الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تابو بقلم : محمود حسونة

تاريخ النشر : 2017-02-24
تابو بقلم : محمود حسونة
تابو!!!
دخل معلم اللغة العربية على فصله بهيئته الرتيبة و ملامحه العابسة ، وبعد عدة إجراءات روتينية مملة ، كلف تلاميذه المرهقين الضجرين كتابة حوالي عشرة أسطر عن أمنية يرغبون في تحقيقها سواء كانت عاجلة أو مؤجلة ، لاحظ المعلم إقبال التلاميذ على الكتابة و انهماكهم في ذلك ، بعد وقت مناسب جمع المعلم الكراسات وبدأ بتدقيقها ، وعندما فتح الكراسة الأولى ودقق فيها ، نادى على صاحبها موجها له السؤال : لماذا ترغب يا بني في أن تكون طبيبا ؟ رد التلميذ على الفور : لكي أساعد الفقراء ،و سأفتتح عيادة مجانية لمعالجتهم ، قال المعلم :أحسنت ، أتمنى لك ذلك على شرط أن لا تكون شركة ربحية مع أصحاب الصيدليات و المختبرات ، فيتنقل المريض المسكين بينك وبين المختبر و الصيدلية ، ثم تناول المعلم كراسة أخرى وبعد أن دقق نظره فيها سأل صاحبها : لماذا اخترت أن تكون محاميا ؟ رد التلميذ : لكي أساعد الفقراء و أدافع عن حقوقهم !! المعلم: أحسنت، أتمنى لك التوفيق، لكن عندما نظر المعلم في الكراسة التالية وقف منتفضا كالملدوغ، وجحظ عينيه الضيقتين، وصرخ بصوت فيه مزيج من الغضب والارتباك !! من صاحب هذه الكراسة ؟؟ فلم يجبه أحد!! كانت الكراسة بدون اسم، قلّب المعلم صفحات الكراسة بأصابعه المرتعشة ، عله يعثر على اسم صاحبها، ولكن دون جدوى، فصرخ مرة ومرة : من صاحب الكراسة ؟ وقد ظهرت بوضوح علامات التوتر و الضيق على كامل بدنه !! أخيرا وقف أحد التلاميذ مرتجفا صامتا ؛ فتوجهت أنظار جميع التلاميذ نحوه ، خيم صمت مخيف على الفصل و فجأة صرخ المعلم :أأنت صاحب الكراسة يا مجنون ؟؟!! كيف تتجرأ على كتابة مثل هذا ؟ بقي التلميذ واقفا صامتا ،وقد ازداد خوفه و ارتباكه ، طلب المعلم من أحد التلاميذ أن يذهب مسرعا ويستدعي الناظر فورا للضرورة القصوى!! ظل الصمت مخيما على الفصل ؛ وقد ساد الذهول والحيرة على التلاميذ ، حضر الناظر مسرعا إلى الفصل وقد انتبه لمنظر التلاميذ الصامتين المندهشين ، وذلك التلميذ الواقف المرتبك ، ناول المعلم الناظر كراسة التلميذ دون أن يتكلم بكلمة واحدة ، وحين قرأ الناظر ما كتبه التلميذ بحلق عينيه وبدأ جسمه يرتجف و أصابه خليط من الغضب و الذهول !! فرك الناظر عينيه بعصبية وأعاد التدقيق في الكراسة ؛ وقد ظهرت عليه علامات الغضب الشديد، ثم وجه كلامه بصوت مخنوق مرتجف للتلميذ المصلوب كالصنم: أنت من كتب هذا الكلام يا كل... ؟؟ لم يتلفظ التلميذ بكلمة واحدة وزاد ارتباكه وحيرته وقلقه ،وقد زاغ بصره وشعر بأنه على وشك السقوط ، سحب الناظر التلميذ من يده كالخروف الذاهب إلى المذبح ، و توجه به إلى غرفة فارغة واحتجزه فيها ،وطلب من أحد الأذنة الوقوف على الباب لحراسة التلميذ !! وعلى الفور عقد الناظر اجتماعا طارئا سريا للهيئة التدريسية ، وفي الاجتماع تداول المعلمون كراسة التلميذ بينهم ، كان كل معلم ينظر لما كتبه التلميذ ينتفض ويقذف بالكراسة لمعلم آخر دون أن يتكلم بعد أن تصيبه الرعشة و الذهول!!!! و أخيرا طلب الناظر من المعلمين أن يشيروا عليه للتصرف في مثل هذا الموقف ، فاتفقوا على استدعاء ولي أمره ، على أن يكون كل شيء سريا للغاية ، تمّ استدعاء ولي الأمر من مكان عمله بعد إلحاح شديد ؛ فالأمر يتطلب منه الحضور الفوري دون تأجيل بل الحضور حالا حالا ، وعندما حاول ولي الأمر الاستفسار عن السبب لم يتم التوضيح له ولكن تم إبلاغه على أن الأمر خطير و خطير جدا!!! حضر ولي الأمر على عجل وكان مرتبكا بشكل كبير ، لم يتحدث معه أحد في الأمر وكل ما حدث هو أنه استلم كراسة ابنه وطُلب منه قراءة ما كتبه ابنه ، وعندما بدأ بالقراءة بدأ جسمه بالارتعاش وأخذت عيناه ترمش بسرعه وسقطت منه الكراسة وهو يقول : هذا غير معقول !! هل ابني الذي كتب هذا ؟؟ انهال الرجل بالضرب و الشتائم على ابنه حتى كاد أن يغمى عليهما ، ثم ناشد الناظر والمعلمين وهو يلهث أن يعطوه فرصة أخيرة لتربية ابنه ، و أن يكون الأمر سريا ، سحب الرجل ابنه و وهو يشتمه ويتوعده بالعقاب و التوبيخ ، و في البيت سلم كراسته لأمه التي بهتت مما كتبه ابنها و انهالت هي بدورها عليه بالضرب و التوبيخ !!!! وعلى الفور قامت بحرق الكراسة وذرت الرماد للريح !! وتم حجز الصبي الصغير في غرفة صغيرة لإعادة تربيته على أن يكون الأمر سريا فلا يعلم به أحد حتى ولوكان من المقربين !!!
بعد فترة تسرب إلى تلاميذ المدرسة السر في أمنية التلميذ المفصول !! فقد تمنى أن يكون رئيسا لدولة عربية !!!!!!فتلك الأمنية من التابوهات المحرمة حتى ولو كانت حلما أو أمنية لصبي واعد !!!
بقلم : محمود حسونة ( أبو فيصل )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف