الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأزمة التركية الأوروبية والمصالح المشتركة بقلم:فادي قدري أبو بكر

تاريخ النشر : 2017-03-27
الأزمة التركية الأوروبية والمصالح المشتركة بقلم:فادي قدري أبو بكر
الأزمة التركية الأوروبية والمصالح المشتركة

يواصل أردوغان تصريحاته النارية بسبب خلافه مع هولندا، على خلفية رفض الأخيرة هبوط طائرة وزير الخارجية التركي إلى الأراضي الهولندية، ورفضها التجمعات السياسية للجاليات التركية بهولندا المؤيدة للتعديلات الدستورية في تركيا، ويوسع أردوغان رقعة الأزمة لتشمل ألمانيا، حيث هاجمها واتهمها بدعم الإرهاب. فما هي مصلحة أردوغان من استعداء أوروبا؟ ولماذا تغيرت السياسة الهولندية إزاء تركيا بعد أن كانت أفضل أصدقاء تركيا في أوروبا؟.

تركيا وهولندا

يُذكر أن تركيا تفاوض منذ أكثر من ثلاثين عاماً في سبيل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهولندا تحديداً كانت حتى شهر شباط الماضي من الدول الأوروبية الأكثر دعماً لتركيا، وهذا ما عبرت عنه تصريحات رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الذي تقدم بالشكر لتركيا على حسن احتضانها للاجئين السوريين وانتقد الاتحاد الأوروبي لتقاعسه في دعم تركيا لإيواء اللاجئين، موضحاً أنّ تحسين أوضاع اللاجئين السوريين داخل تركيا، إلى حين انتهاء الحرب الدائرة في بلادهم، سيعود بالنفع على كل من تركيا والاتحاد الأوروبي[1].

أما بخصوص تغير السياسة الهولندية إزاء تركيا، فيمكن ملاحظتها في فترة ما قبل الانتخابات الهولندية، حيث أن تصدير اللاجئين إلى هولندا، كانت قضية استغلها اليمين المتطرف في هولندا في دعايته الانتخابية، وفي محاولة من روته لمجاراة خيرت فليدرز زعيم المعسكر اليميني ، سارع روته إلى دعوة تركيا للحد من تدفق المهاجرين لأوروبا، وجاءت خطوة منع طائرة وزير الخارجية التركية من الهبوط على أرض هولندا، خطوة يمينية أكثر من اليمين نفسه، الأمر الذي أعطى روته أفضلية حتى عند اليمين أنفسهم. ويأتي فوز روته ليؤكد أن الأزمة التي افتعلها مع تركيا هي من أجل أغراض انتخابية بحتة .

في المقابل فإن أردوغان يستغل الأزمة الهولندية التركية، من أجل أغراض الاستفتاء المزعم إجراءه في إبريل القادم، حيث أنه لعب على وتر الكرامة والقومية التركية، في سبيل كسب التأييد في الاستفتاء الشعبي. ويبدو أن الأزمة لعبت دوراً ايجابياً لصالح اردوغان، حيث أن استطلاعات للرأي في شهر يناير و فبراير توقعت هزيمة أردوغان في الاستفتاء على التعديلات الدستورية[2]، في حين توقعت استطلاعات للرأي أجريت في شهر مارس ( في الفترة ما بعد الأزمة ) انتصار أردوغان في الاستفتاء، حيث بينت استطلاعات شركة "ماك" التركية للأبحاث أن 59.77% يؤيدون التعديلات الدستورية[3]، واستطلاعات مركز (ORC) للدراسات واستطلاعات الرأي بينت أن 57.2% سيصوتون بنعم للتعديلات الدستورية[4].

تركيا وألمانيا

أما بخصوص ألمانيا، فلوحظ مع بداية عام 2017 تغير جوهري في لهجة ميركل المعتدلة تجاه اللاجئين بعد الانتقادات التي طالتها بسبب سياسة الأبواب المفتوحة، حيث أنها حذرت من "الإرهاب الإسلامي" ووعدت بسن قوانين من شأنها تحسين الأمن ومواجهة "الإرهاب الإسلامي"[5]. ويأتي التحول الخطابي هذا في إطار مواكبة نمو اليميني الأوروبي، ومحاولة استمالة واستقطاب الناخبين مع اقتراب موعد الانتخابات الألمانية والمقرر إجراءها في أيلول القادم، حيث يبدو أن ميركل تقتبس التجربة الانتخابية الهولندية، كون المجتمعات الأوروبية متشابهة إلى حدٍ ما من حيث التكوين السياسي و الشعبوية تنخر فيها بقوة.  

التباين الواضح في استطلاعات الرأي التركية حول استفتاء التعديلات الدستورية، يؤكد على أن الأزمة التركية الأوروبية جاءت لصالح أردوغان، ولا يأتي هجوم أردوغان على ألمانيا واتهامها بالإرهاب سوى في إطار الدعاية و استكمالاً لحملته التي تقضي بتحويل النظام التركي إلى نظام رئاسي.

مستقبل العلاقة التركية الأوروبية

أما بخصوص مستقبل الأزمة التركية الأوروبية، فلا أعتقد أنها ستطول لأن هناك قضية محورية تجمعهم ألا وهي اللاجئين، ومصالح كل من تركيا والاتحاد الأوروبي مرتبطة ببعضها اليوم أكثر مما سبق، وعليه فإن المصلحة ستتغلب على الأزمة والتشنج في نهاية المطاف. ولكن في الوقت نفسه فإن مسألة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ذهبت في مهب الريح في ظل نمو الخطاب اليميني الشعبوي في أوروبا، وإن أفضل سيناريو يمكن أن يحدث مع تركيا هو الحصول على امتيازات أوروبية محدودة دون عضوية دائمة في الاتحاد الأوروبي.

فادي قدري أبو بكر

كاتب وباحث فلسطيني

[email protected]

[1] رئيس الوزارء الهولندي يشكر "تركيا" على حسن احتضانها للاجئين السوريين،"هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية،  (الدخول بتاريخ آذار.23،2017).

[2]  "استطلاعات للرأي في تركيا تتوقع هزيمة أردوغان وتعديلاته الدستورية،" البوصلة، ( الدخول بتاريخ آذار. 23، 2017).

[3]  عدنان عبد الرازق، "استطلاع رأي : 59.77% يؤيدون التعديلات الدستورية في تركيا،" العربي الجديد، آذار.8،2017.

[4]  هيئة التحرير، "تركيا: كم حصل أردوغان في استطلاع الرأي الأخير حول الاستفتاء،" جريدة الزمن التركية، آذار.11،2017.

[5]  "لأول مرة .. ميركل تغير لهجتها المعتدلة تجاه اللاجئين،" العربية،  (الدخول بتاريخ آذار.23، 2017).
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف