الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مقاربات إسرائيلية في اغتيال الفقهاء بقلم:تيسير محيسن

تاريخ النشر : 2017-03-27
مقاربات إسرائيلية في اغتيال الفقهاء بقلم:تيسير محيسن
مقاربات إسرائيلية في اغتيال الفقهاء
     تيسير محيسن

أكاديمي ومحلل سياسي – غزة

بعيداً عن التوصيف لمجريات عملية الاغتيال التي تعرض لها "مازن الفقهاء" أحد قادة كتائب القسام مساء الجمعة الفائت في حي مكتظ بالسكان في مدينة غزة، ما يهمنا في الأمر هو دوافع الاحتلال من القيام بهذه المخاطرة، ودلالات التوقيت، والرسائل التي تحملها هذه العملية.

دوافع الاحتلال:

بدون أدنى شك فإن نتائج التحقيقات التي تم تسريبها حول العدوان الذى شنته "إسرائيل" على قطاع غزة عام 2014 والذى جاء من خلال تقرير مراقب الدولة في "إسرائيل"كان صادماً لدوائر صنع القرار في دولة الكيان، حيث فجّر موجة من الاتهامات والاتهامات المضادة بين أجهزة دولة الاحتلال من استخبارات وأمن وجيش وقيادة سياسية، هذا التقرير الذى أظهر حالة الضعف والاخفاق التي كانت عليها "إسرائيل"والتدليس الذى مورس عبر ماكنة الإعلام من قبل المسؤولين تجاه المجتمع "الإسرائيلي"، والذي صنع فجوة في الثقة التي كانت تتمتع بها أجهزة الدولة في نظر المجتمع "الإسرائيلي"،  مما استدعى ترميم هذه الفجوة بعمل مميز، فكانت عملية الاغتيال .

أهم ما كانت تحرص عليه دولة الكيان ولا زالت هو بقاء حدود غزة آمنة مهما كلف ذلك من ثمن، حيث مارس جيش الاحتلال سياسة "مزيد من القوة " في الرد على كل قذيفة أو صاروخ يُطلق من غزة، لكن يبدو أن الاستنتاج الذى حصل عليه الاحتلال بعد استخدامه لهذه النظرية هو أن غزة لا تنفع معها تلك الطريقة وليست رادعة بما فيه الكفاية، فكان لابد من التفكير في عمل أكثر قوة وفاعلية وخاصة أننا تابعنا قبل أسبوع فقط من اغتيال فقهاء تصريح لـ"ليبرمان" وزير الدفاع في دولة الكيان يقول فيه "سوف نقوم بالرد على اطلاق الصواريخ من غزة بطريقة مختلفة" ، فكانت عملية الاغتيال .

منذ اندلاع انتفاضة القدس استطاعت "إسرائيل"من خلال وسائل عديدة وبالتعاون مع أطراف أخرى أن تحول دون أن تتطور أدوات الانتفاضة في الضفة الغربية، ونجحت إلى حد كبير في إحباط وتفكيك كل المحاولات التي هدفت إلى بناء تركيبة للعمل العسكري المنظم في الضفة الغربية والتي قامت بها فصائل المقاومة وتحديداً حركة حماس، حيث كان الشهيد مازن أحد أهم موجهيها، لكن ذلك استنزف من "إسرائيل"وأجهزتها الكثير، والنتيجة التي توصلت لها هي أن بقاء العقول التي تمارس هذا العمل وإصرارها على ذلك يمكن له أن ينجح في لحظة ما، وبالتالي ستكون "إسرائيل" أمام خطر كبير، فكان لابد من اقتلاع الرأس المدبر والمخطط والموجه، فكانت عملية الاغتيال .

بغض النظر عن الجهة المسئولة عن عملية الاغتيال سواء كان الشاباك أو الموساد فالأمر بالنسبة لي سيان؛ حيث كلاهما من أجهزة دولة الكيان، لكن وللعلم فان "نواف ارجمان" رئيس الشاباك الجديد أمضى حياته الرسمية في الجهاز ضمن جناح العمليات الخاصة، وكذلك "يوسى كوهين" رئيس الموساد يطمح في أن يجعل جهازه أكثر فاعلية مما سبق. وبالتالي فان نجاح عملية الاغتيال نتيجة طبيعية لقُدرات كلا الجهازين .

دلالات التوقيت:

تُدرك "إسرائيل"أن غزة غير مستعدة لإشعال حرب جديدة بحكم الظروف التي يحياها القطاع، إضافة إلى أن تصريحات قادة حركة حماس المتكررة التي تحمل دلالات على أنها لا ترغب في حرب جديدة، هذا الادراك من قبل "إسرائيل"جعلها تستغله في تسديد هذه الضربة الموجعة لحماس مع يقينها بأن هذا الأمر يحمل في طياته مخاطر كبيرة، وهى لعبة يمكن ألا يتم السيطرة عليها، ولذلك جاءت عملية الاغتيال بهذا الهدوء والسلاسة وبعيداً عن لهب ودخان الصواريخ التي عايشها الفلسطينيين في معظم عمليات الاغتيال التي مارستها "إسرائيل"في الأراضي المحتلة. كما أن حاجة حكومة الاحتلال إلى رافعة لميزان الثقة الذى تضرر بينها وبين المجتمع "الإسرائيلي" كان حاضراً أيضاً في توقيت العملية، ولا نغفل في هذا الإطار رغبة الاحتلال في اختبار القائد الجديد لحركة حماس في غزة "يحي السنوار" التي تعلم عنه الكثير لكنها تغفل عما يُخفيه أكثر، والحقيقة أن الشهور القادمة لن تمكن "إسرائيل"من أن تضع وسادتها وتنام ملئ جفونها حتى يتحرك "السنوار" للرد على هذه العملية، حينها ستُقرر "إسرائيل"أنها أمام حالة مختلفة تستدعى طُرق جديدة للتعامل معها.

رسائل العملية:

بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها "أبو عبيدة" الناطق باسم كتائب القسام، والتي حملت في طياتها تهديداً مباشراً"لإسرائيل" بأن حركة حماس لن تسكت طويلاً على همجية الاحتلال في الرد على اطلاق الصواريخ من غزة ، فقد فهم من خلالها "الإسرائيليين" بأن حركة حماس أصبحت تتحكم في قواعد الاشتباك مع الاحتلال الأمر الذى جعل الأخير يفكر ملياً في طريقة تُمكنه من استعادة مقود التحكم في الجبهة من يد القسام، فكانت رسالة الاغتيال.

دوماً يردد الاحتلال بأن يده طويلة تستطيع أن تصل إلى كل من يهدد أمن "إسرائيل"وهو ماترجمه من خلال عملية الاغتيال  للشهيد مازن، ومن خلال ما استطاع أن ينفذه من عمليات اغتيال طوال العقود الفائتة ضد قادة الثورة الفلسطينية ومن يعمل معهم؛والتي كان آخرها اغتيال الزواري في تونس، جاءت عملية اغتيال الفقهاء لتضع قادة المقاومة وتحديداً حركة حماس في غزة أمام تحدى كبير وشائك، حتماً سيدفعها إلى إعادة النظر في جوانب العمل الأمني لديها وستشرع في دراسة هذا الواقع والبحث في كيفية عدم تكرار نجاح "إسرائيل"في الوصول إلى قادتها بهذه السهولة، مما سيستنزف جهداً ووقتاً كبيرين،وبالتالي تكون "إسرائيل"قد نجحت في ارباك جانب من القدرات التي تمتلكها المقاومة في غزة.

لا تقل أهمية الرسائل الخارجية التي تهدف إلى إيصالها "إسرائيل"من عملية الاغتيال عن الرسائل الداخلية الموجهة لمؤسسات الأمن والجيش إضافة إلى المجتمع "الإسرائيلي"، فمتانة مؤسسات الدولة التي تُعنى بالأمن هدف رغبت "إسرائيل"في أن تعززه، واستعادة الثقة بين المجتمع وأجهزة الدولة التي تضررت في الفترة الأخيرة هدف أيضاً، وكلا الأمرين تعتقد "إسرائيل" أنهما تحققا من عملية الاغتيال الباهرة، لذلك قالت "إسرائيل""عندما تكون هناك استخبارات دقيقة وعمل مُتقن نحصل على نتيجة ذات جدوى".
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف