الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هاني جوهرية صورة الثورة ورمز ابطالها بقلم: توفيق خليل

تاريخ النشر : 2017-02-25
اقول عندما انتقلنا من القسم المسمى ب المطبخ (التصوير) في جبل اللويبدي الى الدوار الثالث واصبحنا في بحبوحة من المساحة والحرية والاعتماد على النفس واثبات القيادة لان القيادة في حينه تعني كل شيء ... ومن هنا تم اعتماد واختيار وبالتراضي والمحبة الاخ الشهيد البطل هاني جوهريه لتولي المسؤلية وبالفعل عند استقرينا في المقر الجديد تم انتقاء ستة من الاخوة المقاتلين لدورة تصوير فوتوغرافي ليتم توزيعهم على القوعد ليكونو قريبين من القوات وساحة المعركة فتولى الاخ الشهيد هاني والاخت سلافه الاشراف عليهم وبعد التخرج تم انتقاء الاخ كمال( غريب ) ليبقى بالقسم وبالفعل انضم وبداء يعمل لدى القسم وبعد فترة تم اختيار الدورة الثانية وكان من بينهم الاخ الشهيد عبد الحافظ الاسمر - عمر المختار – كان ذلك في بداية ال1969 بقي العمل التصويرفي منطقة الدوار الثالث تحت السفارة البريطانية حتى تم انتقالنا الى جبل الجوفه في جبل الجوفه اتسعة رقعة العمل اكثر والمهام اوسع والعبء اكبر والنظر للمستقبل افضل .... اذا اخذ الاخ الشهيد هاني بنظره الثاقب ليضيف الصورة المتحركة الى الصورة الثابته ليصنع منها تاريخ الصورة الفلسطينية كما المقاتل يصنع التاريخ بالبندقية ... من هنا تم اختيار عمر المختار لينضم ايضا الى الفريق .... اسمحو لي ان اتحدث عن الشهيد قليلا .... هاني جوهرية ابو فخري نم هنيئا يا شهيد السينما الفلسطينية انني اتذكر الماضي من اجل تلميع ذاكرة الاخرين بين ولادة هاني واستشهاده 78 عام ونحن الان نتذكر شهيدنا الذي عشنا ايامنا الصعبة معا وسويا طيلة سبع سنوات كأننا اخوة من ام واحدة واب واحد ولا احد من زوارنا كان يفرق بيننا من حيث المحبة والاحترام ... هكذا كنا نحن ابناء فتح في البدايات .... لقد كتبت عن شهيدنا هاني ( ابو فخري ) رغم انني كتبت او غيري يكتب لا يستطيع اعطائه ولو جزئا بسيط مما كان يقدمه كل من شاركنا البدايات في عملنا في قسم التصوير .... احب ان اعيد ما كتبته في ذكرى استشهاده التاسع والثلاثين عام ..... ولد الشهيد هاني جوهرية عام 1939 في القدس فلسطين وتربى وتعلم في مدارسها وقضى طفولته فيها وترك القدس عام 1966 بعد أن اتم درس التصوير الفوتغرافي والسينمائي في القاهر ولندن وبعد عودته من لندن ذهب إلى الأردن حيث عمل في وزارة الأعلام بعمان في تصوير الجريدة السينمائية في الفترة من 1967- 1969 وقد قام بتصوير أربع أفلام وثائقية قبل ان يلتحق ويتفرغ للعمل بالثورة الفلسطينينية وقام باخراج هذه الافلام الاربعة المخرج علي صيام وهذه الافلام الاربعة هي ... 1- الخروج 1967 . 2- الأرض المحروقة 1968 . 3- وزهرة المدائن 1969 . 4- وجسر العودة 1969. وبعد هذا الانجاز اخذه الحنين للوطن وبداء العمل السري بالتصوير لصالح الثورة الفلسطينية مع الاخت المناضله وصاحبت فكرة التصوير الفوتوغرافي في الثورة الفلسطينية .... كان هاني يعشق التصوير كعشقه للكاميرا والفن .... كان يداعب الكاميرا في أوقات فراغه كان يغني للكاميرا أثناء التصوير كان يرقص فرحاً عندما يصور كادراً لصالح شعبه ويقول أصبح لدينا وثائق عن ثورتنا عن قضيتنا تعالوا شوفوا هذا الفيلم عن القضية ...اقول الكادر بخيال الفنان كان فيلماً كان يطرب فرحاً حينما يدق جرس الباب او التلفون ويعرف أنه يوجد تصوير عملية عسكرية أو حدث عسكري كان يعشق التصوير كما كان يعشق وطنه فلسطين ولذلك كان من الطبيعي أن يشارك في الثورة الفلسطينية فهو أحد العشرة من مؤسسي قسم التصوير والسينما كما كان إسمه سابقاً وأثناء العمل به والذى أصبح الآن مؤسسة السينما الفلسطينية ماراً بأفلام فلسطين وجماعة السينما الفلسطينية وقد يرى هاني جوهرية إن أهم الأعمال التى قام بها القسم هي معرض الكرامة في شهر آذار 1969أما عن بدء النشاط السينمائي فاقول كان القسم قد بدأ نشاطاً سينمائياً محدوداً جداً فكان يقوم بإستعارة آلة التصوير السينمائيه ال16مم ليتم التصوير بها لبعض الأعمال في البداية والتى كنا نستطيع تصويرها وحسب إمكانياتنا دون وضع خطة محدودة أو برنامج معين وكان التصوير التي نقوم به بشكل عام وعندما حصل القسم في أواخر 1969 على كاميرا سينمائية 16 مم... بي ام ال وكانت من احدث الكاميرات مع الة تسجيل صوت ناغرا بدأنا في وضع خطة وكان لنا أول فيلم في 1969وهو فلم لا للحل السلمي . قام الح الشهيد هاني بتصوير فيلم الحق الفلسطيني " وفيلم شهادة الأطفال في زمن الحرب " وعندما بدأت المؤامرة في الأردن عام 1970 سيبتمبر كان هاني أحد المصورين الذين إستطاعوا ومن خلال الكاميرا بتوثيق هذه الحرب الذى دارت رحاها على مدار أسبوعين ومن خلال هذه المواد الوثائقية قد عمل فيلم " بالروح بالدم " وهنا الحق يقال بأن فيلم بالروح بالدم كان عمل جماعي وليس عمل فردي قد إشترك به أكثر من أخ وحتى أعضاء في اللجنة المركزية قد شاركت به وبالفكرة والتى تم العمل بها كلها... وبعد خروجنا من الاردن بقي الاخ هاني في عمان الاسباب امنية وفي عام 1975 إلتحق هاني بالقسم ثانيةً وشارك في تصوير الواقع ومعارك الفدائيين .
يعد هاني جوهرية "أول سينمائي عربي فلسطيني يسقط شهيداً في معركة مباشرة ضد الهيمنة الصهيونية " قتلت القذائف المارونية الإسرائلية المصور السينمائي هاني جوهرية في الحادي عشر من نيسان 1976 في تلال عينطورة. "أثناء قيامه بتصوير فيلم عن نضال القوى الوطنية والتقدمية اللبنانية والثورة الفلسطينية ضد القوى الانعزالية. ولم يكن ذلك أمراً عادياً فتلك القنبلة الصهيونية أرادت أن تسكت عين الكاميرا التي شهدت على مسلسل القتل والعدوان الصهيوني الذي ظل يستهدف اللاجئين الفلسطينيين في الجنوب اللبناني.
انقل كلمات الاخت جانيت فتالة جوهرية ( هند ) زوجة هاني جوهرية: في صباح اليوم التالي لاستشهاده دق الباب في ساعة مبكرة جداً، كانوا نحو ستة شبان وبينهم خديجة أم عمار، لم يبلغوني بشيء فقد علمت وحدي ومن ملامح وجوههم بأن هناك حدث رهيب، صرخت بأعلى صوتي 'أرجوكم قولوا أنه مصاب ولا تقولوا أنه استشهد'.
واستشهد هاني جوهرية! استشهدت العين الطاهرة، واللقطة البطولية، في مشهد لا يختلف كثيراً عمّا التقطته كامرته .
وتتابع جانيت في الحادي عشر من نيسان عام 1976، توجه هاني إلى الجبل 'عينطورة' مع مجموعة كبيرة من قيادات الثورة وكوادرها، أذكر منهم فاروق القدومي 'أبو اللطف' ومحمود درويش ومعين بسيسو وآخرين، وكان من المفترض أن يعود معهم في المساء ولكن حياة المقاتلين وطريقة دفاعهم عن الثورة في أعلى قمة عينطورة ومنظر الثلوج استهوته كثيرا فأبى أن يعود إلا حين يأتي بمادة دسمة للأرشيف وبقي هناك لغاية يوم الأحد حيث ذهب مع المقاتلين على خط النار. انطلقت قذيفة باتجاههم فصوّر لحظة الانطلاق وأحبّ أن يصوّر مكان السقوط، وللأسف سقطت أمامه على بعد حوالي مترين إلى ثلاثة وانفجرت، وطار هاني وكاميرته حوالي مترين وسقط شهيدا. انتظرته مساء الأحد وكنت أنتظر هاني الحسن الذي كان ينوي زيارتنا ولم يأتوا الهانيين (هاني الحسن ذهب لزيارة القائد ياسر عرفات 'أبو عمار' قبل مجيئه إلينا، وهناك علم بالخبر وصدم فلم يقوَ على المجيء) وشارك أبو عمار شخصيا بتنظيم مراسم الجنازة.
ولأن الكثيرين حاولوا أن يضيعوا الصورة، وأن يخنقوا الحقيقة، كان آخرون يحفظونها، ويعشقونها، ويستشهدون من أجلها، فقد وفت الثورة الفلسطينية منذ رصاصتها الأولى وعدها بأن توصل صوتها وصورتها العادلة والحقيقية إلى كل العالم،وكان هاني جوهرية وفى لقضيته، فانطلق لكل ذرة تراب وطأته قدم مقاتل فلسطيني، تارة يظهر مجموعة مقاتلين تنتشر في أرض قاحلة، وآخرين في مشية عسكرية، ملثم هناك، وملثم هنا، طفل يزحف على الأرض بكلاشينكوف، وآخرين أمام لوح تعليمي يتلقون تعليم البلاد وتاريخها وفنون القتال النظرية.
كانوا يسابقون المقاتلين صوب ميادين القتال، لم يخافوا صاروخ طائرة أو قذيفة دبابة، لم يخافوا طلقة المحتل، بل كانوا يُخيفونها، لذا التقطوا لنا وللأجيال الآتية للثورة الفلسطينية في أشد معاركها الوجودية. ولم يكونوا مصورين وصحفيين فقط، بل كانوا إنسانيين جدا، كما يليق بثائر يدافع عن قضية عظيمة كقضية شعبنا، وكما الصورة نقية طاهرة كانت قلوبهم.عودة الى الاخت هند لمتابعة الحديث .. تقول جانيت في حديثها كان رفاقه ينادونه مسيح الثورة لأنه كان يتمتع بأخلاق عالية ومشاعر إنسانية عظيمة، أذكر أن أحد العاملين معه كان يريد الزواج ولا يملك مالا لشراء شبكة للعروس، فأعطاه هاني بعض المال وجاءني سائلا أن أعطيه بعض المصاغ من مصاغي حتى يقدمه صديقه للعروس.
وتتابع: جاءنا أحد الشبان وقال إن زوجته أدخلت المستشفى في حالة ولادة وهي خائفة جدا ولا أهل لهما ولا يوجد من يقف إلى جانبها وكانت الساعة على ما أذكر حوالي السابعة والنصف مساء، أي موعد عشاء ابنتنا الصغيرة وحمامها ونومها، فجاء هاني ورجاني أن أترك 'هبة' وسيقوم هو بكل ما هو مطلوب، وطلب مني أن أذهب للمكوث إلى جانب السيدة حتى تضع مولودها. هذه أخلاق هاني الذي كان مستعداً لأن يضحي بالغالي والنفيس في سبيل إسعاد الآخرين. كان مثالا حيّا للزوج والأب والمناضل والرفيق، كان لديه حلم كبير لم يكتمل، مثل كل أحلام الفلسطينيين، لكنها ضاعت.
صور كثيرة في أرشيف 'وفا' توثق لثورة مجيدة وتبقيها متقدة، بين حرب وأخرى، بين ترحيل وآخر، بين انتصار وأمل وحق، وهاني جوهرية يعيدنا إلى معسكرات الفدائيين في الأردن، إلى معسكر عين السخنة، حيث كان يتلقى مئات الشبان الفلسطينيين تدريبات على مختلف الأسلحة والرمي، ينطلقون من بين الأسلاك الشائكة زحفا على صدور عارية، ويقفزون فوق النار والدخان الأسود، يخرجون من تحت الأرض يصرخون تحيا فلسطين، يتدربون القناعة والانضباط واللياقة البدنية، وكان قائد المعسكر يقوم بعملية الرمي بالذخيرة الحية في عمليات التدريب. كل ذلك كان يجري في أجواء حماسية من مدربين قادة تخرجوا من كليات حربية من دمشق والقاهرة والجزائر. للحديث بقية
الكاتب : توفيق خليل
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف