد وفتح آفاق جديدة للرد.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف