نداءٌ من لُغَتِنا
بقلم عبد السلام فايز
سَأُرسِلُ شوقيَ المَملوءَ طِيبا
إلى العُشّاقِ إذ هَجَرُوا الحبيبا
أنا لغةُ (الكتابِ) بِمِلءِ صوتي
أناديكم ، فهل ألقى مُجِيبا ؟
أنا لغةُ النّبيِّ إذا أتاكم
بِجُندِ (الضّادِ ) سُلطاناً خطيبا
فما بالُ الشّبابِ لقد قَلُوني
أصارت سِيرَتي ذِكراً مُعِيبا ؟
أصارت لَكنَةٌ عَرجاءُ فخراً
فَأُنسَى اليومَ نسياناً عجيبا
وأفواهُ الخلائقِ فارَقَتني
و أمسَت غُرّتي مَجداً سَلِيبا
لَعَمري إنّ مَحفلَكُم تهاوى
إلى القِيعانِ مُنكسِراً مُخِيبا
لماذا الزّيفُ يَغزُوكم بَنِيَّ
فأسمعُ مِنكُمُ لفظاً غريبا
و يلثغُ جُلُّ مَعشَرِكُم جَهَاراً
و يَعشَقُ بعضُكُم نطقاً مُرِيبا
كأنّ صِبايَ لم يُعجِب فَتَاكُم
فيهجُرُني لِيعتَنِقَ المَشِيبا
وكانت ليلتي غرّاءَ فيكم
و ذروةُ شاهقي صرحاً مَهِيبا
فَمِنّي صارَ جاهِلُكُم عليماً
و باتَ غلامُ قريتِكُم لَبِيبا
كَسَوتُ كلامَكم ثوباً سَلِيطاً
وقالَ لسانُكُم قولاً مُصِيبا
سَقَيتُ الجِيلَ مِن لَبَنٍ بليغٍ
كَطِفلِ المَهدِ إذ يُسقَى الحليبا
أخلّائي الكرامَ فَقَدتُموني
كما المَكلُومُ لو فَقَدَ الطّبيبا
فَعُودوا صَوبَ مَعقِلِكُم سريعاً
لعلّ الرُّشدَ يَلقَاكُم قريبا
وَ هَاتُوا مِن دِلاءِ الفُصحِ هاتُوا
عسى الغُرفاتُ تَبتَلِعُ اللّهِيبا
و إن طالَت ليالي اللّثغِ دَهراً
فَفَجرُ ( الضّادِ )قد رَفَضَ المَغِيبا
عبد السلام فايز / شاعر فلسطيني
بقلم عبد السلام فايز
سَأُرسِلُ شوقيَ المَملوءَ طِيبا
إلى العُشّاقِ إذ هَجَرُوا الحبيبا
أنا لغةُ (الكتابِ) بِمِلءِ صوتي
أناديكم ، فهل ألقى مُجِيبا ؟
أنا لغةُ النّبيِّ إذا أتاكم
بِجُندِ (الضّادِ ) سُلطاناً خطيبا
فما بالُ الشّبابِ لقد قَلُوني
أصارت سِيرَتي ذِكراً مُعِيبا ؟
أصارت لَكنَةٌ عَرجاءُ فخراً
فَأُنسَى اليومَ نسياناً عجيبا
وأفواهُ الخلائقِ فارَقَتني
و أمسَت غُرّتي مَجداً سَلِيبا
لَعَمري إنّ مَحفلَكُم تهاوى
إلى القِيعانِ مُنكسِراً مُخِيبا
لماذا الزّيفُ يَغزُوكم بَنِيَّ
فأسمعُ مِنكُمُ لفظاً غريبا
و يلثغُ جُلُّ مَعشَرِكُم جَهَاراً
و يَعشَقُ بعضُكُم نطقاً مُرِيبا
كأنّ صِبايَ لم يُعجِب فَتَاكُم
فيهجُرُني لِيعتَنِقَ المَشِيبا
وكانت ليلتي غرّاءَ فيكم
و ذروةُ شاهقي صرحاً مَهِيبا
فَمِنّي صارَ جاهِلُكُم عليماً
و باتَ غلامُ قريتِكُم لَبِيبا
كَسَوتُ كلامَكم ثوباً سَلِيطاً
وقالَ لسانُكُم قولاً مُصِيبا
سَقَيتُ الجِيلَ مِن لَبَنٍ بليغٍ
كَطِفلِ المَهدِ إذ يُسقَى الحليبا
أخلّائي الكرامَ فَقَدتُموني
كما المَكلُومُ لو فَقَدَ الطّبيبا
فَعُودوا صَوبَ مَعقِلِكُم سريعاً
لعلّ الرُّشدَ يَلقَاكُم قريبا
وَ هَاتُوا مِن دِلاءِ الفُصحِ هاتُوا
عسى الغُرفاتُ تَبتَلِعُ اللّهِيبا
و إن طالَت ليالي اللّثغِ دَهراً
فَفَجرُ ( الضّادِ )قد رَفَضَ المَغِيبا
عبد السلام فايز / شاعر فلسطيني