معادلة في قمة عمان ، هل يحضر القذافي 27-3-2017
بقلم : حمدي فراج
في القمة العربية التي تعقد في الاردن – البحر الميت ، نستذكر اكثر ما نستذكر الزعيم الليبي معمر القذافي ، الذي لن يحضر اعمال هذه القمة ، ولن تحضر بلاده ليبيا التي كان يسميها رحمه الله ، "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى" . يغيب عنها ايضا سوريا بعد ان تم اقصاءها ومن ثم تعيين ممثلا عن المعارضة بدلا منها ، ثم بعد ذلك ابقاء مقعدها شاغرا ، ويغيب عنها اليمن موحدا بدون عاصمته التاريخية صنعاء .
لم تعد الجماهير العربية تولي اي اهتمام بشأن انعقاد هذه القمة منذ زمن سحيق ، فهذه القمة التي تحمل الرقم 28 ، والتي ابتدأت قبل حوالي سبعين سنة ، من اجل تحرير فلسطين ، تثبت سنة وراء سنة ، وقمة وراء قمة ، فشلها وعجزها وعقمها ، وفي السنوات الاخيرة ، تآمرها على شعوب الامة وقضاياها الحية والحيوية ، كقضية فلسطين التي تجاوزتها اليوم الى قضية سوريا والعراق واليمن وليبيا .
لا يقتصر الغياب على القذافي ، الذي تم قتله على الهواء مباشرة ، بل صدام حسين ايضا ، الذي اعدم بدوره على الهواء مباشرة ، في مقاربة صارخة بين الاعدامين ، في حالة صدام رفض ان يتم تغطية رأسه خلال عملية شنقه ، بل ان الذين نفذوا عملية الاعدام هم الذين قاموا بتغطية رؤوسهم ، اما القذافي الذي صدرت الفتاوي بقتله علنا وعلى وسائل الاعلام ، فقد تم دفن جثته في مكان سري لا أحد يعرفه حتى اليوم . في اشارة واضحة الى الخوف الذي يثيره هذا القذافي حتى بعد ان تحول الى جثة هامدة .
كان القذافي في كل مؤتمر قمة يحضره يثير الكثير من الجلبة من حوله ، ويثير في نفوس الحاضرين من الزعماء تحفظا وتخوفا ، ولهذا سرعان ما اقتنصوا فرصة التخلص منه عندما لاحت وحانت .
من ابرز ما نستذكره عنه ، انه في مؤتمر بغداد عام 1990 ، سئل بعد المؤتمر عن رأيه في ذاك المؤتمر ، فقال انه مؤتمر جيد ، وانه يعطيه علامة صفر ، ولما سأله الصحفي كيف يكون جيدا وعلامته صفر ، قال : لأن جميع المؤتمرات السابقة كانت دون الصفر .
في احدى القمم ، قام بتوزيع البيان الختامي الذي سيصدر عن المؤتمر خلال دخوله الى قاعة الاجتماع ، اي قبل ان انعقاد المؤتمر ، وفي مؤتمر آخر لبس قفازات بيضاء على يديه كي لا يتلامس مع ملك المغرب انذاك الذي كان قد تصافح مع شمعون بيرس .
في مؤتمر عمان ، ماذا كان القذافي سيفعل ازاء العدد الاكبر من الزعماء العرب الذين يقيمون علاقات مع اسرائيل ، لبس القفازات ما كان يمكن ان يفي بالغرض ، لا ولا لبس الكمامات .
بقلم : حمدي فراج
في القمة العربية التي تعقد في الاردن – البحر الميت ، نستذكر اكثر ما نستذكر الزعيم الليبي معمر القذافي ، الذي لن يحضر اعمال هذه القمة ، ولن تحضر بلاده ليبيا التي كان يسميها رحمه الله ، "الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى" . يغيب عنها ايضا سوريا بعد ان تم اقصاءها ومن ثم تعيين ممثلا عن المعارضة بدلا منها ، ثم بعد ذلك ابقاء مقعدها شاغرا ، ويغيب عنها اليمن موحدا بدون عاصمته التاريخية صنعاء .
لم تعد الجماهير العربية تولي اي اهتمام بشأن انعقاد هذه القمة منذ زمن سحيق ، فهذه القمة التي تحمل الرقم 28 ، والتي ابتدأت قبل حوالي سبعين سنة ، من اجل تحرير فلسطين ، تثبت سنة وراء سنة ، وقمة وراء قمة ، فشلها وعجزها وعقمها ، وفي السنوات الاخيرة ، تآمرها على شعوب الامة وقضاياها الحية والحيوية ، كقضية فلسطين التي تجاوزتها اليوم الى قضية سوريا والعراق واليمن وليبيا .
لا يقتصر الغياب على القذافي ، الذي تم قتله على الهواء مباشرة ، بل صدام حسين ايضا ، الذي اعدم بدوره على الهواء مباشرة ، في مقاربة صارخة بين الاعدامين ، في حالة صدام رفض ان يتم تغطية رأسه خلال عملية شنقه ، بل ان الذين نفذوا عملية الاعدام هم الذين قاموا بتغطية رؤوسهم ، اما القذافي الذي صدرت الفتاوي بقتله علنا وعلى وسائل الاعلام ، فقد تم دفن جثته في مكان سري لا أحد يعرفه حتى اليوم . في اشارة واضحة الى الخوف الذي يثيره هذا القذافي حتى بعد ان تحول الى جثة هامدة .
كان القذافي في كل مؤتمر قمة يحضره يثير الكثير من الجلبة من حوله ، ويثير في نفوس الحاضرين من الزعماء تحفظا وتخوفا ، ولهذا سرعان ما اقتنصوا فرصة التخلص منه عندما لاحت وحانت .
من ابرز ما نستذكره عنه ، انه في مؤتمر بغداد عام 1990 ، سئل بعد المؤتمر عن رأيه في ذاك المؤتمر ، فقال انه مؤتمر جيد ، وانه يعطيه علامة صفر ، ولما سأله الصحفي كيف يكون جيدا وعلامته صفر ، قال : لأن جميع المؤتمرات السابقة كانت دون الصفر .
في احدى القمم ، قام بتوزيع البيان الختامي الذي سيصدر عن المؤتمر خلال دخوله الى قاعة الاجتماع ، اي قبل ان انعقاد المؤتمر ، وفي مؤتمر آخر لبس قفازات بيضاء على يديه كي لا يتلامس مع ملك المغرب انذاك الذي كان قد تصافح مع شمعون بيرس .
في مؤتمر عمان ، ماذا كان القذافي سيفعل ازاء العدد الاكبر من الزعماء العرب الذين يقيمون علاقات مع اسرائيل ، لبس القفازات ما كان يمكن ان يفي بالغرض ، لا ولا لبس الكمامات .
