عبد الوهاب البياتي، عمار دندن، وأحلام الوحدة والبناء والتحرير
صديقي خالد الطريفي قرر أن يرش شيئاً من الملح والفلفل فوق جروحي. فشاركني تقريره من وكالة معاً.
ترى خالد كم عدد الناس الذين يعرفون عبد الوهاب البياتي في فلسطين وبلاد العرب قاطبة؟ هل يبلغ عددهم واحد في الآلف من الذين يعرفون عمار دندن ويعقوب؟
مات البياتي في دمشق في العام 1999 ولم يكن معه ثمن طبق الحمص.
عندما كان في عمان قبل ذلك بسنوات سألت أحد أصدقائي وانا في زيارة للأردن إن كان بإمكاني أن أرى شاعرنا العظيم البياتي، فقال طبعاً إن كان معك ثمن طبق الحمص وشيء من الشراب. دمعت عيناي: هذا الرجل قامته تساوي قامة ت.س. اليوت في الانجليزية أو بوشكين في الروسية أو فيكتور هيجو في الفرنسية، وقد يكون أعظم شعراء العربية في العصر الحديث لكنه يجوع. لا أحد يقرأ الشعر أو الرواية أو يشاهد اللوحات أو يستمع ل "الموسيقى" أو يهتم بالفلسفة أو السياسة أو يأبه لشأن الفيزياء.
أعرف أن أمريكا وأوروبا والصين ..الخ فيها جمهور واسع يتابع برامج الإثارة من قبيل ما تقدمه ام بي سي من برامج الصعود الاجتماعي عن طريق إرسال رسالة أو عن طريق برامج المواهب.
بالطبع في كل مكان يوجد جمهور واسع من هذا النوع. المصيبة أنه لا يوجد لدينا جمهور غيره.
قبل أن يموت البياتي اصدر ديوان "نصوص شرقية" وقد كتب عنه أحد النقاد: "لقد توقف البياتي عن كتابة الشعر، إنه يعيد كتابة اللغة العربية."
وفي إسبانيا وحدها كتب أكثر من 200 أطروحة دكتوراة عن العملاق عبد الوهاب البياتي، لكن الجمهور الذي قد يغضب مني في هذه اللحظة لا يسمع به ولا يأبه لشأنه ولا لشأن العروبة أو فلسطين أو التصنيع أو التزريع، أظن الجمهور منغمساً كلية في متابعة ام بي سي هندي، وام بي سي اراب ايدول، وام بي سي أشياء أخرى.
صباحكم صباح الأمل الذي حمله البياتي حتى اخر لحظة لأنه :
مهما طال صراع الأبعاد
فستبقى (دمشق) وبغداد
جرحاً يتوهج
أملاً يتجدد
ذكرى كونية
لطفولة شاعر
صديقي خالد الطريفي قرر أن يرش شيئاً من الملح والفلفل فوق جروحي. فشاركني تقريره من وكالة معاً.
ترى خالد كم عدد الناس الذين يعرفون عبد الوهاب البياتي في فلسطين وبلاد العرب قاطبة؟ هل يبلغ عددهم واحد في الآلف من الذين يعرفون عمار دندن ويعقوب؟
مات البياتي في دمشق في العام 1999 ولم يكن معه ثمن طبق الحمص.
عندما كان في عمان قبل ذلك بسنوات سألت أحد أصدقائي وانا في زيارة للأردن إن كان بإمكاني أن أرى شاعرنا العظيم البياتي، فقال طبعاً إن كان معك ثمن طبق الحمص وشيء من الشراب. دمعت عيناي: هذا الرجل قامته تساوي قامة ت.س. اليوت في الانجليزية أو بوشكين في الروسية أو فيكتور هيجو في الفرنسية، وقد يكون أعظم شعراء العربية في العصر الحديث لكنه يجوع. لا أحد يقرأ الشعر أو الرواية أو يشاهد اللوحات أو يستمع ل "الموسيقى" أو يهتم بالفلسفة أو السياسة أو يأبه لشأن الفيزياء.
أعرف أن أمريكا وأوروبا والصين ..الخ فيها جمهور واسع يتابع برامج الإثارة من قبيل ما تقدمه ام بي سي من برامج الصعود الاجتماعي عن طريق إرسال رسالة أو عن طريق برامج المواهب.
بالطبع في كل مكان يوجد جمهور واسع من هذا النوع. المصيبة أنه لا يوجد لدينا جمهور غيره.
قبل أن يموت البياتي اصدر ديوان "نصوص شرقية" وقد كتب عنه أحد النقاد: "لقد توقف البياتي عن كتابة الشعر، إنه يعيد كتابة اللغة العربية."
وفي إسبانيا وحدها كتب أكثر من 200 أطروحة دكتوراة عن العملاق عبد الوهاب البياتي، لكن الجمهور الذي قد يغضب مني في هذه اللحظة لا يسمع به ولا يأبه لشأنه ولا لشأن العروبة أو فلسطين أو التصنيع أو التزريع، أظن الجمهور منغمساً كلية في متابعة ام بي سي هندي، وام بي سي اراب ايدول، وام بي سي أشياء أخرى.
صباحكم صباح الأمل الذي حمله البياتي حتى اخر لحظة لأنه :
مهما طال صراع الأبعاد
فستبقى (دمشق) وبغداد
جرحاً يتوهج
أملاً يتجدد
ذكرى كونية
لطفولة شاعر
