الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القمة والطموح العربي بقلم:عمر حلمي الغول

تاريخ النشر : 2017-03-26
القمة والطموح العربي بقلم:عمر حلمي الغول
نبض الحياة

القمة والطموح العربي

عمر حلمي الغول

ونحن نقترب من ابواب القمة العربية في دورتها ال28 في المملكة الأردنية تنتصب امامها أسئلة ذات صلة بنجاحها، حضورها، مدى قدرتها على ترميم الجسور بين الملوك والرؤساء والأمراء العرب ودولهم، كيفية إدارة الصراعات البينية ومع دول الجوار في الأقليم والأولويات العربية خلال العام القادم.

من خلال المتابعة لمجرى التطورات عشية عقد القمة، لاحظ المرء حرص ملك الأردن على إحداث قفزة في منظومة القمة ليس في المخرجات فقط، بل في الشكل ايضا، لاسيما وان القمم العربية المتعاقبة، شهدت نكوصا وغيابا في حضور الزعماء العرب بذرائع مختلفة. لهذا حرصا من الملك عبدالله الثاني  لإهمية المشاركة المباشرة للقادة، ولإدراكه القيمة التبادلية الديالكتيكية بين الشكل والمضمون. وضع ثقله على التواصل الشخصي مع الملوك والرؤساء العرب، لإقناعهم بالمشاركة المباشرة، ولعل زيارته للمملكة المغربية، ولقائه الملك محمد السادس ليعكس هذا الحرص. وبالتالي المتتبع للمشهد العربي، يمكنه الإعتقاد بان ملك الأردن نجح في الجانب الشكلي عبر أخذ موافقة الزعماء على الحضور باستثناء المرضى منهم او الفاقدين مواقعهم لإسباب سياسية.

لكن اهمية القمة تكمن في مخرجاتها، وفي الترجمة الحقيقية لقراراتها. فلا يكفي ان يعلن عن نجاح القمة لمجرد صدور بيان ختامي مصاغ بديباجة جميلة ومعبرة عن نبض الشارع العربي، بالتأكيد ما تقدم مهم، لكن الأهم هو في قدرة الرؤساء والملوك والأمراء على الإرتقاء لمستوى الطموحات العربية الرسمية والشعبية. خاصة وان الواقع العربي القائم يضع العديد من علامات السؤال حول القدرة الرسمية في إستنهاض الحالة العربية. نعم الدولة المضيفة وملكها عبدالله، وكل حاكم غيور على مصالح العرب، سيعمل قدر طاقته على تجاوز العثرات والمنغصات، وفسح المجال للمراكمة على الإيجابيات، التي ستنسجها القمة على شواطىء البحر الميت الأردنية. إن إعادة الأمل لخلق حالة من الوئام العربي العربي، وطي صفحة الحروب البينية، وتعزيز صيغ الشراكة القومية، ووضع رؤى برنامجية للإمن القومي، والتكامل الإقتصادي، ومحاربة الإرهاب وفي مقدمته الإرهاب الإسرائيلي، والتعاون لإعادة الإعتبار للدولة الوطنية بهدف قطع الطريق على المخطط الأميركي الإسرائيلي "الشرق الأوسط الجديد او الكبير"، وتجفيف الدعم ل"تنظيم الدولة في العراق وسوريا" و"النصرة" و"القاعدة" وكل المسميات والتنظيمات الإرهابية التكفيرية، وتكريس خيار الحل السياسي للقضايا العربية العربية، ووضع رؤية إستراتيجية لكبح نزعات التشيع والفرسنة الإيرانية، وقبل هذا وذاك الدعم الواضح والفعال في كافة المنابر لقضية العرب المركزية، قضية فلسطين، وتأجيل التطبيع مع دولة التطهير العرقي الإسرائيلية حتى تستجيب لإستحقاقات التسوية، وبذل الجهود المشتركة والثنائية مع الإدارة الأميركية لترشيد رؤيتها لعملية السلام، وتعزيز خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 67، ورفض اية مناورات أميركية إسرائيلية تحت يافطة عقد مؤتمر إقليمي بحضور إسرائيل قبل إقرار إسرائيل بالإلتزامات الواردة في مبادرة السلام العربية. هذه الرؤية والعمل على تنفيذها، هو ما سيقرر تحقيق القمة لأهدافها وليس البيان فقط.  

التحديات المطروحة على بساط البحث امام القادة العرب، والتي تناولها وزراء الخارجية، ووضعوا نتاجها مشروع البيان الختامي، يحتاج من الملوك والرؤساء والأمراء كل على إنفراد وبشكل مشترك  الجهود الإيجابية لدعم التوجهات القومية على المستويات كافة، ولعل السماح بعودة سوريا لمقعدها بدل البقاء فارغا، ومحاكاة النظام السوري في الحل السياسي، بغض النظر عن اي ملاحظات او تحفظات عليه، ووضع رؤى عقلانية للشراكة العربية من خلال اللقاءات الثنائية والثلاثية بين الملوك والرساء العرب على هامش القمة، مؤشرات إيجابية على طريق التقدم. كما عليهم جميعا منح القمة وقتا إضافيا من جهدهم،بحيث لا يتعاملوا معها، كأنها عبأً عليهم، حتى لو تأجل سفرهم لبعض الوقت لبلدانهم. لإنه بمقدار ما يمنح القادة العرب القمة الأهمية، التي تستحق، ويولوا القضايا العربية الوقت والجهد المطلوب، والإستعداد للتعاطي الإيجابي لإيجاد حلول إبداعية لها، بمقدار ما يمكن الجزم أن القمة العربية الثامنة والعشرين نجحت في إحداث النقلة النوعية في المشهد العربي، وإستجابت لطموح ابناء الأمة العربية. قادم الساعات سيحمل الجواب على مدى النجاح والطموح من عدمه.

[email protected]

[email protected]         
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف