الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حكايات الثريا: حكايات أمي (5) بقلم:عز الدين حسين أبو صفية

تاريخ النشر : 2017-03-26
حكايات الثريا: حكايات أمي (5)  بقلم:عز الدين حسين أبو صفية
حكايات الثريا ::::

حكايات أمي :::  (5)

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

شوف يا بني يا عزوز أنا حاحكيلك عن ذلك ما قبل الهجرة من البلاد بس صدقني ظلت تلك الاحتفالات والعادات في تلك المناسبات نمارسها حتي بعد ما هاجرنا الي قطاع غزة ولم تتغير الا بالتدريج وببطئ على مدي عشرات السنين، ولكن اليوم اصبح الاختلاف كبير بسبب دخول عادات من مجتمع المدينة ومن مجتمعات أجنبية وعربية أحدثت تغيرات أصبحت من ضمن القالب الاجتماعي الحالي، خلينا يا إبنىّ نحكي عن زمان وبعدين بنحكى عن كل هذه التغيرات واسبابها بعدين .

ماشي يا ست الحبايب توكلي على الله  ..

بس لحظة يا والدتي عذراً اليوم هو ٢١_مارس_٢٠١٧ عارفة شو بيعني هذا اليوم، ٢١ مارس ؟  ولك أنا ما خرفنتش لسه ذاكرتي مليحة رغم زحمة الاحداث والهم والغم في عقلي بس أنا بأعرف انو بكره (عيد الام) ، وضحكت ضحكة يشوبها بعض الالم والحزن ، فحاولت نقلها لجو مناسبة عيد الام وبادرتها بتقبيل يديها والقول لها كل عام وانتِ بالف خير وصحة جيدة وسعادة يا والدتي،

ماشى يا عزوز على الاقل علشان اقدر اكمل الحكايات قبل ما اموت ،

بعيد الشر عنك يا حجة والله انك بعدك شباب يا نور العيون ٠

ضحكت وناولتني من يدها الطاهرة نصف (حبة كلمنتينه) كانت تقشرها بيدها أثناء حديثي معها ، تناولت هي جزء منها وانا وضعت جزء اخر منها في فمي وهي تقول ، بتعرف يا ابو حازم ، ايوه يا امي ، والله كان عندنا فواكه وبرتقال زيّ الجواهر ومن حلاوته كنا بنتشردق ، مش زي برتقال وفواكه اليوم ، ورغم هيك يا امي من اديكي حلو وزاكي ، كملي تنشوف ايش ، بحر أيوب ، و وادي النمل .

هو في مثل هذه الايام أو بعد شوية يمكن بعد شهر اي في شهر ابريل نيسان كان يمكن بعد منتصفه يأتي بحر أيوب في يوم ثلاثاء ، ثم ياتي وادي النمل في يوم الاربعاء الذي يلي يوم الثلاثاء ثم ياتي خميس الموات او خميس البيض في يوم الخميس التالي ، ثم تأتى مناسبة جمعة الحلويات ٠

وكانت ايام جميلة وحلوة ينبسط فيها كل اهالي قريتنا والقرى المجاورة وهم يخرجون من البيوت يتجهون الي البحر والساحات الواسعة والمقامات الدينية بشكل احتفالي ولا يبق في البلد والحقول إلا كبار وكبيرات السن الذين واللاتي لا يقوين على المشي والتعب  ٠

طيب يا حجة شو كان في حلويات واكل وخبز خاص في هذه المناسبات ، وكيف كان شكل الاحتفالات  

٠٠٠خلينا نحكي عن ( بحر ايوب ) وكيف كنتم تحتفلوا به ، بحر ايوب كان بيكون يوم ثلاثاء ، قبل هذا اليوم ،  بيوم او يومين ، تبدأ النساء في جميع بيوت القرية باستثناء من فقد عزيزاً لديهم فلا يتفاعلون مع أيّ مناسبة لمدة لا تقل عن سنة كونهم في مدة حداد على فقيدهم، يبدأن بصناعة خبز خاص يطلق عليه (المسفن) وهو خبز خاص بمناسبة الاحتفال بتلك المناسبات ويقال بأن هذا النوع من الخبز قد اتي الي فلسطين مع الفراعنة عندما غزوا بلاد الشام وهو خبز مقدس لديهم ، وهو خبز لا يعرفه ايّ من المدن والقرى الفلسطينية باستثناء بلدة المجدل ، وقرية الجورة ، والخصاص ، وقرية حمامة التي حافظ أهلها علي صناعة هذا الخبز في هذه المناسبات او كلما خطر على بالهم صناعته ، وكما تُشاهد يا بني أنا لم اقطع هذه العادة فانا اصنعه واخبزه عدة مرات في السنة وبدون مناسبات أحياناً ويلاقي استحساناً كبيراً من كل من يتناوله من اصدقاء وجيران عندما اوزع عليهم منه وقد عَلمت معظم زوجات أبنائي ليصنعنه بانفسهم وفق ما يحتاجون إليه ليحافظوا على هذا التراث الاصيل من عاداتنا وتقاليدنا ٠

وهذا الخبز يتكون من الطحين مضافاً اليه زيت الزيتون وبعض السمسم وحبة البركة (القزحة) والكركم (العصفر) وبعد عجنه يقطع ويرق (بالشوبك) وهو قطعة خشبية تصنع محلياً من قبل نجار القرية بشكل اسطواني ثم يتم تشكيل قطع العجين الذي تم فرده بالشوبك وبالأيادي أحياناً يتم تشكيله بأشكال رباعيةً وخماسية بعد أن يتم تطبيقه ، وبعد ذلك يتم خبزه في الأفران والطوابين الطينية ، كذلك تكن النساء قد جمعن البيض من حظائر الدواجن الموجودة في المنازل، ومن ثم يتم سلقه ، ولإعطائه ألواناً مختلفة  يوضع في الماء بعضاً من قشور ثمرة الرمان ، وقشور البصل ، لإعطائه الوان جميلة ، ولم نكن نتعامل بالسمك المملح ( الفسيخ) في هذه المناسبات كما اليوم فهذه عادة فرعونية مصرية ، أصبحنا في قطاع غزة نمارسها في مناسبات شم النسيم مع اكل البصل الاخضر ، وفي أوقات أخرى خاصة في اخر يوم من شهر رمضان ، ونحن في قطاع غزة تأثرنا بهذه العادات المصرية كون القطاع إستمر تحت إشراف وإدارة مصر حتى حرب يونية ( حزيران ) من عام ١٩٦٧ م ٠حيث تم إحتلال قطاع غزة من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي ٠

تذهب معظم العائلات  في يوم الثلاثاء الي شاطئ البحر وتتجمع اعداد اخرى من عائلات من قرى مجاورة ، ويكون بعض من الباعة المتجولون منتشرون على الشاطئ يبيعون بعض الماكولات الخفيفة وبعض الحلويات المصنوعة في أماكن اخرى كمدينة المجدل ويافا ، ويمارس بعض الشباب بعض النشاطات الرياضية كالجريّ والسباحة او المشي على الشاطئ بهدف الفرجة او المشاركة في بعض الدبكات مع مجموعات مختلفة الأعمار من الرجال والشباب وممارسة اللعب على الشبابة والغناء بالموال والحديّ الشعبي ،  وهذا ما كان يروق لجميع الحاضرين الذين يبدأون بالتحلق حول المجموعات الشبابية الذين يبدأ بعضهم يأخذهم الإعجاب بالصبايا فيبدأوا بإبراز إعجابهم بهن من خلال تركيز نظرهم عليهن وتزيد حرارة الغناء وسرعة حركات الدبكة ، وهم يقولون ، ( حطي إيدك بايدى خلينا نغرب نلحق الموسم قبل ما يخرب) وغيرها من المواويل والأقوال التى يعبر الشباب من خلالها عن سعادتهم بهذا اليوم ، وكذلك تمارس كثير من الصبايا المشي على الشاطئ وهن يخاطبن البحر و يغنين له بعض الأهازيج  التى من خلالها يرجون بركة النبي أيوب أن تحل بهن حتي يرزقهن الله بأولاد الحلال ليتزوجوهن وهؤلاء من فئات الصبايا من فاتهن قطار الزواج فيقولون  (يا بحر جيتك دايره ، كل البنات تزوجن وأنا على شطك ( دابره ) ٠

وما أن تبدأ الشمس بالغروب حتى تبدأ النساء والصبايا الراغبات في السباحة أو الراغبات بالشفاء من بعض الأمراض الجلدية (كالقوب والصدفية والبُهاق وغيرها) يبدأن بالولوج الي مياه البحر والانتظار فيها مدة طويلة من الوقت ولا يدخل الي الأعماق لما قد يشكل عليهن خطراً بل يبقين على الشاطئ الذي يلتقى مع الامواج التي تضعف ما أن تصل الشاطئ ، صنف اخر من النساء وهن من يعقدن الأمل على بركة هذا اليوم بأن يرزقهن الله بالحمل وخاصة من تأخر حملها لسبب او لآخر وذلك تيمناً ببركة النبىّ أيوب ، وهن يخاطبن البحر و يقولن ( يا بحر بَحِرها وزَطِمها صبي ) ، بمعنى  إجعل حملها ولداً ٠

تبدأ العائلات بالمغادرة الي منازلهم في القرية بعد أن يكونوا قد تناولوا جزءً من الخبز والبيض والمأكولات التي احضروها معهم وبعض الحلوى التي يكونوا قد اشتروها من على الشاطئ ، أو من تلك التى يصنعونها فى بيوتهم مثل ( المطَبَق ) وهو يشبيه فى شكله المسفن ولكن بدون أيّ إضافات حيث يقلىٰ بزيت الزيتون ويضاف إليه السكر ويصبح جاهزاً للأكل ، وهذا النوع من الحلويات يصنع فى جميع مناسبات الأعياد وأفرح الزواج والطهور وغيرها

في يوم الاربعاء (يوم وادي النمل) وهو مناسبة احتفالية كبيرة تسمى اليوم (بالموسَم)، حيث يتوافد أهالي القرية والقرى القريبة من المكان وأحياناً من القرى والبلدات الابعد نسبياً عن المكان لحضور هذا الاحتفال ، الذي يقع مكانه في منطقة شاسعة غرب المجدل وبالقرب من قرية الجورة ، والجنوب الغربى لقرية حمامة، ويبدأ توافد السكان من الصباح الباكر وتزداد أعداد المشاركين بشكل كثيف ، يمارسون الاستمتاع بمشاهدة الدبكة والعزف على الشبابة التي يقوم بها شباب من مختلف القرى ، وكذلك بعض كبار السن الذين يجسدون ابراز التراث الفلسطيني ونقله للأجيال الاخرى ، ويقوم الأولاد والصبية والصبايا بالتجوال على شكل مجموعات لمشاهدة مزيداً من الاحتفالات والفعاليات ويقمن بشراء الحلوى ومختلف الاشياء من البائعين المنتشرين في كل مكان ٠

طيب يا حجة شو كان في حلويات عندكم في ايام زمان ، والله يا بني لا كان في كنافة ولا بقلاوة وهذه الحلويات كانت في المدن الكبيرة والبعيدة خاصة في مدينة يافا الجميلة التي كانت عبارة عن تحفة فنية على البحر ومليئه بالاسواق و بما يقال عنه الان السينما ، والميناء التي كان يُصدر من خلالها البرتقال بعد وضعه في صناديق خشبية وكان ينقل للبواخر (السفن) بواسطة المراكب الصغيرة (الجروم)، وهي سفن خشبية كبيرة مخصصة للنقل البحري فقط ،  كما كان هنا فى غزة قبل وبعد عام ١٩٦٧ عندما كان يصدر برتقال غزة إلى الخارج والعديد من الدول الأجنبية  ٠

المهم في يوم (الموسم) وبعد الظهيرة يجلس الناس في جماعات ويتناولون طعامهم الذي يكونوا قد احضروه من بيوتهم، ٠٠٠ لحظة يا حجة، ٠٠ شو في انواع من الحلويات كنتم تشترونها ، كان الاولاد والبنات وأيّ واحد بإمكانه شراء حلويات مثل (الحامظ حلو) وهو مثل الموجود هالأيام تقريباً، وكذلك كنا نشترى (النمورة) نفس الموجودة اليوم وأشياء أخرى مثل الألعاب البسيطة وايضاً هناك حلويات كانت تباع من قبل بائعين يتاجرون بها يأتون بها للقرية وهذه تباع في ( يوم جمعة الحلو) ، ماشي يا بني بنحكي عنها بعدين ،

كمليي يا أمي ،  ٠٠ 

بعض نشاطات الرجال من العاب مثل (التبان) أو( البطاح أو المباطحة ) و هيي شبيهة بالمصارعة الحرة ، يتصارع خلالها الشباب وبعض كبار العمر وهي عبارة عن منافسة ينهزم فيها من يتم إلقائه على الارض وتثبيته وينتصر من يتمكن من القاء خصمه الي الارض فيرتفع الصراخ والتهليل للمنتصر وتقديم التهاني له ، وفي كثير من الأحيان يكون التصارع بين شباب من القرى المختلفة وكأنها منافسة بين القرى الأخرى ، وقريتنا حمامة مشهورة في (التبان) الذي كان يحضره العديد من سكان مدينة غزة خاصة عندما تجرى منافسة بين المتنافسين من مختلف القرى ، وكثير من هؤلاء الشباب والرجال اجسامهم كبيرة وضخمة وممتلئة وذو صدور عريضة جداً كانوا يذهبون الي مواسم ومناسبات مشابهة لموسم وادي النمل في (احتفالات المنطار) وأربعة ايوب في غزة واحتفالات النبي صالح في أواسط فلسطين وتذهب أيضاً بعض الاسر ممن يتوفر لديهم وسائل التنقل مثل الحمير والجمال والخيل ، حيث يتسابقون بالخيل مع غيرهم.

في ساحة الاحتفال كان يجرى سباقاً كبيراً للخيل من شباب القرية وبعض القرى المجاورة في ساحة فارغة مخصصة لهذا الغرض تمتد الي عدة كيلو مترات يبرز المتسابقون مهاراتهم في ركوب الخيل والسيطرة عليه أثناء تماديه في السرعة ،

وأما بعض النساء وخاصة الكبيرات في العمر يتوجهن فرادى أو معهن بعض العرائس المتزوجات حديثاً الي ( مقام الحسين ) الذي يقع على منطقة مجاورة ومرتفعة نسبياً ومبني عليها مقام سيدنا الحسين وهو عبارة عن غرفة وبها ضريح مجلل بقماش سيتان اخضر اللون ويأخذن معهن البخور ويضعنه في الغرفة للحصول علي بركة من قدسية المكان والدعاء للعروسة بالتوفيق ورعاية الله كما يقمن بالدعاء لكل افراد العائلة وان يرزقهم الله رزقاً حلالاً طيباً.

يقوم حارس الضريح ببيع تلك النسوة قطعاً من قماش حريري اخضر او بالوان مختلفة ومصنوع على شكل مستطيلات رفيعة او قطعاً مختلفة الأشكال بأثمان مناسبة للجميع لا يتجاوز ثمن القطعة الواحدة (القرش الواحد من العملة الفلسطينية) وذلك لتحل البركة والمغفرة والرحمة على من يشتريها ويحتفظ بها في جيوبه او ربطها على يده أو ذراعه ، كونها كما يظنون بأنها من مقام الحسين .

لحظة والدتي ، مقام الحسين شو بداخله ، هل هو قبر سيدنا الحسين ابن علي ، ام هو تجسيد لذكرىٰ سيدنا الحسين ، أبن ابنة رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، يا بنيّ حسب ما كنت اسمعه من الجدود ، هو مكان مقدس للاعتبارات التي ذكرتها ولكن لا احد يعلم ما بداخل الضريح ، بس يا امي ، أنا بحثت في التاريخ ووجدت بان سيدنا الحسين بعد ما قتل في العراق وقطع رأسه ، تم اخذ رأسه من العراق بهدف ايصاله الي مكة المكرمة ،  لدفنه هناك ، وان من أخذوه مروا به في مناطق عدة من فلسطين ومصر وان كل مكان كانوا يستريحون فيه ويضعون رأس الحسين فيه كان السكان تباركاً وتيمناً برأس الحسين الطاهر كونه ابن ابنة الرسول  يقومون بالتبارك من المكان ، وينشئون مقاماً يطلق عليه مقام سيدنا الحسين ، ولكن جثمانه وكذلك رأسه لم يُعرف أين استقر بهما الامر ٠

 ممكن يكون هيك يا بني ، المهم هو مكان مقدس ويحرص الناس على زيارته في هذه المناسبة ومناسبات او ايام اخرى لوضع البخور في مكان الضريح٠.

يجلس الناس مستظلين بظل الاشجار المنتشرة في الساحة مثل شجر ( الجميزه ) و ،( التوت ) ليتناولوا طعامهم الذي احضروه معهم من القرية وبعض ما يشترونها من الباعة ، ويبدأ كثير من الصبية والشباب بالتنافس بالبيض المسلوق ، وهو عبارة عن اختبار صلابة البيض عندما يتبارى كل اثنان ، كلٌ بيده بيضة ينتقيها ويقوم كل واحد بضرب بيضة الاخر ومن تُكسر البيضة خاصته ، تصبح ملك المنافس الذي تبقى البيضة خاصته سليمة ويستمر هذا التنافس ، في حين يذهب الاطفال ممن يتمكنوا من الحصول على (قرش او قرشين) يذهبون لشراء الحلويات غير الموجودة في قراهم التي تفتقر اليها (الدكاكين) ومحلات بيع الحلوى ، والبعض يقوم بشراء (الأسكيمو) وهي اشياء غير موجودة بالقرية ويأتي بائعيها من مدينة المجدل حيث يصنع فيها وهو عبارة عن ماء واصباغ مختلفة وسكر يتم تجميده في قوالب صغيرة يثبت بداخلها بعض العيدان ليسهل مسكها واستخدامها .

تبدأ الشمس بالغروب ويبدأ الناس بالعودة الي قراهم وهم يحملون ما تم شرائه وما فاض معهم من خبز وبيض لاستخدامه في اليوم التالي (خميس الاموات) ، بعد أن يكونوا اضافوا إليه مزيداً من (خبز المسفن) لاستخدامه وتوزيعه في المقابر في هذا اليوم ، ( شو أهمية خميس الاموات يا حجة ) ، يا بني في هذا اليوم جميع العائلات لا بد من قيامها بزيارة قبور موتاها في مقبرة القرية لقراءة الفاتحة على أرواح أمواتهم ولتوزيع (المسفن) وبعض المأكولات وقليلاً من النقود على اولاد الفقراء وقارئي القرآن من الغلابة بهدف إحلال المغفرة من الله لهم ولموتاهم ويعودوا جميعاً بعد هذه الطقوس بعد أن يكون البكاء قد أنهك الكثير من النساء خاصة من فقدن عزيزاً عليهن قبل مدة غير بعيدة  ٠

وفي اليوم التالي (يوم الجمعة) وتسمي (جمعة الحلويات ) يقوم السكان بشراء مختلف الحلويات من باعة وتجار يحضرونها من مدينة يافا وغيرها لبيعها في القرية ، وهذه الحلويات عدة أصناف منها (الحلاوة البيضاء أو حلاوة الشاشية  وهي الحلاوة الطحينية  ) ، ( و الحلاوة القريعية ) وهي مصنوعة من القرع والسكر، و(النمورة) و (الحلاوة الجوزية) وهي حلاوة مصنوعة باللوز والجوز وتكون صلبة نسبياً تقطع بآلات حادة كبيرة ، يقوم العديد من الرجال بزيارات تواصل مع رحمهم ومعهم بعضاً من تلك الحلويات يقدمونها كهدايا لهم في هذه المناسبة وعادة ما يتم ذلك بعد صلاة الجمعة. ٠

شو يا والدتي في احتفالات كنتم بتشاركوا فيها ، قلت لك بأن من لديه إمكانية التنقل ولديه مقدرة على ذلك والسفر يشاركون في ( احتفالات المنطار ) في حيّ الشجاعية فى غزة و ( أربعة ايوب) على بحرها  وأحتفالات ( النبى صالح ) فى أواسط فلسطين و الذي يحتاج التنقل إليه الي وسائل مواصلات التي كان يأمنها لهم بعض الشاحنات مقابل مادي.

يعطيكي العافية يا والدتي انا أتعبتك اليوم ، اتركك للراحة والنوم ، بدري يا بني ، هو قديش الساعة الان ، عشرة ونصف ليلاً ، يعني صلينا العشاء يا يني ، طبعاً يا حجة نسيتِ ولا مالك ، والله يابني منى عارفة شو اللي جرالي لما بتنجاب سيرة البلاد وكيف تركناها في غفلة من الزمن أنه بنسم بدني ، ربنا بيعين يا والدتي تصبحين على خير، وانت من اهل الخير يا بني ما تنسي تيجي بكره  ، إن ظلينا طيبين ومن أهل الدنيا ، الله يعطيك الصحة والعافية ويقويك يا امي ٠.

دكتور//عز الدين حسين أبو صفية ،،،،
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف