الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عـمـــلاء وخــــونــــة بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2017-02-24
عـمـــلاء وخــــونــــة بقلم:حسن زايد
عـمـــلاء وخــــونــــة

تاريخياً وفي أعقاب ضرب الأسطول الأمريكي في بيرل هاربور ، شعر الأمريكيون بالخطر المحدق بمصالحهم ، فقاموا بإنشاء مكتب أطلقواعليه : " مكتب الخدمات الإستراتيجية " . تنحصر مهمته في اكتشاف الخطر قبل وقوعه ، والتخلص من مصدره بأي وسيلة ، في إطار برجماتي خالص ، قاعدته أن الغاية تبرر الوسيلة . وبعد انتهاء الحرب قام ترومان بالغاء هذا المكتب ، وتسريح أعضاءه . إلا أن ترومان سرعان ما أدرك أن هزيمة الفاشية ـ والنازية ، لا تعني إنهاء الصراع الدولي ، وإنما تعني تخلص المعسكرين ، الشرقي الشيوعي ، والغربي الرأسمالي ، من نقيض ثالث كان يمثل خطراً عليهما . إذ سرعان ما سعي الجانبان إلي أعادة ترتيب أوراق الصراع ، وتوسيع مناطق النفوذ . حيث شرع الإتحاد السوفيتي في ضم دول شرق أوربا التي حررها إلي جانبه ، وتدعيم الأحزاب الشيوعية حول العالم لمواجهة الإمبريالية ـ هو مصطلح ، يستخدم للإشارة إلى سياسة حكومة الولايات المتحدة ، في ممارسة الهيمنة على دول أخرى ، من خلال القوة العسكرية ، والاقتصادية والسياسية ـ العالمية . بينما شرعت أمريكا في احتواء كل أوربا ، والتخطيط لاستعادة شرق أوربا من دائرة النفوذ السوفيتي . ومن هنا كان مشروع مارشال الذي يهدف إلي مساعدة دول أوربا الغربية ، وخاصة المهددة بأزمات إقتصادية ، حتي لاتقع في أيادي الأحزاب الشيوعية . وهنا غضب الروس ، وأطلقوا علي هذا التوجه : " استعمار الدولار " . ثم خطي الأمريكان خطوة أكبر ، من خلال إعلان ترومان عن برنامج النقطة الرابعة لتأييد السلام العالمي . يدور البرنامج حول أربعة محاور هي : التأييد المطلق للأمم المتحدة . كسب الشعوب بالعمل علي الإصلاح الإقتصادي . تقوية الأمم التي تعادي الكتلة الشيوعية . تقديم المعونات لتحسين أحوال كل دول العالم . وفي المقابل كون الإتحاد السوفيتي حلف وارسو ، ومنظمة الكوميكون ـ سوق اقتصادية اشتراكية ـ ومن هنا بدأت الحرب الباردة بين المعسكرين . وقد أدرك الأمريكان مبكراً ، عدم كفاية مشروع مارشال ، وبرنامج النقطة الرابعة ، لإزالة الشيوعية من طريق الرأسمالية ، فاتجهت إلي تغيير عقول الشعوب ، ودفعها في اتجاه كراهية الشيوعية ، وتقديم النموذج الأمريكي الرأسمالي ، كبديل ثقافي بأبعاده في الحرية الفردية ، عن طريق استزراع ذلك في مختلف المجتمعات ، وإيجاد علاقة سببية بين الخبز والرأسمالية . ولتحقيق ذلك أنشأت أمريكا الـ : CIA ليتولي الجانب الثقافي في الحرب الباردة . وقد تشكل الجهاز من بعض أعضاء مكتب الخدمات الإستراتيجية المنحل ، وكان أبرزهم آلان دالاس . وكان أول أعمال الجهاز تشكيل الواجهة ، أو الغطاء ، الثقافي الذي سيعمل من خلاله علي تحصين العالم من وباء الشيوعية ، والتمهيد للمصالح الأمريكية في الخارج ، فكان الكونسورتيوم . وكان الكونسورتيوم يضم مجموعة من الراديكاليين الذين كفروا بالشيوعية ، ليقوموا هم بأنفسهم بنقدها ، من خلال مختلف الوسائط المتاحة ، من كتابة المقالات ، أو إلقاء المحاضرات العامة ، أو كتابة الروايات الأدبية ، أو الأعمال المسرحية ، علي أن تدور هذه الأعمال حول أسباب اعتناق الشيوعية ، والإيمان بها ، ثم الكفر بها ، والتوبة عنها . وعندما يأتي الخطاب من شيوعيين منشقين يكون أكثر إقناعاً عما إذا جاء من عناصر رأسمالية . وعندما افتتح الروس بيتاً ثقافياً في برلين ؛ لنشر الثقافة الشيوعية ، قامت أمريكا بافتتاح بيوتاً ثقافية في مختلف دول العالم ، لنشر الثقافة الأمريكية من خلال المحاضرات العامة ، والعروض السينمائية والمسرحية ، وحفلات الموسيقي ، والمعارض الفنية ، وإرسال فرق موسيقي الزنوج الأمريكان ، لنفي عنصريتها الدفينة . ومنح جهاز المخابرات صلاحيات هائلة في سبيل المحافظة علي الصورة الأمريكية المرسومة دعائياً وإعلامياً . وكذا استخدام الأنشطة النفسية السرية ، بما في ذلك التخريب ، والتدمير، بالإنقلابات والإغتيالات ، ومساندة حركات المقاومة السرية ، والمعارضة السياسية ، في الدول المعادية لأمريكا ، وذلك علي نحو متقن لا تنكشف معه أي علاقة بالحكومة الأمريكية . وأعطي الجهاز الحق في التمويل اللازم لأنشطته دون تقديم أي بيانات عن أوجه الصرف ، حتي لا يكون هناك مستند يثبت مسئولية الحكومة . وقد عمل جهاز المخابرات علي تجنيد عناصر له في كل مناحي الحياة الأمريكية ، بقصد كشف الشيوعيين الأمريكيين . وقد قام الجهاز بتشكيل اللجنة القومية من أجل أوربا الحرة ، لاستغلال مهارات اليهود الشرقيين في المنفي بقصد تطوير برامج للتصدي للأنشطة الروسية . ثم أسس منظمة الحرية الثقافية ، التي تحولت فيما بعد إلي الإتحاد الدولي للحرية الثقافية ، وأنشأ فروعاً له في 35 دولة ، أصدرت أكثر من 20 مجلة ، وقامت بتنظيم المعارض الفنية ، والحفلات الموسيقية بقصد كسر الوعي بالشيوعية عند المثقفين . وقد تم الإستعانة بمؤسسة فورد ، ومؤسسة روكفلر لتنفيذ مشروعات مشتركة . ولقد سيطر الجهاز علي مجمل الحياة الثقافية علي نحو مخيف ، باعتبار ما فعله في مجال الفن والأدب ، لإعادة بناء البنية الثقافية في العالم ، علي نحو يدفع الشعوب إلي التخلي عن الأنماط القيمية التقليدية القديمة ، واكتساب أنماط جديدة ، كالتركيز علي الحريات المطلقة بلا حدود ، في مقابل القيود الموجودة في الشرق . فحين تتشرب الجماهير ثقافة تداعب غرائز التملك ، والتفرد ، والأنانية ، لن تقاوم الإنقلاب علي القديم . وهذا ما يراهن عليه النظام العالمي الأمريكي الجديد الذي أعلنه بوش ، وأداته في ذلك منظمة التجارة العالمية ، التي لا تقتصر مهمتها علي مبدأ حرية التجارة ، وإنما تمتد إلي مبدأ الحرية الثقافية ، حتي يتحول العالم إلي النموذج الأمريكي . فهل هذا التراث الأمريكي يمكن اعتباره بعيداً عن أحداث ما يطلق عليه الربيع العربي ؟ . وهل أفلت مثقفينا ، وشعرائنا ، وفنانينا ، ونقادنا ، وعلمائنا ، ومؤرخينا ، من قبضة هذه الأجهزة ؟ ! . وهل يدركون ـ سواء وعوا ذلك أم لم يعوه ، راق لهم ذلك أم لم يرق ـ أن الإستسلام لهذا الإخطبوط يعد عمالة وخيانة ؟ ! . أسئلة أظنها في حاجة إلي إجابة .
حـســـــن زايـــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف