الأخبار
الصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدةإسرائيل: سنرد بقوة على الهجوم الإيراني
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العولمة بقلم:أسعد العزوني

تاريخ النشر : 2017-03-26
العولمة بقلم:أسعد العزوني
العولمة
أسعد العزوني

كلمة العولمة مشتقة من العالم والعالمية ،وهي تجسد حاليا القوة الأمريكية العظمى المودعة ،والتي آلت إلى الإنحدار بسبب تبنيها للظلم الصهيوني الذي طال حتى الشعب الأمريكي الذي فشل في الإستفادة من وضع بلاده بدليل إستفحال ظاهرة المشردين الأمريكيين ،وما آلوا إليه بعد الأزمة المالية التي إفتعلها يهود بخر الخزر  الذي سحبوا أرصدتهم من بنك "الأخوين"في أمريكا وحولوها إلى مستدمرة إسرائيل الخزرية المتصهينة لتقويتها  كونها تستعد لإستقبال المسيخ المنتظر على حد زعمهم .

وهذا يتطلب منها القوة والمنعة المالية بعد العسكرية  للقيام بحرب هرمجون ضد المسلمين ،بعد أن مكنها النظام الرسمي العربي من السيطرة على الإقليم .تتسم العولمة الأمريكية بالجنون والرغبة الملحة في شطب وإلغاء الآخر،ذلك أن المحافظين الجدد ويمثلهم الحزب الجمهوري ،يريدون فرض السيادة الأمريكية بالقوة على العالم ،وكأنهم يستعيدون خرافة "شعب الله المختار" الذي يرددها يهود بحر الخزر المتصهينين ،ويعاكسون بالكامل ما يؤمن به اليهود الأصوليين الذين لم يحرفوا التوراة وفي المقدمة "جماعة  ناطوري كارتا"و"الطائفة السامرية".

وبات هؤلاء يؤمنون أن الله خلق الكون لخدمة الكاوبوي راعي البقر وأن رامبو هو منقذ العالم  ، رغم توحش الكاوبوي وشهوة القتل المتأصلة لديه،ولكنهم لم يخبرونا عن أي أمريكي يتحدثون؟

هل يتحدثون عن الأمريكي من أصل أوروبي،وهم المجرمون  الذين نفتهم الإمبراطورية البريطانية  لإجرامهم إلى مناطق نائية وهي أمريكا،ولكنهم تكتلوا وقاموا بثورة ضد الإستعمار البريطاني لأمريكا وهي ثورة الشاي ،وطردوا الإنجليز وأبادوا سكان البلاد الأصليين ،وأسسوا الإمبراطورية الأمريكية العظمى بعد أن فتحوا باب الهجرة إلى بلادهم؟

أم هل يتحدثون عن الأمريكيين من أصل عربي أو آسيوي أو إفريقي أو الذين إنشقوا عن بلدانهم الأصلية في أمريكا اللاتينية  وتأمركوا ،أم عمن تبقوا من الأمريكيين الأصليين "الهنود الحمر" ، الذين تحولوا بالقوة إلى أمريكيين يقيمون فوق أرضهم المصادرة  ،ولكن بهوية اخرى ونهج حياتي جديد؟

الدليل على أن أمريكا تريد شطب هويات العالم وسيادة هويتها وقيمها ونهجها ،هو أن العولمة التي  خرجت علينا بها  ،وشهرتها سلاحا في وجوهنا ، لم تتقولب في ناحية معينة لنتمكن من مواجهتها أو على الأقل التعايش معها والحد من أخطارها علينا في حال فشلنا في مواجهتها.

هذه العولمة التي نتحدث عنها جاءتنا بشمولية لم تترك لنا مجالا للهرب منها  أو التقليل من  أخطارها ،تماما كأن تهب عليك رياح الخماسين المثقلة بالرمل الصحراوي الدقيق من الجهات الأربع ولا تترك لك فرصة للهرب منها.

تتمحور العولمة الأمريكية الشمولية حول العديد من العولمات الفرعية وأولها عولمة الغذاء ،إذ فرضت علينا نظاما غذائيا  عنوانه الوجبات السريعة ، التي تقدمها سلسلة مطاعمها الشهيرة التي تدعم مستدمرة إسرائيل الخزرية المتصهينة ومعها أيضا  مشروب الكوكاكولا ،وبتنا نرى هذه المطاعم تنتشر بصورة ملحوظة في الصين واليابان على وجه الخصوص.

لماذا اليابان والصين ؟لأن هاتين الدولتين  تختلفان عن بقية دول العالم من حيث العادات والتقاليد  والثقافة المحافظة حد التزمت ،ويصعب إختراقهما بعادات دخيلة تخالف  ما نشأوا عليه من إلتزام وحكمة وغير ذلك،فطعامهم يختلف عن طعام الآخرين ،وهم حريصون على رشاقة أجسادهم ويمارسون الرياضة وخاصة رياضة المشي ليحافظوا على أجسادهم رشيقة دون ترهل .

لكننا شاهدنا مؤخرا  وبعد إقتحام المطاعم الأمريكية بوجباتها السريعة ومشروب الكولا  لهذين البلدين ، أن ظاهرة السمنة بدأت تتفشى عند الأطفال واليافعين بوجه خاص كونهم هم رواد هذه المطاعم .

هناك العولمة الثقافية التي ترسخ ثقافة الكاوبوي القائمة على البلطجة والقتل والنهب والسلب الذي يجسدها الرئيس الأمريكي المودع ترامب الذي أشهر عداءه للجميع ، ونراه يقود أمريكا إلى الإنهيار  بفعل ممارسته الخالية من أي مفهوم سياسي.

ولدينا أيضا العولمة الفنية التي تتجسد في أفلام الكاوبوي ورامبو  ،واخطرها العولمة الإقتصادية التي تسعى لتدمير إقتصادات العالم ليسود الإقتصاد الأمريكي.

هذه الشمولية في العولمة التي سطرها شاذون إنسانيا وهم من اليهود ومعهم الياباني الأمريكي فوكو ياما صاحب  نظرية صراع الحضارات لتسود حضارة القتل الأمريكية،ولا تسعى هذه العولمة المتوحشة لخلاص البشرية من تداعيات الحياة كالفقر والجهل والمرض والظلم والجوع ،بل تسعى لفرض نهجها .

العولمة الأمريكية المتوحشة تفضح ذاتها ،فهي التي تمارس الإحتكار في كل شيء  ،بدءا من الدواء وإنتهاء بالغذاء وها أساسيات الحياة وبدونهما لا يستقيم عيش ،  كما أنها تشترط الفيزا  لدخول الاخرين إليها ،ومعروف أن امريكا  منعت السعودية من مواصلة زراعة القمح بعد أن سجلت نجاحات مبهرة فيه ،وهي صاحبة  الحصارات كعقاب كما فعلت مع كوبا وفنزويلا والسودان ذلك البلد العربي الذي تحدى امريكا  وأخرج نفطه بالتعاون من الصينيين، الأمر الذي زاد من حقد واشنطن عليه ،وها هو ترامب يدعو لتقوية امريكا وإنعزالها عن العالم بحجة "أمريكا اولا" ويرغب ببناء جدر حولها تبدأ من الحدود المكسيكية.

يغوص مثقفونا مع الأسف وعلى الدوام في الحديث عن العولمة الأمريكية ومنهم من يمجدها وبعضهم يرجمها بحجارة من سجيل ،لكن احدا لم يجازف بالقول أننا نحن المسلمون  أول من دعا للعولمة وطبقها ،وكانت عولمة عاقلة أليفة من خلال نشر الدين الإسلامي الحنيف  القائم على "لا إكراه في الدين "و "لكم دينكم ولي دين".

قد يقول حاقد أن المسلمين أرادوا فرض الإسلام على الجميع ،ولكن الحقيقة غير ذلك ،وإلا لما وجدنا  جماعات غير إسلامية عاشت وترعرعت في المجتمع الإسلامي من مسيحيين ويهود ،ولا أعتقد أن يهود ينكرون أن أفضل مرحلة عاشوها كانت تحت الحكم الإسلامي بعد طرد من بقي منهم حيا من أسبانيا قبل نحو 500 عام ،ولكنهم غدروا كعادتهم.

وقد يقول حاقد أيضا أن المسلمين طردوا اليهود من جزيرة العرب ،وهذا صحيح ،لأنهم لم يلتزموا بأي معاهدة وقعوا عليها مع المسلمين  وحاولوا قتل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهم يعلمون في توراتهم غير المحرفة بأنه فعلا نبي  الله.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف