نجوى أسير
بقلم عبد السلام فايز
(يا ظلامَ السجنِ خيّم) دائما
لستُ أخشى ليلَ أَسرٍ ظالِما
كيفَ أخشى مع يقيني أنّ لي
ربَّ عرشٍ مستجيباً عاصما ؟!
لستُ أهوى ذلكَ الموتَ الذي
فيهِ أمضي مُستَكِيناً نائما
إنّ روحي تشتهي موتَ الحِمَى
في ميادينِ الغيارى قائما
حبّذا يومٌ عَبُوسٌ صاخبٌ
فيهِ صرتُ اليومَ دوماً حالما
فيه لُقيا كَم أتوقُ لِعطرِها !!
حينَ ألقى الخصمَ خصماً نادما
إن يضنّوا الزّادَ عنّي فَليَعوا
كم يحبّ اللّهُ عبداً صائما !!
أو يظنّوا أنّ مائي نافذٌ
دمعُ أمّي غيثُنا إذ ما همى
يا مآقي الأمِّ ِجُودي في الدّجى
و ارقبيني ، سوفَ آتي سالما
منكِ صرتُ اليومَ نجلاً باسلاً
قاهراً ندّاً حقيراً ، قاصما
يِا هَنائي أنّ قيداً في يدي
صارَ نقشاً فوقَ جلدي واشما
كم يُهيبُ السّبعُ في القيدِ الورى
كم يُهيبُ النّسرُ سرباً قادما !!
فيَّ عزمٌ لا أبالي بالعِدا
فيّ حقدٌ صار سيلاً عارما
فَأُصولي نحوَ شعبٍ صامدٍ
في البلادِ الطُّهرِ صارَ الهائما
إنّ طفلاً من ضواحينا انبرى
ليسَ يُصغي صوتَ غَيٍّ لائما
راحَ يمضي ، في يديهِ مُديَةٌ
كي تصيرَ اليومَ سيفاً حاسما
كيفَ صارَ الطيرُ صقراً جارحاً
كيفَ صارَ الظّبيُ ذئباً لاحما ؟!
إن رأيتُم طفلَنا ذا ، فاعلموا
لن يكونَ النّصرُ طيفاً واهما
يا يهوداً فاستعدّوا لِلّقا
إذ نُحِيلُ الصّفوَ يوماً غائِما
هل علمتُم أنّ قيدي زائلٌ
إنّ ربي هو خيرٌ راحِما
الشاعر الفلسطيني : عبدالسلام فايز
بقلم عبد السلام فايز
(يا ظلامَ السجنِ خيّم) دائما
لستُ أخشى ليلَ أَسرٍ ظالِما
كيفَ أخشى مع يقيني أنّ لي
ربَّ عرشٍ مستجيباً عاصما ؟!
لستُ أهوى ذلكَ الموتَ الذي
فيهِ أمضي مُستَكِيناً نائما
إنّ روحي تشتهي موتَ الحِمَى
في ميادينِ الغيارى قائما
حبّذا يومٌ عَبُوسٌ صاخبٌ
فيهِ صرتُ اليومَ دوماً حالما
فيه لُقيا كَم أتوقُ لِعطرِها !!
حينَ ألقى الخصمَ خصماً نادما
إن يضنّوا الزّادَ عنّي فَليَعوا
كم يحبّ اللّهُ عبداً صائما !!
أو يظنّوا أنّ مائي نافذٌ
دمعُ أمّي غيثُنا إذ ما همى
يا مآقي الأمِّ ِجُودي في الدّجى
و ارقبيني ، سوفَ آتي سالما
منكِ صرتُ اليومَ نجلاً باسلاً
قاهراً ندّاً حقيراً ، قاصما
يِا هَنائي أنّ قيداً في يدي
صارَ نقشاً فوقَ جلدي واشما
كم يُهيبُ السّبعُ في القيدِ الورى
كم يُهيبُ النّسرُ سرباً قادما !!
فيَّ عزمٌ لا أبالي بالعِدا
فيّ حقدٌ صار سيلاً عارما
فَأُصولي نحوَ شعبٍ صامدٍ
في البلادِ الطُّهرِ صارَ الهائما
إنّ طفلاً من ضواحينا انبرى
ليسَ يُصغي صوتَ غَيٍّ لائما
راحَ يمضي ، في يديهِ مُديَةٌ
كي تصيرَ اليومَ سيفاً حاسما
كيفَ صارَ الطيرُ صقراً جارحاً
كيفَ صارَ الظّبيُ ذئباً لاحما ؟!
إن رأيتُم طفلَنا ذا ، فاعلموا
لن يكونَ النّصرُ طيفاً واهما
يا يهوداً فاستعدّوا لِلّقا
إذ نُحِيلُ الصّفوَ يوماً غائِما
هل علمتُم أنّ قيدي زائلٌ
إنّ ربي هو خيرٌ راحِما
الشاعر الفلسطيني : عبدالسلام فايز