غيرة مجنونة
عطا الله شاهين
لبّيتُ دعوةً صديقي لحضورِ حفلةِ عيد ميلاده، وعندما وصلتُ إلى تلك القاعة، التي كانت تقام فيها الحفلة، شاهدتُ صديقي يجلسُ بصحبةِ أصدقائِه، فرآني حينما دخلتُ ونادى عليّ ورحّبَ بي أحسن ترحيب، وأجلسني بجانيه، وبعد دقائق بدأتْ الفرقةُ الموسيقية تغنّي أغان راقصة، فقام المدعوون ورقصوا بكلّ انبساط، وبعد مرورِ ساعةٍ من الزّمن قامتْ الفرقةُ بعزفِ أغنية تصلح لرقصٍ بطيء، وشاهدتُ امرأةً متوسطة الجمَال تخطو صوبي وقالتْ ألا أتراقصني؟ فلمْ أردْ أنْ أحرجها، فقمتُ ورقصتُ معها على ألحانِ تلك الأُغنية الرائعة، وكنت أرقص معها بكلّ خجل، وعندما انتهتْ الأغنية، شكرتني بكلّ أدبٍ، وعادتْ إلى مكانها، أما أنا فعدتُ إلى عند أصدقائي، الذين كانوا مبسوطين، وقالوا لي أنتَ فعلا كُنتَ رائعا برقصكَ ..
وبعد مرورِ ساعةٍ من الزّمن خرجتْ تلك المرأة مع صديقاتها، فلحقتُها وقلتُ لها: أنا معجبٌ بكِ فهل تقبلين دعوتي لكي نتناولِ فنجان قهوة سوية، لكنّها اعتذرتْ منّي، وقالتْ لي بأنّها لا تستطيع، لأنّها مشغولةٌ في مشروعٍ عليها أنْ تنجزَه، لكنّها وعدتني بأن تقابلني الأُسبوعِ القادم سوية واقترحت عليّ أن ألاقيها في مقهى ريترو، فهززتُ رأسي في إشارةٍ منّي بالموافقة، وودّعتها، وذهبتُ إلى بيتي متعباً من الرّقص وجوّ الحفلة الصاخبة، وبعد أُسبوعٍ أتيتُ إلى مقهى ريترو، وجلستُ انتظرها، فأتتْ في الموعدِ المُحدّد، ورحنا نتحدّثُ في كلّ الأمور، مع أنّني كنتُ وقتها لمْ أُتقن لغةَ بلدها بشكلٍ جيّد، لأنه لمْ يكنْ قد مرّ على عيشِي هناك في تلك البلد سوى شهر واحد، ومع كثرةِ اللقاءات تعمّقتْ صداقتنا، ولكنّنا افترقنا بعد فترةٍ من الزّمن، لأنّني كنتُ أغارُ عليها كثيرا، ورغم ابتعادي عنها، إلا أنّها كانتْ تخرجُ معي أحيانا للسّهر على ضفافِ النّهر.
وبعد فترةٍ من افتراقنا اكتشفتُ بأنّ غيرتي المجنونة عليها كانتْ سببا لافتراقنا، فقلتُ لها حينما تشاجرنا ذات مساء بارد: عندما أشاهدكِ تتكلّمين مع رجالٍ آخرين حتى ولو كان الحديث معهم في أمورِ العمل، أغارُ عليكِ، فالغيرةُ يا صديقتي تقتلني، إنها غيرة مجنونة، فقالتْ لي: ّإذن من الأفضلِ أنْ نفترق، لكن سنبقى صديقين رغم انفصالنا، ومرّت السُّنون، وبقينا أصدقاء لفترة طويلة..
عطا الله شاهين
لبّيتُ دعوةً صديقي لحضورِ حفلةِ عيد ميلاده، وعندما وصلتُ إلى تلك القاعة، التي كانت تقام فيها الحفلة، شاهدتُ صديقي يجلسُ بصحبةِ أصدقائِه، فرآني حينما دخلتُ ونادى عليّ ورحّبَ بي أحسن ترحيب، وأجلسني بجانيه، وبعد دقائق بدأتْ الفرقةُ الموسيقية تغنّي أغان راقصة، فقام المدعوون ورقصوا بكلّ انبساط، وبعد مرورِ ساعةٍ من الزّمن قامتْ الفرقةُ بعزفِ أغنية تصلح لرقصٍ بطيء، وشاهدتُ امرأةً متوسطة الجمَال تخطو صوبي وقالتْ ألا أتراقصني؟ فلمْ أردْ أنْ أحرجها، فقمتُ ورقصتُ معها على ألحانِ تلك الأُغنية الرائعة، وكنت أرقص معها بكلّ خجل، وعندما انتهتْ الأغنية، شكرتني بكلّ أدبٍ، وعادتْ إلى مكانها، أما أنا فعدتُ إلى عند أصدقائي، الذين كانوا مبسوطين، وقالوا لي أنتَ فعلا كُنتَ رائعا برقصكَ ..
وبعد مرورِ ساعةٍ من الزّمن خرجتْ تلك المرأة مع صديقاتها، فلحقتُها وقلتُ لها: أنا معجبٌ بكِ فهل تقبلين دعوتي لكي نتناولِ فنجان قهوة سوية، لكنّها اعتذرتْ منّي، وقالتْ لي بأنّها لا تستطيع، لأنّها مشغولةٌ في مشروعٍ عليها أنْ تنجزَه، لكنّها وعدتني بأن تقابلني الأُسبوعِ القادم سوية واقترحت عليّ أن ألاقيها في مقهى ريترو، فهززتُ رأسي في إشارةٍ منّي بالموافقة، وودّعتها، وذهبتُ إلى بيتي متعباً من الرّقص وجوّ الحفلة الصاخبة، وبعد أُسبوعٍ أتيتُ إلى مقهى ريترو، وجلستُ انتظرها، فأتتْ في الموعدِ المُحدّد، ورحنا نتحدّثُ في كلّ الأمور، مع أنّني كنتُ وقتها لمْ أُتقن لغةَ بلدها بشكلٍ جيّد، لأنه لمْ يكنْ قد مرّ على عيشِي هناك في تلك البلد سوى شهر واحد، ومع كثرةِ اللقاءات تعمّقتْ صداقتنا، ولكنّنا افترقنا بعد فترةٍ من الزّمن، لأنّني كنتُ أغارُ عليها كثيرا، ورغم ابتعادي عنها، إلا أنّها كانتْ تخرجُ معي أحيانا للسّهر على ضفافِ النّهر.
وبعد فترةٍ من افتراقنا اكتشفتُ بأنّ غيرتي المجنونة عليها كانتْ سببا لافتراقنا، فقلتُ لها حينما تشاجرنا ذات مساء بارد: عندما أشاهدكِ تتكلّمين مع رجالٍ آخرين حتى ولو كان الحديث معهم في أمورِ العمل، أغارُ عليكِ، فالغيرةُ يا صديقتي تقتلني، إنها غيرة مجنونة، فقالتْ لي: ّإذن من الأفضلِ أنْ نفترق، لكن سنبقى صديقين رغم انفصالنا، ومرّت السُّنون، وبقينا أصدقاء لفترة طويلة..