الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التكريم عنوان التقدير!!بقلم:ياسين عبد الله السعدي

تاريخ النشر : 2017-03-28
التكريم عنوان التقدير!!بقلم:ياسين عبد الله السعدي
هدير الضمير
التكريم عنوان التقدير!!
ياسين عبد الله السعدي
قام وزير الثقافة الفلسطينية، الدكتور إيهاب بسيسو، مشكورا، يوم الثلاثاء الماضي 2132017م بتكريمي في احتفال رسمي أقيم في قاعة مبنى الوزارة في رام الله بمناسبة يوم الشعر العالمي. فما هو مدلول كلمة (التكريم)؟
كلمة التكريم مصدر مشتقة من الفعل الماضي الرباعي المضعف (كَرَّم) والمصدر (تكريم) على وزن تعظيم وتسليم وتقبيل وهكذا. أما الماضي الثلاثي فهو (كَرُمَ) بضم حرف الراء كما قال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب:
لسنا، وإن كَرُمَتْ أوائلنا *** يوماً على الأحساب نتَّكِلُ
نبني كما كانت أوائلنا *** تبني، ونفعل مثل ما فعلوا
وفي المعنى نفسه قال المتنبي في الخيل الأصيلة الأنساب لأن العرب كانت تعتز بأنساب خيولها كما تعتز بأنساب أبنائها:
طَبَتْ فُرْسانُنَا وَالخَيلُ حتى ***خَشِيتُ، وَإنْ كَرُمنَ، من الحِرَانِ
والكريم صفة لذي الجود والعطاء بدون انتظار المقابل، وجمعها الكِرام كما قال الشاعر اللبناني، حليم دموس:
بلادي وإنْ جارَتْ عليَّ عزيزةٌ *** وأهلي وإنْ ضَنُّوا عليَّ كِرامُ
والاسم (كريم) صفة تعني كريم النسب أي من عائلة نبيلة. وكريم من أسماء الله الحسنى ولذلك يكثر اسم (عبد الكريم) في المجتمعات العربية والإسلامية. أما أشهر الأسماء التي تحضرني هو الثائر العربي المغربي على الاستعمارين الفرنسي والإسباني؛ عبد الكريم الخطابي.
والكريم النسب يحفظ الجميل ويجزي إحسانا بإحسان كما قال المتنبي:
إذا أنت أكرمت الكريم مَلَكْتَه *** وإن أنت أكرمتَ اللئيمَ تَمَرّدا
لأن كريم النفس يقدر العمل الطيب فيقابله بما تطيب به نفسه الطيِّبة وما يجود به ضميره النقي. أما اللئيم، كما يقول المتنبي، وكما نعرف من خلال تجاربنا في الحياة، فيقابل الإحسان بالإساءة.
ولأن وزير الثقافة؛ الدكتور إيهاب بسيسو رجل كريم من أرومة كريمة، وشاعر مبدع فهو يقدر الشعراء والأدباء الذين لهم إسهام واضح في إثراء الثقافة ويترجمون مشاعر مواطنيهم بصدق وأمانة وينقلون ما يشعرون به شعرا معبرا وينثرون ما تفيض به قرائحهم من (هديرضمائرهم) التي تتميز عيظا إذا ما ضير شعبهم، وتتنزى ألماً إذا تألم مواطنوهم، وترقص غبطة وسروراً أذا فرحوا.
كان يوم الثلاثاء الماضي 2132017م موعدنا في ضيافة وزارة الثقافة الفلسطينية مع لفيف من الأهل والأصدقاء ومحبي الشعر ومقدري الأدب؛ حيث قام معالي وزير الثقافة المحترم؛ الدكتور إيهاب بسوسو، بتكريمي وتكريم الزميل الأديب حسين مهنا، من بلدة البعنة الفلسطينية الجليلية في الداخل تأكيدا وإشارة واضحة على وحدة الوطن الفلسطيني الثقافية بشقيه المحتلين بعد النكبة وبعد النكسة. كما نوه في كلمته الجامعة، التي تحدث فيها أيضاً، عن عيد الأم ويوم معركة الكرامة الخالد الذيْن يصادفان في هذا اليوم.
بعد الانتهاء من كلمته ملت إليه وقلت له كأن توارد الخواطر قد جعلني أتحدث عن ذلك في كلمتي التي أعددتها وسألقيها أيضاً، لأن المناسبتين عزيزتان على النفس لهما التقدير الكبير ولهما مكانة مميزة في وجداننا جميعاً.
ألقيت كلمتي بعد ذلك وكان منها هذه الفقرات التي أرد فيها على الاستقبال الذي قوبلت فيه بترحاب وتقدير: (كان يجول في أعماق ضميري أنه سوف يأتي اليومُ الذي أنال فيه تقدير شعبي الذي أفنيت شبابي في تربية أجياله معلماً و قضيت عمري كاتبا وشاعرأً أصدح في تمجيد بطولاته، والبكاء على ويلاته، والتغني بأمجاده، واكتب نثراً وأنظم شعرا في تخليد أبطاله، وشحذ الهمم، وشد العزائم، وزرع الأمل في قلوب أبناء هذا الشعب العظيم: شعب الجبارين، كما وصفه الرئيس الفلسطيني الشهيد؛ ياسر عرفات، وكما ردد الرئيس العراقي، شهيدُ الأمة؛ صدام حسين، وهو يخطو شامخاً إلى منصة الشهادة: تحيا فلسطين، فلسطين عربية.
لكني أصدقكم القول، كما عهدتموني دائماً في (هدير الضمير)، كنت أتوقع أن يكون التقدير بعد الرحيل، وأن يكون التكريم غيابيا، كما قال (ضمير القومية العربية)، الشاعر القروي، حين قال يعاتب قومه حزينا، ويخاطب الأدباء الذين لم ينالوا التكريم في حياتهم: (موتوا لنُكرمَكُم).
أشعر بسعادة غامرة بمبادرة وزارة الثقافة الفلسطينية بإقامة هذا الحفل التكريمي، تحت رعاية معالي الوزير إيهاب بسيسو المحترم وأنا لا أزال أحيا فوق تراب هذا الوطن الغالي، وأتنفس من نسماته التي تٌنعشُ الوُجدان، وأتغذى من خيراته الحسان، وأعيش بين أهله الطيبين الأكرمين).
التكريم عنوان التقدير يشعر المرء فيه بأنه نال التقدير ممن قدم لهم حشاشة روحه في صياغة مشاعره تجاه مجتمعه، وهو ما جعلني أشعر بسعادة غامرة ازدادت تألقا بما أغدقه عليَّ قرائي الكرام من آيات المباركات التي طفحت بها صفحتي على موقعي في الفيسبوك وزادني ثقة وأيقنت بأني أعزف لشعب يحب الأدب ويقدر الأدباء ويبادل أبناؤه أدباءهم حبا بحب وتقديرا بتقدير وذلك بالتكريم.
نشر في جريدة القدس يوم الأحد بتاريخ 2632017م؛ صفحة 16
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف