الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

على لسان مجنون ! - ميسون كحيل

تاريخ النشر : 2017-03-10
على لسان مجنون !  - ميسون كحيل
على لسان مجنون !

يقال خذوا الحكمة من أفواه المجانين؛ والقول ينسب عن قصة مجنون جاءه شخص في مشكلة مستعصية وبعد أن سمعها المجنون قال الجملة الشهيرة " هل عندكم مَن يشهد بأن أبي قد مات " !؟ ودون العودة إلى أصل القصة؛ فلدي رواية أخرى لمجنون يتسكع في الشوارع، ويأكل في أي وقت، وينام في أي مكان، ويتكلم باستمرار حتى لو كان وحيدا؛ وكثيراً ما يحيط به مجموعة من الصبية يتحدثون معه في أمور كثيرة من باب الدعابة، وتضييع الوقت؛ وهو ذات المجنون الذي مرّ مروراً سريعا في المقال السابق! وفي أحد الأيام؛ وفي لحظة تجلي لبعض الشباب الفلسطيني العاطل عن العمل الجالس على رصيف أحد شوارع الوطن مرّ المجنون من أمامهم؛ فصاحوا عليه طالبين منه التقدم نحوهم؛ فاقترب منهم وقال لهم خير يا طير ما الذي تريدونه يا أولاد الشياطين؟ فكان رد أحدهم سريعا؛ وهل ترانا هكذا فقال " هل كان علينا أن نسقط من علو شاهق، ونرى دمنا على أيدينا.. لندرك أننا لسنا ملائكة ؟ فقال أحد الشباب من أين لك هذا الكلام ؟ فقال المجنون هذا تأكيد على أننا كذبنا حين قلنا نحن إستثناء! فسأله آخر كيف تعلم بكل هذا؛ وأنت مجنون تائه لا مكان، ولا بيت لك؛ ولا أسرة تسأل عنك؟ فقال يحبونني ميتاً ليقولوا لقد كان منا وكان لنا! استغرب الصبية من أقواله؛ فقالوا له نريد أن نسألك بعض الأسئلة؟ فقال بشرط؛ دفعة واحدة أو أذهب عنكم! وبعد أن أحضروا له وجبة من الطعام؛ وجبة بدون ميعاد أو موعد فلا هي إفطار أو غداء أو عشاء! إنها وجبة ما بين العصر والمساء؛ ثم سألوه دفعة واحدة كما طلب وعن كل شيء! سألوه عن الحياة والنساء؛ عن غزة والحصار؛ عن الإنقسام والمؤتمرات؛ عن الفصائل والاحتلال ؟ كان يستمع إليهم وهو يأكل رغيفاً من الخبز، وحبة طماطم وخمسة أقراص من الفلافل ! وبعد أن أنهى وجبته؛ قال لا يقاطعني منكم أحد، واسمعوا جيداً من فم مجنون ماذا سأقول لكم : لقد إستنفذ الفسطينيون كل رصيدهم في المرونة حول نفسها!!! وأقوى ما صدر عنهم القدرة على إلغاء إجازة من حق المرأة في يوم المرأة!؛ أما غزة فتحيط خاصرتها بالألغام.. وتنفجر.. لا هو موت ..ولا هو إنتحار.. والحصار سيمتد إلى أن نعلِّم أعداءنا نماذج من شعرنا الجاهلي!  والإنقسام عنوان للضلال؛ فــ هل يعرف مَن يهتف على جثة ضحيته ــ أخـيـه- "الله أكبر" أنه كافر؛ إذ يرى الله على صورته هو: أصغر من كائن بشري سويِ التكوين؟ أما المؤتمرات فدعوني أقول لكم أن يوسف قد قال لأبيه : أنت سميتني يوسفاً، وهو أوقعوني في الجب؛ واتهموا الذئب؛ والذئب أرحم من إخوتي! وإن أردتم سماع رأيي عن الفصائل؛ فليس هناك افضل من أقول في الفصائل ما ذكره لاعب النرد؛ أربح حيناً وأخسر حيناً  هناك خللاً في شرايينها وضغط دمٍ مرتفع وكسلا مستديماً، والإحتلال عكس ذلك فلا يعرف الخسارة أو المرض ! وهنا أنهيت كلامي معكم أيها الصبية. فخرج رجلا من بين الزحام، من بين التجمهر الذي حدث ليسأل المجنون بغرابة وإستغراب مَن يقول عنك أنك مجنون ؟ فقال المجنون وعيناه ممتلئة بالدموع : ألم تكن فلسطين أكثر من ذريعة..وأكثر من جسر للعبور إلى ضدها ؟ فأنا مثال !

كاتم الصوت : يا أصدقاء الراحل البعيد.. لا تسألوا متى يعود... لا تسألوا كثيراً.. بل اسألوا متى يستيقظ الرجال ؟

كلام في سرك: وضعوا على فمه السلاسل، ربطوا يديه بصخرة الموتى، وقالوا أنت قاتل ! وهو ليس قاتلاً  وأنا لست مجنوناً إنما يريدون مني أن أكون مجنونا ! فهل لديكم مَن يشهد بأنني لست مجنوناً ؟

شكر: شكرا محمود درويش فأنت مرجعيتنا كلما مات شيئا فينا .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف