الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أكبر من مؤتمر شعبي بقلم:يونس أبو جراد

تاريخ النشر : 2017-02-25
أكبر من مؤتمر شعبي بقلم:يونس أبو جراد
أكبر من مؤتمر شعبي ..

تظهر في عنوان المقال الرغبة الواضحة في أن يكون النشاط الذي سيُعقد في إسطنبول أكبر من مجرد مؤتمر، ولا أخفي طموحي ككثير من الفلسطينيين بأنَّ ما هو مطلوب من ذلك المؤتمر يتجاوزه إلى البحث عن تمثيل حقيقيٍّ، قويٍّ، جامعٍ للفلسطينيين في جهات الأرض الأربع، بعد تغييب اللاجئين كقوة مؤثرة على وفي القرار الفلسطيني، وتهميش قضيتهم لدى القيادة الفلسطينية.

تقام المؤتمرات عادة لتكون منصات انطلاق لأفكار قابلة للتنفيذ، وصياغة برامج تساعد في تحقيق الأهداف التي يجتمع من أجلها المؤتمرون.

 تعد المؤتمرات الصهيونية التي عقدت تباعا منذ المؤتمر الأول عام 1897م، وحتى وقتنا هذا، المحضن الطبيعي لميلاد الحركة الصهيونية، التي أنشأت ما يسمى "إسرائيل"، وتمثل تلك المؤتمرات نموذجاً يُحتذى به في الجدية والعمل الجبار من أجل تحقيق الهدف الأكبر آنذاك، وهو إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين. وتوحي الوثائق الخاصة بتلك المؤتمرات بأهمية ما ورد فيها من مقررات ونتائج أصبحت في بضع عقود واقعاً ملموساً على الأرض، تمثلت بنجاح الصهاينة في إقامة "إسرائيل" على أرض فلسطين.

كما يتيح الاطلاع على وثائق تلك المؤتمرات التعرف على آليات العمل التي عكست العقلية الصهيونية في التعاطي مع قضايا اليهود في أنحاء العالم، وقد ذكرت ذلك سريعاً؛ لأنني ممن يدعون إلى ضرورة دراسة تجربة الحركة الصهيونية في العمل من أجل تحويل الأفكار إلى وقائع عنيدة قادرة، كما نطالع في كتاب "الدولة اليهودية" لمؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل.

في الحالة الفلسطينية، هناك العديد من المؤتمرات التي أقيمت في مسيرة جهاد شعب فلسطين ضد الاحتلال الصهيوني، ومن قبله البريطاني، بعضها كان برعاية فلسطينية من الألف إلى الياء، والكثير منها كان برعاية عربية تطغى فيها برامج الأنظمة وحساباتها على الأهداف الفلسطينية الكبرى.

لقد ظل الفلسطينيون على هذا الحال، حتى استطاعوا أخيراً أن ينظموا مؤتمراً تحت عنوان "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، وهو كما يعلن في أهدافه يسعى إلى لملمة شتات اللاجئين الفلسطينيين والاستفادة من طاقاتهم وجهودهم في تحرير بلادهم المحتلة، وتحقيق العودة إلى فلسطين.

ما تزال فلسطين وحدها القادرة على منح ساكنيها، والمهّجرين منها، معنى مختلفاً، رغم أن اللاجئين لم يدخلوها من قبل، وهم الذين اختصروا الحياة في كلمة واحدة "العودة"!

فلسطين مثل البيت، جسد وروح، هي عالم الفلسطيني الأول، قبل أن يُقذف به في العالم، عالمه الأول ولو لم يسكنه من قبل، أو يعرف الطريق المؤدية إليه، فالصلة الحميمة التي تربط الفلسطينيين بأرضهم جعلت من جماليات الأمكنة التي يقطنونها، جمرات تتوقد تحتهم، لا تطفئها إلا العودة إلى فلسطين.

لم يعد اللاجئون يميلون إلى الأسماء الرنانة، في المؤتمرات والحركات الوطنية وحتى المعارك، لم تعد تغريهم الوعود بالحلول السياسية، ولم تعد تنطلي عليهم الأكاذيب. كل شيء أصبح بالنسبة لهم واضحاً مكشوفاً، وأصبحوا قادرين منذ آخر معارك الوهم، وأول حروف سلام الشجعان أن يميزوا بين غثِّ القضية وسمينها، بين فوهة البندقية المقاتلة، وسنِّ القلم المفاوض!

رغم هذا الوعي المتراكم، والذاكرة المشتركة بين اللاجئين، والتي تعني الهوية المشتركة لهم، ما يزال الفلسطينيون في شتاتهم يتساءلون فيما إذا كان ثمة من يمثل وزنهم الحقيقي، ويستفيد من مواردهم في تحقيق العودة، وفي الوقت ذاته يتساءل المفكرون لماذا يواصل اللاجئون بحثهم عن القائد أو المنظمة التي تجمع شتاتهم، ولا يقومون هم بهذه المهمة، لماذا لا يمثلون أنفسهم بأنفسهم، بعدما تركتهم منظمة التحرير الفلسطينية في الشتات وعادت إلى فلسطين بسلطة حكم ذاتي، ودولة من شِبرين؟!

في انتظار انعقاد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، نحن أمام العديد من الأسئلة التي تشكل الإجابة عنها صورة عما يتوقع من هذا المؤتمر:

هل سينجح المؤتمر في وضع فلسطينيي الخارج في بؤرة الصراع، وجعل قضيتهم في صدارة الاهتمام، بعد غياب أو تغييب جعل قضية اللاجئين في أدنى درجات الاهتمام الرسمي والشعبي فلسطينياً وعالمياً؟

هل سيؤسس المؤتمر لعمل متواصل وجبّار في سبيل العودة إلى فلسطين المحتلة، أم سيكون جزءاً من حشوٍّ مستمرٍ في قضية لا تحتمل الحلول الترقيعية، والاجتهادات الفصائلية؟!

 هل سينجح المؤتمر في جعل الملايين السبعة قوة ضغط فلسطينية هائلة في أنحاء العالم، أم ستبقى قوى مشتتة لا يستفاد منها في أحسن التقديرات سوى في العمل الحزبي؟

هل سيتمكن المؤتمر من تعريف الفلسطينيين باتجاه رياح التاريخ، حتى يقللوا زمن المعاناة في الوصول إلى أهدافهم؟ أم أنه سيكون ريحاً جديدة لتشتيت مراكبهم القديمة؟!

هل سيعيد المؤتمر التأكيد للعالم، على أن وظيفة التاريخ أن يمشي كما نملي نحن الفلسطينيين، بعدما جعَلَنَا "سدنة أوسلو" نظهر كما لو كنا نتسول العودة التي هي حقنا، والأرض التي هي ملكنا؟!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف